محمد الشاعر لـ "عربيات: أجواء الريف أشعلت مواهبي، وبالتحدي واجهت الإحباط
لم أتعلم كثيراً في المدارس نظراً لظروف أسرتي، وانتهى بى الحال إلى الصف الخامس الابتدائي فقط.



مرة أخرى تنفرد مجلة عربيات بمحاورة واحدة من أكبر فلاسفة ومفكري الألفية الثالثة وهي الأمريكية الشهيرة البروفيسورة مارثا نوسباوم Martha Nussbaumالأستاذة حاليا بجامعة شيكاغو، وصاحبة الإسهامات الرائدة في حقول علمية مختلفة لا سيما في ميادين الفلسفة والسياسة وعلم الاجتماع والدفاع عن حقوق الإنسان، ولها في ذلك مؤلفات ذات شأن، ترجمت لأهميتها القصوى إلى جميع اللغات العالمية، نالت أهم وأشهر الجوائز التكريمية، آخرها الجائزة المعروفة "أمير آستورياس"عام 2012 في العلوم الاجتماعية، وفي اللقاء التالي نتعرف عن كثب على آراء البروفيسورة مارثا نوسباوم حول أبرز القضايا التي تشهدها الساحة العربية والعالمية الراهنة.
التعليم قد يقود الغرب للنظر إلى المسلمين كبشر كاملين الأهلية
في كتابك "التعصب الديني الجديد"ذكرت بأن الجهل بالإسلام هو السبب في ظهور ما يسمى بـ"الإسلاموفوبيا "في أوروبا،هل تتصورين بأن التعليم كاف لحل هذه المعضلة، ألا تعتقدين بأن وسائل الإعلام يلعب دورا سلبيا في تشويه صورة الإسلام بأمريكا وأوروبا لأسباب سياسية بالدرجة الأولى ؟
في الواقع، أنا أجد ضمن كتابي الذي ذكرت أكثر من سبب واحد للموجة الحالية من الخوف وعدم الثقة التي تستهدف الإسلام، ومن بين هذه الأسباب أن أوروبا لم تعتمد المبادئ الدستورية المشتركة الخاصة بحرية المعتقد و احترام المساواة في هذا الشأن، ففي كتابي قدمت شرحاً وافياً حول تطور الدستور الأمريكي وأثمن الحل الذي يطرحه، غير أنه مع ذلك ظل هناك مشكل عميق، وهو مسألة الهوية الوطنية، فالولايات المتحدة شأنها شأن بلدان مثل الهند، وأستراليا، وكندا وإفريقيا الجنوبية وعدد غير قليل من الدول الأخرى ترتكز هويتها الوطنية على مبادئ سياسية محضة، فإذا تقبلت هذه المبادئ ووافقت على العيش وفقها فستكون مواطناً مستوفياً كامل الحقوق، وبالنسبة للأوروبيين فقد اعتمدوا معياراً يتضمن مفهوماً مغايراً للهوية وهو مؤسس على الأفكار الرومانسية التي من بينها التراب، الدم، السلالة و اللغة باعتبارها من صميم الانتماء الوطني، ولهذه الأسباب مجتمعة فهم يجدون صعوبات بالغة في تقبل المهاجرين الجدد، الذين لهم مظاهر مختلفة عنهم ، حيث بالفعل كل شخص يصر في الحفاظ على هويته العرقية والدينية يعامل بتمييز ويقصى، وفي هذا السياق أذكر بأن اليهود في أوروبا خلال القرن الثامن عشر كانوا يعاملون بنفس المعاملة التي يلقاها المسلمون اليوم.
وفي تصوري أن التربية والتعليم هما بالفعل ضروريان، وبخاصة إذا كان هذا التعليم يمس الخيال ويدفع الناس إلى رؤية المسلمين كبشر مثلهم و متساويين معهم في الحقوق، ولكن ذلك لن يكون كافيا ًدون تغيير في الطريقة التي يتم بها تصور الأمة والانتماء.
الهند نموذج ديموقراطي ناجح لم تتدخل بريطانيا في إرساء قواعده
هل تعتقدين بأن الربيع العربي يعد مطية للإنسان العربي من أجل الحصول على حريته وكرامته، و ما هي رؤيتك لمستقبل العالم العربي في ظل الأحداث الكبرى التي شهدها إبان السنوات الأخيرة ؟
أنا لست خبيرة في شؤون العالم العربي، فعملي حول الإسلام وقد ركزت فيه خاصة على نموذجي الهند وبنغلاديش، اللذين لهما تاريخ مختلف تماماً، وأتصور بأن السؤال المهم هو كيف توصلت الهند إلى الوصول إلى حكم ديمقراطي تعددي ناجح، حيث لعب المسلمون فيه دوراً نشطاً، صحيح لم يخلو ذلك في بعض الأحيان من العنف والتمييز، ومع ذلك فالمواطن الهندي صار يفتخر بهذا الإنجاز، فكيف يا ترى نجحت الهند في تطويع نظام مثل النظام الديمقراطي الذي يحترم فعلاً المساواة بين المواطنين؟، وماذا يلزم البلدان العربية كي تحاكي هذا النظام الناجح؟
من هنا نشير إلى أن قيادة غاندي ونهرو تعد جزءاً مهماً من هذا الإنجاز التاريخي، لكن يبقى من غير الواضح حتى الآن أن القادة المتمسكين بتحقيق المساواة بين المواطنين سوف يبرزون في العالم العربي، كما أريد أن أشير أيضاً إلى الدور الذي لعبه الدستور الهندي المتميز، الموضوع من طرف بي آر أبدكار وهو من "الداليت " (أو من طبقة "المنبوذين"حسب التسمية القديمة)، والذي يتضمن حماية واسعة للأقليات والنساء.
وأخشى أن مصر-مثلا- لا تملك نفس الدستور –على الأقل حتى الآن، الشيء الآخر الذي ينبغي أن نقوله ضمن هذا السياق، هو أن البريطانيين رغم ما حققوه من نجاحات هائلة في الكثير من النواحي، إلا أنهم لم يرسوا أي أساس للديمقراطية في الهند من خلال دعمالإصلاح القانونيوسيادةالقانون، و ليس واضحا حتى الآن ما إذا كان هذا الأساس قد تم بناءه في العالم العربي.
وعلى نفس الصعيد، يكشف المنشق الإيراني أكبر غانجي في كتابه الممتاز "الطريق إلى الديمقراطية في إيران"أن الشروط المسبقة للديمقراطية موجودة في إيران، وحدها تقريبا بين دول العربية ( نذكر من بين هذه الشروط المستوى العالي في مجال التعليم، مجتمع مدني مهيكل بشكل جيد،حركات شبابية قوية، واستقلالية المرأة) غير أن إيران لم تتمكن من تكريس الديمقراطية في بلدها بسبب واحد هو القمع الوحشي، كما يعتقد هذا الكاتب بأن شروط الديمقراطية وضعت بشكل غير مكتمل في أنحاء أخرى من العالم العربي.
في كتبك نجد دفاعاً مستميتاً عن العلوم الإنسانية، خصوصا في مواجهة تكنولوجيات الاتصال الجديدة، بروفيسورة ألا تعتقدين أن أفكارك، وعلى الرغم من أنها تمثل دفاعاً مشروعاً عن الذكاء البشري، إلا أنها قد لا تؤثر في هذا العالم الذي يستسلم تماما إلى مغريات تكنولوجيات الاتصال الحديثة نظراً لخدماتها المتعددة؟
في الحقيقة إن كتابي في هذا المجال لم يوجه إلى الذين يعتقدون بأن التكنولوجيا هي مسألة ثروة فحسب، بل تحديداً للأشخاص الذي يؤمنون بالحرية السياسية وقضية الديمقراطية، وكان هدفي من ذلك هو حث الناس على دعم العلوم الإنسانية، مبرهنة على أنها هامة لبقاء و استمرار الديمقراطية، وفي تصوري أن هناك شريحة واسعة من الناس يمكنها أن تنتصر في هذا الشأن حتى ولو كان في مقدورها عدم تشجيع العلوم الإنسانية عن حب أو ذوق خاص.
المرأة الأمريكية تحلم بشغل مناصب في السلطة مقارنة بالهند
و ما هو رأي البروفيسورة نوسباوم في قضية المساواة بين الرجل والمرأة التي ما زال يدور بشأنها جدل كبير في أوساط المثقفين وخاصة في مجال الحرية، على اعتبار أن هناك فارقاً شاسعاً ما بين مفهوم الحرية لدى المرأة الهندية والسويدية ،على سبيل المثال، فهل برأيك ثمة معيار مشترك لمفهوم الحرية عند نساء العالم أجمع؟
لا أدري لماذا وضعت مقارنة ما بين الهند والسويد، لقد أمضيت زمنا طويلا في الهند وأعتقد بأنك ستجد من الصعوبة بمكان إيجاد بلد يلتزم بعمق في تكريس المساواة مع المرأة، ففي الهند النساء يشغلن مناصب في السلطة مازالت المرأة الأمريكية تحلم بها، على سبيل المثال كانت كوشيك باشو مستشارة اقتصادية للرئيس مانموهان سينغ وفي نفس الوقت رئيسة جمعيتنا الخاصة بالتنمية والقدرات البشرية، كما أنها باحثة كبيرة أمضت سنوات طويلة من مسيرتها المهنية في الكتابة حول المساواة ما بين الجنسين، والوكيل العامالحالي للهند أنديرا جيسينغ، تعد من المدافعين القانونيين عن الحركة النسوية وهي التي أنشأت المنظمات غير الحكومية الرائدة التي تعمل في مجال المساواة بين الجنسين، كما أن المستشارة الرئيسية لصونيا غاندي هي جين دريز الباحثة الاقتصادية التي ساهمت في تأليف كتب مشتركة مع أمارتيا سن (المتحصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1998) كما عالجت العديد من القضايا الخاصة بالمساواة بين الجنسين، وحتى لدى المعارضة فإن مسألة المساواة بين الجنسين تظل من أبرز الأولويات التي لا تجرؤ المعارضة من الجمهوريين في الولايات المتحدة على اتخاذ نفس مواقفها، وكل هذا يعني أن هناك التزاما شعبيا كبيرا ضمن هذا المجال في الهند، وهذا في الحقيقة منهج متبع منذ زمن ليس بالقريب، حيث أن غاندي ونهرو كانا من أشرس المدافعين عن المساواة بين الجنسين وقد منحا للمرأة مناصب سيادية في الحكم.
وفي عدد كبير من الولايات الهندية تشغل المرأة منصب رئيس وزراء ،وفي المجال الأكاديمي فإن للمرأة نفوذا لم تحصل عليه أي امرأة في أي دولة أخرى في العالم حسب معرفتي الشخصية ، وعليه فإن الفجوة ما بين الجنسين في الهند فيما يخص فرص التعليم والعمل غير موجودة على مستوى الطبقات المثقفة، وهي بالتالي تستمر في المناطق الريفية مشكلة عائقا كبيرا في مسيرة التقدم الاقتصادي بتلك المناطق، وعليه يجب القول بأن المشاكل في هذا الشأن لا تزال ذات شأن لكن مع الالتزام والتضامن العام لمواجهة هذه الصعاب فإنني أعتقد أن المستقبل يبدو أكثر إشراقا.
المرأة في السويد، تتأرجح مكانتها في المجالين الأكاديمي والسياسي
وفيما يتعلق بالحالة السويدية فإن هذا البلد صحيح يعاني من عنف جنسي أقل مقارنة بالولايات المتحدة والهند والنساء يبرزنا على نحو جيد في المجال السياسي، لكن على المستوى الأكاديمي فإنهن يبقين بعيدات في الخلف، ويرجع ذلك إلى تقاليد النصح والإرشاد وزواج الأقارب وشخصيا لا أريد أن يكون لي مستقبل مهني في السويد !
ولو خيرت ما بين الهند والسويد فقد يكون ذلك بالنسبة لي لحظة حرجة وصعبة، لأنني أعتقد بأن النساء الجامعيات يعاملن بطريقة أحسن في الهند غير أن المناخ العام في السويد أفضل بالنسبة لي، كوني لأزال مغنية هاوية أعاني من عديد الحساسيات..
وأعود إلى سؤالك "هل هناك معيار مشترك لمفهوم الحرية لدى كل نساء العالم؟"
نعم، أعتقد أنه يوجد هذا المعيار، إن ملف اللجنةالمعنية بالقضاء علىالتمييزضد المرأة CEDAWيعد وثيقة عالمية كتب وصدّق عليها من طرف كل نساء العالم، حيث أجد اختلافات طفيفة بين الأمم، على سبيل المثال، فإن السويد يعد البلد الأكثر رفضا لعدم تجريم العمل في مجال نوعية الجنس مقارنة بالدنمارك أو الهند، لكن هذه قضية تحتاج إلى برهنة أكثر تفصيلا، غير أنه فيما يتعلق بالقضايا الكبرى وخاصة تلك التي تضمنها ملف اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة فإن هناك اتفاقا وإجماعا شبه كلي.
المرأة العربية قفزت في المجال الأكاديمي وتحتاج إلى المزيد سياسياً واقتصادياً
و ما رأيك في المرأة العربية المعاصرة ؟
مرة أخرى، أقول بأنني لست مختصة في الشؤون العربية، حيث أعمل كثيراً في الهند وأغلبية النساء المسلمات اللائي أعرفهن هم في الولايات المتحدة، غير أنني بناء على الزيارات التي أقوم بها إلى الأردن أو لبنان، فإنني معجبة جدا بالطاقة الحيوية وكذا النجاح الذي حققته النساء العربيات، وقد تم عقد الاجتماع السنوي لجمعية التنمية البشرية في العاصمة الأردنية عمان، وفي حرم الجامعة ذهلت حين اكتشفت بأن 75% من طلبة هذه الجامعة المتميزة هم من الإناث، وهن يشكلن مجموعة مثيرة فعلا للإعجاب، وذات الشيء بالنسبة لطالبات الجامعة الأمريكية في بيروت، وأتصور أن المرأة في هذين البلدين لا تزال مع ذلك بحاجة إلى قطع أشواط معتبرة في مجال المساواة بين الجنسين في الميدان السياسي والاقتصادي، علما بأنهن خطونا خطوات كبيرة في ميدان المهن و التربية والتعليم، وعليه فهن فقط بحاجة إلى توسيع رقعة هذا النجاح الملحوظ، أما بالنسبة للمرأة المصرية فهي في وضع أكثر هشاشة وعدم استقرارن.
حق المرأة في الحجاب مكفول، والأوربيون متشددون حيال ذلك
لقد دافعت بشراسة عن الحجاب والنقاب، وهو موقف معتدل نادرا ما يلاحظ عند امرأة غير مسلمة، كيف استطعت تجاوز مورثوك الثقافي للوصول إلى هذه القناعة الإنسانية وبالتالي الانفتاح على الآخر المختلف عنك؟
أتصور بأن دفاعي عن اختيار ارتداء الحجاب أو البرقع (وطبعا دفاعي مبني على أن يكون هذا السلوك اختياريا وليس مفروضا بالقوة والعنف)، قد تم قبوله بشكل واسع في الولايات المتحدة وهو الموقف الغالبية الساحقة، ويبدو أنه حتى الجمهوريين المحافظين اتفقوا مع هذا الرأي ، والبعض من أفراد عائلتي محافظون جدا، كما تابعت أيضا حصصا كانت تبث من محطات إذاعية محافظة، وعليه فقد عرفت فيما بعد أن هناك إجماعا عاما على أن الناس حين يريدون أن يعبروا عن قناعاتهم الدينية باللباس، فإن لهم كامل الحق في ذلك، لكن في أوروبا الوضع يختلف تماما، فإن أرائي اعتبرت وكأنها خارج التيار الغالب و حتى "هجومية ".
ومن هنا واستنادا إلى طبيعة المشاكل التي سبق لي ذكرها أن الأوروبيين يعتقدون بأن الناس يجب أن يذوبوا ويتبنوا أفكار العرق المسيطر، كما أنهم يعتقدون بأن الدين نفسه يعد من الأفكار المنتمية إلى ما "قبل الحداثة "وبالتالي فإن كل لباس ديني يعد محرجا، وأتصور بأنني كيهودية و أرتل في معبدي يجعل الناس في أوروبا غير مرتاحين، وعليه ما العمل؟
أعتقد أنه علينا أن نعيش حياة دينية منفتحة والحديث بحرية، وإظهار ذلك في حياتنا، طالما أننا مواطنون ملتزمون و من حقنا التعبير عن هويتنا الدينية، وهذا ما أقوله عادة لطلابي المسلمين في الجامعات الأمريكية عندما يطلبون نصيحتي في هذا الشأن، غير أنه في أوروبا فإن وضعهم سيكون صعبا جدا، على اعتبار أن الفكرة الرئيسية المبنية على الاحترام المتبادل لم يتم قبولها بعد، وطالما أن الدول الأوروبية تستدعي المهاجرين الجدد إليها بغرض القيام ببعض الأعمال التي تحتاج إليها، فإنني آمل أنه مع مرور الوقت سوف تتغير مثل هذه المواقف المتشنجة، والأمر على كل حال يشبه أن نستضيف البعض لكي نعاملهم بفظاظة عندما يصلون إلينا.
التمييز يهدد سكان المناطق النائية من العالم
العالم السياسي اليوم يعتمد في المقام الأول على القوة والمصلحة، وأنتِ ترين بأن الكرامة البشرية وتكافؤ الفرص هي جوهر العدالة الاجتماعية والحرية، كيف يتم التوفيق بين هذين المبدأين المتناقضين؟، أليس هذا الصراع الجدلي يعد وقود المحرقة الإنسانية منذ أزمنة سحيقة؟
أعتقد أنك متشائم جدا في مجال السياسة، وبالتأكيد هناك دور كبير تلعبه القوة والمصلحة، هو أمر ليس بجديد، لكن في الوقت الحاضر لدينا حركة مزدهرة فيما يخص الدفاع عن حقوق الإنسان،وفي تصوري أننا ببساطة في حاجة للحفاظ على الحديث عن أهمية هذه القيم، ودعم الناس الذين يناضلون من أجل تحقيقها، وفي الوقت نفسه علينا أن نعمل لكي تكون أمتنا مهما كان وضعها تطبق المعايير الإنسانية العليا التي تتحدث عنها، وأنا أرى بأن الناس عادة يظنون بأن التهديدات التي تطال الحرية والمساواة لا تقع سوى في المناطق النائية من العالم، في حين أن نفس هذه التهديدات في الغالب توجد على مرمى حجر من منازلهم.
هي نموذجاً فريداً لامرأة عربية جمعت شخصيتها عنفوان الأنثى وعقلانيتها، وشاعرة مرهفة الحس، شدى بكلماتها مطربون وموسيقيون عرب أمثال لطفي بوشناق ونصير شمة ومدحت صالح. بحثت عن الفن في التراث العربي؛ شعراً ونثراً وأعلاماً، وأحيت بقلمها تاريخ شخصيات كانت في طي النسيان حين ألفت "رجال مبارك بن لندن يتحدثون"، و"الشرعبي ذاكرة 100 عام"، و"أيام لطيفة"إلى غير ذلك من مؤلفات وكتب حرصت خلالها ألا تغفل اعتبارات الملائمة والمعاصرة. وهي إعلامية حاضرة بما تثيره عبر المرئي والمقروء والمسموع من موضوعات اجتماعية مثيرة للجدل والنقاش والبحث والتنقيب فيما يخصها ويخص المرأة العربية في كل زمان ومكان، بل ويخص المهمشين والمهمشات من ذوي المرض والإعاقة؛ حيث تقرأ لها "إبراهيم .. طفولة لا تعرف الحلوى"، و"أم تقهر صمم أبنائها الثلاثة بمفردها"، هذا وغيره كثير يلقاه المثقف العربي في سجلها الإعلامي والصحفي الواسع.. إنها المصرية "هويدا عطا"الملقبة بـ "سيدة الصحراء"، الشاعرة والإعلامية، وسفيرة النوايا الحسنة بخيمة التواصل العالمية –خيمة حكيم العرب بدولة الإمارات ـ والتي خصّت "عربيات"بأحدث حواراتها حول الجديد والقديم من إبداعاتها وعالمها .
بداية ..من أين ابتدأت رحلة الشاعرة وإلام انتهت؟
بدأت رحلتى مع الإبداع فى سن مبكرة؛ فبمجرد عودتى من المدرسة كنت أحضر على الفور كراسة الرسم وقلم الرصاص والألوان وأفترش بهم أرضية شرفة بيتنا، وأبدأ بالرسم، فقد كان للمشهد الرائع والذي يقع مباشرة فى اتجاه بيتنا بمدينة جرجا العريقة بمحافظة سوهاج مقراً للحكم العثماني في أوج فترات حكمه، مشهد تمتزج فيه ألوان الطبيعة من جبال "صفراء"ومياه النيل الزرقاء وأوراق الغيطان الخضراء والملونة، وكان لهذا المشهد الأثر الكبير في خلق موهبتي الأدبية.
هل لعبت المرأة دوراً ما في حياتك الإبداعية؟
بالتأكيد؛ فحضن أمى الحنون وصوتها الدافئ كان يملأ المكان ويبهج الحياة بشكل عام، بجانب حسها الفني والأدبى الراقي وإن كانت لم تكمل تعليمها، إلا أنها كانت ماهرة جدا فى سرد حكاياتها القديمة، ولم أكن أجد مفراً من الاستسلام لها ولخمائلها السحرية التى تأخذني إلى مواقع الحدث وتاريخه، علاوة على هذا فهى كانت تستحق وبجدارة أن تلقب بالأم المثالية لما لاقته من شقاء شديد فى تربيتنا والإصرار على تعليمنا والوصول بنا إلى بر الأمان، فى وسط مجتمع قبلي كان يتحدى بشراسة تعليم الفتاة ويعتبره عاراً آنذاك.
ما الذي يثير حفيظتك بشأن المرأة العربية؟
ما يثير حفيظتى أنها لا تستغل القوانين والتشريعات الممنوحة لصالحها، فتسمح لنفسها أن يساء استخدامها كسلعة مستهلكة ومثيرة ومستفزة فى الإعلانات التليفزيونية الرخيصة والتى تظهر مفاتن جسدها كأداة إغرائية لشراء المنتج، وأيضا استسلامها للاستغلال الغير أخلاقى من قبل منظمات الإتجار بالبشر، إلى جانب خضوعها الشديد للمظهر الشكلى الزائد عن حده... مما يؤدى بها إلى سوء فهمها وبالتالى التجرؤعليها.. وإثارة نظرة الاستخفاف بها، ثم تأتى فتشكو!
ما المشكلة النسائية التي ترينها عالقة في عنق الرجل ويجب عليه الوفاء بها؟
ظلم المرأة وعدم احترام عقليتها أو منحها فرصة التعبير عن نفسها، وعدم قدرته على تجاوز فكرة "سي السيد"، متجاهلاً أن المرأة تملك عقلا مثله يفكر ويبدع، وكل ما يحدث دوما من مشكلات مستعصية بين الرجل والمرأة يحتاج إلى حل فورى، وعلى الرجل أن يتذكر أن آخر ما أوصى به رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو المرأة فى خطبته بحجة الوداع "استوصوا بالنساء خيرا" .
ما الذي جنته حملتك "الأيادي البيضاء"دفاعاً عن المرأة وحقوقها؟
سلطت الضوء على المرأة ودورها فى كل الأماكن وخاصة النائية منها.. وأظهرت إنجازاتها على كل المستويات المختلفة بالمجتمع، وما تلك الحملة إلا نور أطل على بصائر النساء العربيات في كل مكان تواجدن به وأفرد ظلاله على ما يقمن به من العمل المتميز.
وهل كان لتلك الحملة تركيز ما على أوجه إبداع المرأة بصفة عامة؟
نعم بالتأكيد، فحملة الأيادي البيضاء تتبنى الدرر الإبداعية المكنونة لفتيات ونساء لم يجدن الوسيلة المناسبة والأيادي المساعدة لإظهار هذه المواهب وتلك الإبداعات الخضراء، بل وتهتم كذلك بالأمومة والترقي بفلذات الأكباد إلى مستويات علمية وثقافية يرضى عنها المجتمع، حتى يكونوا بمثابة ثمرات يانعة نافعة نفتخر بها جميعا، والحمد لله من خلال عملي الإعلامي شاركت ولو بجزء يسير في خدمة المرأة العربية وخاصة النساء المتميزات في دولة الإمارات وكان بعضها بمثابة اكتشاف.
ما الذي يعنيه كونك "سفيرة للنوايا الحسنة"؟
كونى سفيرة للنوايا الحسنة بخيمة التواصل العالمية بدولة الإمارات، يعنى الكثير بالنسبة لي، خاصة بعدما لاقيته من المحبة والتقدير على أيدي من اختارونى لهذا اللقب والعمل، لذا فإن هذا الاختيار يحملنى مسؤولية مضاعفة، أولها أن أكون عند حسن الظن ، وثانيها أن أعكس صورة مشرِّفة لبلدى مصر، وأعمل على تكريس التواصل الإنسانى الإيجابي بين البشر، فى رحاب هذه الخيمة الخضراء.
ماذا عن الوجه السياسي لـ "هويدا عطا"؟
أنا لا أنتمي إلى أي أحزاب سياسية.. فقط أنتمي إلى الطيبة والمحبة والتسامح والأخلاق والآداب والتقاليد التي أوصى بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وإلى كل من يمسح دمعة حزينة ويطفيء حر ظاميء ويشبع نفساً جائعة، أو يسعد النفس الإنسانية الحائرة في كل زمان ومكان، فإذا ما تحققت كل هذه الأسس الرحيمة ستمحو الصورة المشوهة للصراع السياسي بين الدول، وما يؤدي بها إلى حروب ومهالك لا يجني إنعكاساتها إلا بسطاء الناس والمهمشن منهم.
عشقي للتاريخ والصحراء يأسرني
أي دواوينك الشعرية تعتبرينه نقلة نوعية في شعرك؟
بالتأكيد ديوانى الأول "الطرف الآخر من العتمة"وهو أول ديوان نثري، كان النقلة الأولى والنوعية بحياتى الشعرية لما حواه من فلسفة شعرية نالت إعجاب الكثير من الشعراء والأدباء ومنهم الشاعر الكبير الدكتور حسن طلب والشاعر المبدع الصديق أحمد الشهاوى والشاعر القدير نصارعبدالله وغيرهم.
حالياً، ما الذي يشغلك على مستوى الكتابة والتأليف؟
أنا الآن بصدد إصدار كتابين؛ الأول أدبى وهو "شرفة الياسمين"والذى يضم مجموعة مقالاتى الأدبية التى نشرت بمجلة "المرأة اليوم"، والثاني كتاب سيرة تاريخية يحمل اسم "أيام الفيروز"وهو عن الشاعر الإماراتى الراحل "جمعة الفيروز"وتجربته الشعرية والإنسانية المؤلمة وهو من أهم شعراء الإمارات، وسأحاول أن ألملم وريقاتى الشعرية المهترئة حتى لا تندثر تماما فى ديوان ثالث "للقصيدة النثرية"قريباً إن شاء الله .
كتابك "عابروا الربع الخالي"يشي بحب عميق للتراث القديم، فهل لك أن تحكي لنا عن هذه العلاقة؟
نعم، أعشق التاريخ وكل ما يمت للقدم بصلة، أو كل ما أشتم به رائحة الماضى الجميل وعبق القصص والحكايا الإنسانية والتاريخية المؤثرة، وهذا عشق يتملكني حتى النخاع، وأجد فيه بغيتى ومادتى الإنسانية الدسمة التى تأسرني فلا أستطيع الخروج من حبائلها وإغرائها، وللعلم أنا ايضاً عاشقة للصحراء متلهفة دوماً لكشف عالمها وإغوائها الوسيع، والحمد لله عقدت صداقات جميلة مع أهل البدو من شيوخ القبائل ونسائها، حتى أنهم لقبونى بـ "سيدة الصحراء".
لماذا اخترت عنوان "واه يا غلبي"الدال على مزيج من التهكم والسخرية والألم .. عنواناً لديوانك عن الثورة المصرية؟
و كان فى الأصل يحمل الآهة باللهجة المصرية ولكن شاء صديقى العزيز الشاعر "محمدعيد ابراهيم"وأيضا الروائى العزيز "إبراهيم عبد المجيد"صاحب "بيت الياسمين"الذى صدر عنه الديوان، أن يمنحاه الحرقة والآهة الصعيدية التى تعبر بالفعل عن كل ما جاء به من إحساس وعشق ومحبة وامتعاض وكره ونقد وسخرية لهذا العالم الذى نحياه ولا يروق لنا أحيانا، فيقذفنا بكل ما أوتى من قسوة وغلظة وإيذاء.
هل تتفقين مع الرأى القائل بأن المرأة العربية أسرفت كثيراً في شعر الحب والرومانسية في الوقت الذي أهملت فيه قضايا أكثر أهمية؟
بالطبع لا، فليس كل المبدعات كذلك، وهناك بعض الأسماء الشعرية النسائية المعروفة، التي تغنت بألم ووجع الأوطان، خاصة في الأحداث التي نمر بها اليوم والتي تدفع القلب والإحساس للكتابة عن كل ما تحويه هذه الأوجاع والآلام وبكاء القلب الدائم على الوطن المليء بالجروح والجبهات المفتوحة على أفواه الأعداء المتربصين كالذئاب للانقضاض على الفريسة.
لماذا في رأيك تفر المرأة العربية من الشعر إلى الرواية في الوقت الحالي؟ وهل نحن في زمن الرواية فعلاً؟
سيبقى الشعر ديوان العرب ولسانها، وهذا لا يمنع أبداً من أن تكون للقصة القصيرة والرواية ثوبها ورونقها الخاص، وربما تكون الرواية قد وجدت من يهتمون بها ويصنعون لها مقاماً عالياً من التقدير والتكريم؛ لذا اتجهت بعض الأقلام إلى كتابتها، رغم أن كثيراً من تلك الأقلام ربما يكون مؤهلاً أكثر لكتابة الشعر وليس الرواية أو القصة، ومن ثم يكون الاتجاه لكتابة الرواية أحياناً هو نوع من التغيير والهروب من رتابة وملل الاقتصار على ممارسة جنس أدبي واحد، وعموماً فلن يتغير أبد الآبدين ثوب الإبداع لونا ورائحة وحسا وإشعاعا، طالما هناك قلوب تنبض بالمحبة والإحساس والشعور، وتلك الأجناس المختلفة لابد أن تأتى بإبداعات مختلفة.
لعلاقة الثقافية بين مصر والسعودية بحاجة للإرواء
إلى أى مدى تربطك علاقات بالحركة الأدبية لشاعرات المملكة العربية السعودية؟
نلتقى بمحبة الإحساس على طاولة الإبداع المزهرة بكل الألوان من هنا وهناك، فتصبح فرصة "لتقافز"ما تسكنه قلوبنا من محبة وما يشغل عقولنا من شغف بالكلمة والبوح بها لتنطلق فى بهاء إلى أذهاننا، ومشاركاتي متكررة مع شاعرات المملكة فى الفعاليات الثقافية المختلفة.
ما تقييمك للعلاقات الثقافية بين مصر والسعودية في الوقت الحالي؟
تحتاج هذه النوعية من العلاقات إلى توسيع الرقعة الثقافية بشكل يبدى للجميع فرصة الالتقاء التنويرى والفكرى، ويترك بصمة وارفة بين البلدين، وإن كان هذا موجوداً لكنه في حاجة ماسة إلى مزيد من الارتواء.بصراحة، هل لمست فارقاً وجدانياً في البيئة الشعرية والأدبية الحاضنة بين الإمارات والقاهرة؟
قديما ربما كان الفارق واسعاً لكنه اليوم قد تضائل، وباتت الثقافات تأتى إلى دولة الإمارات من كل حدب وصوب، لأنها تحتضن كل المهارات الإبداعية وتكرمها، خاصة في ظل جائزة الشيخ زايد للكتاب التى ذاع صيتها، ولا شك أن مصر الحبيبة فعلت هذا في قديم العقود، لذا لا تفارقنى "أزقة"الحسين القديمة التى هى زادى وترحالى للكتابة، والتى ربما تضيق فى بعضها فتتسع لك بمحبة الزمان الذى عاشته وتعيشه، ولكم أظل أعشق الجنوب الحزين "الصعيد"بكل ما فيه من فطرية طبيعية عجيبة ترغمك على العشق الأبدي بلا هوادة.
في الختام هل أنت راضية عن حال المرأة المصرية شاعرة وكاتبة ومواطنة؟
بالتأكيد ليس كل الرضا، وخاصة عن حال المواطنة العادية التى تشقى شقاء الأمرّين في حياتها، فلا تجد حتى وقتا للابتسامة، فالمراة المصرية هى وجعى وألمى، ودموعى التى أذرفها عليها أطل فى ثنايا وجهها الذى ملأته التجاعيد غلبا وفقرا وقهرا، وأشتمُّ رائحة تحملها ما لا تطيق، فأكره هؤلاء الذين أرغموها على تحمل قسوة الظروف اللا إنسانية، لكن عزائي الوحيد أن المعركة واحدة، فربما نجد فى قلم الشاعرة والكاتبة سلاحا يدافع عنهن جميعا.
سعياً نحو "توطين"العقول وإيقاف هجرتها، ولأن الشباب هم محور ارتكاز الأوطان، تفتح عربيات الملف عن "هجرة العقول"وهي الظاهرة التي خسرت بسبها الدول العربية الكثير، فاتجهت نحو أساليب المعالجة، وبات إنفاق الدول الخليجية في السنوات الأخيرة لافتاً إذ تضخ المليارات من موازناتها المالية لدعم الابتكار، والاختراع، ورعاية الموهبة، فأنشأت مؤسسات ذات صفات اعتبارية عليا كمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع التي يرأس مجلسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود– حفظه الله – ومؤسسات في دول الخليج وجوائز عدة تجد داعمها الأول الشيخ محمد بن راشد آل مكتومنائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، وحاكم إمارة دبي.
كيف تنظر القيادات إلى الشباب؟
من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: "الأجيال القادمة هم الثروة الحقيقية والاهتمام بهم هدف أساسي". ومن خلال هذه الرؤية أنشئت جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين (تكريم) بقرار من مجلس الوزراء والتي تهدف إلى الإسهام في تطوير مجالات العلوم والتقنية في المملكة، والمنتجات القائمة عليها، دعماً للتحول إلى مجتمع المعرفة، ولتشجيع وتكريم المخترعين والموهوبين المتميزين في المجالات العلمية، والتقنية والإنتاج الفكري، وتنميةً لروح الإبداع، والابتكار، والاختراع، وتحفيز المواهب والقدرات، وأيضاً تحفيز طاقات أفراد المجتمع، وحثهم على التنافس المثمر، وتحفيزهم على الابتكار في المجالات العلمية والتقنية المختلفة.
وفي أحد مقالاته قال الشيخ محمد بن راشد: "إنني أنظر إلى هؤلاء الشباب باعتبارهم مصادر غير عادية لبناء الأمة"ووجه في كلمتة للشباب في القمة الثالثة لريادة الأعمال: "أقول للشباب، أنتم تستحقون الأول والأفضل والأكبر، فقط إذا آمنتم بأنفسكم وقدرتكم على التحدي، نلتقي اليوم هنا لأننا نؤمن بقدرات الشباب، ولأننا نعرف حق المعرفة أن المستقبل لا يصنعه إلا الرواد، والتاريخ لا يغيره إلا أصحاب الشجاعة والإقدام، والنجاح لا يأتي إلا لمن سلك دروب لم يسلكها أحد قبله، واليوم في هذا المؤتمر بدأنا خطوة تتبعها خطوات، وفتحنا طريقاً وسيتبعنا غيرنا، نحن جميعاً شركاء ونحن مسؤولين عن خلق بيئة مناسبة لهؤلاء الشباب حتى يبدعوا وينطلقوا وينهضوا بدولهم ومجتمعاتهم."
تلك الرؤى هي التي أنشئت مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربيةالتابع للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي يهدف إلى تشجيع البحث العلمي والتقني بين دول المجلس وتسهيل انسياب التقنية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في المنطقة، وتشجيع الأفراد نحو استثمار الأفكار في المجالات المنتجة، وتنشيط السوق الصناعي والتجاري بتقديم نوعيات جديدة من المنتجات، والمساعدة على التقدم الصناعي والزراعي في المنطقة عن طريق قيام الأفراد والمبدعين والمبتكرين والمخترعين بنشر أفكارهم التي تخدم هذه المجالات مع المحافظة على حق ملكيتهم.
وقد سجل مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية 2614 طلب خلال عام 2013 م مقارنة بـ 3001 طلب بعام 2012م. وتراجعت عدد البراءات الممنوحة سنوياً، ففي عام 2013م تم منح 319 براءة، وفي عام 2012م تم منح 343 براءة، مقابل 512 براءة في عام 2011م.
حديث حول الموهبة مع المختصين:تتحدث المستشارة الإماراتية ناديا بوهنّادالحاصلة على دكتوراة في تربية الموهوبين عن ضرورة إيمان الدول بالمواهب ودعمها حيث تقول لـ "عربيات": "الدول المتقدمة في المجال الفكري والعلمي هي من تبادر في الإيمان والاهتمام بالمواهب، أما دعمها فيعتمد على قوة اقتصاد الدولة، حيت أن هناك دول بها عقول نابغة ولكن بسب اقتصادها المتردي لا يحصل الموهوب على الدعم الذي يجب أن يحصل عليه، والعكس صحيح هناك دول لديها من الإمكانات المادية الكثير مثل دول الخليج ولكنها لا تمتلك الوسائل والسبل التي تدعم من خلالها الموهوبين، الاهتمام والرعاية والدعم مطلوب في كل الحالات لأن الموهوبين في أي دولة هم رأس المال الحقيقي لتلك الدول والاستثمار فيهم يُظهر نتائجه لاحقا بعد سنوات".
من جهته يرى عضو مجلس الشورى السعودي البروفيسور عبدالله الجغيمانوالذي يرأس الجمعية العالمية لأبحاث الموهبة والتميز بألمانيا أن: "الدول التي تعنى بمستقبلها، وتطمح في المنافسة العالمية لا سبيل لها لتحقيق ذلك إلا أن تعنى بصناعة الموهبة ورعاية الموهوبين. العناية بأصحاب القدرة على تقديم إسهامات عميقة ومهمة في حاضر المجتمع ومستقبله ليس بشأن ثانوي أو اختياري بالنسبة للشعوب التي تعد أمر تقدمها وتفوقها أول أولوياتها، وإن وجود فكر يتبنى صناعة الموهبة في كل مدرسة ومنزل ومؤسسة ليس بأمر يمكن حدوثه بالتمني أو المصادفة أو بمجرد مرور الزمن، بل المسألة في حاجة إلى صناعة مقصودة موجهة على بصيرة وذات رؤية واضحة تلامس حاجات المجتمع الحقيقية".
بدوره يرى الدكتور شافع النياديعضو مجلس إدارة جمعية الموهوبين بالإمارات أن بعض العقول إن لم تهاجر فقد تستغل موهبتها بشكل سلبي، ويشدد على ضرورة الرعاية بقوله: "لهذا يجب على الدول أن تقوم بتنمية وتطوير وتبني هذا الكنز والثروة التي ستغذي الوطن بالفكر والإبداع والابتكار مما له الأثر الإيجابي على الجانب الاقتصادي والاجتماعي وغيره من الجوانب، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن نسبة المبدعين من الأطفال من سن الولادة حتى سن الخامسة تصل إلى 90% منهم، وعندما يصل هؤلاء الأطفال إلى سن السابعة تقل تلك النسبة لتصل إلى 10%، وما أن يصلوا إلى الثامنة حتى تحط الموهبة رحالها على 02% منهم فقط، معنى هذا أنه على الدول البحث والاهتمام بالموهوبين منذ نعومة أظفارهم قبل أن يتقلصوا وتقل نسبة وجودهم، أو تُعدم مواهبهم."
وتطالب بوهنّاد"الحكومات في الدول العربية بتبني الموهوب من مرحلة ما قبل المدرسة، من خلال برامج القياس المخصصة للكشف والتعرف على الموهوبين ومتابعة الطفل الموهوب في كل مرحلة مع التركيز على التنوع والإثراء في المادة العلمية التي يتم تدريسها للموهوب لأن الطفل الموهوب سرعان ما يشعر بالملل من مستوى المواد العلمية كما هي الآن. بعد المتابعة يجب أن يكون هناك صقل لموهبة المشخص في مجال ما والعمل على تلبية المتطلبات المادية والبيئية وتهيئة الظروف النفسية للموهوب حتى يبدع ويعطي في مجاله، وكل ذلك يجب أن يتم من خلال العمل مع الأسرة وتفهمها."ويناشد النياديالحكومات بقوله: "لابد من رسم خارطة طريق لاستثمار موهبتهم بما يخدم مجتمعهم ووطنهم، وذلك بتذليل الصعوبات التي يواجهونها، وضمان حقهم في الجهود المبذولة وكذلك التطبيق العملي لمواهبهم ومخترعاتهم وابتكاراتهم، بحيث تخدم المجتمع ويكون لها دور هام في تقدمه وتطوره، وأيضا لابد من تثقيف الأسر وأولياء الأمور بكل ما يتعلق بالموهبة، بحيث تدرك الأسرة أهمية ابنهم والعناية به عناية خاصة وتوفير البيئة المناسبة والمشجعة على الإبداع والابتكار حيث كلما ازداد وعي وثقافة الأسرة بمعرفة موهبة الابن وما يملكه من قدرات تتبع هذه الموهبة، كانت الفرصة أكبر من الاستفادة من إمكانياته وقدراته وتوجيهها الاتجاه الصحيح، وتجنيبه الإحباط أو الانحراف".
وعن الموهوب توضح بوهنّادأنه في الغالب شخص غير اجتماعي بطبعه، وهو لا يلجأ إلى الآخرين بل ينتظر من الآخرين أن يبادروا بالدعم".
الموهوب لا ينسحب، بل تزيده العقبات عزيمة وإصراراً
وينقل النياديبوصلة حديثه إلى الشباب الموهوب مقدماً نصائحه لهم بقوله: "كل شخص موهوب لابد وأن يمتلك الصبر والإرادة والمثابرة لتنمية موهبته، ولا يكتفي بما تقدمه له حكومته، أو يتحجج بعدم تعاون الآخرين معه، يجب عليه أن يثابر ويبحث ويناضل ليصل إلى مبتغاه، فلو كان النجاح سهلا لكان الجميع ناجحين ومتميزين، لهذا على الموهوب أن يوظف ما وهبه الله له بخدمة مجتمعه ووطنه، ولا يربط خدمة المجتمع فقط بتوفير المعونة والمساعدة. بل تكون أيضا بتطوير مهاراته والمثابرة في طلب العلم وكسب الخبرات، ولا يسمح للمحبطين والمتشائمين بأن يؤثروا على همته وإرادته. فالعطاء أمر مرتبط بديننا ومبادئنا وقيمنا وليس مشروطاً بوجود عطاء في المقابل، ولا تبرر انسحابك بمبررات مواجهتك الصعاب والعقبات والفشل، لأنك لو تتبعت أكثر المبدعين والمخترعين لرأيت أنهم واجهوا جبال من الصعاب والعقبات، بل فشلوا عشرات المرات، لكن لأنهم موهوبين ومبدعين لم ينسحبوا أو يحبطوا، بل العكس زادتهم هذه العقبات والمصاعب إصراراً وعزماً وإرادةً على المواصلة والاستمرار على طريق النجاح والتميز والإبداع."ويخاطب الجغيمانالمؤسسات التعليمية وذات العلاقة بثقافة الابتكار والموهبة بحديثه قائلاً: "يجب أن تعي المؤسسات التعليمية أن رعاية الموهوبين صناعة وليست مجرد خدمة يتم تقديمها، هي صناعة مهنية راقية ومفصلية في حياة ومستقبل مجتمعاتها. وإن التصور الذي يحمله المجتمع بسائر مؤسساته عن الموهبة والموهوبين عامل رئيس في صناعة الموهبة. ولذلك فإن من الحكمة أن تبدأ المؤسسات التعليمية بترسيخ هذا التصور في عقيدة منسوبيها وأنظمتها وسلوكياتها ومناهجها".
الموهبة لاتبرز في مجتمعات لاتعترف بالاختلاف
كما تشير بوهنّادإلى أن "ثقافة الموهبة لا يمكن أن تبرز في مجتمع لا يعترف بالاختلاف والمرونة، بمعنى أنه لن يستطيع الكشف أو التعرف على الموهوب معلم تقليدي وعادي في طريقة تفكيره ولا يملك العلم والخبرة في هذا المجال وغير مرن، لذلك وجب على المؤسسات الحكومية أن تضع شرطاً من شروط الالتحاق بالتدريس غير الكفاءة في المادة العلمية التي يدرسها المعلم هو أن يخضع لدورات تدريبية مكثفة قبل التدريس في طرق الكشف والتعرف على الموهوب وكيفية التعامل معه، ومن ثم متابعته لما يجد في هذا المجال سنوياً".
وهنا يلمح الجغيمانإلى أن: "رعاية الموهبة ليست مناسبات عامة، واحتفالات موسمية، ومسابقات محلية ودولية، وظهور إعلامي هنا وهناك، وإنما هي عمل جاد طويل المدى يتطلب رؤية إستراتيجية وتنفيذ منظم ومركز بما يخدم حاضر الموهوبين ومستقبلهم ومستقبل أوطانهم."
ومن خلال "عربيات"يوجه الدكتور شافع النياديرسالته إلى العقول الخليجية بقوله: "تحلوا بالصبر والمثابرة ولا تستعجلوا الأحداث والنتائج، نحن نتعامل مع بشر لا نتعامل مع آلات أو مصانع ننتظر المخرجات في حينها! بل نحن نتعامل مع تنمية مواهب، فثمارها لا تقطف في لحظتها، وكذلك لابد من التطوير المستمر والمتواصل فلا نكتفي بهدف معين ونقف، واعلم أنه من يقول وصلتُ إلى قمة طموحي وأهدافي، فهذه هي بداية نزوله للأسفل. التزموا التخطيط والتنظيم والتقييم، لا تبنوا مواهبكم وإبداعاتكم ومخترعاتكم على العشوائية والتخبطية. وكذلك أرجو من العقول الخليجية استثمار الوقت وعدم التأجيل والتسويف لإبداعاتهم بل التزموا بخططكم التي وضعتموها. قد تواجهون النقد والتذمر والإحباط، لكن عليكم أن تجعلوا هذا النقد هو العدسة التي ترون من خلالها ما لم تستطيعوا أن تروه بأعينكم المجردة. خذوا هذا النقد من الناحية الإيجابية وابدأوا بالتعديل والإصلاح إن احتجتم ذلك، وإن كان مجرد النقد ليس له من المصداقية شيء فقد اكتسبتم خبرة".
من جهتها توجه المستشارة الإماراتية ناديا بوهنّادرسالتها إلى العقول الخليجية بقولها: "أدعو العقول الخليجية بشكل عام لعدم إصدار الأحكام المسبقة والبعد عن الانغلاق ومحاولة تقبل الآخر وكل جديد منه من دون انتقاد، أما للعقول الخليجية الموهوبة فأدعو إلى عدم الاستسلام والاستمرار في التغريد خارج السرب لأن صوت الموهوب وعمله وموهبته ستصل إلى الآخرين بإصراره والمطالبة في حقه للدعم لأنه جزء من المجتمع كغيره".
مدينة العقول الخليجية:
حول الفكرة التي تطرحها "عربيات"بإنشاء مدينة للعقول الخليجية تقول الدكتورة الإماراتية ناديا بوهنّاد: "الفكرة رائعة ولكن الخبرات السابقة غير مشجعة ولا تدعو إلى التفاؤل حيث أن معظم الدول التي دعت إلى تبني الموهبة والموهوبين- باستثناء الأردن- حولت الأفكار إلى شعارات فقط من أجل جذب انتباه الرأي العام وفي الغالب لا يتم تطبيق الأفكار إلى واقع عملي تطبيقي. ولكن التطبيق ممكن في ظل وجود أفراد موهوبين قائمين على العمل ومتابعته حتى تكون المخرجات واقعية وعملية، لا أن يتم ذلك من قبل عقول منغلقة لا تقبل التغيير، المجتمعات العربية بشكل عام تخاف التغيير وتقاومه، والموهوب دائماً يأتي بما يحمل التطوير ولكن مع التغيير."
ولم يخفِ المتخصص في برامج الموهوبين وتنمية التفكير الدكتور عبدالله الجغيمانحالة عدم الرضا التي يتوقعها لهذه الفكرة ويقول: "تتحقق هذه الرؤية عندما تعتنق مجتمعاتنا الاحترافية والمهنية العالية في رعاية هذه العقول بمنهجية علمية وخطط طويلة المدى بعيداً عن المبادرات الشخصية والآراء الفردية والأفكار الآنية."
أما الدكتور شافع النيادييؤيد هذا الحلم بقوله: "يستحق هذا الحلم أن يصبح واقعا بزرع ثقافة الموهبة في مجتمعاتنا والتي من خلالها ستقوم الدول بالاهتمام بالموهوبين وتحفيزهم على الإبداع والابتكار وتذليل العقبات والصعاب التي يواجهونها. وكذلك لا بد من دور الإعلام في هذا الجانب لإبراز المواهب، والذي بدوره يُسهل على المسؤولين القائمين على فكرة (مدينة العقول الخليجية) العثور على الموهوبين، ولابد من التطبيق العملي البارز والملموس لأفكار وإبداعات الموهوبين، وأن لا تكون مجرد مؤتمرات وورش عمل دون مخرجات ملموسة".
حينما تعرف أنه باع ساعة يده من أجل تمويل نشر أولى رواياته "كرمكول"، تدرك مدى شغفه وعشقه للأدب والكتابة. وحين تعرف أنه طبيب باطني متميز، جمع بين مهنة الطب ومهنة الأدب، تقف على مدى ما تمثله تجربته الإنسانية من إحساس جامع وإدراك متكامل بآلام الناس وآمالهم، وحين تفتش في سيرته الذاتية، فتعرف أن رحلته مع الاغتراب عن حضن الوطن قد بدأت منذ بلوغه العقد الثاني من عمره تقريباً وحتى كتابة هذه السطور، لا يسعك إلا أن تعترف له بعمق المعاناة والمثابرة، وبقدرته الخلاقة على إثبات جدارته الإبداعية والعلمية والإنسانية، وانتزاع تلك الجدارة من براثن أوجاعه الخاصة والعامة رغم ما واجهه من عقبات وصعاب.. إنه الطبيب والشاعر والروائي السوداني "أمير تاج السر"، عربيات أجرت معه هذا الحوار.
بم ينشغل أديبنا هذه الأيام؟
لدي رواية غريبة بعض الشيء فيها مزج بين السيرة، وعلم الباراسيكولوجي والتخاطر، استوحيت فيها من أدوات معاصرة مثل الفيس بوك وغيره، وبدأتها منذ عدة أشهر لكني لا أجد الوقت لإكمالها بسبب الأعباء الكثيرة، وإن كنت قد قطعت شوطاً طويلاً في كتابتها ولم يعد بالإمكان تركها. اسمها "أمنيات الجوع"وربما يتغير هذا الاسم. وأعتقد أنها تجربة جديدة لي ومختلفة عن بقية أعمالي.
كيف جاء التحول من الشعر إلى الرواية؟ وهل كانت هناك أسباب لذلك؟
أنا من بيئة "حكائين"، فنحن نحب الحكي في الأسرة وكثيراً ما سمعت قصصا تروى شفاهة أشبه بالروايات وقد استخدمت الحكي في الشعر وذكرت كثيرا أن الكاتب الراحل العظيم "عبد الحكيم قاسم"ــ وكان صديقي أيام كنت أدرس في مصر ــ نبهني إلى أن شعري مملوء بالحكي، وأنه يمكنني أن أستغل ذلك في كتابة رواية، وهذا ما حدث بالفعل حين كتبت روايتي الأولى"كرمكول"ونشرتها برغم الصعوبات ولعلك تعرف قصة الساعة الروليكس التي رهنتها مقابل نشر هذه الرواية.
الرواية أصبحت بوابة الكتابة
الآن كيف ترى مستقبل الشعر في العالم العربي قياساً بمستقبل الرواية؟
قلت من قبل إن الشعر قضي عليه تقريبا بعد أن أصبح مطية لبعض الوقت، منها يلج الناس إلى الكتابة، وشخصيا أقرأ لبعض الموهوبين وسط هذا الزحام الهائل، فما زال هناك من يكتب بموهبة، إضافة للشعراء الراسخين في المجال أمثال "محمد سليمان"و"الشهاوي"و"عبد المنعم رمضان"وغيرهم من الشعراء العرب، وأصرح بأنني من عشاق تجربة "محمد سليمان"وهو أستاذي حقيقة في الشعر. الآن جاء الدور على الرواية، فقد تحولت فجأة إلى باب الدخول للكتابة، أصبح كل من يبدأ الكتابة، يكتب رواية، وكنت قد أشرت في شهادة لي في القاهرة إلى شيوع ثقافة "الألف دولار"التي تدفع لبعض دور النشر، بغض النظر عن جودة النص من عدمه. الآن أعتمد في قراءاتي للرواية على تدقيق كبير، وعلى الكتاب الذين أعرفهم سلفا وأتفاعل مع كتابتهم.
هل تلمح رابطاً ما بين الطب والشعر والرواية في حياتك الأدبية والشخصية؟
لا يوجد رابط مباشر على الإطلاق، الطب دراسة شاقة تنتهي بشهادة وتأتي مزاولة المهنة بعد ذلك، والأدب موهبة شقية في البداية تتحول إلى عشق وشهادة نزاول بها الثرثرة.
أولى رواياتك "كرمكول"كان لها مناخ مثير ومختلف حين صدورها، كيف صدرت هذه الرواية؟
كنت عالقا بالشعر حين كتبتها وبالتالي كانت محتشدة بالصور الشعرية حتى في بناء النص، كتبتها في نحو شهر ونشرتها بعد ذلك بصعوبة كما ذكرت لك ، كنت أطوف على دور النشر المختلفة في القاهرة ولم يرض أحد بنشرها سوى الشاعر الراحل كمال عبد الحليم ولكن بشرط أن أمولها، ومولتها من تلك الساعة الغالية المهداة من والدي.
هل تعتبر رواية "صائد اليرقات"نقلة نوعية في أسلوب الكتابة الروائية لديك؟ وما المختلف فيها؟
هي رواية أتت بعد عدد من الروايات المهمة في نظري مثل "مهر الصياح"و"توترات القبطي"و"العطر الفرنسي"وكانت داخل أسلوبي الذي كان قد برز في "مهر الصياح"عام ٢٠٠٢، و"صائد اليرقات" فكرة من الأفكار التي تخطر ببالي وأكتبها. ودائما ما تختلف كل رواية في فكرتها عن الأخرى، الشيء الوحيد الذي خلق لها تلك القاعدة العريضة من القراء، هو أنها ترجمت لعدد من اللغات، كما أنها كانت مرشحة بقوة لجائزة "البوكر"العربية، ووصلت حتى القائمة القصيرة.
انفصال جنوب السودان قاصماً للظهر
إلى أى حد أنت مهموم في كتاباتك الروائية بوحدة السودان وتاريخه؟
طبعا مهتم بالكتابة عن بلدي، وقد كتبت عن السودان بحلوه ومره، باستقراره وعدم استقراره واستوحيت أعمالا من تاريخه، وجغرافيته ومجتمعه الذي أعتبره حتى الآن مجتمعا متماسكا إلى حد ما برغم الأزمات كلها. طبعا كانت مسألة انفصال الجنوب قاصمة للظهر خاصة بتأثيرها على اقتصاد البلد، ولكن كان شيئا متوقعا في النهاية، كون الجنوب يختلف تماما في طقوسه وقبليته عن الشمال. كان الناس يحاولون الحياة معا بالتعايش ويبدو أنه لم يعد ممكنا. وقد كتبت رواية "رعشات الجنوب"كقراءة مبكرة لهذا الحدث قبل أن تظهر إرهاصاته بجدية.
كيف ترى الدور السياسي للرواية العربية؟
الرواية دائما ما يقال عنها إنها قراءة للمستقبل والأوضاع السياسية تدخل في المستقبل كما هي موجودة في الحاضر والماضي، حقيقة لا أحب الكتابة المباشرة وتسمية الأشياء بمسمياتها ورأيي أن الرواية حتى لو كانت تنتقد وضعا معينا أو تروج لوضع محتمل، ينبغي أن تكتب بفنية، لأن القارئ يحتاج لأدوات فنية تبقيه داخل النص بعكس الصياح الحاد الذي ربما يبعده عن القراءة.
لن تقترب منا نوبل بعد محفوظ
لماذا لم تفرز البيئة الروائية العربية جوائز أخرى لنوبل بخلاف نجيب محفوظ؟
جائزة نوبل هذه شأن يخص الغرب في المقام الأول ولا حيلة لنا نحن العرب حتى بمجرد النظر إلى مطبخها، لقد كان محفوظ سارداً عبقرياً واستحقها بالفعل، وهناك كثيرون يستحقونها منهم من مات ومنهم من لا يزال يبدع، ولا أعتقد أنها ستقترب منا مرة أخرى مهما فعلنا، ورأيي هو أن يرسخ العرب جائزة مماثلة لنوبل في القيمة المادية والمعنوية، تمنح للمبدع العربي الذي يستحقها.
عندما تلتقي مجموعتك الشعرية الوحيدة، هل تحن إلى كتابة الشعر من جديد أم أنك مكتفٍ بشاعريتك الروائية؟
لا أعتقد أنني مؤهل لكتابة الشعر مرة أخرى بشكل منفصل عن الرواية التي وجدت فيها تميزي بعد أن كنت مجرد عازف عادي داخل أوركسترا كبيرة بجانب عازفين بعضهم أمهر مني. لكن أكتب قصائد أحيانا داخل الروايات مثل رواية "زحف النمل"التي كتبت فيها أغنيات بطلها المغني "أحمد ذهب".
البعض يصنفك ضمن مدرسة الواقعية السحرية في الكتابة الروائية، ما تصنيفك الخاص؟
لا أعرف حقيقة، ربما كانت واقعية سحرية بالفعل، وربما واقعية شعرية نزعت فوضاها بالسرد، وربما واقعية عادية مع شيء من الغرائبية. حقيقة يقول معظم النقاد إنها واقعية فنتازية وأنا أسعد بذلك .
كيف ترى موقع المبدع العربي من النخبة في عالمنا العربي؟
الآن المبدع ليس له مكان جغرافي محدد وما قدمته النخب في الماضي لم يعد صالحا لقراءة العالم الآن. شخصيا أفضل أن أكون كاتبا في إطاري الشخصي وليس مضافا لأي تيار أو محسوبا على جهة، وقد اشتغلت على مشروعي وحدي سنوات ولم يقدمني أحد في بداياتي.
تتسبب العادات الغذائية السيئة في السمنة المفرطة والإصابة بسوء التغذية، وغالباً ما تتفاقم المشكلات وتتزايد خلال فترات الصيف حيث تحرص الأسر على كسر كل التقاليد الغذائية المعتادة كنوع من الهروب من الروتين وهو ما يعني مضاعفة جرعات الطعام غير الصحي وازدياد حدة الخلل الغذائي، خاصة في ظل عدم الانتظام في ساعات النوم وعدم الاستيقاظ مبكراً مما يؤثر على جميع الأجهزة ويسبب حالة من الكسل وإنعدام النشاط الرياضي المقاوم لعوامل المرض والشيخوخة، وهو ما يؤدي إلى التخمة وزيادة الوزن يخرج بها كثير من الناس بعد موسم الصيف ويفاجئون بارتفاع كبير في أوزانهم بسبب ما اتبعوه من نمط غذائي غير صحي يعتمد على المشروبات الغازية والعصائر المصنّعة والوجبات سريعة التجهيز التي تحتوي على دهون مشبعة بنسبة كبيرة تتراكم على أنسجة الجسم وتسبب العديد من الظواهر المرضية والنفسية. ومعظم تلك الظواهر المرضية تزداد حدتها في منطقة الخليج نتيجة شيوع أنماط غذائية غاية في الخطورة على الصحة العامة بفعل الأجواء الحارة وبفعل العادات الغذائية المتجذرة في هذه المنطقة. وبقدوم فصل الصيف كان لابد من استحضار أهم الخبرات الغذائية التي يمكنها الحد من خطورة عشوائية الغذاء وعالمه في المجتمع الخليجي، ومن ثم كان هذا الحوار مع الدكتورة رويدة إدريسالمتخصصة في فلسفة الغذاء والتغذية بالمملكة العربية السعودية، والتي خصّت المرأة الخليجية بالعديد من النصائح والفوائد الصحية والغذائية.
هل أنت راضية عن النمط الغذائي السائد في المملكة؟ وهل لديك بعض الملاحظات عليه؟
مع تزايد نسبة السمنة و الأمراض الناتجة عنها أكيد لست راضية، وللأسف الشديد يعاني المجتمع الخليجي عامة والسعودي خاصة من أنماط غذائية ضارة بالصحة العامة، كما أن مجتمع الخليج يسعى للتثقيف الغذائي دون التطبيق الشخصي.
كيف تقيّمين علاقة الإنسان الخليجي بالماء في بيئة هي الأكثر قسوة من حيث الحرارة والرطوبة؟
صدق أو لا تصدق الناس في مجتمعنا ينسون شرب الماء ويستعيضون عنه بمشروبات خالية من أي قيمة غذائية مثل المشروبات الغازية، بل على العكس تبقى هذه المشروبات سبباً رئيسياً في تفاقم الكثير من المشاكل الصحية ومن أهمها نقص عناصر أساسية للصحة مثل فيتامين "د"و"الحديد"بالإضافة لزيادة نسبة السمنة.
ما أكثر العادات الخليجية خطورة على الصحة العامة من وجهة نظرك؟
هناك الكثير من العادات المؤثرة على صحة الإنسان، يأتي على رأسها عدم وجود أي نشاط بدني بالإضافة لإهمال وجبة الإفطار والسهر والاستيقاظ إلى وقت متأخر، وكلها عادات تؤثر في مجملها على الصحة والمناعة.
ما رأيك في طرق الطهي الخليجية؟ وهل تلعب هذه الطرق دوراً ما في الإصابة ببعض الأمراض؟
عادة ما تتسبب طرق الطبخ وعادات المطبخ في شيوع العديد من الظواهر المرضية، وبالنسبة للمطبخ الخليجي فإنه يعتمد على الوجبات الدسمة من اللحوم والأرز وغياب الخضروات عن السفرة الخليجية ومن هنا تأتي الخطورة.
أطفالنا يقبلون دائماً على الشكولاتة فهل هناك ضرر عليهم من تناولها؟ وماذا عن علاقتها بزيادة الوزن والسمنة؟
لا يجب حرمان الأطفال من الشكولاتة ولكن يجب أن تقدم لهم مع عنصر غذائي يزيد من قيمتها الغذائية كإضافتها للفواكه أو الحليب، ومن المهم والضروري تعويد الأطفال على تناولها في أول النهار لإعطائهم الطاقة التي يحتاجونها أثناء النهار مع مراعاة تقليل نسبة السكريات الموجودة في العناصر الغذائية الأخرى وتحديد الكمية على أن لا تزيد عن 120 سعر حراري.
ماذا عن كثرة تناول الأطفال للشيبس وهل توجد به خطورة؟
أكيد هناك خطورة كبيرة على الصحة للصغار والكبار لأنها تحتوي على مواد ومكونات خطرة، مثل النشويات، النكهات الصناعية، الصبغات، الدهون، والملح، وكلها لها مخاطر كبيرة على الصحة بدئا بالسمنة وانتهاءً بالسرطان.
الطماطم والباذنجان والبطاطس غير الناضجة تحتوي على "نيكوتين"
هل تحتوي بعض الأطعمة على نسبة عالية من النيكوتين الموجود في السجائر حقاً؟ وكيف يتم تجنب هذه النسبة؟
نعم، المعلومة صحيحة؛ فالطماطم الخضراء غير الكاملة النضج والباذنجان والبطاطس غير الناضجة، كلها أطعمة تحتوي على نسبة من النيكوتين، ويمكن تجنب هذه النسبة بأكل الناضج من هذه الأطعمة والمأكولات.
لو تفضلت بكتابة وصفة غذائية يومية تتميز بالمثالية والتوازن .. ماذا تكتبين فيها ؟
أفضل وصفة هي الطبق الكامل والمنوع على أن يقسم أربع أقسام الربع الأول نشويات، الثاني بروتين، الثالث خضار مطهية، والرابع خضار طازجة، مع عدم إعادة ملء الطبق، والبدء دائما بالخضروات وعدم تناول الحلوى على معدة فاضية حتى لا نتناول كمية كبيرة منها.
هل توافقين بعض النظريات التي تربط بين المهنة أو الوظيفة ونوعية الغذاء؟
هذه نظريات موجودة ولها وجه كبير من الصواب؛ فمن المؤكد أن العمل الذي يتطلب جهداً بدنياً عالياً، يحتاج لسعرات حرارية أكثر من العمل المكتبي الذي تناسبه سعرات أقل وهكذا.
نحن عادة نهمل أغلب القشور الخاصة بالفواكه وبعض الأطعمة والخضروات، هل هذا جيد أم أنه توجد فوائد كبيرة في القشور؟
القشور تحتوي على نسبة عالية من الألياف و الفيتامينات؛ ومن ثم فمن الخطأ إهمال دورها التغذوي بالاستغناء عنها أو إلقائها في سلة المهملات.
ما المقصود بالـ "بريبايوتكس"عند الحديث عن صحة الأطفال الغذائية؟
تتألف البريبايوتكس من مواد نشوية لا تُهضم ولا تُمتص في المصران، بل تبقى سليمة في الجهاز الهضمي حتى تبلغ المصران الغليظ حيث تتغذى منها البكتيريا المفيدة الموجودة طبيعياً في الأمعاء (Microflora)باختصار، هي نوع فريد من الألياف الغذائية وواحدة من أهم الاكتشافات الغذائية في العالم. تلعب البريبايوتكس الدور نفسه الذي تلعبه الألياف الغذائية، ألا وهو المحافظة على سلامة الجهاز الهضمي.
بعض الفتيات عندما يقبلن على الخطوبة والزواج يعتمدن حمية شديدة القسوة .. فهل هذا أمر طبيعي أم ضار؟
طبعا هذه الحميات مضرة وتفقدهن النضارة التي تحتاجها أي عروس بالإضافة لأن وزنها سيزيد بسرعة بمجرد عودتها لنظامها الغذائي السابق.
ما أفضل وصفات التخلص من الدهون من وجهة نظرك؟
تقليل المتناول من الدهون، زيادة الفواكه الغنية بفيتامين ج والخضروات الورقية الداكنة والرياضة وخصوصا المشي والسباحة.
هل من الممكن أن يؤدي تناول بعض الأطعمة مجتمعة إلى نوع من التسمم الغذائي؟
لا، ولكن يحدث التسمم الغذائي والنزلات المعوية نتيجة تلوث الطعام أو الشراب بالجراثيم أو بسموم الجراثيم أو تلوث الطعام أو الشراب بمواد كيماوية سامة وكذلك تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على مواد سامة مثل بعض أنواع الفطر وبعض أنواع الأسماك السامة والمحار ويمثل تلوث الغذاء بالجراثيم أو بسمومها الغالبية العظمى من الحالات، وغالبا ما تكون الجرثومة أحد أنواع البكتيريا مثل البكتيريا العنقودية السالمونيلا، الشيجلا، والإي كولاي، ولكن أحيانا يكون السبب فيروس أو طفيل مثل طفيل الأميبا أو الجيارديا. ويمثل الطعام وسطاً مناسبا لتكاثر البكتيريا خصوصا إذا ترك خارج الثلاجة بعد طهوه لمدة أكثر من ساعتين. وفي معظم الأحوال فإنه يصعب التكهن بتلوث الطعام، نظرا لعدم تغيير طعمه أو رائحته.
في الختام، ما أهم الوصفات الغذائية لتحقيق أكبر نسبة من النضارة والجمال بالنسبة للمرأة؟
تناول ما لا يقل عن 7 حصص من الخضروات و الفواكه الطازجة بألوان مختلفة، حصة من المكسرات النيئة أي ما يعادل 7 حبات، شرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء، النوم 8 ساعات ليلا، الابتسامة من القلب.
تعد نائب رئيس قطاع إدارة الثروات في بنك غايتهاوس البريطاني، واحدة من النساء المسلمات اللاتي يمتلكن خبرة كبيرة ورؤية واعية متخصصة في مجال الاستثمار العقاري والصيرفة الإسلامية، وهي تمثل حالياً همزة الوصل بين مجتمع الاستثمار الخليجي وبين الكوادر والخبرات الاقتصادية والمالية في المجتمع البريطاني من خلال عملها في هذا البنك الذي يعد بدوره أول البنوك العاملة وفق نظام الاقتصاد الإسلامي ببريطانيا. وتحتل هذه السيدة مكانة اقتصادية رفيعة على المستوى العالمي وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي أيضاً، خاصة وأنها تتطلع بجدية كبيرة إلى إبرام تعاقدات استثمارية جادة ومربحة للمرأة الخليجية والمرأة السعودية بصفة خاصة؛ حيث تهتم بتطوير آليات وخبرات الفتاة السعودية مثلاً في مجال الاستثمار العقاري بالمملكة المتحدة، وتشارك من حين لآخر في فعاليات اقتصادية وتدريبية بالمملكة العربية السعودية من أجل تحقيق هذا الهدف.. عربيات أجرت هذا الحوار مع السيدة عظيمة زهير الخبيرة الاقتصادية حول عدد من الأمور الاقتصادية التي تهم المرأة السعودية وسيدات الأعمال الخليجيات، وعن رؤيتها الخاصة لمنطلقات الاقتصاد الإسلامي قياساً بالاقتصاد العالمي.
الشركات العائلية تمثل 90% من تجارة الخليج
كيف بدأت علاقاتك الاقتصادية بسيدات الأعمال السعوديات؟
أسافر في كثير من الأحيان إلى المملكة العربية السعودية، وغالبية عملائي هم من الرجال. وقد أردت التواصل مع النساء حيث إن النساء في هذا الجيل يتجهن بشكل متزايد إلى تطوير أنفسهن مهنيًا، ومن المهم لهن أن تقمن بإدارة ثرواتهن واستثمار تلك الثروات بحكمة. ويعتبر الاستثمار في رؤوس أموال تنمية الشركات وفي الشركات العائلية عاملاً أساسيًا في منطقة الخليج، حيث يشكل الاستثمار في الشركات العائلية أكثر من 90% من النشاط التجاري. وتنتشر في المنطقة أكثر من 5.000 شركة عائلية يزيد حجم موجوداتها عن 500 مليار دولار أمريكي، وتسهم المرأة بدور متزايد في الأهمية في هذه الشركات العائلية. وقد كانت كلية دار الحكمة أول مؤسسة نسائية تواصلت معها.
ما جنسيتك الأصلية؟ وهل لك أصول عربية؟
أنا امرأة أمريكية مسلمة، والدتي تحمل الجنسيتين الإيرانية والبورمية، ووالدي باكستاني الجنسية.
ما طبيعة تخصصك الرئيسي ببنك غيتهاوس؟
تخصصي الأساسي في الاستثمار العقاري والصيرفة الإسلامية.
من وجهة نظرك، هل تلقى المعاملات التجارية وفق النظم الإسلامية ترحيباً في بريطانيا أم لا زالت هناك عوائق في هذا الإطار؟
تنشأ الخدمات المالية الإسلامية كجزء سريع النمو من القطاع المالي العالمي. ولا تقتصر الخدمات المالية الإسلامية على الدول الإسلامية، بل هي تنتشر أينما كان حجم الجاليات الإسلامية كبيرًا، كالمملكة المتحدة واليابان. وفي الواقع، يوجد حاليًا أكثر من 300 مؤسسة مالية إسلامية منتشرة في أكثر من 51 دولة، بالإضافة إلى أكثر من 250 صندوق استثمار مشترك متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية ومبادئها. وقد شهد هذا القطاع على مدى السنوات العشر الماضية معدلات نمو تراوحت ما بين 10% إلى 15% سنويًا، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل. وقد تطورت الصيرفة الإسلامية، ولكن الهيكليات والممارسات المالية لا تزال تفتقر إلى الالتزام بمعايير موحدة. وقد أدى هذا إلى صعوبات أعاقت تحقيق القطاع لكامل إمكانياته. وقد أخذت المجتمعات الأوروبية وعلى الأخص المملكة المتحدة تعتمد النظام المصرفي القائم على هذا المبدأ وقامت بتعيين فرق متخصصة ضمن هيئة الخدمات المالية للمساعدة في هذا النمو وتنظيمه والإشراف عليه.
نساء المملكة يسبقن رجالها في التكنولوجيا والتعليم، ويحتجن لمرونة في تكييف ساعات العمل
ما الذي تحتاجه سيدة الأعمال السعودية بشكل أكثر إلحاحاً لتكون مهيأة لمنافسة اقتصادية واستثمارية متكافئة مع نظيرتها البريطانية والأوربية؟
تشكل المرأة السعودية 45% من سكان المملكة وتمتاز بنسبة تعليم تبلغ 79%. وعلى الرغم من ذلك، فإن 65% من النساء فقط يعملن. وهذا يشير إلى الإمكانيات الهائلة للاستفادة من المرأة السعودية في القوى العاملة والتنمية الاقتصادية الأشمل. وعلى الرغم من أن مشاركة المرأة في سوق العمل السعودية محدودة، غير أن النساء يسبقن الرجال من حيث الحصول على مستويات تعليم أعلى. إذ أن أكثر من 93% من النساء العاملات يحملن شهادة الثانوية العامة أو درجة جامعية في مقابل حوالي 60% من الرجال في سوق العمل (وفقًا لما أورده تقرير بوز آند كمباني Booz & Co. الصادر في العام 2010). وأنا شخصيًا أرى أنه في مواكبة التطور في التكنولوجيا، يجب على الشركات اتباع ساعات عمل مرنة للمرأة. فالقدرة على العمل من المنازل مهمة جدًا للمرأة لكي تنجح في سوق العمل وفي العناية بأسرتها.
من مِن سيدات الأعمال السعوديات تعد الأكثر تفاعلاً مع بنك غيتهاوس؟ وهل لديكم خطة مستقبلية لاستقطاب المزيد من سيدات الأعمال الخليجيات بصفة عامة؟
وقعت الدكتورة سهير القرشي، رئيسة كلية دار الحكمة، مذكرة تفاهم مع بنك غايتهاوس منذ عدة أشهر. وهي من أشد المتحمسات للتدريب المالي ونقل المهارات للمرأة السعودية. ونعمل في الكويت أيضًا بالتنسيق الوثيق مع الدكتورة نبيلة النجار، رئيسة مجموعة القادة. وبالإضافة إلى ذلك، استقبلنا أيضًا عددًا من المتدربات ببنك غايتهاوس، منهن الآنسة هند النافعي من جدة والآنسة عائشة أحمد الإسحق من الدوحة. كما أننا ننوي مواصلة تقديم الدورات في جدة بالمشاركة مع دار الحكمة بالإضافة إلى المزيد من التدريب وورش العمل التطويرية لنساء الأعمال الخليجيات من الكويت وقطر.
بنك غيتهاوس متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية ولا يغفل مراعاة البعد الأخلاقي في تعاملاته الاقتصادية
ما أهم الملامح الاقتصادية والتجارية التي يتبناها بنك غيتهاوس وتتوافق مع النظام الاقتصادي الإسلامي؟
جميع استثمارات بنك غايتهاوس، كمصرف متوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية ومبادئها، هي استثمارات أخلاقية من حيث القطاعات المستثمر فيها وهي تشمل التزامات تعاقدية بمبادئ المشاركة في الأرباح وتحمل المخاطر بما يؤدي إلى إيجاد أساس عادل لتوزيع المخاطر والعوائد. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جميع الاستثمارات تتميز بالشفافية وتخلو من أي مضاربات. وبالإجمال، تسمح استثمارات بنك غايتهاوس للمستثمرين بتخصيص فوائض مواردهم في استخدامات أفضل وأكثر جدوى بما يتيح الفائدة للمستثمر وللمستفيد النهائي من رأس المال المستثمر والاقتصاد المحلي من خلال إيجاد الوظائف وتحسين التسهيلات. وهذا يتوافق مع الأهداف الأسمى للشريعة الإسلامية (المقاصد الشرعية) وللاقتصاد الإسلامي الأخلاقي، وتحديدًا التخصيص الفعال للموارد في ظل المبادئ الأخلاقية الإسلامية والتوزيع العادل للثروة.
باعتبارك خبيرة مصرفية ... ما أبرز عيوب الصيرفة في العالم العربي من وجهة نظرك؟ وكيف يمكن تدارك هذه العيوب؟
لقد أصبح قطاع الخدمات المالية الإسلامية معترفًا به اليوم في الأسواق المالية العالمية كنظام مالي مستقل ومجدٍ اقتصاديًا في مجمله. وهناك سوق وطلب على الخدمات المالية الإسلامية؛ وهذه السوق كبيرة ومن المتوقع أن تشهد المزيد من النمو والتوسعة. غير أنه لكي يتمكن قطاع الخدمات المالية الإسلامية من تحقيق إمكانياته المثلى، فإن الأولوية الأساسية الآن هي التأكد من ترسيخ القطاع على أسس تشغيلية سليمة تشكل قاعدة قوية للتنمية في المستقبل. وما من شك بأن قطاع الخدمات المالية الإسلامية يحتاج إلى معايير موحدة وإجراءات رقابية وإشرافية وشفافية لتحسين مكانته ضمن السوق المالية العالمية. وسوف يؤدي توحيد المعايير إلى المساهمة في إيجاد نظام خدمات مالية إسلامية مستقر وقائم على أسس سليمة، ما يجعله عنصرًا مجدٍياً اقتصاديًا ويحظى بالموثوقية في النظام المالي العالمي، بينما تؤدي المعايير الإشرافية والرقابية إلى تعزيز موثوقية الخدمات المالية الإسلامية.
سياسات المملكة الاقتصادية كفلت لها الحماية من أخطار الأزمة الاقتصادية العالمية، والمستثمرة المرأة أقل عرضة للخطر من المستثمر الرجل
لم تهتز اقتصاديات المملكة العربية السعودية بالأزمة الاقتصادية العالمية، كيف فسرتم ذلك كاقتصاديين بريطانيين؟
تأثر عدد قليل من المصارف السعودية تأثرًا بسيطًا نتيجة للأزمة المالية العالمية في الفترة 2008-2009، غير أن السوق المالية المحلية السعودية حافظت على مسارها المستقر والمربح. وتمتاز المصارف في المملكة العربية السعودية برؤوس أموالها الجيدة وقد شهدت استردادًا كبيرًا للمديونية قبل الأزمة بفعل السياسة الحكومية الجيدة. وكانت سوق سندات الشركات السعودية لا تزال في بدايتها خلال هذه الفترة ولم تتأثر بالأزمة. وقد أدت مشاريع البنية التحتية المحلية الكبيرة والنمو في السوق العقارية إلى المحافظة على الاستثمارات الرأسمالية في داخل المملكة وبالتالي فإنها لم تتعرض بشكل كبير للتأثر باقتصادات الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
ما أبرز نتائج محاضراتكم بكلية دار الحكمة بجدة عن الاستثمار العقاري؟ ولماذا لم تشجعوا المستثمرة السعودية على منافسة استثمارية في غير هذا النوع من الاستثمار؟
أبرز النتائج تمثل في التعريف بالعقار من "منظور استثماري". غير أني أعتقد أن مثل تلك الدورات الأكاديمية/النظرية البحتة لا تؤدي إلى إعداد الطالبات للعالم الحقيقي. وهي رؤية تشاركني فيها كلية دار الحكمة بفكرها التقدمي والتي تدرك مدى القيمة التي يمكن أن تحصل عليها الطالبات من التعامل الميداني مع عالم الشركات. لذا لم نقتصر في التدريس على أسس السوق العقارية ولكننا قمنا بتعليم الطالبات كيفية تطبيقها من منظور مصرفي. ونحن نشجع التنويع. وينبغي أن تشكل الاستثمارات العقارية نسبة 25% فقط من محفظة استثمارات الفرد.
في رأيك ما أفضل المجالات الاستثمارية في بريطانيا، والتي يمكن للمرأة السعودية أن تستثمر فيها بعيداً عن العقارات واستثماراتها؟
إنني أبحث عن الاستثمار في فئات الموجودات التي تتيح التحوط من التضخم، والاستثمار أيضًا في سوق الصكوك.
بعين الخبيرة وبعين المرأة أيضاً، من يتفوق عالمياً على الآخر في إدارة أمواله واستثمارها، المرأة أم الرجل؟
حتى بهذا المستوى من التعليم، فإن النساء أقل عرضة للمخاطر من الرجال. وقد أظهرت الأبحاث أن النساء يملن إلى المنتجات الأبسط كالحسابات النقدية والاستثمارات العقارية الشخصية مقارنةً بالبرامج الاستثمارية الأكثر تركيبًا التي يفضلها الرجال. والسبب في ذلك فيزيولوجي، حيث إن المرأة تقلق عند اتخاذ قرار استثماري، بينما يتحمس معظم الرجال بعامل المغامرة عند الاستثمار. وبشكل عام، يستمتع الرجال بالتعلم عن الاستثمارات بين تميل المرأة إلى وضع أولوياتها في جوانب حياتها الأخرى. وتشير الدراسات إلى أن المرأة أكثر واقعية أيضًا في قراراتها الاستثمارية، والدراسة الملفتة بدرجة أكبر التي قرأتها تشير إلى أن المرأة تكون أسعد بالتبرع مما تكون بالاستثمار. ومن الأسهل إقناع المرأة بالتبرع بدلاً من الاستثمار. والطريقة الوحيدة لتأمين تكافؤ الفرص في الاستثمار هي بزيادة التدريب والدراية في المجال المالي.
الاقتصاد الإسلامي حريص على التناغم بين المصلحة والأخلاق، لكن قطاع الخدمات المالية لدى المسلمين ابتعد عن أغراضه الأساسية
ما الفارق السلبي أو الإيجابي الذي وجدته موجوداً بين الاقتصاد الاسلامي وغيره؟
أولاً، الاستثمارات الإسلامية استثمارات أخلاقية لا تشمل قطاعات تعتبر غير أخلاقية أو غير عادلة أو تؤثر سلبًا على التناغم البشري ومصالح الإنسان في الإسلام. ثانيًا، الخدمات المالية الإسلامية بحد ذاتها تشجع الاستثمارات في الاقتصاد الحقيقي والتي تؤدي إلى منافع اجتماعية واقتصادية ملموسة مثل تمويل التجارة، والاستثمار في أسهم الشركات الخاصة، وتمويل المشاريع، والاستثمار العقاري. ثالثًا، النظرة الإسلامية للعالم هي أن جميع الموارد الدنيوية (العامة) موقوفة كأمانة للبشرية وبالتالي يجب أن يتم استهلاكها أو توزيعها بكفاءة وعدالة دون أي احتكار. وهذا يوحي أيضًا بأنه يجب استهلاك الموارد لتلبية "الحاجة"وليس لإشباع "الأطماع". ويرتكز الاقتصاد الإسلامي على هذه المبادئ على عكس الاقتصادي العالمي التقليدي الذي يرتكز بشكل رئيسي على الرأسمالية دون أي رادع أخلاقي ديني أو إلهي لتوجيهه. ومن المؤسف أن قطاع الخدمات المالية الإسلامية قد ابتعد عن أغراضه الأساسية في السنوات الأخيرة وقد ساعد على زيادة مستويات المديونية العالمية.
ما الذي أعجبك في المرأة العربية؟ وهل لديكم في بريطانيا من يعكس صورة غير حقيقية عنها؟
النظرة التعميمية اليوم تبين في الغالب أن المرأة هي زوجة خاضعة، وينبغي ملاحظة أن هذا في الغالب يعتبر مرآة للمجمع وأحداثه. وتؤثر النظرة التعميمية على كيفية تكوين الناس لمعارفهم وسلوكياتهم ومواقفهم وممارساتهم، والانتقال إلى إبراز المرأة بصورة أكثر إيجابية وواقعية يمكن أن يتأثر بوسائل الإعلام التي تبين مدى قوة وصلابة المرأة العربية في الحقيقة، ليس فقط في محيط أسرتها ولكن في المجتمع ككل.
في الختام ، وانطلاقاً من رؤيتك الاقتصادية الخاصة، أي من القطاعين الخاص أو الحكومي هو الكفيل بإحداث تطور اقتصادي سريع وقوي في الدول العربية؟
الليبرالية الجديدة والتي تتبنى الاقتصاد الحر كإطار مرجعي لها تقوم على مقولة أن التنمية الاقتصادية تعتمد على إيجاد مناخ يتيح تمكين القطاع الخاص، بما في ذلك الأسواق الحرة وحرية تدفق التجارة والتمويل. كما أن تشجيع الاستقرار المالي على حساب الاستثمارات العامة في البنية التحتية والمادية والاعتماد الكبير على الضرائب غير المباشرة بالمقارنة مع الضرائب التصاعدية وضرائب الأرباح تسهم في التنمية بشكل رئيسي من خلال نقل الموارد من الحكومات إلى القطاع الخاص. وفي ظل هذه الأوضاع، من المتوقع أن ينمو اقتصاد العالم العربي بشكل طبيعي.
هل يمكن لإنسان عادٍ أن يصبح عبقريا؟ هل صحيح أن العرب لم ينجبوا على غرار غيرهم من الأمم عباقرة عظام تفتخر بهم الإنسانية؟ ما هو سر ظاهرة الحوادث التي يتحول بعدها أشخاص بسطاء إلى نوابغ وأصحاب مواهب استثنائية؟ وكيف نفسر ظاهرة مرضى التوحد الذين يعانون من تخلف عقلي ورغم ذلك يستطيعون القيام بحل معادلات رياضية في غاية التعقيد والصعوبة؟
أسئلة محيرة
تلك الأسئلة جملة من الأسئلة المحيرة التي ظلت لعدد من السنين محل أخذ ورد من طرف العلماء والباحثين الذين رغم تعمقهم في دراسة هذه الظاهرة الإنسانية المحيرة، إلا أن هناك نقاطا عمياء لا تزال حتى الآن تبقى غير جلية المعالم، وهي بالتالي بحاجة إلى التعمق فيها أكثر بقصد معرفة جوهرها وطبيعتها المكنونة. وضمن هذا المجال حاولنا في عربيات استطلاع آراء مختص في هذا الموضوع الشائك والغامض وهو البروفيسور الأمريكي دارولد تريفيرت Darold Treffert أستاذ الطب النفسي في جامعة وسكنسون والذي قضى قرابة 50 عاما في ميدان البحث حول ما يسميه بـ"متلازمة العباقرة"وهو مؤلف الكتاب الشهير "جزر العبقرية Islands of Genius". والبروفيسور دارولد تريفيرت من أبرز المشاركين في استديوهات القنوات الأمريكية المعروفة، كما أنه وراء إعداد فيلم "رجل المطر"الذي أدى بطولته النجمان داستين هوفمان وتوم كروز ونال أربع جوائز أوسكار عام 1988م.
عقاقير العبقرية
وفي البداية لنتساءل حول طبيعة بعض العقاقير التي يزعم حاليا كثيرون بأنها تساهم في تطوير الذكاء وتقوية الذاكرة، هل هي بالفعل كذلك؟ أم أنها ليست سوى خدع تجارية تضر بالمستهلك أكثر مما تنفعه؟ وقد سألنا البروفيسور دارولد تريفيرت حول هذه المسألة، فأجاب قائلاً: "هناك بالفعل عقاقير يمكنها تنشيط وتقوية الذاكرة مؤقتا ومنها المنبهات المعروفة ذات الجرعات المحدودة على غرار الكافيين مثلا، ودون ذلك غير صحيح". لكن ضمن هذا السياق نلاحظ أنه كثيرا ما يتردد الحديث عن العبقرية و كأنها قوة ميتافيزيقية عصية عن الفهم و التحليل إلا أن البروفيسور دارولد تريفيرت له رأي آخر، حيث يقول: "ليس هناك أي بعد ميتافيزيقي بشأن العبقرية، فالذكاء والإبداع لدى البشر نجدهما على شكل جرس، هناك أشخاص لديهم الحد الأدنى منهما لأسباب متعددة منها وراثية، أو نتيجة حادثة، أو نقص التعليم.. إلخ لكن الغالبية منا يصنفون في الوسط، فيما يصنف العباقرة والنوابغ في الجهة الأخرى كحالات استثنائية، وجميع هذه الحالات تخضع لنشاط المخ الذي نحاول كباحثين معرفة كيف يعمل، بسبر ديناميكيته، تشعب اتصالاته، كيميائيته، فهو جهاز بالفعل معقد جدا لكنه غير ميتافيزيقي، وفي الحقيقة نحن بحاجة فقط إلى إمكانيات أفضل وفي الوقت الراهن مازلنا نتعامل مع المخ من خلال التصوير الوظيفي ومن أكبر العوائق في هذا المجال أن المخ ليس كغيره من الأعضاء الأخرى مثل القلب والكبد، فهو يوجد بداخل جمجمة يصعب اختراقها، ما يدفع إلى الاعتماد على التصوير في الوقت الراهن، وعليه فإن معرفة أسرار عمل المخ يظل رهينة إمكانياتنا المحدودة فحسب".
سر العبقرية المكتسبة
ويعتقد البروفيسور تريفيرت أن هناك حوادث تصيب بعض الأشخاص على مستوى المخ، مما تجعل منهم أصحاب مواهب خارقة للعادة ، وهذا ما يطلق عليه علميا مصطلح "متلازمة العباقرة Savant syndrome"فهل هذه الظاهرة تقتصر على الغرب فقط أم يمكن أن تتكرر في عالمنا العربي أيضا؟ ولمعرفة الجواب طرحنا السؤال على البروفيسور تريفيرت، الذي أجاب: "أنا أشك في كون ظاهرة متلازمة العباقرة لا تقع في العالم العربي أو في ثقافات أخرى لكن هذه الحالات قد لا تجلب الانتباه، كما هو الحال في الغرب، ولأن كتابي "جزر العبقرية"قد ترجم إلى العربية، فقد يكون له الفضل في تعريفي بمثل هذه الحالات العربية حتى ولو كانت اللغة عائقا في التعريف بهذه الحالات ضمن الأدبيات العلمية، وتعتبر متلازمة العباقرة عبارة عن مرض نادر يصيب بعض الأشخاص فجأة على إثر إصابة في الدماغ من الجانب الأيسر مما يحرر لديهم قدرات خارقة كانت كامنة في مناطق مجهولة في الدماغ، وفي اعتقادي أنه لدينا جميعا هذه القدرات الخارقة الكامنة". لكن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق لماذا لا يزال العلم غير قادر على تحديد موضع القدرات الكامنة في المخ رغم دراسة العديد من الحالات المتعلقة بمتلازمة العباقرة؟ حول هذا السؤال يجيبنا البروفيسور تريفيرت بالقول: "إن الذكاء والإبداع والذاكرة ليس لها مكان محدد ومعين في المخ، على اعتبار أنها تخضع لعمل معقد تشترك فيه عدة مناطق مجتمعة في المخ، كما يجدر الذكر أنه لا يوجد ذكاء واحد بل عدة أنواع من الذكاء، لقد حاولت شرح ذلك بتوسع في كتابي "جزر العبقرية"والذي كما قلت لك ترجم إلى العربية وقد يكون وراء اتصالك بي حول هذا الموضوع، حيث أنا في شوق لمعرفة حالات من متلازمة العباقرة في العالم العربي".
الغربيون يوظفون الشق الأيسر من المخ فقط
والحقيقة أن العقل العربي شأنه شأن العقل الغربي يعمل بنفس الخصائص والقدرات وإن كان البعض يريد زرع الريبة في هذا المجال لدواع عنصرية أو إيديولوجية بحتة، وحول هذا الموضوع طرحنا السؤال على البروفيسور تريفريت وكان رده كما يلي: "إن الولايات المتحدة والبلدان الأنغلوفونية (الناطقة بالإنجليزية) عامة تعمل على توظيف الشق الأيسر من المخ (أي التعامل بالمنطق وامتلاك قدرات لغوية) وهذا له طبعا إيجابياته، لكن توظيف الشق الأيمن من المخ (الموسيقى، الفن، والتفكير التجريدي والتأملي) لم يتم إعطاؤه الأهمية اللازمة أو لم يوظف كفاية، وأريد من خلال كلامي القول بأننا جميعا نملك قدرات عظيمة كامنة، ولأسباب ثقافية محضة نعمل على دعم توجهات معينة على حساب أخرى تظل بعيدة عن الاهتمام لتتوارى في الأعماق، وبناء عليه نحن لسنا عباقرة، مثل موتزارت وآينشتاين في حالة كمون، لكننا جميعا نملك قدرات نائمة و"متلازمة العباقرة"تؤكد ذلك،هناك عدة عوامل جعلت من أشخاص معينين عباقرة بعضها وراثي محض، ولأننا لسنا مؤهلين لكي نجعل الجميع عباقرة لكن بالجهد والتربية يمكن للكثير منا الرفع من مستوى ذكائه وإبداعه".
لكن هذا التحليل قد يبدو لنا متناقضا مع مقولة المخترع الأمريكي الشهير توماس إديسون الذي أكد بأن العبقرية هي واحد في المائة موهبة و99 في المائة الباقية جهد، وحول ذلك يجيبنا البروفيسور تريفيرت بالقول: "إن العبقري الحقيقي يملك قاعدة وراثية وقدرات فطرية، صحيح أن اكتساب الموهبة قد يخضع لبذل جهد كبير لكن العبقرية لا تخضع للجهد فقط، والأمر أكثر تعقيدا من ذلك، وأنا لا أعتقد بأن العبقرية تتكون من 99 في المائة جهد، هناك في تصوري استعدادات طبيعية تخضع بالطبع لعمل كبير كي تبرز ولدينا جميعا هذه الاستعدادات الكامنة ويبقى فقط العمل هو الجانب الذي يحسم النتيجة".
في أحد الأحياء الفقيرة في مدينة نيويورك وتحديداً منطقة "اليانكرز"المشهورة بخطورتها. يقع مخبز "جرايستون"، وعلى الرغم من خطورة المكان يعمل هذا المخبز على بيع أفضل الكعك في المدينة "براونيز، كوكيز، منتجات خالية من الجلوتين، وخبز الموز". ليس هذا فحسب، بل يقوم هذا المخبز بتوفير فرص عمل لمن يجدون صعوبة في الحصول على وظائف مثل المشردين الذين لا يمتلكون مأوى، ومن لا يمتلكون خبرات وظيفية سابقة من خريجي السجون وغيرهم. وبالتغاضي عن ماضي الموظفين يقوم المخبز بتوفير فرص عمل لكل محتاج يعمل على تقديم طلب عمل لديهم، وهو نوع من العدالة الاجتماعية كما يسميها صاحب المخبز.
حصل مخبز "جرايستون"على احترام سكان مدينة نيويورك من خلال المسؤولية الاجتماعية التي يقدمها للمجتمع حيث يعطي هذا المخبز الأولوية لغير القادرين على المنافسة في الوظائف، وشعاره يتمثل في:"نصنع الكعك لنوظف الناس". يعود تاريخ المخبز إلى عام 1982 حينما قرر "بيرنارد تيستوجين"مهندس طيران سابق فتح مخبز يقدم منتجات محلية تتميز بالجودة، ليبدأ جرايستون رحلته. عاماَ بعد عام أصبح المشروع أكثر من مجرد مخبز، ليلهم أحد المسؤولين الذين يقدمون دعم وفرص للمحتاجين ليصنع المخبز سمعة أهلته لبيع منتجاته لبعض المطاعم الرفيعة المستوى في نيويورك في عام 1988 وسع المخبز بعد ذلك نشاطه ليشمل تقديم الآيس كريم "بين أند جيري"تحديداً.
تطبيق عملي لمفهوم المشاريع الوقفية
يتميز جرايستون بخبز منتجاته من مواد طبيعية خالية من المواد الحافظة، ويحصل المستهلكين على منتجاتهم في علب أنيقة وأحجام تناسب طلباتهم. ويمكن للمتسوقين أيضاُ الحصول على قمصان خاصة بالمخبز وكتب طبخ تحتوي على وصفات المخبز وأواني لصنع الكعك بها. والمدهش أن المخبز يشارك أرباحه مع العاملين فيه ثم تعود بقية الأرباح إلى مؤسسات جرايستون الخيرية. قد يعتبر البعض أن ما تفعله الشركة سخفاً، إلا أنه في الحقيقة يساعد على بيع منتجات المخبز بطريقة خيرية وبذلك يكون المخبز قد قدم لنفسه ما يحتاجه ليصنع المزيد من الكعك، وهذا يتمثل في مبدأ جرايستون: "نحن لا نوظف الناس لصناعة البراونيز، بل نحن نصنع البراونيز لتوظيف الناس".
يقع المخبز في منطقة لا تصلها الكعوب العالية وأحذية الأغنياء. في مبنى قديم في منطقة اليانكرز وداخل أحد الغرف يقوم العاملين فيه على صنع كعك الليمون و"موس الشوكولاتة"للمطاعم الفاخرة، ليصنعوا أيضاً كعكات زفاف لطلبات العرائس وبعض الكعكات التي تقدم في البيت الأبيض. ومع ذلك لا يوظف المخبز إلا من يحتاج هذا العمل.
فرصة لمن يبحث عن بداية حياة جديدة
لقد نشرت الكثير من الصحف والمواقع والمدونات الأمريكية تقارير إخبارية عن جرايستون وعن نشاطه الخيري المتمثل في مسؤولية المخبز الاجتماعية تجاه المجتمع، منها تقارير نشرت في كل من: "ذا جورنال، نشرة فيلادلفيا للابتكارات الاجتماعية، وموقع إنوفيت أس، وموقع إكسامينر، ومنظمة رواد الأعمال، والسي إن إن، وبرنامج 60 دقيقة على السي بي سي نيوز"، وفي التقرير الذي عرضته السي بي سي نيوز يقول "رودني جونسن"مهرب مخدرات سابق بعد انتهاء فترة عقوبته في السجن وقراره الجاد في أن يبدأ حياة جديدة مع جرايستون: "سابقاً كنت أحقق ما يقارب 2000 إلى 3000 دولار في الأسبوع من خلال عملي في الشارع كبائع مخدرات إلا أن رغبتي في الحصول على بداية جديدة لحياتي ساعدتني على تحمل مبلغ يصل إلى خمسة دولارات في الساعة الواحدة في المخبز فقد رزقت بطفل وأردت أن أري زوجتي قدرتي على تحمل المسؤولية وبالفعل استطعت أن أحقق ما وصلت إليه إلى الآن، فعملي السابق كبائع مخدرات علمني كيف أصل للمبلغ المطلوب لأحقق الأرباح اللازمة خلال المدة المحددة". وأضاف: "الآن مع نهاية اليوم ليس علي أن أقلق بخصوص الشرطة أو الهرب إلى المباني لأختبئ داخلها، كل ما علي فعله هو الهرب إلى حياة طبيعية".
"جرايستون يبني لنا حياتنا"هذه هي عبارة لأحد موظفي المخبز في أحد اللقاءات الصحافية وفي اللقاء اتفق الموظفين على أن هذا المشروع جعلهم يصحون باكراً ويكتشفون أنه قد أصبح لديهم هدفاً في الحياة بعد أن كانوا منبوذين خارج دائرة الحياة.
وفي المقابل نرى والز الذي نشأ ليكون كاهن كاثوليكي ولكنه تخلى عن ذلك الحلم ليصبح أب وينشئ عائلة ويبدأ حياته الجديدة مع جرايستون، يؤمن بأن كل شخص يستحق فرصة جديدة للعمل. وذكر في التقرير: "في جرايستون نبحث عن أناس خرجوا من السجن أو من برامج تأهيل أخرى لنساعدهم على بدأ حياة جديدة فكل ما يحتاجه هؤلاء هو فرص تجعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع".
التأهيل لسوق العمل
ووضح بأن المخبز لديه سياسة مختلفة في التوظيف، في كل يوم أربعاء يكون "يوم التوظيف المفتوح"يقوم المخبز بجمع طلبات التوظيف من خارج المخبز ليتم اختيار من يأتي أولاً للوظائف المتاحة. ويعمل الموظفين الجدد في طابور البراونيز، مكان العمل المتكرر الذي تصل فيه درجة الحرارة إلى 90 درجة. نصفهم ينسحب والنصف الآخر ينتقل إلى مرحلة العمل بدوام كامل مع فوائد كاملة. ويعلل والز بأن سياسة العمل هذه ناتجة عن علم جرايستون بأن معظم هؤلاء العاملين لن يستمروا للعمل في المخبز للأبد. لذلك فالمخبز يسعى إلى تأهيلهم بشكل مناسب لسوق العمل ليفتح لهم بذلك أبواب جديدة لفرص عمل أخرى.
بطبيعة الحال، يبدو العمل في مخبز كهذا عمل خيري بحت، إلا أن هذا العمل الخيري يساعد في الحقيقة على بيع منتجات المخبز، فالمصداقية التي يقوم المخبز على أساسها إخبار المستهلكين إلى أين تذهب نقودهم تجعل المستهلكين يرغبون بشدة في الحصول على هذه المنتجات، لأنهم بذلك يساهمون في تقديم الفرصة لهؤلاء الذين ليس لديهم تاريخ وظيفي في الحصول على وظيفة مناسبة، في الوقت الذي يساهمون فيه في منح الجمعيات الخيرية ما تحتاجه لإتمام العمل الخيري. إن مخبز جرايستون طريقة تسويق ذكية وفعالة وفي الوقت نفسه تظهر الفائدة الحقيقية من المشاريع التي لا تدر المال فقط بل تدر السعادة أيضاً.
في أحد زوايا متجر سيلفريدجز الشهير في العاصمة البريطانية لندن، تم افتتاح مختبر العطور الذي يعد نموذجاً لمتاجر المستقبل التي تختصر لك مشاوير التسوق بتوفير ما يناسبك، وتوفر لمتجرك المفضل بيانات عن شخصيتك، طابعك الخاص، وعاداتك في التسوق.
يستقبلك المختبر بحجراته البيضاء حيث يتواجد عدد من الفنيين بمعاطف المختبر، وفي الداخل يمر الزائر بتجربة التفاعل مع عناصر مختلفة خلال جولته لتكوين تصور عن شخصيته من خلال حاسة الشم، واختبار عبر أجهزة الأيباد، ويصطحب كل زائر في جولته سماعات ليتبع التعليمات الصوتية أثناء تواجده بحجرات المختبر، التي تبدأ بالاسترخاء وتمارين التنفس قبل دخول حجرة مظلمة لتصفية الذهن. ثم يتجه الزائر إلى حجرة مليئة بالخزائن ليفتح أدراجها ويستنشق روائح عطرية مختلفة يتم من خلالها استحضار ذكريات خاصة، وربطها بحياة الزائر واختياراته.
المساحة المشرقة التالية تحتوي على مجسمات وعناصر يطلب منك الدليل الصوتي أن تحدد من بينها اختياراتك البصرية والعطرية، ويتخلل ذلك استنشاقك لحبوب البن لتستعد حاسة الشم لاستقبال المزيد من العطور.
في نهاية الجولة يستقبلك أحد الفنيين في المختبر لتعريفك على أقرب العطور لشخصيتك ويفسر لك ارتباطه بالاختيارات التي مررت بها خلال الجولة لا تتجاوز 5 دقائق، وتبلغ تكلفتها 65 جنيه استرليني متضمنة قنينة عطرك الخاص.
معمل العطور الذي سيواصل عمله في متجر سيلفريدجز بلندن إلى 27 يونيو 2014م، من المتوقع أن يكون خطوة أولى نحو تخصيص تجربة التسوق للعملاء، تقف خلفها شركات متخصصة في التسويق والدراسات، لتحليل انعكاسها على المبيعات، ويبقى السؤال هل ستكون نقلة إيجابية بالكامل للطرفين، أم أن العميل قد يقبل عليها في البداية كتجربة جديدة ثم يتحفظ على فكرة وجود ملف تفصيلي حول شخصيته لدى المتاجر.
تقدم 100 شابة شغوفة بفن تصميم الأزياء والفنون إبداعاتهن وابتكاراتهن خلال معرض متخصص في فن والتصميم والأزياء هو الأول من نوعه تحت شعار "موهبتك... مهنتك"، خلال الفترة 3-5 رمضان لعام 1435هـ الموافق 30 يونيو- 2 يوليو لعام 2014م، وستكون المشاركة فيه مفتوحة لكافة صاحبات الأعمال في قطاعات تصميم الأزياء، تصميم المجوهرات، التصميم الداخلي، تنسيق الزهور، تنظيم الأعراس، الفن التشكيلي، صناعة العطور، فن الكتابة والخط العربي، وكذلك أمام المواهب الشابة الناشئة لعرض قدراتهن الإبداعية وأعمالهن الفنية، وذلك في قاعة الخزامى للمناسبات والمؤتمرات بالرياض.
ويأتي المعرض الجديد كثمرة لشراكة جمعت الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومركز الخزامى، وجائزة بندر الجبرين للإنجاز، وذلك في مسعى لتسليط الضوء على مجموعة من الشخصيات الفنية ومصممات الأزياء والموهوبات وإبراز النمو الذي يشهده هذا القطاع، خصوصاً وأن الرياض أصبحت وجهة التصميم، ومقصداً للفن على مستوى المنطقة. وقد عكفت قاعة الخزامى للمناسبات والمؤتمرات بالتعاون مع شركة أمل الجبرين وشركائها على وضع خطة استراتيجية لهذا الحدث في محاولة للجمع بين الأعمال التجارية الفريدة من منظور رواد الاعمال والهوى، وبناء جسورٍ التفاهم والتعاون مع الكيانات المستهدفة وأصحاب المصلحة.
وقد صرح الدكتور زايد الزايدي، المدير التنفيذي لشركة مداد الارض للاستثمارات، المالكة لقاعة الخزامى للمناسبات والمؤتمرات "نحن سعداء بإطلاق هذا الحدث الذي يشهد نمواً هاماً على مدى العقد الماضي، ويهتم بالتنمية الثقافية من منظور الأزياء، والفن والتصميم".
وأضاف الأستاذ زايد "الفن والتصميم عنصران أساسيان في كل ما نقوم به في الخزامى، من الهيكل العام وحتى تقديم الخدمة، وقد تم اختيار تصميم الموقع وتشغيله وفقاً لمعايير معينة، تضمن العملية والفاعلية والأناقة، والديناميكية، والحداثة. وذلك استناداً إلى رؤيتنا في العمل والقيم التي نتمسك بها من أجل فتح سبل التطور والنمو للمواهب الشابة في المملكة العربية السعودية، واستحضار جوهر التصميم والمثل التي يقدمها".
وقد بدأ التسجيل في معرض الخزامى للأزياء والفنون والتصميم 2014، ويمكن للمهتمين حجز المساحات التي تناسبهم، وتتوزع على عدة فئات، وكل عارض سيكون مؤهلاً تلقائياً لجائزة بندر الجبرين للإنجاز التي تقدم تقديراً للمواهب والطموح في مجال الإبداع والابتكار.
وتتمحور نسخة الجائزة لهذا العام حول السمة "قطعة بيضاء"، حيث على كل مشاركة تقديم قطعة بيضاء تبرز أعمالها، وستتولى لجنة التحكيم تقييم المشاركة عبر عددٍ من المعايير. وسيتم الإعلان عن الفائزين وستوزع عليهم الجوائز في آخر أيام المعرض.
وتعنى جائزة بندر بن عبدالمحسن الجبرين بإبراز إنجازات المواهب الشابة عبر ثلاث جوائز قيمة الأولى 75,000 ريال، والثانية 50,000 ريال، والثالثة 25,000 ريال. وستقدم لكل مشاركة درعاً تقديرية على مشاركتها المتميزة، وستكون مؤهلة للحصول على الاستشارات والدعم التسويقي من قبل منظمي الجائزة التي يمكن الإطلاع على تفاصيلها عبر الموقع: www.bandar-award.com
المنجز هو من يجعل مصدر رزقه. مصدر عزه
وتعد هذه الدورة الثالثة لجائزة بندر بن عبدالمحسن الجبرين، وتقدم وفاء لمنجزات الراحل بندر بن عبدالمحسن الجبرين، واستمراراً للدعم الذي كان يقدمه للمواهب الشابة في مجال الفنون والتصاميم الإبداعية، وهي مبنية استناداً إلى مقولة الشيخ الجبرين -رحمه الله- ”المنجز هو من يجعل مصدر رزقه. مصدر عزه".
وتشير أمل الجبرين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمل الجبرين وشركائها "جائزة بندر بن عبدالمحسن الجبرين هي امتداد لميراث والدي الراحل -رحمه الله-، وهي تعد معياراً للتميز في كل ما نقوم به، وتعبر عن الفخر والأخلاق العالية في جميع جوانب العمل".
وأضافت الجبرين "نحن فخورون أيضاً بالاهتمام المتزايد بهذه الجائزة في كل دورة، ما يضمن استمراريتها، والارتقاء بمعاييرها في كل عام، وإعطاء فرصة المشاركة فيها لمختلف الأفراد. ومقولة والدي –رحمه الله- عزيزة على قلوبنا، وسنسعى جاهدين لرؤيتها حقيقة ملموسة لدى الكثيرين. إنها الطريقة التي كان والدي يدير من خلالها عمله، كما أنها تبني التعامل على أساس تحقيق الذات وتحويل العمل إلى شغف".
ويدعم معرض الخزامى للأزياء والفن والتصميم 2014 كل من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وجائزة بندر الجبرين للتميز، ومجلة روتانا، وقناة روتانا خليجية، وصحيفة الحياة، ومجلة لها، وديستنيشن الرياض، ومجلة عربيات الإلكترونية. وينظم المعرض شركة مداد الأرض للاستثمارات، وشركة أمل الجبرين وشركاها، ووكالة هايتس، وحواس.
وسيشهد المعرض تنظيم مجموعة من الفعاليات الرئيسية، بما في ذلك دورة تدريب خاصة للشابات في مهارات التواصل والتقديم، والتي تتناغم مع الأهداف التي يتطلع المنظمون لتحقيقها، ولعل أهمها الاستفادة من قدرات الجيل القادم، والاستثمار فيها.
وتعد قاعة الخزامى للمناسبات والمؤتمرات هي جزء من شركة مداد الارض للاستثمارات الرائدة في مجال الاستثمارات، تاست حديثا. وقد تأسست في فبراير العام 2012م، ومنذ ذلك الحين نجحت في صياغة نهج جديد في صناعة المؤتمرات والمعارض والمناسبات جديد في صناعة المناسبات والمؤتمرات من خلال فريق عمل متخصص تجتمع لديه الخبرات الواسعة والمعرفة المتعمقة في إدارة المناسبات، وصناعة الأغذية والمشروبات. ويضم المركز عدة قاعات تستوعب من 50 إلى 2,500 ضيف، وهو يتميز بمعاييره الرفيعة والمتفردة في مجال إدارة المناسبات.
يبدو أن مشكلة إدمان وسائل التكنولوجيا لدى الأطفال كالفيسبوك والواتس آب وغيرها أصبحت مؤرقة للكثير من الأهالي لما لها من تأثير كبير على صحة الطفل وسلوكه وبناء شخصيته وتفاعله في الأسرة والمجتمع،
وهذا ما أشارت إليه دراسة إحصائية أجرتها مجموعة "سوبيريور"للاستشارات، أشارت إلى أن 59 في المئة من الأطفال في منطقة الشرق الأوسط لديهم حالة النوموفوبيا التي نمت سريعاً في السنوات القليلة الماضية.
وفي هذا الصدد قال الدكتور معتز كوكش الخبير في تقنية المعلومات والباحث في مواقع التواصل الاجتماعي: "انتشر في الآونة الأخير ظهور نوع جديد من الرهاب يسمى نوموفوبيا (Nomophobia) وهو عبارة عن الشعور بالخوف من فقدان الهاتف المحمول أو السير بدونه".
وأضاف "الـ NomoFobia هي اختصار لـ No-Mobile-Phone Phobia وقد اكتشف هذا المصطلح لأول مرة في عام 2008 من قِبل المحققين البريطانيين, وهو يعني (الخوف من عدم وجود هاتف المحمول) ويشير إلى أشخاص عندما تنقطع التقنية عنهم بكل أنواعها يصابون بتشويش ذهني واضطراب واضح. هذا المصطلح لم يطلقه العلماء عبثا بل تم قبوله علميا وحتى في كل المجتمعات أصبح حالة واضحة (مثل مجتمع الكمبيوتر الكفي).
وحول دور الأهالي في حماية أطفالهم, قال الدكتور معتز كوكش: "إن الآباء والأمهات في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد لمنع أطفالهم من تطويرها. حيث إن المؤشرات المشتركة التي تدل على النوموفوبيا هي إدمان الأطفال استخدام الإنترنت أو غيرها من أشكال التكنولوجيا مثل الكمبيوتر المحمول أو اللوحي، وغيره. ومن الشائع بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون النوموفوبيا أن يختبروا أعراض الانسحاب أي الحرمان من التكنولوجيا كما يجد بعض الناس صعوبة في الابتعاد عن أجهزتهم الإلكترونية".
وعن ردود أفعال الأطفال في هذه الحالة قال كوكش: "قد تجد الطفل المصاب بالنوموفوبيا يتعذب أحيانا ولا يمكن أن يطفئ الجهاز الخاص به، كما يكون الخوف من الاستهلاك العالي لبطارية الجهاز، وتفقد الهاتف دوما خوفا من تفويت رسالة نصية أو مكالمة أو إيميل لم يقرأه" .
وعن تهاون بعض الأمهات في التعاطي مع هذا النوع من الحالات قال كوكش: "هل تظنين أن هذا الأمر وهذه الحالة هي حالة مفتعلة ولا تعني شيئا؟ أنت مخطئة! حينما يبتعد الطفل المصاب عن تقنية الموبايل فإنه يحس كـأنه ضائع، وتغيب عنه حالة الأمن, في هذه الحالة فإن الطفل حينما يحس بأن أحدا ما يشغله عن هاتفه النقال أو التقنية التي يملكها فإنه يحاول أن يبتعد عن هذا الشخص، مما يؤدي إلى محدودية التواصل الاجتماعي في الحياة الحقيقة, وهذا يعني تقليل الخروج من البيت والتواصل مع الناس, والارتباط بالعالم الخارجي.
وعن حماية الأطفال من النوموفوبيا قال كوكش: "أوجه رسالة إلى ضرورة ترشيد استخدام التكنولوجيا في المدارس وتنظيمها وضرورة تشجيع الآباء والأمهات على الحد من الوقت الذي يمضيه أبناؤهم على الإنترنت أو على هواتفهم النقالة، وأود أن أذكر أن التكنولوجيا في حد ذاتها ليست أمراً سيئاً إذ يمكن أن تكون أداة مفيدة جداً للتعليم في المدارس لابد من تنظيمها. وأنصح الآباء والأمهات في المنزل أيضاً بمراقبة استخدام أطفالهم التكنولوجيا والتأكد من أنهم لن يتحوّلوا إلى مدمنين على هواتفهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر".
الجدير بالذكر أن هناك دراسة أشارت إلى أنه يمكن رصد النوموفوبيا من خلال مجموعة من التصرفات مثل أن يقوم الشخص بتفقد هاتفه المحمول أكثر من 30 مرة يومياً، أو أن يشعر بكل بساطة أنه يستحيل عليه الاستغناء عن هاتفه والعيش دونه.
كعادته السنوية افتتح معرض تشيلسي للزهورفي لندن فعالياته يوم الثلاثاء 20 مايو بزيارة ملكة بريطانياالملكة إليزابيث الثانية، ويعد المعرض الذي يقام منذ عام 1913م أكبر معرض زهور في العالم قبل أن يتنازل باللقب لصالح معرض زهور قصر هابتونوالذي يقام كذلك في العاصمة البريطانية لندن، لكن ظل معرض شيلسي محتفظاً ببريقه ومستقطباً المشاهير وعشاق الزهور.
هذا العام منح المعرض الحرية للمشاركين لاختيار الطابع الذي يناسبهم في تصميم الحدائق المشاركة في المسابقة، كما تم منحهم 25 يوماً لتجهيزها، ويضم المعرض الذي تستمر فعالياته 5 أيام 550 عارضاً، فاجأ بعضهم الزوار بأفكار جديدة ومبتكرة تتجاوز المتعة البصرية إلى استخدام الزهور لتصوير ساحات الحرب، ومزج الحضارات، وتحفيز خيالات المكفوفين لرسم المشاهد الخلابة، وتنشيط ذاكرة مرضى الزهايمر.
جائزة أفضل عرض
حصلت حديقة المصمم لوسيانو جوبيليعلى الجائزة الذهبية لأفضل عرض، بتصميمها الذي يمزج بين الرومانسية الإنجليزية والأناقة الإيطالية، معبراً باختياراته عن شغفه بالملمس والضوء والشكل، ومتفاعلاً مع عناصر الطبيعة بما فيها المياه الجارية التي أضفت الحركة على الطبيعة الساكنة بوضعها في منتصف التصميم وبداخل شكل هندسي مبتكر.
حديقة "عيون العقل"
لايسعك وأنت تتجول في هذه الحديقة إلا أن تتذكر قوله تعالى "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي الصدور"، فالقلوب حقاً تبصر والعقول تجسد الصورة في الحديقة التي تم تصميمها للمعهد الملكي الوطني للمكفوفين لتحفيز قدرتهم على رسم الصور والمشاهد الجميلة التي تحيط بهم دون أن يحرمهم افتقادهم لحاسة البصر من هذا الجمال، وبالرغم من أن الحديقة تبدو رائعة للمبصر غير أن احساسك بها لو أغمضت عينيك يختلف، فهي مزودة بتجارب حسية من بينها الحجرة الزجاجية المغلقة من 3 زوايا والمحاطة بشلالات المياة، ويقول المصمم أن المبصر قد يشعر فيها بالعزلة أو الوحدة، أما الكفيف فقد أثبتت التجربة أنها تجعله يشعر بالاسترخاء، كما تم الاعتماد على توزيع الزهور بحسب رائحتها، لتحلق في الجولة بين الاحساس بالعبق الرقيق والمبهج، والصاخب برائحة العود والنبانات البرية، ويلعب صوت المياه الدور الأكبر للربط بين شكل المكان ورائحته حتى تتجسد الصورة.
جنة على الأرض
حصلت حديقة المصممكازايوكي إيزيهارا"جنة على الأرض"على الجائزة الذهبية للحرفية، بقدرته على التعبير عن مدينة ناجازاكي كما وصغها له والده قبل تعرضها للتفجيرات النووية إبان الحرب العالمية الثانية، يشرح المصمم ببساطة للزائر قائلاً: "تخيلت وصممت الحديقة المكونة من عدة حجرات لأن الأحداث التي تحكيها كثيرة، وقمت باختيار الألوان بشكل يمنح الزائر الاسترخاء البصري والنفسي، وتركت المياه تتحدث بتدفقها على ثلاث طبقات متدرجة من الصخور".
لحظات للتفكر
بالتعاون مع جمعية مرضى الزهايمر تم تصميم هذه الحديقة لتنعش ذاكرة مرضى الزهايمر في بريطانيا بقضاء بعض الوقت في أجواء ريفية اعتادوا عليها، "لابد أن يزورها المريض مع أفراد عائلته أو أصدقاءه الذين كان يصطحبهم في رحلات مشابهة"، هكذا شرح فريق العمل فكرة الحديقة، فهي تتيح لأفراد الأسرة قضاء وقت بين الطبيعة الخلابة لصناعة ذكريات جميلة بين جنباتها، أو استرجاع تلك الذكريات. وقد استوحى المصمم الفكرة من شغف والده بالأحجار والمياه في الريف، بالإضافة لذكريات الطفولة والرحلات الريفية.
تايلند بـ 100 ألف زهرة
ساهمت سفارة تايلند بتصميم مستوحى من بساتينها يحتوي على 100 ألف زهرة تحيط بمجسمات رمزية.
من المعروف أن الحياة الزوجية تبدأ بالتشابه وتستمر بالاختلاف، فالأقطاب المتشابهة تتنافر، والمختلفة تتجاذب، هذه الحقيقة وعت إليها الدكتورةبسمة جمال مديرة وصاحبة مركز "حياة "للإرشاد الأسري، والتى اختارها الاتحاد البرلماني الدولي لتكون أصغر سفيرة للنوايا الحسنة بمصر بشأن قضايا المرأة والطفل. وفي هذا الحوار تتحدث الدكتورة بسمة جمال لـ عربيات عن هذا التكريم وعن أهم المشكلات الزوجية وكيفية التعامل معها، وعن الأمور التي يمكن أن يغفرها الزوجان، ومرحلة مابعد الخيانة الزوجية، والملل الذي يصاحب قصص الحب الملتهبة، والمخاطر التي تدفع بالحياة الزوجية إلي الهاوية.
كيف تم اختيارك كأصغر سفيرة للنوايا الحسنة في مصر من قبل الإتحاد البرلماني الدولي بشأن المرأة وقضاياها؟
كنت قد تواصلت مع العديد من الجامعات الإلكترونية التي تقوم بالتدريس عن بعد للتسجيل بها، حتى وصلت للإتحاد البرلماني الدولي للإعلام الالكتروني، وتقدمت بطلب عضوية به، وبدأت في عرض أبحاثي بمجال الإرشاد الأسري ودعم حقوق المرأة، وحدثتهم عن حلمي في تأسيس سلسلة من المراكز الإستشارية المتخصصة لمساعدة الشباب المقبلين على الزواج وحل المشكلات الزوجية وتأهيل الأرامل والمطلقات للتغلب على صعوبات الحياة ونظرة المجتمع، وبالرغم من صغر سني لم أكن اتخيل أو أتوقع أنهم سيختارونني كأصغر سفيرة للنوايا الحسنة لديهم.
التفكك الأسري أفرز الزواج العرفي
لماذا اتجهت لدراسة التنمية الذاتية وتطوير الأداء الإنساني وحل مشكلات الأسرة والطفل لتكون عنوان رسالتك للدكتوراة، بينما تخصصك الأساسي تاريخ؟
هناك فرق بين ما فرضه عليك نظام التعليم وبين ما تحب أن تتعلمه, وأقصد بهذا أن دراسة التاريخ بالطبع هي مهمة وأضافت لي الكثير من المعلومات ولكني كنت أتابع وأتأثر كثيراً بالمشكلات الأسرية المدمرة التي يعاني منها المجتمع من حولي، وخاصة بين طلاب الجامعة فكثير من مشكلات الزواج العرفي والإدمان كان سببها عدم الاستقرار الأسري وسوء أو غياب التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، وعدم وجود المتخصصين الذين يطلب منهم النصيحة والمشورة ليساعدونا على تخطي أي مشكلة أسرية فعددهم محدود جدا وأسعارهم باهظة, ومن هنا قررت الإلتحاق بدبلومات متخصصة في هذا المجال وقراءة مراجع أجنبية ومصرية عن التواصل بين الرجل والمرأة, وبعدها بدأت بإعطاء محاضرات مجانية في بعض الجمعيات الخيرية عن التواصل بين الجنسين وكنت أقوم ببعض الأبحاث استناداً لما قرأت وما رأيت حولي من مشكلات وكانت هذه البداية حتى وصلت لما أنا فيه.
أسست ما يعرف بأكاديمية الحياة الدولية للتدريب والإستشارات وتطوير الأداء الانساني وحل مشكلات الأسرة والطفل، فما الذي تقدمه الأكاديمية للأسرة العربية؟
بدأت بالفعل في تقديم خدمات استشارية لمساعدة المرأة لكي تكون زوجة ناجحة وأماً ناجحة، وذلك من خلال إقامة دورات متخصصة، وكذلك مساعدة السيدات المطلقات والأرامل على تنمية الذات والقدرات لديهم، من خلال الخضوع لبرامج متميزة في إعادة تأهيلهم لعمل مشروعات صغيرة قادرة على إعالتهم ولدعم المجتمع. وكذلك إقامة برامج لتوعية الشباب وخاصة المقبلين على الزواج وذلك من خلال محاضرات وندوات وأمسيات عن أهمية الزواج وكيفيه التواصل الإيجابي بين الرجل والمرأة. وأخيراً مساعدة الأزواج على حل المشكلات الزوجية والأسرية عن طريق عمل برامج متخصصة وجلسات إرشاد وأمسيات مجانية لدعم العلاقه بين الزوجين وإعادة بناءها. كما أعمل حاليا على تأسيس فروع لنا بالمغرب واليمن وبإذن الله ستكون في باقي الدول العربية قريبا.
أبرز المشكلات هي عدم القدرة على تقبل عيوب الآخر
من خلال ممارستك اليومية ومعايشتك للمشكلات الزوجية، ماهي أكثر هذه المشكلات شيوعا؟
أستطيع القول أن أكثر ما يواجهني هي تلك المشكلات المتعلقة بعدم القدرة على تقبل عيوب كل طرف للآخر، والصراعات التي تدور من أجل تغيير الآخر أو البحث عن شريك جديد يحقق التوقعات والأحلام التي ينشدها الزوج في زوجته أو العكس، إما عن طريق الخيانة بالخيال عند المرأة، أو بالخيانة الحقيقية عند الرجل.
أيهما أكثر جرأة وقدرة على البوح والإعتراف بأن هناك مشكلة حقيقية تواجه حياتهما الزوجية، الرجل أم المرأة؟
المرأة غالبا هي من تعترف وتحكي وقد يكون ذلك لسببين: إما لطبيعة المرأة التي عادة ما تبحث عمن ينصت لها وتحب أن تبوح، عكس الرجل الذي لا يحب أن يشارك أحد أسراره الخاصة. والسبب الآخر لكوني امرأة فغالبا ما تشعر المرأة بإرتياح أكبر عند البوح لإمرأة مثلها، بغض النظر عن مهنتي، أشعر بمشاعرها كامرأة، ولكن الرجل غالبا ينظر إلى المرشدة الأسرية بشكل دفاعي متحفز وخاصة في الجلسات الأولى كونه من جنس مختلف فيشعر أني سأميل لشكوى الزوجة.
عدم المصارحة واللامبالاة نتيجتهما الفجوة بين الزوجين
هناك مؤشرات إذا أصبحت واقعا حياتيا فإنها تدفع بالحياة الزوجية ناحية الهاوية، فهلا أشرتِ إليها؟
بصفة عامة، كتمان أي مشكلة وعدم مصارحة الطرف الآخر بما يحزنه وما ينقصه يعتبر بداية لفجوة تأخذ في الاتساع حتى يصل الطرفان لحالة من اللامبالاة بما يفعله الشريك، ومن هنا يبدأ الملل الزواجي، ثم الهروب من المشكلة مع تخزينها فيمتلئ العقل بالمشاعر السلبية، وهنا تكون الكارثة إما باللجوء للخيانة أو الطلاق الكامل الذي ينفصل فيه الزوجان ويعيش كل منهما حياة أخرى، أو قد يكون طلاقا صامتا فيتواجد الزوجان تحت سقف واحد ولكن المشاعر والروح تتجه إلى ناحية أخرى. كذلك يجب على الطرفين التريث عندما تنتهي كل مناقشاتهما نهاية حادة لأي نقاش مهما كان بسيطا، فهنا لابد من إعادة تقييم هذه العلاقة والبحث عن نقاط الخلل، ولابد للزوجين من الانتباه عندما يبدأ أي منهما في الانتقاد المستمر بدلا من الشكوى أو إظهار الازدراء من الآخر أو الدفاع الشديد المستميت عن وجهة نظره بما يصاحبه من لغة جسد سلبية.
الرجل لا ينسى الإهانة، والمرأة لا تنسى الخيانة
ما هي الأمور التي يمكن أن يغفرها الطرفان؟ وما هي الأشياء التي يستحيل نسيانها؟
لا يستطيع الرجل تمرير الإهانة أو التقليل من شأنه أمام الأخرين، وخاصة أصدقائه وأهله، وكذلك يكره الرجل إفشاء أسراره خارج نطاق الأسرة، ولكنه فى المقابل يتغاضى عن تقصير زوجته فى حقه أو في علاقتهما الزوجية، وقد يسامحها في انفعالاتها الحادة في حقه وقت غضبها طالما لم يخرج من نطاق منزلهما. ولكن حذار فهذا الحِلم قد لا يستمر للأبد فإن لم تتدارك زوجته سلبياتها فذلك بالتأكيد يراكم شعوره السلبي وقد يكون سببا في الانفصال، أما المرأة فهي لاتنسى أبدا الخيانة لأنها تشعرها بالنقص، وهي قد تتناسى وتحاول الإستمرار رغبة منها في الحفاظ على أولادها أو بيتها، وهذا الأمر أيضا يختلف من بيئة إلي أخرى. وهي قد تغفر للرجل أي شيء عدا ذلك سواء إهمال أو جفاء إذا عوضها بعد ذلك مع الوقت بقليل من الحب والاهتمام.
بعد الخيانة كيف يمكن أن تستمر الحياة الزوجية؟
الخيانة الزوجية تحدث شرخا كبيرا جدا في العلاقة الزوجية، ولا أستطيع الجزم بأنه يمكن عبور هذه المرحلة لأنها تختلف من شخصية لأخرى، ومن بيئة لأخرى، وهنا يأتي دور الاستشاري الأسري الذي يساعد الزوجين على إعادة بناء العلاقة واستعادة الحب المدفون تحت تراب المشكلات عن طريق اعتراف كل طرف بتقصيره في حق الآخر، واعتذاره وإبداء رغبته الأكيدة في تعويض الحبيب. كل هذه الأمور تحدث بالتدريج عبر برامج تعمل على إعادة بناء الثقة، والتذكير بالأمور الإيجابية.
لماذا يحدث الملل الزوجي وكيف يمكن تجاوزه بسلام؟
الملل الزواجي هو نتاج لتراكمات السنين السلبية، ويأتي بعد قصص الحب الملتهبة، التي تعتمد على الانبهار بالشكل الخارجي الذي يخفت ويفتر بمرور الزمن، وتبدأ المشكلة أو الخلاف على أشياء بسيطة تمر دون أن يحاول الشريكان حلها ويبدأ كل طرف إما فى كتمان المشكلة تلو الأخرى، أو الإفصاح عنها لطرف خارجي، ومع الوقت تتراكم المشكلة التي تتمثل في الكبت ثم التفكير السلبي ثم الانفجار. ولتجنب مثل تلك المشكلات لابد من ممارسة بعض النقاط البسيطة اليومية: كأن لاتنام أبدا وفي نفسك شيء من حبيبك بل يجب أن تصارحه بما يشغلك، كذلك لابد من التشارك معا في أمر يجعل لحياتكما طعم من جديد كزيارة لدور الأيتام أو الصلاة معا، أو المشاركة في قراءة القرآن، وهذا الأمر يعزز العلاقة ويجدد الحب بينكما. كذلك يمكن للبعد عن الروتين تغيير الجو من فترة لأخرى، واستعادة اللحظات الحلوة للشريك كإعادة مشاهدة شريط أو صور زفافكما، أو طفلكما الأول وغيره. وأخيرا التقدير لكل صغير يفعله حبيبك، فالهدايا البسيطة تجدد الحب بينكما والكلمات الرقيقة حتى لو برسالة تجدد الاشتياق بين الحبيبين وتجعل للحياه طعما أخر.
ترتفع معدلات الطلاق يوميا بشكل مخيف فهناك 6 حالات طلاق في مصر كل دقيقة بماذا تعلقين على هذه الظاهرة الخطيرة؟
نحن من جيل تربى ودرس جيدا، ولكنه لم يتعلم معنى الزواج وما هي مسؤولياته، و أولوياته، وكيفية التعامل مع الطرف الآخر. آباءنا وأجدادنا كان لديهم صبراً وهدوءً، وأولويات تجعلهم يستمرون حتى ولو لم يوجد الحب، وكانوا يستعيضون عنه بنعمة الصحة والستر والاستقرار، أما الآن في زمن الانترنت والسرعة فأصبح حتى قرار الطلاق يأتي سريعا بين الشباب, ولذا يجب الإسراع في توفير مراكز للاستشارات بمتخصصين أكفاء قبل أن تزيد النسبة ولن تقل أبداً.
كثر الحديث مؤخرا عن النفط غير التقليدي، ومن خلال هذا الملف المرئي يوضح المهندس أحمد القحطاني طبيعته والمواقع التي يتواجد فيها، ولماذا اليوم بالتحديد هناك تزايد في الاهتمام به؟، معتبراً أنه مع محدودية إنتاجه وتكلفة إستخراجه المرتفعة لا يمثل تهديد حقيقي لمستقبل النفط التقليدي على الأقل في المستقبل القريب المنظور. ومؤكداً أن هذا لا يعني الأمان المطلق إذ يجدر بالدول المصدرة للنفط تقليص الإعتماد عليه كقيمة رئيسية في الدخل العام حتى تتمكن من الإحتفاظ بقدرتها التنافسية مستقبلاً فيما لو هبط سعر البرميل في السوق أو إنخفضت تكلفة إنتاج النفط غير التقليدي.
مشيراً إلى أن الدراسات كشفت عن أن نسبة إنتاج النفط غير التقليدي لن تصل إلى 40% عالميا قبل العام 2040م، ومعتبراً أن هذا الأمر يعطي الدول المصدرة للنفط فرصة للتخطيط والمواجهة.
في لحظة ما قد تقف المرأة عاجزة عن اتخاذ القرار، وتعيش مشوشة الفكر، عديمة الحيلة. وقد يأتي وقت تندم فيه على تضييع الفرص أو اتخاذ قرارات خاطئة تدفع ثمنها لاحقا.
وأمام هذه الاحتمالات التي تصادفها وهي تنتقل من مرحلة عمرية لأخرى يبدو ضروريا للمرأة أن تتقن فن اتخاذ القرار الصائب الذي يمنحها بطاقة عبور نحو مستقبل مزدهر اجتماعيا واقتصاديا. قرارات تعتمد على اختيارات ذكية ومدروسة تحميها من السقوط في مستنقع الإحباط وتعزز من فرص نجاحها.
ويمكن أن نقول أن كتاب «عشرة قرارات ذكية قبل الأربعين» لمؤلفته الدكتورة تينا ب.تسينا، هو واحد من أهم الكتب التي توفر للمرأة خطة حكيمة تأخذ بيدها نحو النجاح.
وصدر للدكتورة تينا تسينا، طبيبة نفسانية في ولاية كاليفورنا الأمريكية، ثلاثة عشر كتابا في مواضيع تتعلق بالمرأة والأسرة تُرجمت لسبع عشرة لغة. وتربو سنوات خبرتها عن الخامسة والثلاثين عاما في مجال تقديم الاستشارة للأفراد والأزواج.
وعن كتابها الذي نعرضه اليوم تقول د. تينا أنه ليس كتابا عاديا يناقش المشكلات النسائية الخاصة بالزواج أو الجنس أو تربية الأبناء بصورة ناجحة، كما أنه لا يتعرض لكيفية الحصول على كل ما تريده المرأة في الحياة ولا كيف تتجنب الإخفاق أو الفشل في أي جانب من جوانب حياتها لكنه يتناول جوانب أكثر واقعية في حياتها.
وفي هذا الكتاب سوف ترى المرأة كيف أن اتخاذ بعض القرارات الصائبة قبل بلوغ سن الأربعين ربما يتيح لها الفرصة لتعيش حياة حقيقية تهنأ خلالها ببعض الراحة والأمان والمتعة والحب وبعض المرونة لمواكبة ظروف الحياة المتغيرة سواء كانت ظروفا اقتصادية أو اجتماعية.
وعلى امتداد 280 صفحة تخاطب الدكتورة "تينا"المرأة على وجه الخصوص باعتبارها المعني الأول بهذا الكتاب، غير أن قراءته مفيدة كذلك للرجال الذين يرغبون في إتقان عملية اتخاذ القرار. وقسمت المؤلفة الكتاب إلى عشرة فصول، في كل فصل تتناول قضية بذاتها وتطرح الحلول وتقدم نماذج إنسانية من أجل تعميق الفكرة وتوضيحها أكثر.
قرري القيام باختيارات ذكية
يناقش الفصل الأول من الكتاب كيفية اتخاذ القرارات الذكية باعتبارها لا تأتي فجأة أو بمحض الصدفة، بل تعتمد على خمس جوانب أساسية ينبغي أن تتوافر في صانع القرار وهي: الوعي ومعرفة النفس، الدراسة والبحث، الملاءمة، توفر المساندة، احترام الذات. ويكمن سر المرأة القادرة على اتخاذ القرارات بحزم في اعتمادها على مبادئ صائبة.
وترى الكاتبة أنه في أحايين كثيرة يتمثل حل مشكلة ما في إعداد النفس وملاءمة الظروف مع أكثر من خيار في نفس الوقت، فلا بد من وضع خطتين على الأقل ثم تنفيذ الأصلح أو الأكثر توافقا مع الظروف، ويفيد استخدام هذا الأسلوب إذا كانت الخطة الأصلية تضم الكثير من المخاطر غير المتوقعة.
كما أن القرار السليم يتطلب توافر الدعم والمساندة اللازمة لنتفيذه، ولا بد أن يؤدي إلى زيادة احترام النفس. ولا يعتبر الاختيار اختيارا إلا إذا تم تنفيذه، "فإذا قررت بكل وضوح أن ما تفكرين فيه هو أفضل ما تقومين به في ظل الظروف المتاحة أمامك ولم تكملي خطوات تنفيذ هذا الاختيار فيعني ذلك أنك قد قمت باختيار سلبي."
لا تسجني نفسك في جدران الماضي
المشكلات القديمة وضرورة حلها هي موضوع الفصل الثاني من الكتاب، فاتخاذ قرارات صائبة يعني تحمل مسؤولية تولي زمام الأمور الحياتية. وطالما ظلت المشكلات القديمة المرتبطة بالطفولة والعلاقات السابقة والتجارب الفاشلة في العمل والمهام التي لم تكتمل تسيطر على حياتها وتخلق ثورات انفعالية بداخلها أو مع من ترتبط بهم فلن تتمكن من تولي زمام الأمر بصورة واقعية وصحيحة.
وبما أن مثل هذه التجارب من الممكن أن تكون مؤلمة ومفزعة إلى أقصى حد فإن سماحها لها بأن تظل بلا حل هو بمثابة استمرار في تجاهل رغبتها في تولي مسؤولية معرفة النفس أو معرفة ماهية حياتها.
وتعتقد د.تينا أنه "من الصحي التركيز على أفراد الأسرة الذين يبعثون السرور والمرح إلى أنفسنا وتحديد علاقاتك بأفراد الأسرة المعروف عنهم إثارة المشكلات بحيث تقللي من حجم الاحتكاك بهم وأن تقتصر محادثاتك معهم على موضوعات سطحية مثل الطقس وما إلى ذلك."
تحديد الأولويات والبحث عن الجمال الداخلي
في الفصل الثالث تنصح المؤلفة المرأة بمعرفة ما تريده في حياتها لتتمكن من تحديد قائمة الخيارات المتاحة. وطبقا لقاموس وبستر، الأولوية هي "شيء ينبغي القيام به في المقام الأول".
ثم إن تحديد الأهداف حتى وإن كانت أهدافا صغيرة فسوف تتيح لصاحبتها لحظات من الإشباع والاحتفال بالنجاح حتى لو كانت لحظات قصيرة، فالاحتفال بالنجاح وتحقيق الأهداف يمثل الدافع للمضي في تحقيق الهدف التالي وهكذا فإن معادلة النجاح تصبح: الاحتفال + التقدير= الدافع.
وتخلص الكاتبة للقول أنه "غالبا ما تتصارع الأولويات الداخلية مع الأولويات الخارجية فعلى سبيل المثال من الممكن أن تحتاج بشدة لقدر كبير من الحرية الشخصية- أولوية داخلية- وفي نفس الوقت يجتاحك احتياج قوي في بعض الأحيان لتقدير المجتمع لكِ - أولوية خارجية- مما يعني حاجتك إلى التوافق مع معايير المجتمع حتى يعترف بك ويمنحك ما تحتاجين إليه من تقدير. ومن الممكن أن يؤدي هذا الصراع إلى شعورك بالضيق والقلق وإذا شعرت بالاضطراب أثناء رسمك لخريطة مسار حياتك خذي وقتا كافيا لدراسة أفكارك حتى تكتشفي العلاقة التي من الممكن أن تربط وتوفق بين أولوياتك الداخلية وأولوياتك الخارجية."
أما الفصل الرابع فيعالج قضية البحث عن الجمال الداخلي وأهمية إبرازه لتحقيق النجاح. وتحذر الكاتبة من تقليد عدد كبير من النساء اللواتي يجمعن قدرا رائعا من المواهب والمهارات والتجارب والخبرات والسمات الشخصية المتميزة لكنهن ينتقدن أنفسهن بحدة ويقللن من قدراتهن.
وتولي الدكتورة أهمية بالغة لتعلم كيفية التفكير والنظر إلى النفس بعيون إيجابية وإبراز أفضل ما تتسم به من مواهب ومميزات لأنه كفيل بإشباع الاحتياجات بشكل ناجح ويشجع على حسن التصرف بصورة تترك انطباعا ايجابيا عند الآخرين.
الحاجة للتعليم والتدريب وإتقان التواصل الاجتماعي
يضع الفصل الخامس المرأة أمام مرآة مكبرة ليكشف لها عن مكامن الضعف لديها، وخاصة أمام تحديات وسائل التكنولوجيا الحديثة. ويحثها على مواصلة الدراسة بغض النظر عن عمرها.
ويؤكد الفصل السادس على حاجة المرأة لمعرفة كيفية التواصل مع مختلف الأشخاص وبأساليب مختلفة وفي جميع المواقف في ظل ضغوط أو في جو من المرح. وتحتل مهارات التواصل منزلة كبيرة في جميع مسارات الحياة. فالقدرة على الفهم وإفهام الآخرين تمثل أساس أي نجاح سواء في العلاقات الأسرية أو المعاملات العملية أو المواقف اليومية مع جميع أنواع البشر.
وتعرج الكاتبة على ذكر وشرح أفضل أسلوبين من أساليب التواصل المؤثر وهما الإنصات العملي والتحدث اليقظ.
"ويعني الإنصات العملي إلقاء الانتباه لما يقوله الشخص الآخر بنفس الطريقة التي تحبين أن ينتبه إلى ما تقولين. وللقيام بذلك عليك إعادة صياغة ما يقوله أي أن تكرري بلغتك الخاصة ما قاله المتحدث الآخر حتى توضحي له بـأنك استمعت إليه بحرص وأن تؤكدي له فهمك لما يقصده من وراء هذا الحديث."
"الأسلوب اليقظ أسلوب يتم تعليمه في معظم الأحيان لمندوب المبيعات والمتحدثين البارعين أو المحاضرين في مساعدتهم على الاحتفاظ بانتباه عملائهم أو مستمعيهم ولجعلهم أكثر وعيا لقدرتهم على توصيل أفكارهم ويذلك يمكنهم إقناع عملائهم بصورة فعالة ومن ثم زيادة مبيعاتهم."
مواصلة التعلُّم والتفاعل مع النسيج الاجتماعي
يتطرق الفصل السابع إلى أهمية مواصلة التعلم حتى بعد أن تنال المرأة قدرا أوليا من التعليم والتدريب. ويتطلب التعلم طوال فترة الحياة البحث المستمر عن المعلومات في جميع المجالات الطبية والمالية والسياسية والثقافية التي تؤثر عليها وعلى عملها وعلى مستقبلها وأسرتها واستقرارها المالي. فالبحث الدائم عن المعلومات يعطيها تميزا في جميع مجالات الحياة، في وظيفتها، وفي المواقف الاجتماعية مع الأسرة والأولاد.
ومن المهم أن تواظب المرأة على القراءة من أجل الصحة العقلية والبدنية. حيث أصبح استخدام الكتب لإصلاح العلاقات والاطمئنان على الأحوال الصحية والشخصية والمشكلات العاطفية أمرا شائعا لدى كثير من الناس اليوم حتى أن هذا الاتجاه اكتسب اسما وهو العلاج بالكتب. وهناك أعداد ضخمة من الكتب المتخصصة الموثقة في علم النفس والعلاج الذاتي والصحة العامة متوافرة في كل مكان. ولا تقتصر عملية التعلم على القراءة فهناك طرق مختلفة يمكن التعلم بفضلها. وهناك أربعة طرق لاكتساب المعرفة والحصول على المعلومات منها: طرق سمعية (السمع)، طرق مرئية (الرؤية)، طرق حسية (اللمس)، طرق تخيلية (الفكر).
وأشارت الدكتورة "تينا"في الفصل الثامن لأهمية نسج المرأة لشبكة علاقات من الممكن أن تساعدها مهما حدث أو أينما كانت. وإذا قررت استخدام هذه الأخيرة بطريقة صحيحة فإن ذلك سوف ينمي حياتها الوظيفية والشخصية. وتتسم معظم المجتمعات بأعداد ضخمة متنوعة من الهيئات الاجتماعية والمهنية التي تتيح فرصا رائعة لعمل الخير من خلال عمل الخير.
وفور إقامتها لروابط متينة مع الآخرين فسوف تكتسب محيطا عريضا من المصادر التي ستجعل حياتها أكثر سهولة وسعادة. كما أن من تعمل معهم يمكنهم أن يجعلوا حياتها أسهل بكثير من خلال التعاون والتضامن.
تأمين الوضع المادي والمالي
الفصل التاسع خصصته المؤلفة للجانب المادي والمالي كعامل أساسي لاستقرار المرأة. فليس من الضروري أن تكون غنية أكثر من اللازم ولكن من الضروري أن تقرر تأمين وضعها المادي. إذ لا بد أن تمتلك المرأة مالا خاصا بها وغرفة بمفردها.
وتقول الكاتبة بهذا الصدد "وعلى الرغم من أن أمك وجدتك قد اعتمدتا على الرجال في حياتهما سواء أكان أبا أو زوجا في اتخاذ القرارات الخاصة بالوضع المالي للأسرة، إلا أنه يجدر بك ألا تسمحي لأحد أن يكون مسؤوولا عن تأمين احتياجاتك المادية أو أن يتولى زمام مستقبلك المادي اليوم."
وتشبه الميزانية بالحمية الغذائية وبأنها أحد التصرفات التي تمتلك الكثير من النساء نوايا حسنة بشأنها مع ذلك لا يستطعن تنفيذها لكن عندما تعرف المرأة كيف تتعامل مع مثل هذه الأمور فسوف يصبح وضع الميزانية أسهل بكثير من الحفاظ على حمية غذائية.
الموازنة بين العمل والمتعة
وتنهي د. تينا كتابها بالتطرق في الفصل العاشر إلى قضية الترويح عن النفس والتي ترتبط باللعب واللهو وسميت ترويحا لأنها تعيد الروح إلى الجسد الإنساني بعد أن يستهلكها العمل المتواصل.
و لا تعني المتعة الضحك طوال الوقت ويقول أحد الأمثلة الصينية "إذا كنت تريد أن تكون سعيدا لستة أشهر فتزوج وإذا كنت تحب أن تكون سعيدا حتى نهاية حياتك فتعلم الاعتناء بحديقتك".
وتنصح المرأة بقضاء بعض الوقت كل يوم في الصلاة أو التأمل أو التقارب الروحي مع النفس لأنه يساعد في الحفاظ على الإيمان بالقيم ويعزز مغزى تصرفاتها اليومية. فالصلاة والتأمل تعيد شحن الطاقة الروحية وتنعش وتطمئن إلى أن الحياة لها قيمة كما أن البصيرة تتوقد في لحظات إدراك معنى الحياة.