Quantcast
Channel: مجلة عربيات | Arabiyat Magazine
Viewing all 214 articles
Browse latest View live

الأمير خالد الفيصل: يجب تطوير استراحات الطرق السريعة

$
0
0

فاجأ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، الحضور في اجتماع تحسين وتطوير استراحات ومحطات الطرق، والذي عقد في مقر الإمارة بجدة برئاسة وكيل إمارة المنطقة الدكتور عبدالعزيز الخضيري بحضور عدد من المشغلين والملاك، حيث شارك سموه في الاجتماع وحرص على تقديم كلمة تبين أهمية المشروع الذي أقره مجلس الوزراء أخيراً.

ووصف الأمير خالد الفيصل حضوره للاجتماع بغير الرسمي وقال: "أنا سعيد بوجودكم في إمارتكم والتي تعمل لخدمتكم وهو ديدنها الذي تحرص دائما عليه"، مبينا أنه حرص على الحضور لأهمية هذا الجانب الخدمي.

وقال أمير المنطقة  أن المملكة تمر بمرحلة تنموية كبيرة ونحن هنا نرغب من الجميع العمل علىأن تكون منطقة مكة أنموذجاً إسلامياً وعربياً، وتعلمون أن هذه البقعة تستقطب الملايين ويرى الزائرون للمملكة وإنسانها من خلالها".

وتطرق الأمير خالد الفيصل إلى واقع محطات الطرق قائلا: "ما نراه في محطات واستراحات الطرق غير لائق وحاله مزرٍ علما بأنها النافذة التي نقدم من خلالها أنفسنا في المنطقة لاسيما وأن المسلمين يمرون بها عند توجههم لأداء الحج والعمرة".

وأضاف: "من أجل بناء المكان أصبحت المدن اليوم ورشة عمل لا تهدأ وستكون النتائج جلية بعد ثلاثة أعوام ومن هذا المنطلق لابد أن تواكب استراحات الطرق التنمية الشاملة وأن تكون موازية للنمو الذي تشهده المدن ولا بد من أن يتغير الحال وتصبح ذات خدمات وأشكال مستحدثة وجديدة".

وأشاد أمير منطقة مكة المكرمة بوجود الملاك في الاجتماع واستجابتهم للدعوة دليل على الاهتمام والرغبة في التطوير وعقب قائلا: "هذا ما أتمناه وآمله وأتوقعه منكم جميعا ومن أراد أن يساعد نفسه سنعمل جميعا على مساعدته لنجعل مدننا بشكل أجمل".

من جهته أوضح وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن الهدف من اللقاء والاجتماع الوصول باستراحات الطرق إلى أرقى المستويات، وأضاف: "في هذا الشأن سيتم وضع برنامج مشترك بين الإمارة والبلديات وهيئة السياحة بالإضافة إلى إدارة النقل والطرق والمستثمرين للعمل سويا في طريق موحد هدفه الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة".

وتحدث وكيل الإمارة المساعد لشؤون التنمية الدكتور هشام الفالح: "بدأنا العمل بعد صدور قرار مجلس الوزراء في هذا الشأن وقطعنا شوطاً كبيراً في هذا المضمار وجاء قرار مجلس الوزراء تأكيد على أهمية المضي في هذا الاتجاه وسنعمل سوياً لتعزيز العمل الجماعي للوصول لنتائج ترضي الجميع وتحقق المأمول في جانب الخدمات المقدمة في المحطات والاستراحات الواقعة على الطرق السريعة".

وناقش المجتمعون آليات لتفعيل قرار مجلس الوزراء وإعداد تصور خلال ستة أشهر وتقدم في موعد أقصاه نهاية ذي القعدة من العام الحالي، كما طالب المجتمعون بالبدء فعليا في تشديد الرقابة واستدعاء الملاك ومشغلي محطات واستراحات الطرق في محيط منطقة مكة المكرمة في حال تم ضبط تقصير أو تهاون في تقديم الخدمة.

وأيد المجتمعون أن تبدأ أمانات المنطقة في توفير مواقع للمستثمرين الجدد والشركات السعودية وغير السعودية وأن يعقد اجتماع دوري برئاسة وكيل الإمارة المساعد لشؤون التنمية وعضوية أمانة جدة والعاصمة المقدسة والطائف، وفرع وزارة النقل وفرع هيئة السياحة والغرف التجارية لمناقشة ما تم على أرض الواقع وقياس مدى تحسن الخدمات.

حضر اللقاء وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد لشؤون التنمية الدكتور هشام الفالح، و أمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج والمدير التنفيذي لهيئة السياحة في منطقة مكة المكرمة محمد العمري وممثلين عن الجهات ذات العلاقة وعدد من المستثمرين والملاك.


الشاعر عبداللطيف عبدالحليم: نحن نضيع كل شيء، ولا نتعلم من أى شيء

$
0
0

عندما تلتقي بالشاعر المصري "عبد اللطيف عبد الحليم" الملقب بـ "أبي همّام"، لا يسعك إلا أن تنحني إجلالاً وإكباراً لشاعر أحب العربية وأحبته العربية، حتى غدا من روادها القلائل الذين حوّلوا الشعر أداة من أدواتها، وصاغوه بحراً وقافية لتمجيد حرفها وتوشية صورتها وتراكيبها ومعانيها. وهو فوق هذا يجمع بين ثقافتين؛ العربية والإسبانية، وله فيهما باع طويل سواء في الدواوين الشعرية أو الأعمال المترجمة، وفي وجدان"أبو همّام" أحزان كبيرة لما آل إليه الوضع في مصر بعد الثورة، كما لديه أحزان خاصة لما آلت إليه حال الثقافة وحال الشعر والشعراء في العالم العربي، ناهيك عن حزنه على أحوال الترجمة والمترجمين من تدهور وسطحية وبعد عن المصداقية "عربيات " التقت بالشاعر عبداللطيف عبدالحليم في كلية دار العلوم بالقاهرة وكان لها معه هذا الحوار. 


حفظت دواوين العقاد العشر ومعظم ديوان المتنبي قبل الالتحاق بدار العلوم هل هي إرهاصات الشعر؟
هذا صحيح، فقد بدأت حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة تقريباً، ثم بدأت أحفظ الشعر الديني كبردة البوصيري وغيرها، ثم تقدمت بى الأمور شيئاً فشيئاً حتى وقعت على دواوين كثيرة من الشعر وحفظت منها كثيراً، وأنا أذكر أنني حفظت كثيراً لشوقي والبارودي وعلي الجارم والمتنبي وديوان الحماسة والعقاد بطبيعة الحال، حتى دخلت دار العلوم وحصيلتي تقريباً عشرين ألف بيت من الشعر.

ما الذي أحدثه الربيع العربي في مخيلة ووجدان أبو همام؟
هو لم يحدث أثراً فقط، وإنما أحدث زلزالاً شعرياً في داخلي حتى أنني بدأت في بعض القصائد ولكني لم أنهها لأن الأمور تغيرت تغيراً شديداً، فبعد الفرحة حدث إحباط على جميع المستويات؛ الأمنية والاقتصادية والسياسية  إلى غير ذلك، لهذا فالشاعر حائر كيف يفرح أو كيف يحزن أو كيف يتفاءل أو كيف يتشاءم، ولذلك لم أنه الأعمال الخاصة بالثورة. فكل ما يحدث في العالم العربي محبط ومحزن، ونحن نعيش عصراً أسوأ من عصر ملوك الطوائف في الأندلس، وأخشى على هذه الأمة أن تندثر.

كيف وجدت التلقي العربي والتلقي الغربي لدواوينك الشعرية المترجم منها وغير المترجم؟
دواويني أحدثت أصداءً طيبة لدى المتلقي العربي وغير العربي على السواء، بدليل أنها أحرزت جوائز كثيرة عربية ومصرية وأيضاً حين ترجمت إلى اللغات الأخرى أحسست بأثر طيب، فبعض قصائدي تم ترجمتها إلى الماليزية وكذلك إلى الإسبانية والإيطالية والفرنسية وغيرها. 

لكن هل تعتقد أن المتلقي العربي الآن مؤهل لتلقي كل الثقافات ومنها الشعر؟
المتلقي العربي الآن أصابه ما أصاب الأمة العربية كلها من ترهل وضعف، وقاريء الشعر عندنا قليل، لأنه قاريء مختلف عن القاريء العادي للقصة والرواية، ولكن لا يزال في الأمة خير، فهناك أناس يقرأون ويتذوقون ويستمتعون لكنهم قلة. 

 

بعض الترجمات في مصر لا تستحق الورق

إلى أى حد ترى العلاقة بين الأدب العربي والأدب الإسباني قائمة إلى الآن؟
تأثير الأدب العربي في الأدب الإسباني هائل جداً جداً، ولا يزال الناس هناك يتحدثون شعراً يستلهم التاريخ الأندلسي والتاريخ العربي، وهذا شيء طيب. ونحن الآن نحاول خصوصاً في مسألة الترجمة من الإسبانية إلى العربية وبالعكس أن تكون الترجمة  جيدة، ولكن هناك أناس واغلون على الترجمة، لا يستطيعون القراءة الصحيحة ولا الترجمة الصحيحة، وهناك ترجمات ينشرها المجلس الأعلى للثقافة في مصر لا تستحق الورق لأنها ترجمة مهلهلة ورديئة عدا بعض الترجمات القليلة الجيدة.

ما الذي يمثله ديوان "أغاني العاشق الأندلسي" في وجدان أبو همام وإبداعه؟
هو مرحلة من المراحل، ولا تزال الأندلس فردوساً مفقوداً بالنسبة لي، وأنا أستلهم الأندلس في أشياء كثيرة جداً أستلهمها تاريخاً وأستلهمها واقعاً حتى الآن، ولذلك أكاد أكون كما قال النقاد عني "الشاعر الوحيد الذي أنزل الشعر من التاريخ إلى الشارع" فقد تحدثت عن الراقصة الغجرية وتحدثت عن رجل الشارع الأندلسي والمقاهي الأندلسية والبواب الأندلسي وغير ذلك. 

هل بالغنا في رأيك في الاهتمام بـ "ولاّدة بنت المستكفي"؟
ولادة بنت المستكفي لم تكن فقط شاعرة وإنما كانت مؤثرة في حركة الشعر الأندلسي، ويكفي القصائد التي كتبت عنها عند ابن زيدون مثلاً، فهي رمز ونموذج، وللعلم أنا لدى قصائد لشاعر من ليما في بيرو كتب عن ولادة بعض القصائد وترجمتها، فلا تزال ولادة مصدر إلهام وهي حركة أساسية في مسيرة الشعر والحياة الأندلسية عموماً. 

لكن ألا توجد حالات مماثلة لولادة في تاريخ الأندلس؟ وكيف ترى المرأة العربية الآن؟
هناك 25 شاعرة ذكرهن بعض المؤرخين الأندلسيين، في حاجة لجمع شعرهن والحديث عنهن. أما المرأة العربية فهي في الحقيقة مهانة على كل المستويات وخاصة السياسية والاجتماعية والثقافية، وهي في حاجة ماسة لمزيد من الحقوق. 

هل ترى أننا مقصرون في هذا الجانب؟
المشكلة للأسف فيما يتصل بالأندلس أن الذي يتصدى للأندلس لا يتقن اللغة الإسبانية، ولابد لدارس التاريخ الأندلسي من إتقان هذه اللغة؛ لأنه يجب الاهتمام بالأندلسيين لما لهم من إسهامات مهمة جداً فيما يتصل بالشعراًوالنثر والتاريخ والحضارة. 

 

نضيع كل شيء، ولا نتعلم من أى شيء

ما الدرس المستفاد من تاريخ الأندلس لنا كعرب؟
نحن يا صديقي كعرب لا نستفيد من أي درس، فقدنا الأندلس حينما ضعفت مصر العربية والإسلامية، فقد سقطت الأندلس في عصر كانت مصر فيه في غاية الضعف، ومن هنا كان الاستنجاد بالمماليك والمصرين لكنهم لم يكونوا يستطيعون شيئاً. فنحن نضيع كل شيء، ولا نتعلم من أى شيء.

لكن الأسبان الآن مقبلون على الثقافة العربية بشكل أكثر شمولاً أليس كذلك؟
بلى، فالثقافة العربية لدى الإسبان مقبولة جداً منذ سنوات وعقود طويلة خلت، وهناك أعلام كبار في الأدب الأندلسي والاستشراق الإسباني، لكن ما نقوم بتحقيقه نحن الآن في الأدب الأندلسي، وما نتواصل به معهم، هو في أغلبه ثقافي عام وسياسي وليس أدبياً بطريقة أساسية.

 

الخروجات على الشعر الموزون باطلة، ودعاة الانتصار للرواية نسوا أننا أمة غنائية 

ما رأيك في التغيرات التي طرأت على الشعر العربي؟
نحن في برج بابل يا صديقي، الألسنة مختلطة جداً ولا تكاد تدري ما هو الشعر الحقيقي، وفي رأيي أن الشعر الحقيقي هو الشعر الموزون المقفَّى، وأن الخروجات التي تمت هي خروجات باطلة وسوف تؤدي إلى الشعر مرة أخرى، لأن الناس جربوا التساهل وجربوا التسيب، وأصبحنا الآن نقرأ دواوين لشعر فلان وعلان وهي كلها نثر ولا صلة لها بالشعر. المشهد مختلط جداً وسيء.

وماذا عن صراع الشعر والرواية؟
لا يوجد صراع بين الشعر والرواية، فالشعر هو ديوان العرب وسيظل أو ينبغي أن يكون هكذا، أما الرواية والمسرحية وما إلى ذلك ما هي إلا نباتات مستزرعة في تربة الثقافة العربية، والناس لا تزال تطرب للشعر، لكن القضية أنه لم يعد لدينا شعراء كبار يحققون الطفرة المطلوبة في سيطرة الشعر، وبعد أن حصل نجيب محفوظ على نوبل، بدأ الناس يقولون إن العصر عصر الرواية، وهذا إذا صح في الآداب الأخرى فلا يصح في الأدب العربية.

لماذا لا يصح في الآداب العربية؟
لأننا أمة غنائية، ولغتنا مختلفة عن اللغات الأخرى، فهي لغة موزونة على المستوى الصرفي أولاً ثم على المستوى الجمالي وهو "العروضي"، ولغتنا لغة اشتقاق بينما اللغات الأخرى لغات نبرية وليست لغات اشتقاق وهي خالية من الوزن الصرفي مطلقاً. 

هل تأثر الشعر العربي بغياب الطرب الأصيل؟
الوزن في اللغة فطرة عندنا، والناس يطربون حتى للأزجال، ونحن أصبحنا نسمي الزجل شعراً وهذه مأساة أخرى، فالزجل زجل وهو داخل إطار العامية، وللعلم الرجل العامي الذي يكتب، ينظم على أوزان الخليل بن أحمد، فهي فطرة ولن تزول هذه الفطرة على الإطلاق.

 

بعض النقاد لا يفهمون ما يكتبون 

لماذا في رأيك نحن مقلّون في إعداد جيل من النقاد على المستوى العربي؟
النقاد عندنا يتساهلون كثيراً، ولا يقرأون، ويكتبون كتابات غامضة وغير مفهومة، وأنا أظن أنهم لا يفهمون ما يكتبون، وقد قرأت المذاهب الأوروبية الجديدة في النقد الأدبي باللغة العربية فلم أفهمها، ولما قرأتها بالإسبانية فهمتها، والحل يكمن في إصلاح المنظومة التعليمية العربية.

ما الذي بقى من التراث الأندلسي حتى الآن؟
التراث الأندلسي باق كله، إلا ما ضاع منه بفعل الزمن، لكنه باق ومؤثر وسوف يظل مؤثراً ما بقيت العربية. 

 

دراسة المخطوطات الأندلسية قد تقلب الموازين النقدية والثقافية

هل من توصية ما في هذا الإطار؟
لابد أن نسعى كعرب إلى التراث الأندلسي كما سعى المستشرقون إلى مخطوطات الأندلسيين، وإحضارها من جميع أنحاء العالم، وعلينا أن ندرسها ونحققها لأنها ربما تقلب بعض الموازين النقدية أو الثقافية فيما يتصل بالأدب أو الفكر عموماَ. 

لماذا اخترت "أنطونيو جالا" تحديداً و "خاتمان من أجل سيدة" لترجمتهما؟
لا يا صديقي، أنا لى عشر كتب مترجمة من اللغة الإسبانية، ولي بعض القصائد العربية ترجمتها إلى الإسبانية، أما أنطونيو جالا فهو يمثل لي صديقاً، كما يمثل لي أيضاً لغة مختلفة غير التي يكتب بها الإسبان عموماً، فهو رجل له لغة مميزة مثل لغة محمود شاكر ولغة العقاد في العربية، لذا فأنا مفتون به من هذا الجانب، الأمر الآخر أن الرجل منصف للثقافة العربية والأندلسية وقليل ما نجد مثل هذا الإنصاف.  


 

لماذا في رأيك نترجم بالصدفة ودون آلية قائمة؟
هذا الوضع قائم منذ فترة طويلة وسيظل قائماً فيما أعتقد، لأنه لا توجد لدينا هيئة تنظم ما هو مطلوب ترجمته، ومن ثم فالأمر يتعلق بالاجتهادات الشخصية، ورغم ذلك فأنا شخصياً عندما كان يطلب مني المجلس الأعلى للثقافة ترجمة شيء ما كنت أبادر بترجمته. والمؤسسات الثقافية تمد يد العون إلى حد ما في أمر الترجمة، لكن للأسف دون وجود سياسة حقيقية.

هل ما تم ترجمته يحتاج لمراجعة؟
نعم، لابد أن تقوم المؤسسات بمراجعة ما تم ترجمته بالفعل، لأن بعض هواة الترجمة وبعض أساتذة اللغة الإسبانية في الجامعات المصرية  مثلاً لا يعرفون العربية جيداً، ويكتبون بلغة عربية مهلهلة وبعيدة عن الأصل الإسباني وهذه مشكلة كبيرة. 

لكن لماذا لا توجد مبادرة من خبراء الترجمة في مصر لتدشين هيئة لترجمة الآداب والثقافات الإسبانية بشكل صحيح؟
الجهود الفردية تعجز عن مثل هذا، وحتى النخبة المثقفة لا تستطيع فعل شيء لأن أغلبها أناس مطحونون في معترك الحياة، ومن ثم يجب أن تقوم مؤسسات الثقافة والترجمة بدورها. وقد اتصلت بي جريدة الأهرام أوائل الثمانينيات من أجل الاتفاق على بعض الترجمات فوجدت أن ثمن الكلمة بـ "ثلاثة تعريفة" فرفضت. وأي كتاب مترجم حين تريد أن ترتقى به إلى أي درجة علمية في الجامعة لا يعتبرونها وهذا من ضمن المعوقات الكبيرة جداً في مسألة الترجمة وأنا أتصور أن كتاباً مترجماً أفضل من عشرين بحثاً من بحوث الماجستير والدكتوراة التي تجاز الآن.

لماذا إذن لم يتم الاعتراض على ذلك؟
اعترضنا كثيراً لكن دون فائدة ، وأنا شخصياً قدمت بعض الكتب المترجمة للترقية لأستاذ مساعد فلم تدخل في الإنتاج.

الترجمة أو التحقيق، أيهما أولى بالمرحلة الحالية؟
كلاهما وزيادة. 

علاقة الشاعر بالمتلقي كيف تراها؟
المتلقي عليه أن يبذل جهداً ضخماً لكي يقرأ ويرتقى بذائقته اللغوية والشعرية، والأديب ليس مطلوباً منه أن يهبط إلى مستوى المتلقي الضعيف، بل عليه أن ينهض بالمتلقي، لأن هذا هو ما يخدم الأمة ويرفع من قدرها الثقافي والأدبي. 

في الختام ما أبرز تطلعاتك القريبة والبعيدة؟
أتطلع إلى الحرية ومزيد من الديمقراطية ومزيد من الإحساس بالكبرياء العربية والإسلامية لهذه الأمة كلها، فنحن لا نملك إلا الدعاء لهذه الأمة، وندعو أيضاً فناً لهذه النهضة فعن طريق الفن ترتقى الأمم وتتحقق نهضتها. 

جامعة أم القرى تنظم ملتقى الإبداع وريادة الأعمال 2013م

$
0
0

تحت رعاية معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي تنظم جامعة أم القرى ملتقى الابداع وريادة الاعمال 2013م خلال الفترة من 4-6 رجب 1434هـ الموافق 14-16 مايو 2013م وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية.

وقال د.نبيل كوشك وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي أن الملتقى سيناقش هذا العام عدة محاور وهي: الجامعات الريادية، المسرعات وحاضنات الأعمال، التحول التجاري للابتكار، سياسات إدارة الملكية الفكرية، رأس المال الجريء، الفرص والتحديات للمبتكرين ورواد الأعمال. وأضاف د. كوشك بأن الملتقى سيستضيف في يوميه الأول والثاني نخبة من المسؤولين وصناع القرار والخبراء والمهتمين بالإبداع وريادة الأعمال على الصعيدين المحلي والدولي بهدف دعم خطط التنمية الوطنية والتي تركز على تنمية الاقتصاد المعرفي للمملكة العربية السعودية مؤكداً في الوقت ذاته على أن جامعة أم القرى تسعى لتحقيق هذا الهدف من خلال عدد من المبادرات التي تشرف عليها وكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي. ووجه دعوته للجميع بالتسجيل والحضور والاستفادة من الخبرات التي سوف تحضر الملتقى على الرابط: www.IEyouth.org

كما ذكر بأن اليوم الثالث للملتقى سيكون من شباب الإبداع وريادة الأعمال وإليهم، حيث يتشاركون في إثراء بعضهم البعض عبر أفكار وتجارب إبداعية وريادية متنوعة. كما أضاف بأن الملتقى لهذا العام يصاحبه وعلى مدار الثلاثة أيام معرض للشركات الناشئة لرواد الأعمال والشركات التي تقدم خدمات داعمة للرواد ومساحات خاصة بالجامعات السعودية لتستعرض ابتكارات واختراعات طلابها وطالباتها.

وعبر مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس عن شكره وتقديره لكافة القائمين على الملتقى على جهودهم في الإعداد لإقامته مؤكداً أن المملكة العربية أدركت أهمية الابتكار والإبداع وريادة الأعمال كعوامل أساسية في سياستها لتطوير الميزة التنافسية والتحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة حيث ساهمت الجامعات الكبرى والقطاع الخاص والشركات القيادية والمنظمات غير الحكومية المتخصصة في إطلاق العديد من المبادرات في كافة مناطق المملكة لتعزيز ودعم الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وبين أن وجود جامعة أُم القرى في قلب مكة المكرمة أضاف لها مسؤولية خدمة العاصمة المقدسة وضيوف الرحمن الذين يفدون إليها من كافة أرجاء المعمورة حيث تقوم الجامعة بدور فاعل في النمو الاستراتيجي للمدينة وللمملكة لنقلها إلى اقتصاد المعرفة القادر على المحافظة على النمو الاقتصادي المستدام وتقديم أفضل مستوى من الخدمات لزوار منطقة مكة المكرمة خلال موسم الحج والعمرة، لافتاً النظر إلى أهمية تأسيس شركة وادي مكة للتقنية والتي أنشئت مؤخراً في الوقت المناسب لتساهم بشكل كبير في إيجاد العديد من الحلول الإبداعية لتلبية احتياجات زوار المشاعر المقدسة والمواطنين سائلا الله العلي القدير أن يوفق جميع القائمين على الملتقى لتحقيق الأهداف المرجوة.

وصرّح عميد معهد الإبداع وريادة الأعمال بالجامعة د. خالد المطرفي بأن هذا الملتقى يُنظم للمرة الثانية بعد أن ساهم الملتقى الأول في نشر الوعي حول مفهوم الإبداع وريادة الأعمال على مدار عام كامل ونتج عن ذلك حراك كبير تمثل في طلب تسجيل 270 براءة اختراع عبر مكتب حقوق الملكية الفكرية بالجامعة من قبل أعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات. وأضاف بأن معهد الإبداع وريادة الأعمال يدشن حالياً برنامج "مسرع الأعمال" والذي من خلاله ستتم تهيئة الشباب وتأهيلهم فكرياً ليصبحوا روّاد أعمال يمتلكون الفكر الريادي السليم الذي يؤهلهم إلى تأسيس الشركات الناجحة www.AccelerateMakkah.com.

الجدير بالذكر أن جامعة أم القرى حققت مؤخراً من خلال مشاركتها في معرض جنيف الدولي للاختراعات 13 ميدالية (5 ذهبية، 4 فضية، 4 برونزية) حصدها أعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات الذي شاركوا في هذا المعرض الدولي الهام.

ومن جهة أخرى تنظم جامعة أم القرى ولأول مرة ولمدة أسبوعين "البرنامج الصيفي للإبداع وريادة الأعمال" وذلك للطلاب والطالبات الحاصلين على براءات اختراع أو جوائز محلية ودولية في مجالي الإبداع والريادة في الفترة 1-14 شعبان 1434هـ بالعاصمة البريطانية لندن www.IESPUQU.org.

الشاعرة الأمريكية تيري كيربي إريكسون: إنجازات المرأة العربية مثيرة للإعجاب

$
0
0

تحاور عربيات في هذه المقابلة الحصرية الشاعرة الأمريكية تيري كيربي إيركسون بمناسبة حصولها على عدد من أبرز الجوائز الأدبية في الولايات المتحدة، منها اختيارها كشاعرة العام 2013 بواسطة كلية "إيموري وهنري" في ولاية فرجينيا، وحصولها على الجائزة الكبرى لولاية كارولينا في مسابقة الكتابة النسوية لهذا العام، وتجدر الإشارة إلى أن الشاعرة سبق وأن حصلت على الميدالية الذهبية والفضية عن ديوانها "على راحتي الملائكة" كما أن ديوانها "نسرد حكايات من الغسق" احتل المرتبة 23 ضمن قائمة أحسن المبيعات لعام 2010، وهي عضو في جمعية كارولينا الشمالية للشعر ورابطة أدباء ولاية كارولينا الشمالية وأكاديمية الشعراء الأمريكيين.

بداية نهنئك على الجوائز القيمة التي حصلت عليها هذا العام، وبنظرة على مشوارك نرى أنك قد عشت تجارب عديدة مع الألم، غير أن قصائدك تتميز بنزعتها التفاؤلية وحب الحياة، ما هو تفسيرك لهذه المفارقة؟
أشكركم على التهنئة اللطيفة، بإعتقادي عندما تحدث أمور صعبة لنا وللذين نحبهم، يمكن أن نختار مواجهتها بالإنفعال والإنعكاس السيء على شخصياتنا، أو الاستفادة من تجاربنا مع الألم لتعزيز قدرتنا على الشعور بالتعاطف والرحمة حيال الآخرين، والتضامن معهم في أوقات الشدة والمحن، مهما تباينت شخصياتنا وخلفياتنا، فاللطف لا يعرف حدود، وثمة جمال فاتن في الطبيعة وفي القلوب الطيبة يجعلنا نحب الحياة، ولذلك أنا متفائلة على الدوام، وأؤمن أنه مهما كانت لحظتنا الراهنة عسيرة وصعبة فإن الغد قطعاً سيكون أفضل حال، لأن الشمس ستستمر في الإشراق، والقمر سيواصل البزوغ، والسماء ستظل مرصعة بالنجوم، لتحملنا الأحلام فوق أمواج الحياة إلى يوم آخر حيث كل شيء ممكن. فكيف لا نحب عالمنا هذا؟ وكيف لا نكون متفائلين؟ وإذا أضفنا إلى كل ذلك، حس الدعابة والإيمان القوي بالخالق، مع وجود أصدقاء أوفياء، ودعم عائلي، فإن كل هذا في الحقيقة يجعلنا في غبطة لا حدود لها. إن الإحساس الذي يتملكني عندما أستيقظ في كل صباح هو الإمتنان.. وهذا هو المصدر الذي أستلهم منه قصائدي.

نشرت حتى الآن ثلاثة دواوين شعرية، وتملكين خيالا خصبا وتجربة طويلة في مجال الكتابة، هل قصائدك مستمدة من تجارب واقعية؟
كل قصيدة أكتبها تعبر عن الواقع من منظور تجربتي الشخصية، فهناك نواة حقيقية من عالمي الذي أعيشه وأراه، وأعتقد أن الشعر هو ترجمة لتجربة حقيقية، لكن هذه ليست كل المعادلة، إذ هناك شيء من سحر الإبداع والخيال نوظفه لجذب القاريء.

الموهبة تجمع مشاعرنا في قالب لغوي غنائي

الموهبة هي التي تصنع الشاعر أم الدراسة وإتقان اللغة؟
في تصوري على الشاعر أن يملك الموهبة والتحكم في ناصية اللغة لكي يحقق النجاح، فضلا عن الإحساس وقوة الملاحظة.. فالكلمات هي المواد الأولية لإنتاجنا الشعري، وما يحصل هو أن الموهبة الفطرية تساعدنا على جمع أفكارنا ومشاعرنا وخبراتنا في قالب لغوي غنائي يفضي في النهاية إلى ميلاد القصائد.

في زمن الأزمات والصراعات والماديات، هل تتصورين بأن الشعر قادر على علاج المواجع البشرية؟
كتابة وقراءة الشعر تعد بلسما للروح، فهو لغة الإحساس التي تجمع البشر مهما اختلفت جنسياتهم وألوانهم، فلايوجد خلاف على أن كل منا ينشد العيش بسلام ومحبة ورضا عن النفس، وأتصور أن الإقرار بذلك يقطع الطريق على الكثير من الصراعات بين الشعوب والأمم. صحيح أنه ليس بوسع الشعر حل كل المعضلات التي نتخبط فيها وسط هذا العالم، غير أن تبادل كلمات نحبها وتعبر عن مشاعرنا يعد منطلقا رائعا لبداية إلتحام الجميع.

هل لك قراءات في الأدب العربي؟ أو إطلاع على أعمال رموزه؟
بحوزتي مجموعة بعنوان شعراء عرب معاصرون 1950-1975 قام بترجمتها وتحريرها عيسى بلاطة، ومن بين أجمل قصائد الديوان بالنسبة لي قصيدة "أنشودة المطر" للشاعر العراقي بدر شاكر السياب، وقد أعجبت كثيراً بطريقته في تكرار كلمة المطر في هذه القصيدة الجميلة:

عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ.. كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا، النُّجُومْ

 أنا معجبة أيضا بالشاعر التركي ناظم حكمت، وقد كنت في الواقع واحدة من بين أحد عشر فائزا ضمن التصفيات النهائية عام 2011 في المسابقة الدولية للشعر والتي تحمل اسم هذا المبدع الكبير، و كان ذلك شرف عظيم لي.

انجازات الشيخة لبنى القاسمي مثيرة للإعجاب

وما هو انطباعك عن المرأة العربية المعاصرة؟
قرأت مؤخرا أن وزير دولة الإمارات العربية المتحدة للتجارة الخارجية الشيخة لبنى القاسمي، تصدرت قائمة من 100 امرأة عربية الأكثر نفوذا في العالم (التي نشرتها مجلة CEO للشرق الأوسط)، وقد كانت إنجازاتها مثيرة فعلا للإعجاب ومن بين المدرجة ضمن هذه القائمة أيضا الشيخة مها منصور سلمان جاسم آل ثاني، التي دخلت التاريخ بعد أن أصبحت أول امرأة قاضية في قطر.
وبلا شك الكثير من النساء العربيات أحدثن تأثيرا ملموساً عندما يتعلق الأمر بالفنون الإبداعية على الرغم من أن الأمر كان سيكون أروع لو أن كتبهن ترجمت إلى لغات أخرى.. أنا أيضا أستمتع كثيراً بأعمال الشاعرة نعومي شهاب ناي، التي ولدت في الولايات المتحدة من أب فلسطيني وأم أميركية، ومثلما تشرفت أنا هذا العام 2013 بالتكريم تم اختيارها من قبل كشاعرة الشرف الأولى في كلية "إيموري وهنري" بولاية فرجينيا. وهناك زميلة أخرى وهي شاعرة لبنانية الأصل صدرت لها مجموعة شعرية هذا العام وتدعى هدى هبرة،  طبعت أعمالها الشعرية في نفس دار النشر التي صدرت عنها اثنان من مجموعاتي الشعرية "نسرد حكايات من الغسق " و"على راحتي الملائكة".

هل هناك كتاب ترك تأثيرا قوياً في نفسك؟ ومن هو في نظرك أهم شاعر أمريكي لا يزال على قيد الحياة؟
الديوان الشعري الذي ترك في نفسي تأثيرا بليغا هو للشاعر الأمريكي "تيد كوزير" وهو بعنوان "مسرات وظلال" وقد استحق عنه جائزة بوليتزر للشعر. كانت مجموعة شعرية مدهشة، وقد قال عنه أحد النقاد بأنه إذا كان كوزير يرى عادة أشياء لا تبدو لنا رائقة لكنها مع ذلك تتجلى تحت قلمه أكثر روعة و إدهاشاً، لاشيء يغيب عنه، ومن وجهة نظري يعتبر تيد كوزير أعظم شاعر أمريكي معاصر.

تعملين كمدرسة في مجال الكتابة الإبداعية، ما هي أهم النصائح التي تقدمينها عادة إلى طلابك؟
أقوم بالتدريس ضمن ورش عمل، وإلقاء محاضرات دورية لطلاب الكتابة الإبداعية من مختلف الأعمار، وأفضل نصيحة أستطيع أن أسديها لهم هي أن يكفوا عن السعي باستمرار للهو بأجهزة الكمبيوتر، وألعاب الفيديو، والهواتف الخلوية، والتلفزيون، وما إلى ذلك، ويحاولوا التركيز على تطوير حياتهم، بإعطاء اهتمام أكبر لأفكارهم ومشاعرهم، واكتشاف ومعاينة العالم من حولهم. بما أنهم اختاروا توظيف قدراتهم اللغوية وتحدي مخيلتهم بكتابة القصص والقصائد من المهم جدا على الشباب أن يدركوا بأننا لا نستطيع سماع صوتنا الداخلي الذي يتحدث في قصصنا وقصائدنا إذا لم نحسن على الدوام الإصغاء له ولأصوات الآخرين.

العالم المصري الدكتور فاروق الباز لـ"عربيات": إدارة الأزمات "يوم بيوم"هي أزمة رؤية وتخطيط

$
0
0

بين جيولوجيا الأرض وعلم الفضاء ورؤية الباحث يضع مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد فى جامعة بوسطن الأمريكية العالم المصري فاروق الباز أحداث العالم العربي تحت المجهر، معرباً لـ "عربيات" عن تفاؤله بمستقبل يقوده الشباب، ومخاوفه من تعامل الحكومة المصرية مع الأزمات بطريقة "يوم بيوم"، وتطلعاته إلى ثورة ونهضة علمية عربية نحو التكنولوجيا والبحث العلمي، مؤكداً أن جني ثمار الثورة لن يتحقق إلا  بالتفكير والعمل للمستقبل. ومن خلال تواجده في قلب الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة بوسطن بدأ حوارنا معه.

بداية وبعد أحداث بوسطن الأخيرة، هل لمستم عودة النظرة العدائية في الشارع الأمريكي للمسلمين والعرب؟
فى نظرى لم يتغير تعامل الشعب الأمريكي كثيراً مع العرب والمسلمين بعد تفجيرات ماراثون بوسطن، ولم نسمع عن إعتداءات أو ظاهرة تخوُّف عامة من العرب والمسلمين بعد ذلك الحادث.

خلال فترة تواجدك الطويلة في الولايات المتحدة الأمريكية، هل سبق لك أن عانيت شخصياً من ظاهرة "الإسلاموفوبيا" أو الممارسات العنصرية في الفترات التي شهدت أعمال إرهابية؟
قد يكون هناك نوع من الإضطهاد الذي يمارس ضد بعض المسلمين الذين يقومون بممارسات لا تتوافق مع نمط الحياة هنا فى أمريكا، أو تلفت الأنظار بشكل مثير للريبة، أما أنا شخصياً فلم أعانى من ذلك على الإطلاق منذ أن كنت طالباً ثم باحثاً وموظفاً فى مرحلة السبعينات، لم أعاني إطلاقاً من مثل هذه الأمور.

ما سر نجاح الدكتور فاروق الباز وتميزه عالمياً، بالرغم من أنه نشأ في بيئة بسيطة مثله مثل الكثير من المصريين؟ وهل ترى إمكانية تكرار قصة نجاحك بين الشباب اليوم؟
سر النجاح والتميز فى حقيقة الأمر يرجع للولاء للمهنة، والإخلاص فى العمل والإدارة السليمة والعمل للصالح العام. فإذا أثبت الإنسان كفاءته، وأدرك أهمية عمله، وأولاه الاهتمام المطلوب فسوف يفرض إحترام أداءه على الجميع، ويفتح بذلك أبواب النجاح محلياً أو دولياً، وبالطبع الفرصة سانحة لكل طالب عربي لتكرار هذه التجربة في مختلف المجالات، بل في واقع الأمر هذا هو أملي فى الشباب الواعد الذي يمثل المستقبل المنشود.

 

لهذه الأسباب أرفض الوزارة وأفضل الابتعاد عن السياسة

من المعروف أن شقيقك الدكتور أسامة الباز كان مستشاراً للرئيس السابق حسني مبارك، إلا أنك آثرت الإبتعاد عن السياسة، لماذا؟
آثرت الابتعاد عن السياسة لأن الإستغراق بها أو العمل فيها يأخذ من وقت العالِم ويبعده عن إنجازاته وفتوحاته العلمية، ولإيماني بأن وقت العالِم على درجة عالية من الأهمية ويجب تخصيصه لتحقيق إنجاز عملي وعلمي يعود على البشرية بالفائدة. ولقد كانت لي تجربة فى فترة سابقة توليت خلالها منصب المستشار العلمى للرئيس أنور السادات، لكنى لم أستمر بالرغم من أن مهام المنصب كانت مرتبطة بطبيعة البحث العلمي.

ماذا عن توقعات تعينك وزيراً للتعليم أو البحث العلمي فى مصر؟ وهل تشعر أن هناك سوء تقدير للعلماء والعقول المهاجرة؟
فى حقيقة الأمر أنا لا أقبل بالعمل السياسي لا فى مصر ولا فى أي بلد آخر، لأنني ببساطة عالم، أما سوء التقدير بشكل عام أو التقصير في الاهتمام بالعلماء بعيداً عن العمل السياسي، فهو لا ينتج في إي دولة إلا إذا كان هناك خلل في نظامها وتخطيطها للمستقبل.

هل تغيرت مشاعر شقيقك الدكتور أسامة الباز بعد الثورة فى ظل التقلبات الراهنة على الساحة؟ وماهي مشاعره حيال  محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك؟
أخى أسامة فى حقيقة الأمر أصابه مرض أنساه ما يحصل على الساحة، وهو لايعرف ما يجرى على حالياً، وربما كان ذلك بسبب كبر سنه، لكننا نحمد الله أنه لايعلم عن ما يجرى خاصة وأنه كان قد انفصل عن الرئيس السابق حسني مبارك منذ عشر سنوات، وهو الآن سعيد فى المحيط الذى يعيش فيه. 

 

آمال العالم العربي معقوده على شبابه، والثورة لاتزال قائمة

كلما ابتعدنا عن الشئ رأيناه بشكل أوضح فكيف يرى الدكتور فاروق الباز أحوال العالم العربي من موقعه الفضائى؟
العالم العربى على وجه العموم مازال يعاني من مشاكل متراكمة يطول الحديث عنها، لكن الآمال معقودة على الجيل الصاعد لتصحيح الخلل والنهضة بالعالم العربي إلى مصاف الدول المتقدمة.

وسط الأحداث الراهنة على الساحة المصرية بعد الثورة، هل تتفق مع من يشعر بحالة من الإحباط؟ أو يظن أن أحلام الشباب قد فشلت؟
عن نفسي، لم أصب أبداً بالإحباط لأننى كنت أتوقع أن الثورة ستتبعها أوقات عصيبة، هذا ما يؤكده التاريخ فكل ثورات العالم كانت متبوعة بفترة من عدم الاستقرار، لأن الثورة عبارة عن هدم لكيان قديم وعملية الهدم قد تكون سريعة، أما إعادة البناء فهي عملية تتم تدريجياً ولابد أن تستغرق وقت أطول. 

ماذا عن من يرى أن الثورة انحرفت عن مسارها؟ أو اختطفت؟
بإعتقادي الثورة المصرية لم تنحرف عن مسارها، ولم تختطف، ولكنها فى حقيقة الأمر لازالت قائمة، ونتيجتها لم تظهر بعد، بل ستمتد إلى تسنح الفرصة للشباب الذين قاموا بها ليتسلموا زمام الأمور، وهو ما يتطلب بعض الوقت، وربما ننتظرعقد كامل من الزمان حتى يتحقق ذلك.
 

إدارة الأزمات "يوم بيوم" هي أزمة رؤية وتخطيط

ما رأيك فى حكم الإخوان وهل لازال هناك مبرر للتخوف من وصولهم إلى سدة الحكم؟
لقد عمل الإخوان المسلمون فى الخفاء لمدة طويلة، ولم يمارسوا السياسة بشكل كافٍ، كما أن من مساوئهم  الخلط  بين الدين والسياسة لأنه خلط قد يسئ للدين. كنت أتمنى أن يتخذوا "العمل" شعاراً لهذه المرحلة لنلمس الزيادة فى الإنتاج والإصلاح فى التعليم، لكن التجربة الحالية كشفت أن حكم الإخوان مازال متأرجحاً، بلا رؤية ولاخطة واضحة، بل البارز أنه يجري حالياً التعامل مع المشاكل بطريقة "يوم بيوم" في ظل غياب لبعد النظر والتفكير بعيد المدى في إدارة الأزمات. ومع ذلك أنا لا أشعر بالقلق من تواجد الإسلاميين على الساحة، لقناعتي بأن المتشدد منهم سيكتشف أن الغالبية في المجتمع المصري ترفض تشدده.

إذن أنت تتفق مع من يرى ضرورة منح الرئيس محمد مرسي فرصة أخرى؟
نعم، لازلت أطالب بإعطاء الرئيس محمد مرسي الفرصة لأنه وصل إلى الرئاسة بموجب انتخابات نزيهة بدرجة كبيرة، لذلك يجب أن نمنحه الفرصة الكاملة، وإذا ما أثبت جدارته سيحصد الإحترام، أما إذا أثبت أنه غير مؤهل لقيادة هذا البلد العظيم  فسيقع الاختيار على غيره. المهم أن نحافظ على آلية الاختيار عبر صناديق الانتخابات.

 

محاكمة الماضي تشغلنا عن العمل للمستقبل

ماهي توقعاتك في حال تفاقم انعكاسات محاكمة وبراءة الرئيس السابق حسني مبارك أو أقطاب النظام السابق؟
فى هذا الصدد أود أن أقول أننا إذا أردنا أن نجني ثمار الثورة فيجب أن ننظر إلى المستقبل، بدلاً من الاستغراق في النظر إلى الماضى. علينا أن ننسى النظام السابق وننصرف إلى العمل الجدي في سبيل هدف موحد هو مستقبل الوطن ورفعته.

هل تعتقد أن أزمة القضاء الحالية مفتعلة؟
القضاء لا يجب أن يسيّس، ولا أعتقد أن رئيس الدولة أو البرلمان لهم الحق بالتدخل في القضاء الذي يجب أن يظل مستقلاً ليمارس دوره في إرساء العدالة وتطبيق القوانين بعيداً عن الأزمات السياسية والصراعات الحزبية.

 

المعارضة المصرية منفية لم تقترب من عامة الناس

مارأيك في الإتهامات التي تنال المعارضة معتبرة أنها تسعى إلى تخريب مصر لمجرد كراهيتها للإخوان؟
لا أظن أنه من المنطقي أن يتمادى أي معارض في معارضته مستهدفاً التخريب لمجرد كراهية الحزب الحاكم، لكنى أعتقد أن خلافات المعارضة وتشرذمها ووجود منابر متفرقة لها دون اتحاد يضعف من استعدادها لخوض الانتخابات القادمة. المعارضة عليها أن تقترب من الناس فى مختلف المناطق بما فيها العشوائيات، وتحتك بعامة الناس لتخرج من عزلتها. 

هل توقف مشروع ممر التنمية؟
لم يتوقف مشروع ممر التنمية، ولكنه يسير في مسار الدراسات والمحاضرات، فهو ليس مشروع "يوم وليلة" نتحدث عنه اليوم وننساه غداً بقدر ما هو مشروع لمستقبل مصر وإخراجها من المآزق التي تمر بها، وقد لا أراه على أرض الواقع في حياتي لكن أتمنى أن تجني ثماره الأجيال القادمة.

 

دول الخليج في مأمن من الثورات، ومصر هي العمود الفقري للعالم العربي

مع وصول الثورة لسوريا هل يمكن أن تنتقل عدواها لمنطقة الخليج العربى؟
أعتقد أن دول الخليج فى مأمن من تلك الثورات لعدة أسباب، منها اختلاف طبيعة الحكم فيها عن حكم العسكر فى الدول التى قامت بها الثورات، ففي الخليج الحكم قائم على المشورة بين القبائل والطوائف والجماعات والأفراد.   كما أن الحكومات فى تلك الدول تعمل على الإزدهارالإقتصادي بمساعدة أموال النفط.

هل ترى أن  التقارب القطري المصري جاء على حساب  علاقات  مصرية عربية أخرى؟  
لا أعتقد ذلك، فقطر في حقيقة الأمر مثل غيرها من الدول العربية تود أن تنهض مصر، وهذا هو الواقع الذي ألمسه عندما ألتقي بأشقاءنا في العالم العربي، حيث يتفق الجميع على أن مصر هى العمود الفقرى الذى تلتف حوله كل الدول العربية، لذا الجميع يود لمصر أن تكون بلداً قوية.

فى رأيك ما هي الدول العربية التى خطت خطوات مبشرة نحو الاهتمام بالعلم؟
مع الأسف لا أعتقد أن أي دولة عربية حتى الآن قد خطت خطوات كبيرة نحو العلم والتأسيس لمستقبل علمي وتكنولوجي. هناك محاولات جيدة فى مصر والسعودية والأردن وقطر لكنها مجرد محاولات علمية بسيطة لاتدل على نهضة تكنولوجية بالقدرالذى نتمناه للعالم العربى.

هل ترى أن اعتبارات العلم يجب أن تخلو من المشاعر والاعتبارات السياسية؟ أو بمعنى آخر هل تؤيد التعاون المصري الإيراني على الصعيد العلمى والسياسى وخاصة فى  المجال النووي حتى لو أثار ذلك قلق دول الخليج العربي؟
نعم، الإعتبارات العلمية يجب أن تخلومن المشاعر والاعتبارات السياسية لأن العلم معناه 1 + 1 = 2  ليس أكثر ولا أقل. وبالنسبة لإيران أعتقد أن إيران كانت تعتبر نفسها الأخ الأصغر لمصر وحاولت الوقوف بجوار مصر حتى تقوم لها قائمة، غير أن خطرها لم على منطقة الخليج إلا بعد إحتلالها لجزر الإمارات العربية المتحدة، وأعتقد أن مصر كان عليها أن تنذر إيران بضرورة إخلاء تلك الجزر.. أما عن الاستفادة من القدرات النووية لإيران فبوسعنا تحقيق استفادة أكبر بالتعاون مع دول أخرى لها باع أطول في هذا المجال، وهذا ما قامت به مصر بالفعل فى الستينات، لكن الوضع السياسى لم يؤهلها للتقدم فى ذلك، والخلاصة أننا إذا أردنا تحقيق هذه الاستفادة من الدراسات العلمية  والتكنولوجية بوسعنا أن نفعل ذلك من إيران أو غيرها.

رجاء القرق: المزيد من الفرص الداعمة لسيدات الأعمال في القطاعين العام والخاص

$
0
0

بهدف تحفيز سيدات الأعمال في العالم العربي ودعم كفاءتهن، يعتزم "مجلس سيدات أعمال دبي"  وبالتعاون مع "بي دبليو سي"، على تنظيم ملتقى أعمال خاص تحت عنوان: "المراة والأسرة: تحويل التناقضات"، في مقر غرفة تجارة وصناعة دبي لمناقشة دور المرأة المتنامي في قطاع الشركات العائلية وتسليط الضوء على الفرص المتاحة لها في هذا المجال. 

وسيقدم أمين ناصر، شريك المسؤول عن خدمات المشاريع التجارية وعملاء الشركات الخاصة لدى بي دبليو سي الشرق الأوسط، نتائج  دراسة بي دبليو سي حول الشركات العائلية على المستوى العالمي والشرق الأوسط ومناقشة التوصيات ذات الصلة. وسيتخلل أعمال الملتقى جلسة نقاش تجمع نخبةً من كبار المسؤولات والمتخصّصات من كلا الطرفين، على رأسهن رئيسة المجلس رجاء القرق ونورما تاكي  وليوني كرسويل ورندة بحسون وغيرهن من صاحبات الشأن في  "بي دبليو سي"، لمشاركة ارائهن ومناقشة الوضع الراهن لسيدات الأعمال في العالم العربي. 

وأكّدت رجاء القرق على سعي "مجلس سيدات أعمال دبي" إلى مواصلة مسيرة النجاحات التي حققتها وتحققها العضوات في سبيل خلق المزيد من الفرص لتحفيز مشاركة المرأة في عملية التحوّل الإجتماعي والاقتصادي التي يشهدها العالم العربي. وأضافت: "إن نتائج الدراسة التي أجرتها بي دبليو سي تدل على أننا في المسار الصحيح، حيث تنتظرنا العديد من الفرص مع استمرار إطلاق مزيد من البرامج الداعمة لسيدات الأعمال ضمن القطاعين العام والخاص على السواء. ويأتي تعاوننا مع بي دبليو سي من أجل تنظيم الملتقى في إطار جملة من المبادرات الرامية إلى التوجيه بالأعراف الإجتماعية المتعلقة بعمل المرأة وتطوير بيئة مناسبة تمكّنها من تحقيق توازن أفضل بين العمل والمسؤوليات الأسرية". 

وتعليقاً على الحدث، قال أمين ناصر: "مما لا شك فيه بأنّ الشركات العائلية تواصل تحقيق نجاح كبير في منطقة الخليج العربي ومختلف أنحاء العالم. وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية السائدة في العالم حالياً، تسير الشركات العائلية بخطى ثابتة نحو آفاق جديدة من النمو لا سيّما وأنها نجحت في تجنّب التداعيات السلبية للأزمة المالية الأخيرة وكانت الأقل تضرّراً بالاضطرابات الاقتصادية. وعلى مدى العقدين الماضيين، شهدت مشاركة المرأة في إدارة الشركات العائلية نقلة نوعية وتحول جذري، حيث ساهم تطوّر معايير التعليم وتحسن الظروف الاقتصادية والفرص المالية إلى حدّ كبير في تفعيل مساهمة المرأة في دفع عجلة نمو الشركات العائلية. وارتفعت أعداد السيدات اللواتي يتمتعن بعضوية مجلس إدارة الشركات العائلية في دول الخليج بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تشير الأرقام إلى أنّ 32% من إجمالي الشركات العائلية تضم في عضوية مجالس إدارتها سيدات."

ويكتسب الملتقى أهمية استراتيجية باعتباره يُقام في الوقت الذي تواصل فيه سيدات الإمارات قيادة مسيرة التميز ضمن القطاع الحكومي ومجتمع الأعمال على السواء، وهو ما تجلّى مؤخراً في اختيارهنّ الأكثر تأثيراً في العالم العربي. وكان الإنجاز الأبرز من نصيب رجاء القرق، رئيسة "مجلس سيدات أعمال دبي" والمدير الإداري لـ "مجموعة عيسى صالح القرق"، التي احتلت المرتبة الأولى في قائمة السيدات العربيات الأكثر تأثيراً في الشركات العائلية وفق مجلة "فوربس"، متقدمةً على 33 سيدة مؤثرة في مختلف قطاعات الأعمال. ويعكس الإنجاز الأخير مستوى التميز الذي وصلت إليه المرأة الإماراتية باعتبارها شريك فاعل في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية وتعزيز النهضة الشاملة على المدى الطويل.

ويهدف "مجلس سيدات أعمال دبي"، الذي تأسس في العام 2002، إلى تحـفيز السيدات على تفعيل مساهمتهنّ في تنمية المجتمع فضلاً عن تشجيع المتميزات من مختلف قطاعات الأعمال على الوصول إلى أعلى درجات النجاح وإلهام النساء في مختلف أنحاء العالم، وبالأخص في المنطقة العربية، لتنمية وتوظيف قدراتهنّ بالشكل الأمثل. وينظم المجلس لقاء شهري تحت مسمى "مجلس أعمال" لتوفير معلومات شاملة حول أحدث المستجدات والمعارف وأفضل الممارسات التي من شأنها دعم أهداف سيدات الأعمال والقيادات النسائية. 

مصممة ربطات الشعر وخبيرة التجميل منى اسماعيل تكشف عن أحدث صيحات صيف 2013

$
0
0

عشقها للجمال والتجميل كان وراء تنقيبها عن كل ما هو جديد فى مجال التجميل، لم تبخل بالوقت ولا الجهد ولا المال لاكتساب الخبرة في المهنة التي أحبتها، حيث تعلمت فنون استخدام أدوات التجميل على أيدى اشهر الخبراء المصريين ومن بينهم محمد عبد الحميد، وأمنية الشرقاوى، وأضفت بصماتها قبل أن تتجتوزالخامسة والعشرون من عمرها. هي خبيرة التجميل"الماكييرة" المصرية منى اسماعيل التى تكشف لنا عن أحدث صيحات التجميل وربطات الحجاب لصيف  2013، وتؤكد أن الالوان الهادئة المستمدة من الطبيعة والصارخة الجريئة هى التى تفرض نفسها هذا الموسم، وتتماشى مع مختلف ألوان البشرة والمناسبات الصباحية والمسائية لتضفى جمالاً طبيعياً على المرأة.

فى البداية تؤكد "الماكييرة" منى اسماعيل أن الماكياج المبهرج والمبالغ في ألوانه بدأ يتراجع مع توجه الشابات إلى البساطة والإعتدال في المظهر، حيث أصبحن يبحثن عن كل ما هو عملى ومريح، لذا نجد أن إتجاه الموضة هذا العام فى الصيف على وجه التحديد يتماشى مع هذه المتطلبات وتلبيها، بما فيها ربطات الطرحة "الحجاب" التركية المسحوبة من الأمام، فهى الأكثر انتشاراً، وفرضت نفسها بقوة وتعتبر من أحدث صيحات الموضة بالنسبة لربطات الطرح لهذا الصيف بخاماتها المريحة المصنوعة من الأقطان والحرير، وبألوانها المختلفة التي تتناسب مع الملابس وتراعي التناسق. 

منى اسماعيل
 

أما النمط الآخر الشائع في ربطات الطرح فهو الإسباني، الذي تفضله الكثير من الفتيات، ويتوفر بأشكال مختلفة ملحقة بالاكسسوارات خاصة الفضيات كتقليعة جديدة للربطات ذات الطابع الاسباني، وتنصح خبيرة التجميل الفتيات بارتداء القمصان ذات "الياقة" الطويلة التي تغطي الرقبة حتى منطقة تحت الأذن لإبراز جمال هذاالنوع من الربطات، أما النساء اللاتي لا يفضلن "الياقة" الطويلة فى الصيف فتنصحهم باختيار الربطات التركية الخفيفة المسحوبة من الأمام كونها مريحة ولا تحتاج لمجهود أو وقت فى الربط، و تعتبر سهلة وأكثر عملية. وتضيف منى اسماعيل أنه يمكن الاستعانة بـ "الإيشارب" لتغطية منطقة الرقبة بدلا من "الياقة" الطويلة.


 

النمط الثالث هو الربطات البدوية التى تعتبرها الخبيرة منى اسماعيل أحدث صيحات موضة الربطات لصيف هذا العام، وقد ظهرت منذ عامين على الساحة، وتميل الفتيات لها خاصة في لا تقيدهن فى الحركة كونها انسيابية وغير مشدودة على الرأس. 

كما تؤكد أن فكرة ربط أكثر من طرحة تراجعت، وأصبحت طرحة واحدة كافية مع ربطة قطنية أحياناً لتحمى الشعر من حرارة الصيف وتمتص العرق بسهولة وتمنع تساقط الشعر.

وعن  الاكسسوارات تقول: "عادت إلى الساحة الاكسسوارات المبهرجة والضخمة، فهى أحدث صيحات صيف هذا العام، ويفضل عند ارتداءها أن تكون الطرحة بسيطة وغير مبالغ فيها، وأن تكون ذات لون واحد وتخلو من التطريز لتضفى جمالا وأناقة".


 

أما عن أحدث صيحات التجميل ألوان الماكياج لصيف هذا العام، تقول: "تعتبر الألوان المستمدة من الطبيعة هى موضة هذا العام كالخوخى والوردى وتناسب فتاة العشرينات على وجه التحديد وتتماشى مع طبيعة حياتها وعمرها، بالإضافة إلى الألوان الصارخة والجريئة والصريحة كالاحمر والفوشيا والبرتقالي بدرجاتهم المختلفة، والتى تتناسب مع فتيات الثلاثينات وما فوق، ويمكن استخدامها فى جميع الاوقات دون التقيد بمناسبة معينة لاختيار هذه الألوان. 

وتضيف: "يفضل أن يكون هناك تناسق فى الألوان الأخرى، وأن تكون ظلال العين هادئة، ورسمتها بسيطة وغير مبالغ فيها، فنجد ألوان الكحل المختلفة هى الأكثر انتشاراً فى صيف هذا العام مثل الأزرق بدرجاته الفاتحة والداكنة، بوالبني، وينصح باستخدام الألوان الفاتحة لصاحبة العيون الغامقة، والعكس لصاحبة العيون الفاتحة لإبراز جمال العين وجاذبيتها، وإضفاء إضاءة وبريق لعدسة العين،  أما (الآي لاينر) أو الكحل السائل فلا يعد عملياً فى الصيف، لكن قد يكونهناك من تتقبله وتشعر براحة في استخدامه". 

وعن الخطوات التى تتبعها لوضع الماكياج تقول: "أبدأ بإعداد البشرة أولاً وتجهيزها بمستحضرات الترطيب، ثم يأتي دور رسم العين وتحديدها بالكحل، وتوزيع الظلال على الجفن بشكل متساوي، و من ثم أقوم بسحب العين بالكحل الملون وترك مساحة فارغة من الأسفل لإبراز جمال العين وجاذبيتها، ثم أبدأ بتوزيع الأساس (الفاونديشن) على البشرة، على أن يكون أفتح من لون البشرة بدرجة أو درجتين فقط حتى يبدو المظهر طبيعياً وغير مبالغ فيه، ثم يتم توزيع البودر على البشرة، ويلي ذلك وضع أحمر الخدود باللون الخوخى أو الوردى الذى يضفى جمالاً طبيعياً على البشرة، وبعدها أضع البودرة السائبة على الشفاة لتثبيت أحمر الشفاة، وأقوم بتحديدها باللون الذى يتناسب مع الفتاة وفقاً لملابسها وربطة حجابها والمناسبة التى ستذهب إليها، ويفضل أحمر الشفاة اللامع لسن العشرينات كلمسة أخيرة خاصة إذا كان ماكياج العين بارزاً، أما إذا كان هاديء وخفيف فيمكن استخدام ألوان أحمر الشفاة الفاتحة والصارخة المواكبة للموضة فى هذا الصيف كما ذكرت كالأحمر والفوشيا والبرتقالي". 

 

خبير الإرشاد الأسري علاء الغندور: سوء الظن بين الزوجين يهدد أمن الأسرة، والبوح بأسرار العلاقة الحميمة يهدم الحياة الزوجية

$
0
0

لا شك أن الأسرة في عالمنا العربي والإسلامي تحتاج إلى الكثير من وسائل التوعية والتربية والإرشاد النفسي والسلوكي؛ ذلك أن طرفي هذه الأسرة وهما الزوجان غالباً ما يقعان في الكثير من المحاذير والأخطاء التي تتسبب في زعزعة الثقة بينهما، وفي زرع بذور الفتنة والشقاق، إما بسبب التفاوت الفكري الشاسع بينهما، أو لخطأ يرتكبه أحدهما في حق الآخر أو يرتكبه كلاهما في حق صاحبه، وهو ما قد يكون معه الطلاق والإنفصال أحد النتائج الطبيعية المترتبة على ذلك لا محالة. وهنا يلعب المحكّم أو المستشار الأسري  دوراً كبيراً في الإصلاح الاجتماعي والزوجي، وفي الحفاظ على الكيان الأسري وإدراكه قبل بلوغ مرحلة التفكك والانهيار، وكما قال الله تعالى "وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا".. ويعد السيد علاء الغندور خبير التنمية البشرية ومستشار الإرشاد الأسري، أحد أهم الشخصيات العربية في هذا المجال؛ حيث استطاع بخبراته المتراكمة أن ينزع فتيل أزمات زوجية وأسرية وعائلية بلغت عشرة آلاف حالة مختلفة ومتباينة في حدتها وتفاصيلها؛ ويرى الغندور أن الأسرة السعيدة تقوم دائماً على الحب والمودة والتراحم، وأن أنانية أحد الزوجين أو كلاهما معاً، هى آخر ما يجب أن يحرص عليه كل منهما، باعتبار أن الأنانية تناقض فكرة الشراكة الزوجية القائمة على تبادل الشعور بالبذل والتضحية والعطاء. عربيات حاورت الخبير الأسري علاء الغندور حول آفاق العلاقات الزوجية ومشكلاتها. 

ضعف الدخل الأسري، وغياب ثقافة العلاقات الزوجية الحميمة أكثر المشاكل انتشاراً

ما أكثر المشكلات الأسرية التي واجهتك بشكل متكرر؟ وما تفسيرك لسبب تكرارها؟
أهمها على الإطلاق فشل العلاقة الحميمة بين الأزواج، ويليها ضعف الدخل المادي والمشاكل الاقتصادية مثل "النكد الزوجي، المعايرة، البخل العاطفي، الإهمال، الغيرة، المشاكل مع أهل الطرف الآخر، ندرة التواجد في المنزل، الخيانة الزوجية، إفشاء أسرار البيت، احتقار الطرف الآخر، الضرب، الإنحراف، مشاكل الابناء، مشاكل الزوجة مع الجيران"، وهى تتكرر بسبب عدم وجود ثقافة كافية عن العلاقة الزوجية.  

في رأيك ما الذي يؤثر بشكل أكبر على مستقبل العلاقات الزوجية؛ هل هو تفاوت المستوى الثقافي بين الزوجين أم ثبات هذا المستوى؟
تفاوت المستوى الثقافي يتسبب في عدم توازن واستقرار الأسرة، لأن كلاً منهما يشعر بأنه من كوكب يختلف عن كوكب شريك حياته، وبالتالي فكلاهما لا يفهم الآخر ولا يسبح معه على نفس الموجه. 

ما أخطر الأخطاء التي يمكن أن ترتكبها المرأة في حق زوجها؟ وماذا عن أخطر أخطاء الرجل في حق زوجته؟
بالنسبة لأخطاء الزوجة الفادحة يمكن تلخيصها في مجموعة أخطاء أهمها "رفض المعاشرة، الخيانة الزوجية، الجفاف العاطفي، ضرب الزوج علناً أو سراً، إفشاء أسرار العلاقة الزوجية، قيامها بسرقة أموال زوجها، النكد، مطالبة الزوج بما لا يقدر عليه، المعايرة له، التقليل من شأنه أمام أولاده وأهلها، الصراخ الدائم في البيت بصوت مرتفع، ندرة تواجدها فى البيت والذهاب إلى الأهل أو الصديقات أو العمل". أما بالنسبة لأخطاء الزوج فهي بالمقابل تتمثل في "الخيانة الزوجية، ضرب الزوجة وإهانتها، البخل عند امتلاك المال، إهمالها بعدم التواجد في المنزل، السلوك العنيف، تحقيرها، طردها من البيت بسبب أو بدون سبب، سرقة أموالها، الزواج عليها بدون علمها، تعاطي المخدرات، لعب القمار".  

باعتبارك محكّم وخبير في حل النزاعات الأسرية والزوجية، ماهي أهم الأخطاء التي قد يقع فيها المحكّم وتؤدي إلى فشل مهمته؟
قد يخطئ المحكم إذا فقد حياده وشفافيته وانحاز بغير وجه حق لأحد الأطراف، وقد يقع هذا إما لخصومة شخصية مع أحد الأطراف، أو نتيجة لاستفزاز أحد الأطراف له، أو توجيه إهانه، أو لوجود مصلحة شخصية مع الطرف الذي ينحاز إليه.

وأنت تتعاطى مع مستويات اجتماعية متفاوتة، أيهما أكثر تعقيداً في مشكلاته الأسر الغنية والمرفهة؟ أم الأسر الفقيرة؟
الأسر الأكثر ثراء قد تكون مشكلاتها أكثر تعقيداً لأنها تعتمد غالبا على المصالح، وكون الزواج مجرد صفقة لاكتساب السلطة أو النفوذ أو المال أو الوجاهة الاجتماعية أو للمحافظة على الشراكة التجارية أو للمحافظة على الأنساب والممتلكات والثروة حتى لا تخرج خارج العائلة. ولكن هذا لا يمنع أن تكون هناك مشكلات معقدة لدى الأسر الفقيرة بشكل مختلف، وخاصة عندما يرغب الزوج فى طلاق زوجته الحاضنة لأولاده الصغار، ويشعر بالعجز عن ذلك لأنه لن يجد مأوى له إذا طلقها.

المنطقة الآمنة للخلاف هي الإحترام

من وجهة نظرك ماهي المنطقة الآمنة التي يمكن أن يلتقي عندها زوجان مختلفان في الأفكار والتوجهات حتى لا تنقطع علاقتهما الزوجية؟
يمكن الوصول للمنطقة الآمنة بينهما إذا عقدا اتفاقاً ملزماً بينهما على أن يحترم كل طرف رغبات الطرف الآخر، وتنفيذ الإتفاق كأنهما يلتقيان لتناول الطعام ولممارسة اللقاء الحميم عندما يرغبان فى ذلك وبخلاف ذلك يعيش كل منهما وفق الضوابط المتفق عليها دون إيذاء مشاعر الآخر. 

إذا تحدثنا عن مرحلة الخطبة ما أهم الفوارق الكامنة في هذه المرحلة والتي يمكنها إفشال الزواج لاحقاً؟
من المؤسف وفى أغلب الحالات أن الخطيبان يقومان بإظهار أجمل ما فيهما ويخفيان معظم عيوبهما فيكون الفشل هو النتيجة الحتمية لهما عندما يتم الزواج ويكتشف كل منهما أنه يعيش مع إنسان غريب عنه، وأنه تعرض لخديعة كبرى وذلك نتيجة الغش أو عدم الوضوح والصراحة أثناء فترة الخطبة.

كيف يمكن لأسرة محافظة أن تفتح مساحات آمنة لبناتها خلال فترة الخطوبة دون التفريط في القيم والمبادئ العربية؟
يحدث هذا بوجود الرقابة من الأهل، ولكن بشكل مرن وغير خانق، بحيث يعطى الفرصة للخطيبان للتعارف بشكل جيد، ويكون هناك دائما مرافق للخطيبين من الأهل ولو عن بعد.

كخبير تنمية بشرية، هل تؤثر وسائل الإعلام  بأشكالها المختلفة في تآكل البناء ألقيمي للمراحل السنية المبكرة من الشباب والفتيات؟
من المؤكد أن وسائل الإعلام أصبحت تؤثر بشكل سلبي فى هيكل البناء القيمى للمراحل السنية من الشباب والفتيات، لأنها تعبر بشكل مبالغ فيه عن صور غير حقيقية لقصص خيالية تعكس عادة وجهة نظر مؤلف العمل الدرامي، فمثلا تجد الشرير طوال 59 حلقة هو القوى والمبتسم والمنتصر، بينما صاحب الحق هو الضعيف المقهور والذي يقاوم الشر ولا ينتصر إلا فى آخر عشرة دقائق من الحلقة ال60 والأخيرة، وكأن المؤلف يطالب الشباب بأن يكونوا أشرارا. وفى أعمال درامية أخرى تجد البطل يخدع الفتاة ويسلبها شرفها ويرفض الزواج منها رغم توسلها إليه بأن يستر عليها وأيضا لا يتزوجها إلا في آخر عشرة دقائق فى الحلقة الأخيرة، وكأن المؤلف يدعو الشباب لخداع الفتيات والهروب. هذا يعطى صورة سيئة عن  نماذج الشباب والفتيات، وأيضا هناك نماذج كثيرة لا تعبر عن الشخصية السوية والمستقيمة إلا فى أضيق الحدود وكأنه زمن الأشرار فقط، ونماذج أخرى كثيرة لا تعبر عن الواقع، وهو ما يؤدى بالتأكيد إلى انهيار المبادئ والأخلاق والقيم.

هل نسبة الطلاق تعد أكبر في المجتمعات الخليجية أم في غيرها؟ ولماذا؟
نسبة الطلاق عالية فى منطقة الخليج قياساً بغيرها من الدول العربية  دول، لأنه في المجتمعات الخليجية يستطيع الرجل أن يتزوج أربع  زوجات وتتقبل الزوجات ذلك فى العموم، وما يعطى الرجل هذه الإمكانية هو ثراؤه، وهذا يجعله فى أحيان كثيرة لا يهتم بغضب زوجته، أو بإرضائها ويكتفي بالطلاق إذا رغب أو إذا رغبت زوجته فى ذلك. 

ثقافة الاعتذار بين الزوجين مفقودة، واصطناع الفرحة يشجع الأبناء على نسيان المواقف الأسرية المؤلمة 

كيف تقيّم أثر عادة "البوح" للأصدقاء والصديقات عن أسرار العلاقة الحميمة وانعكاسها على مستقبل الأسرة؟
عادة يؤدى البوح للأصدقاء والصديقات إلى نتائج وخيمة غير محمودة العواقب، وتؤثر على مستقبل الأسرة خاصة إذا تضّمنت أسرار غرفة النوم والعلاقة الحميمة بين الزوجين أو أسرار البيت، وأنا هنا أتوجه بالنصح لنترك ما يحدث فى البيت داخل البيت ونتحدث فى كل شئون الحياة إلا أسرارنا الخاصة، لأنها إذا انتشرت فإنها ستؤدى إلى ما لا يحمد عقباه.

كم مشكلة واجهتك كمستشار أسري كان سوء الظن فيها هو الأساس في تفكيك الأسرة والحياة الزوجية؟
أغلب الناس أصبح يغلب عليهم الشك وبدون سبب أو دليل، لمجرد وجود أناس سيئون حولهم، ومع الوقت تحول سوء الظن هذا إلى مرض وأصبحنا نحكم مسبقا بالأحكام السلبية والسيئة على الجميع دون أن نسأل أو نفهم أو نتحرى الدقة في الحكم. ومن ثم فإن التأنى فى التفكير وفي الفهم والتحليل يعطينا القدرة على الاستنتاج الصحيح والحكم الصحيح. وللأسف الشديد كثير من المشكلات وكثير من حالات الطلاق وقعت بسبب سوء التفاهم أو بسبب الفهم الخاطئ وخاصة من النساء نظراً لعدم تحكمهن فى مشاعرهن عند الغضب والخوف والغيرة أو عند الإحساس بالقهر أو بالظلم. أما عند الرجل فقد يكون سوء الظن بسبب غرور أو عدم ثقة الزوج فى نفسه أو فى زوجته، أو لأنه مريض بمرض الشك أو الغيرة بشكل مبالغ فيه.

على مستوى الحياة الزوجية، هل ترى أن ثقافة الإعتذار قد أنهارت في مجتمعاتنا العربية؟
بالتأكيد أصبحت ثقافة الإعتذار شبه غائبة بين الزوجين في كثير من الأحيان، لكن حتى لو انهارت هذه الثقافة فعليهما أن يستعيداها سريعاً وأن يدركا أن الاعتذار من شيم الكرام و الأقوياء، وأنه لن يبخس قدر المخطئ عندما يعتذر، خاصة أن الاعتذار سوف يجعل الحياة تسير بشكل أفضل، وإلا فإن الزوجين سوف يعيشان حياة جافة وأسلوباً عنيداً ويصبحان كالغرباء وكلاهما خاسر إذا كانت هذه حياتهما.

بأية وسيلة تعتقد كخبير أسري يمكن إفراغ مخيلة الأطفال مما علق بها من مشاهد أسرية عنيفة بين الوالدين؟
أعتقد أن ذلك صعب الحدوث خاصة أن الأطفال يتأثرون بمشاهد العنف بين الزوجين وقد تتحول إلى عقدة نفسية تلازمهما طول العمر، ولكن لإفراغ صور تلك المشاهد على الزوجين أن يظهرا حسن علاقتهما دائما أمام أطفالهما بشكل دائم، ويظهران المحبة والود ولو بشكل مصطنع ولفترة طويلة حتى ينسى الأطفال تلك الصور السيئة من عنف والديهما.

وماذا عن فلسفة الإفراغ اليومي للهموم والمشكلات العالقة بين الزوجين داخل وخارج عش الزوجية؟
إذا توفر لديهما الوقت الكافي والمناسب يوميا فلا بأس، وإن لم يكن ذلك متاحاً فيمكنهم على الأقل التفرغ مرة أسبوعياً واختيار الوقت المناسب والهادئ لتصفية كافة الهموم والمشاكل العالقة بينهما.

 

الإبتسامة تذيب جبال الخلافات مهما كان حجمها 

لاحظت أنك تمارس الرسم والفن التشكيلي، فهل هذا يساعدك في مجال التنمية البشرية وحل المشكلات؟
بالتأكيد، لأن رسم الكاريكاتير يقدم صورة ضاحكة وساخرة عن الموضوع أو المشكلة التي أتعامل معها ويكون أسهل وأبسط وأسرع للفهم من العامة بكل مستوياتهم الثقافية والعلمية، أما بالنسبة للفن التشكيلي فهو يعطى خيالا أوسع، وفرصة للتأمل والتفكير العميق. ومن لم يجرب العلاج بالرسم والموسيقى لن يقتنع به ولكن علوم التنمية البشرية قدمت طرقا جديدة ورائعة للعلاج لم يكن أحدا يتوقعها وثبت أن لها مفعول السحر . 

لماذا فكرت في إطلاق إذاعة ضاحكة عبر إنترنت؟ وهل ترى أن البسمة كافية لحل مشكلاتنا؟
من المؤكد أن للإبتسامة فعل السحر على الناس، فعندما نضحك يكون لدينا استعداد كافي ورائع لمناقشة أى أمر ونحن فى حالة مزاجية جيدة تمكننا من التفكير بهدوء و روية وبشكل موضوعي فى كيفية حل مشكلاتنا.


الناقد البحريني نادر كاظم: الربيع العربي انتقل من التفاؤل، إلى التخوّف، إلى الإحباط

$
0
0

صدر مؤخراً كتاب "إنقاذ الأمل" للكاتب والناقد البحريني نادر كاظم عن دار مسعى، و يعد هذا الكتاب الإصدار التاسع للكاتب، ويتناول فيه الثورات العربية أو ما يسمى بـ"الربيع العربي" والتحول الديمقراطي في المنطقة، ويتطرق إلى مشاعر الشعوب حياله معتبراً أنها مرت خلال مراحل مختلفة بالتفاؤل والتخوف والإحباط، متمسكاً في طرحه بالأمل في مستقبل أفضل. حول الكتاب والآراء التي تضمنها حاورت "عربيات" الكاتب في هذا اللقاء.

 

من هو نادر كاظم؟
على الرغم من بساطة هذا السؤال إلا أنه من الأسئلة صعبة الإجابة، وعلى المرء أن يتقمص شخصية الآخر حتى يعرّف نفسه، فيمكن القول بأن نادر كاظم هو كاتب وناقد ثقافي وأكاديمي من البحرين. مهتم منذ منتصف التسعينات بالنظرية النقدية، وبالنقد الثقافي، وبالدراسات الثقافية، وبقضايا تقع في دائرة واسعة تتصل بالثقافة والهوية والتاريخ والفكر السياسي. وهو من مواليد قرية الدير في شمال جزيرة المحرق، تلقى تعليمه في مدارس البحرين الحكومية، ودرس في جامعة البحرين مع مطلع التسعينات، وهي فترة كانت حاسمة في حياته وتوجهاته.

ما هي أبرز الافكار التي تناولها إصدارك الأخير؟
الكتاب هو أشبه بمحاولة لإنقاذ الأمل في إمكانية التحول الديمقراطي في العالم العربي، إنقاذ الأمل في نفسي قبل نفوس قراء الكتاب، وخاصة بعد المسارات الصعبة والمعقّدة، وأحياناً المحبطة والمؤلمة والتي سلكها "الربيع العربي" بعد نجاح ثورتي تونس ومصر في الشهور الأولى. كانت هذه المسارات تحتم عليّ لا الدفاع عن "الربيع العربي" بحدّ ذاته، بل عن الأمل الذي أحياه هذا الربيع في نفسي وفي نفوس كثيرين على امتداد هذا العالم العربي. وهو أمل بدا بعد عامين من انفجار "الربيع العربي" وكأنه يتلاشى ويذبل، كثيرون على امتداد العالم العربي تفاءلوا بالربيع العربي بلا حدود في شهوره الأولى، ثم تفاءلوا به بحذر، ثم انقلب التفاؤل إلى تشاؤم من المآلات والمصائر التي تنتظر هذه البلدان بعد الربيع العربي.

لماذا برأيك تحول التفاؤل إلى تشاؤم؟
ربما كان من التسرّع الاعتقاد بأن انتفاضات "الربيع العربي" ستكون "يوم الخلاص"، و"نهاية التاريخ" عربياً، و"الكلمة الأخيرة" في المشهد الأخير. إلا أنه من الإجحاف كذلك أن نقول إن شيئاً لم يتغيّر. فالفكرة التي يدافع عنها هذا الكتاب هي أن انتفاضات "الربيع العربي" كانت محطة أساسية على "طريق طويل"، أو بتعبير آخر، فإن "الربيع العربي" يأتي كتتويج لذاكرة الأمل الضاربة بجذورها على مدى قرنين من التاريخ العربي الحديث، وهي ذاكرة انتظمت في مسار تاريخي طويل تعاقبت عليه ثلاث موجات كبرى من الآمال العربية الجماعية. فقد راهنت الموجة الأولى على أمل التنوير والنهضة، فيما راهنت الموجة الثانية على الثورة والتغيير الراديكالي الشامل والسريع، في حين راهنت الموجة الثالثة على التحول الديمقراطي السلمي والسلس، ويأتي الربيع العربي كموجة رابعة في هذا السياق.

تتحدث في "انقاذ الأمل" عن الحركات الاحتجاجية العربية والطريق الطويل إلى الربيع العربي، هل يتطلب نضوج الحركات الاحتجاجية عادة فترات طويلة أم أن هذا يحدث في الدول العربية فقط؟
على العكس من ذلك، فقد كان انفجار ثورات "الربيع العربي" وانتفاضاته بكل احتجاجاتها السلمية والواسعة والمترامية مشهداً غير مسبوق في كل تاريخ البلدان العربية. فقد سبق أن شهدت هذه البلدان انقلابات عسكرية، وانتفاضات خبز وجياع، ومطالبات إصلاحية، إلا أن ما جرى في انتفاضات "الربيع العربي" كان مفاجئاً واستثنائياً بكل المقاييس، فالحراك كان شعبياً ومتنوعاً ومطالبه كانت في البداية مطالب إصلاحية سياسية واجتماعية، ثم قفز الشعار الثوري المطالب بإسقاط النظام، وهذا ما ظننا أنه تحقق بالفعل. وهو ما حفّز "ملكة إصدار الأحكام" لدى كثير من المتفائلين ممن أخذهم حماسهم إلى حدّ الاعتقاد بأن "الربيع العربي" سيجلب الديمقراطية الليبرالية الناجزة إلى هذه المنطقة لا محالة، وسيكون فاتحة عصر جديد من التحولات الكبرى والمصيرية، وأنه "أشبه بالمعجزة" التي ستفتح المجال "لكي ينبلج عصر عربي جديد، وينفتح أفق غير مسبوق للعمل السياسي والتحول الديمقراطي" في المنطقة. إلا أنه لن يكون من الصعب أن نتوقّع حجم الإحساس بخيبة الأمل بعد أن ظهرت على السطح الكثير من مؤشرات الانتكاسة حتى في بلدان "الربيع العربي" ذاتها. فالإطاحة بأنظمة الحكم ليس أكثر من تجاوز عقبة واحدة في طريق التحول الديمقراطي، وهو تجاوز كشف عن عقبات أخرى في الطريق. لقد وضعت هذه الانتفاضات بلدان "الربيع العربي" على مسارات صعبة ومعقّدة، وعمّمت داخلها حالة من الفوضى، ودفعت اقتصاداتها إلى حالة من التردّي تهدّد بالانهيار، وأفسحت المجال أمام صعود لافت ومتوقّع للإسلاميين، والإخوان المسلمين والسلفيين على نحو خاص. 

 

الشكوك تطل برأسها حول إيمان الجماعات الإسلامية بفكرة الديمقراطية 

ماهو تقديرك لظاهرة صعود الجماعات الإسلامية بشكل لافت بعد الثورات العربية؟
هذه القوى ظلّت تعمل وتكابد، لسنوات طويلة من "تحت الأرض"، و"في الظل"، وأحياناً من داخل لعبة "الانتخابات بدون ديموقراطية" حقيقية؛ ولهذا فإن تكيّفها مع ظروف العمل السياسي العلني من "فوق الأرض" و"على المكشوف" قد يتطلّب فترة من الزمن. إلا أنه لا ينبغي أن نتصوّر كذلك أن أحداً سيمنح هذه القوى الفرصة المواتية والسهلة لالتقاط الأنفاس وإنجاز التكيّف مع الظروف الجديدة. فلا الحشود التي انتفضت وملأت الميادين كانت مستعدة لتفعل ذلك لأنها كانت على عجلة من أمرها لقطف الثمار والعودة إلى حياتها الطبيعيّة، ولا القوى السياسية المنافسة كانت ستهدي غريمها السياسيّ القويّ فرصة العمر ليتمكّن من بسط هيمنته على كل مفاصل الدولة، ومن إعادة ترتيب قواعد اللعبة السياسية بما يتناسب مع مصالحه. أضف إلى ذلك أن اللاعبين الخارجيين لن يقفوا، في الفترة الانتقالية، مكتوفي الأيدي ومقتنعين بلعب دور المتفرّج الذي يشاهد مصالحه الحيوية وهي تضيع من بين يديه، ومناطق نفوذه الاستراتيجية وهي تفلت من قبضته. ثم إن هناك شكوكاً كبيرة كانت كامنة بدأت تطل برأسها فيما يتعلّق بإيمان هذه القوى الدينية بفكرة الديمقراطية من الأساس، وبمدى استعدادها لاستلام إدارة دول قامت انتفاضات "الربيع العربي" من أجل الانتقال بها إلى الديمقراطية بكل ما يفترضه المعنى الأساسي والمتعارف عليه في الديمقراطية من ضمانات أكيدة للحريات والحقوق الأساسية، وتداول سلمي للسلطة، وفصل بين السلطات، والالتزام بسياسات اقتصادية عادلة وشفّافة، والأهم من ذلك كله تأمين توافق واسع بين القوى السياسية التي أسهمت في هذه الانتفاضات بحيث يضمن تجاوز الفترة الانتقالية بنجاح بدون أن ينفجر التنافس السياسي الحادّ على السلطة ومغرياتها. الأمر الذي من شأنه أن يبدّد مكتسبات هذه الانتفاضات، وقد يعجّل بانزلاقها نحو الصراع والمسارات الصعبة، ويدفع بها نحو المجهول، أو نحو ديكتاتورية جديدة، وخاصة أن بنية الديكتاتورية مازالت قائمة في هذه البلدان في ظل بقاء أجهزة الدولة التسلّطية وانعدام الموانع الحقيقية التي يمكنها أن تحول دون إعادة إنتاج الديكتاتورية مجدداً.

كيف تناول الكتاب مرحلة ما بعد الإطاحة بأربعة رؤساء؟
لقد قدمت تجربة تونس ومصر نموذجاً في التحول الديمقراطي السلمي والسلس إلى حدّ كبير، لكن الأجواء سرعان ما تغيّرت من التفاؤل بلا حدود إلى التفاؤل الحذر، إلى التخوّف، إلى الإحباط، وذلك عندما أخذت الأزمات تتفجر وتطفو على السطح لتثبت للكثيرين حقيقة حجبتها سُحُب الاستجابات الأولية المتفائلة، وهي أن التخلّص من رأس النظام لا يعني بالضرورة القفز إلى الديمقراطية الناجزة، فدون ذلك طريق قد يطول، مما حمل بعض المراقبين على القول بأن أوضاع هذه البلدان سوف تكون أسوأ حتى من مرحلة ما قبل "الربيع العربي"، وأن الربيع لم يكن إلا خريفاً أو شتاء إسلامياً أو غير ذلك من التحليلات. وسواء أتفقنا أو اختلفنا مع هذه التحليلات فإن الثابت هو أن "الربيع العربي" كان لحظة فاصلة ومهمة في تاريخ المنطقة، إلا أن الربيع الديمقراطي الحقيقي مازلنا ننتظره.

 

التحول الديمقراطي قد يستغرق قرن من الزمان

كيف تطرقت في كتابك إلى انعكاس الثورات العربية على بقية دول المنطقة؟  
من حيث المبدأ فإن معظم البلدان العربية بحاجة إلى التغيير والإصلاح السياسي والاقتصادي، وما يدافع عنه الكتاب، هو أن تغيّراً كبيراً قد حدث في المنطقة وفي بلدان "الربيع العربي" تحديداً، سيدفع بالبدايات الديمقراطية إلى الأمام ويمنع الانزلاق إلى الوراء. التحول الديمقراطي مخاض صعب وعسير، ولربما يستغرق هذا المخاض زمناً طويلاً ذهب أحد الكتاب "الليبراليين" إلى تحديده بقرن كامل آخر حتى "يتم الاستحقاق الديمقراطي في القرن الثاني والعشرين". 

تقول في الكتاب بأن هناك من أصيب بخيبة أمل جراء نتائج الربيع التي لم تلبي التوقعات التي كانت مرتفعة، فما الذي دفع الشعوب العربية المنتفضة إلى رفع سقف توقعاتها من الربيع العربي؟
كانت التوقعات في أوجها في مطلع العام 2011، وقد كان التحول السريع والسلس نسبياً في تونس ومصر قد لعب دوراً كبيراً في تعميم الإحساس بأن التحول الديمقراطي لا يتطلب الكثير، فما هي إلا دعوات في الفيسبوك للاعتصام في ميدان عام ثم تحتشد الجماهير وتملأ الميدان، وعندئذ لن يكون أمام النظام سوى الاستسلام والرحيل تحت ضغط الواقع الذي فرضته هذه الجماهير المحتشدة والمصرة والمستعدة لأن تقدم التضحيات من أجل التغيير. وهكذا راحت كرة النار تكبر وتتعاظم وتتنقل بين البلدان العربية من اليمن في 11 فبراير 2001، إلى البحرين في 14 فبراير 2011، إلى ليبيا في 17 فبراير 2011، إلى سوريا في 15 مارس 2011، ووصلت بعض شراراتها حتى حدود الجزائر والمغرب والأردن وعمان والعراق ولبنان والكويت والسودان... إلخ، إلا أن التعقيدات التي مرّت، ومازالت تمر بها تونس ومصر، ثم المسارات الخطرة والدموية التي سلكتها السيناريوهات الأخرى، كل هذا كان له الدور الأبرز في انحسار موجة الأمل، وانحراف مسار التفاؤل من التفاؤل بلاحدود إلى التفاؤل الحذر إلى التخوف إلى الإحباط. وكان على الكتاب أن يركّز على هذه المسألة؛ لأن هذا الإحساس آخذ في التنامي بشكل حمل البعض على الكفر بـ"الربيع العربي"، والحديث عن "لعنة الربيع العربي". 

الدكتورة زينب عبد العزيز: أخطاء المسشرقين حفزتني على التصدي لمهمة ترجمة معاني القرآن للفرنسية

$
0
0

بعد محاولات جادة للكشف عن الأخطاء المسيئة للإسلام في ترجمة معاني القرآن الكريم للغة الفرنسية، اتجهت أستاذ الحضارة الفرنسية بجامعة الأزهر الدكتورة زينب عبدالعزيز إلى إصدار أحدث ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية، لتكون بذلك أول امرأة مصرية تتصدى لهذه المهمة، وتقدم إنجازاً يضاف للمكتبة الإسلامية. الدكتورة زينب عبد العزيز تكشف لـ"عربيات" في هذا اللقاء عن أهم المحفزات والصعوبات التي واجهتها أثناء الترجمة، مشيرة إلى انعكاساتها الإيجابية، وتطلعاتها لدعم هذا النوع من المشاريع.

 

كيف تعاملت مع فكرة ترجمة معانى القرأن الكريم الى اللغة الفرنسية؟
راودني إحساس بالرهبة والتردد عند اتخاذ قرار ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، خاصة وأننى لست خريجة "أزهرية"، وإنما أعمل رئيس قسم اللغة الفرنسية بكلية البنات في جامعة الازهر، لذا فكرت كثيراً قبل الإقبال على هذه المهمة الشاقة، وبفضل الله تعالى ثم لغيرتى على ديني وعلى القرآن الكريم أقدمت على هذه الخطوة دون تراجع، حيث ألغيت كافة التزاماتي وتفرغت للترجمة، وكنت أصلى يومياً صلاة التهجد 15 ركعة وأدعو الله أن يوفقنى. استغرقت الترجمة 10 سنوات، و15 ساعة عمل يومياً، وكانت التحدى بالنسبة لي هو التصدى لأخطاء المستشرقين، ومحاولات التطاول على الإسلام والتعرض للقرآن الكريم.

 

ذكرت في أحد تصريحاتك أن ترجمة المستشرق الفرنسى "جاك بيرك" للقرآن استفزتك كثيراً وكانت وراء إصدار هذه الترجمة للرد عليه، فما هذه الأخطاء التى قمت برصدها؟
هذا صحيح، انزعجت كثيراً من ترجمة المستشرق الفرنسى جاك بيرك وصدمتنى للغاية لأنها تضمنت أخطاء معيبة، ومغالطات وتجاوزات وتطاول على القرآن الكريم و الإسلام. كما استفزنى التحريف المغرض والمقصود لتشويه صورة القرآن والإسلام. فعلى سبيل المثال وليس الحصر رصدت أخطاء كثيرة منها إهانة الذات الإلهية باسفاف، فهناك آية "يتوب الله" التي نفهمها بأن الله يتوب على عباده من الذنوب، فى حين قام بيرك بترجمها معتبراً أن الله – عز وجل - يخطىء ويتوب - والعياذ بالله -، ومن ثم فهو غير أمين على ترجمة القرآن، بالإضافة إلى أنه كتب مقدمة من 82 صفحة تأتى بعد الترجمة كنوع من الإحترام للقرآن على - حد قوله – بينما كان في واقع الأمر ينتقده، ويقول أن القرآن والإسلام غير صالحان لكل زمان ومكان، وأن لكل أجل كتاب، ولابد أن ينتهى القرآن فى يوم ما، وأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نقل سور وآيات نادرة مثل سورة الاخلاص من الشاعر "فارمنتيس"، وأن سيدنا ابو بكر هو من قال ذلك. وبالتالى يقصد جاك ضرب الإسلام بواسطة تلك الترجمة، بالرغم من كونه أستاذاً فى جامعة فرنسية شهيرة، وعضو بمجمع اللغة العربية، أي أنه متمرس فى اللغتين الفرنسية والعربية معاً.

أهم الصعوبات تكمن في اختلاف الوعاء اللغوي بين العربية والفرنسية

ماذا عن الصعوبات التى واجهتك أثناء الترجمة؟ وهل هناك فقهاء أو علماء شاركوا معك في الترجمة؟
إطلاقاً، لم يساعدنى أحد في الترجمة لأنني على يقين بأن كل كل شخص قد يحاول أن يفرض وجهة نظره، وقد يربكنى ذلك ويشتت تركيزى ويعيق الترجمة، لذا اعتمدت فقط على الاستعانة بأحد أساتذة أصول الفقه والشرع بالأزهر، خاصة عندما أختار بين عدة كلمات لمعنى من معاني القرآن الكريم، فقد تظهر لي على سبيل المثال 5 احتمالات وينصحني الفقيه بالكلمة الأقرب للعربية. وأدين بالشكر لرئيس قسم اللغويات بجنيف، الذى واتتنى الفرصة لمقابلته أثناء مناقشة رسالة الدكتوراه، وعرضت عليه فكرة الترجمة والخطوات التى نفذتها، فشجعنى ونصحني بالاستمرار دون أن أتوقع تهنئة أو تكريم  من الأكاديمية الفرنسية على اشتقاق كلمات جديدة بالفرنسية من خلال هذه الترجمة كوني مصرية ومسلمة. وبالنسبة للصعوبات التى واجهتنى أثناء الترجمة، فهى ذات الصعوبات الأساسية التى تواجه جميع المترجمين، وهى الاختلاف الكبير بين الوعاء اللغوي في اللغة الفرنسية واللغة العربية، خاصة وأن الأخيرة شديدة الاتساع، والجذر فيها يعطى 80 تصريفة، على عكس الفرنسية التى تفتقد صيغ فعلية كثيرة، وقد تغلبت على ذلك بالرجوع للقواميس والبحث عن الكلمة والمقابل لها، مع استشارة أستاذ أصول الفقه إذا لزم الأمر حتى أستقر على الكلمة المناسبة فى الترجمة.

 

ما هو المنهج الذى اعتمدت عليه فى ترجمة معانى القرأن الكريم؟
لم أعتمد على إضافات أو شروحات أو هوامش كثيرة فى الترجمة مثل غيري، فهناك ترجمات طويلة للغاية والآية بها مترجمة في عدد كبير من الأسطر التي قد تشعر القارىء بالملل والتخبط فى المعنى، كما تعطي إنطباع بأن المترجم يحاول أن يفرض مفهومه على القارىء، لذا اعتمدت على الاسلوب المبسط السلس، الذي يوضح الفكرة والعبارة والكلمة دون ضياع المعنى، وحرصت على أن تكون الهوامش بالترجمة فقط لاظهار قيمتها وإبراز الإعجاز العلمي للآيات، وتوضيح هذا للغرب بكلمات مبسطة، خاصة لأولئك الذين لا يؤمنون بالغيب، أو بحاجة لأدلة وبراهين للإقتناع.


 

 700 شخص أشهروا إسلامهم فى افريقيا بالاستعانة بالترجمة

يقال أنه يشترط مرور 3 سنوات على إصدار الترجمة لاعتمادها والإعتراف بها من قبل الازهر، فهل هذا صحيح؟
لا أعتقد ذلك، لكن المتعارف عليه أنه عند الانتهاء من أى كتاب يتعلق بالإسلام تتم مراجعته من قبل الازهر، وأنا شخصياً قدمت ترجمتي إلى الشيخ أحمد الطيب وكان المفتى وقتها فأشاد بالترجمة وصرح إعلامياً بأنها تعد من أفضل الترجمات التى مرت عليه، وأشاد بما بذلته من جهد لإنجازها معتبراً أنه عمل قد لا تتمكن منه مؤسسة مكونة من عشرات الرجال ده مثبت بالتواريخ. غير أن الموقف السلبي كان من دور النشر التي لم تتبنى حتى الآن طباعة وتوزيع وتسويق هذه الترجمة. وللأسف مؤسسة الأزهر لا تطبع ترجمات المصاحف غيرالعربية، علماً أنني لم أفكر في الأمر بشكل تجاري بقدر ماكان توجهي لتحويله إلى صدقة جارية للجمعيات الخيرية غير الربحية. أما على صعيد تحقيق الترجمة لأهدافها فقد أبلغنى رئيس جمعية تبليغ الدعوة بالإسكندرية بأن 700 شخص فى إفريقيا أشهروا إسلامهم بعد إطلاعهم على الترجمة، بالإضافة إلى أن جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في ليبيا تبنت طباعة الترجمة وأعلنت ذلك فى توصيات مؤتمر أقيم مؤخراً بهدف إيصال هذه الترجمة للشعوب "الفرنكفونية"، كما أن دولة المغرب تطبع طبعة ثانية من الترجمة، وسوف تخصص جزء للتوزيع مجاناً وجزء للبيع. 

 

ماذا عن موقع الفن التشكيلي من حياتك الآن؟
الفن التشكيلى هواية أعشقها ولا أستطيع أن أتوقف عنها، فقد قدمت 50 معرضاً منذ عام 1955 وحتى 2005، وحالياً أعد مقالة نقدية بعنوان "موقف الغرب من الإسلام" وسوف أقوم بترجمتها للفرنسية، ولكننى لن أتوقف عن الكتابة أو الرسم أبداً ولن أعتزلهما فى حياتي.

الأمير خالد الفيصل: جدة كانت، ولا تزال، وستبقى دائماً، أجمل عروس نزفها للمواطن

$
0
0

تفقد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مشروع مطار الملك عبدالعزيز الجديد، حيث تجول على كافة أرجاء المشروع والتي شملت مشاريع النقل ومداخل المطار بالإضافة إلى مشاريع الصالات وبرج المراقبة وكل مواقع العمل من أنفاق خدمة ومواقف.

وفي نهاية الجولة قال الأمير خالد الفيصل:  "أتقدم باسمي واسمكم وأهالي مدينة جدة ومنطقة مكة المكرمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد بأسمى آيات الشكر والتقدير على هذا المشروع العظيم الذي يعتبر من أهم المشاريع التنموية لمدينة جدة ومنطقة مكة المكرمة".

وتابع سموه القول: "لقد تجولنا معاً وشاهدنا الإنجاز الكبير لهذا المشروع وعلمت من القائمين عليه أن المشروع سينتهي إن شاء الله نهاية العام 2014 م، وبإذن الله يدخل الخدمة في بداية عام 2015م"، مضيفاً: "تم اعتماد 27 مليار ريال للمرحلة الأولى التي تستوعب 30 مليون مسافر وتشمل البنية التحتية للمرحلتين الأولى والثانية". 

وبين سموه أن مباني المطار تشتمل على 46 بوابة تستوعب 92 طائرة في ذات التوقيت، ويعمل بالموقع 24 ألف عامل على مدار الساعة طوال الأسبوع، ويستخدم في المشروع حوالي 2600 معدة ويعمل بالمشروع من المقاولين التنفيذين 100 مقاول فيما بلغت نسبة الإنجاز التي تمت حتى الساعة حوالي 45%.

وأفاد بإعتماد مشروع النقل العام في جدة، وكذلك مشروع قطار مكة المدينة يمر بجدة، قائلاً: "هي مشاريع عملاقة وواحد منها يكفي أن يفخر به الإنسان في أي دولة بالعالم في حين أنها تنفذ جميعا في مدينة جدة، لذا باسم أهالي جدة أقدم شكري لهذا الرجل الذي أصر على تنفيذها في وقت واحد ودفعة واحدة لكي تنجز في أسرع وقت ممكن، ألا وهو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي يصر على أن ترتقي كل المدن في المملكة إلى مصاف الدول العالمية".

وأكد سموه وجود مشروع لدى أمانة جدة لتغير واجهة المطار الجنوبية إلى واجهة حضارية تواكب ما يشهده المطار من تطور وقال الدراسات أوشكت على الانتهاء وبنهايتها سيتم التنفيذ، مضيفا أن جدة كانت ولا تزال وستبقى دائما أجمل عروس ونحن نزف هذه العروس للمواطن في جدة، ونريد أن نلبسها أجمل الحلل لهذا العريس العزيز على أنفسنا جميعا وهو مواطن جدة.

وفي رد على سؤال أحد الصحفيين فيما يتعلق بتعثر المشاريع، أكد سموه بأن التعثر لا يكاد يذكر بينما المشاريع العملاقة تسير وفق الخطة الزمنية وكل مدن العالم يوجد بها مشاريع منجزة وأخرى متعثرة ونحن نعمل لدعم المشاريع المتعثرة لتصبح تحت التنفيذ حتى وإن كانت صغيرة.

 الجدير بالذكر  أن مطار الملك عبدالعزيز الدولي يعتبر من أكبر المطارات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا حيث يتربع على أرضٍ تبلغ مساحتها قرابة 105 ألف كيلومتر مربع، تحتوي في داخلها على العديد من المنشئات والمرافق التي تخدم المطار ، حيث تقرر تنفيذ المشروع بجميع مراحله على نفس الأرض.


 

الهدف من إنشاء المطار الجديد
جاءت الحاجة لإنشاء مطار جديد نظراً للإقبال المتزايد على مدينة جدة وارتفاع أعداد المسافرين من عام لآخر بشكل يزيد عن الطاقة الاستيعابية للمطار الحالي وتطور حركة النقل الجوي في المنطقة والطموح القائم لدى الهيئة العامة للطيران المدني في أن يتم أنشاء أحد من أكبر  وأهم المطارات في العالم ليكون صاحب سبق في المنطقة ويستحوذ على حصة كبيرة من حركة النقل الجوي  والترانزيت، وأن يصبح مطاراً محورياً يربط الشرق بالغرب.

 

مراحل المشروع

المرحلة الأولى: تهدف إلى خدمة ٣٠ مليون مسافر سنوياً بحلول عام ٢٠١٤م

المرحلة الثانية : تهدف إلى خدمة ٤٣ مليون مسافر سنوياً بحلول عام ٢٠٢٥م

المرحلة الثالثة: تهدف إلى خدمة ٨٠ مليون مسافر سنوياً بحلول عام ٢٠٣٥م

الدكتورة ملحة عبدالله عميدة المسرح السعودي لـ"عربيات": ابن الجزيرة أصل العالم، وفعالياتنا الثقافية محصلتها "صفر"

$
0
0

مكوناتها الإنسانية الخالصة شكّلتها معاناتها المبكرة وسجالاتها البريئة من أجل إثبات الجدارة وتحقيق الذات. وثقافتها الثرية، ما هي إلا نتاج رحلة ممتدة العطاء بين أجناس الثقافة والفكر والأدب. أما وجدانها فهو ريفي قروي، محلّق في آفاق "أبها" و"آل حديلة" حيث إنطلاقاتها الأولى في ربوع البادية وأحضان القبيلة. روحها العربية الوثابة، وشخصيتها البدوية الواعية، كفلا لها تميزاً شديد التنوع والثراء، ومنحاها سجلاً فريداً في تاريخ المرأة السعودية والعربية؛ فهي أول امرأة بالمملكة تحصل على رسالتي الماجستير والدكتوراة من الولايات المتحدة الأمريكية في دراسة "الدراما والنقد" بالإضافة لدراسات أخرى مكملة في بريطانيا، وقد حققت في هذين المجالين جهداً بالغ الإنجاز والإبداع وصل إلى خمسة وخمسين نصاً مسرحياً، وأكثر من عشرين كتاباً نقدياً، وهو ما جعلها في مصاف المكرّمات دوماً على المستوى العربي، وعلى المستوى العالمي أيضاً بعد أن حصلت على جائزة اليونسكو عن مسرحيتها "العازفة"، فاستحقت بجدارة أن تلقب بـ "عميدة المسرح السعودي"، هذا بالإضافة إلى تميزها الكبير في تبني قضايا الدفاع عن التاريخ العربي وحضارته، وعن المرأة العربية وتاريخها. وهي المرأة العربية الوحيدة تقريباً التي يكرّمها الأزهر الشريف في مصر على نتاجها المسرحي المتزن.. إنها الدكتورة "ملحة عبداللة "، والتي التقت بها  "عربيات" في القاهرة، وأجرت معها هذا الحوار.  

أخشى على القرية السعودية من الوافد، وشعوري بالاغتراب قدري وقدر جيلي 

وأنت ابنة القرية السعودية في أبها وآل حديلة، مما تخشين على هذه القرية الآن؟
القرية هي عطر الزمن وذكرى المكان، والفطرة النقية الطاهرة التي لا تعرف للتكلف نهجاً ولا سبيلاً، وتلك الملامح التي شكّلت وجداننا وصاغت عالمنا منذ أن كنّا صغاراً وحتى شببنا عن الطوق، أخشى أن تتلاشى ويذبل عبقها الزماني والمكاني بفعل المدنية الوافدة والمعمارية المستوردة، فنفقد أعز ما نملك من هوية الريف وفولكلور القرية وثقافة الأصل والتاريخ والحضارة.

"مريم" المدرّسة الفلسطينية في حياتك هل تذكرك بمشكلة ما في البيئة الأسرية بالمملكة؟
نحن في المملكة تربينا على تكوين علاقات مودة مع كل مدرسينا ومدرساتنا، وهي علاقات دائماً ما تمتد لسنوات طويلة، ومريم مثّلت لي أماً ثانية في بدايات تكويني المبكر، وفي رأيي أن جيل الأطفال الصغار في حاجة ماسة لاحتواء مماثل داخل الأسرة السعودية والعربية، وفي الحقيقة أنا حزينة على الطفل العربي، لما يواجهه من تغريب وإهمال؛ فإذا كان طفلاً ذا عائلة ميسورة فهو متروك للخادمة، وإذا كان عكس ذلك فهو متروك للشارع، وهذا كله مرده لأنانية الأبوين، تلك التي يجب التخلي عنها من أجل التفرغ لتربية أبنائنا واحتوائهم.

تعتبرين الزواج المبكر عائقاً في حياة الفتاة السعودية؟
طبعاً بالتأكيد؛ فالطفولة لها حقوق واجبة النفاذ، ومن واجب الأسرة أن تقف حائلاً دون إنتهاك أهلية الطفولة وحقوقها، والزواج المبكر، يفقد الفتاة مكوناتها الطبيعية ومميزاتها الشخصية بفعل الحرمان القسري من استكمال طفولتها، و يؤثر سلباً في تكوينها العقلي والفكري والوجداني، وهذه الظاهرة أصبحت قليلة جداً الآن في المملكة لتغير الزمن والثقافة. 

أنت وجيلك تمثلون همزة الوصل بين زمن القبيلة وزمن العولمة، فهل تعانون الاغتراب؟
معاناة الاغتراب قدري أنا وجيلي؛ لأننا عانقنا حياة القبيلة في الماضي بكل مظاهرها وتقاليدها، وعبر فترة زمنية قليلة إذا بنا فجأة في مواجهة العالم المتقدم بكل أبعاده وتقنياته، دون خوض مرحلة الاحتكاك الناضج بالآخر المختلف ، ومن ثم فنحن جسر العبور الآن لمن يرغب في تلمس الماضي وتحسسه عن قرب، بينما يبقى هذا الماضي ماثلاً في تكويننا الوجداني والديني عندما نتماس مع الحاضر المتقدم بمفاهيمه المختلفة والمتباينة بل والمتضادة بالكلية أحياناً مع مكوناتنا الماضوية، وهذا هو عين الشعور بالغربة.

العربي مسكون بحب النار والماء

اعتبرت أن ابن الجزيرة العربية هو أصل العالم، ما حجم موضوعية هذا الاستدلال؟
لستُ نسّابة، ولم يكن متعمداً في دراستي "الجزيرة العربية أنساب وتقاليد" أن أصل إلى هذه الحقيقة، لكنني فوجئت بها حاضرة بقوة في ثنايا علم الأنساب، وعبر العديد من المخطوطات الموغلة في القدم وكذلك الأحجار المحفورة باللغات العربية الجنوبية ومثلها المحفوظة في "متحف ليدن" بانجلترا، وكيف أن آدم الذي كانت لغته في الجنة هي العربية قبل أن يتكلم السريانية، كان مقامه ودفنه في جزيرة العرب، وكيف أن نوح وذريته من أبناء آدم انتشروا في كل بقاع الأرض وشكلوا نسيجها البشري، ولقد كانت خلاصة هذه الدراسة إحساساً عميقاً بشراكة الأصل والدم والنسب مع كل البشر، خاصة مع من يشاركونني اللغة والعقيدة والتاريخ. أما الإعتراض على هذا الاستدلال فلا محل له من الإعراب؛ لأنها ليست مباراة في إثبات النسب بقدر ما هي حقيقة مرتكزة إلى أسس موضوعية غاية في الحياد والتوثيق.

بعد هذه الدراسة، ما الذي وجدته متجذراً في الشخصية السعودية؟
ما وجدته أمران أو صفتان، ليستا في الشخصية السعودية فحسب بل في الشخصية العربية ككل، وهي حب النار وحب المطر؛ فالعربي حياته ومكوناته مرهونان بهذين الشيئين؛ وهي تبع لهما، فهو ثائر كالنار مسالم كالماء، وشخصيته جامعة للضدين معاً بشكل متفرد عجيب. ومهما قاربه التحضر وغازلته المدنية، فإنه يظل متشبثاً بجذوره الأولى مسكوناً بمكوناته الخاصة.

الغرب استلهم نظرياته من علمائنا وصدرها إلينا

انتصارك في موسوعة "نقد النقد" للنظريات العربية واعتبارك إياها منبع النظريات العالمية وأساسها ، هل هو من باب التمسك بالأمل العربي؟ أم من باب تذكير الآخر غير العربي؟
لا هذا ولا ذاك، إنما هو إحياء وتجسيد وبعث لإرث علمي وحضاري وتاريخي أهملناه بفعل استسلامنا لمعطيات الطرح المغلوط لنظريات وفلسفات وآراء المستشرقين في مجال النقد المسرحي والشعري وغيره، وفي الحقيقة أنا لا أتهم أحداً بسرقة نظرياتنا، إنما باختصار أقول إن الغربيين استلهموا من نظريات الفارابي وابن رشد والكندي وابن سينا وابن خلدون وغيرهم ما يناسب طينتهم ومجتمعاتهم وثقافاتهم وسلوكياتهم، ثم هم يصدّرونها إلينا باعتبارها أصولاً نقدية مبتكرة ونظريات فكرية جديدة غاية في الحداثة، ومن ثم نصدقها نحن في "بلاهة" وبلا وعي، فنقع في محاذير التغريب وضياع الهوية والتاريخ والتبعية العمياء.. ويجد الناقد نفسه غريباً هائماً على وجهه لا يشعر سوى بالاغتراب عن أصوله النقدية العربية.. في"نقد النقد" واجهت بالحقائق طروحات "توماس فريدمان" المسيئة للثقافة العربية وتاريخها في كتابه "العالم مسطح"، وأقررت نظرية واقعية مفادها أن الإنصهار الفكري والثقافي في بوتقة النظام العالمي الجديد والاستسلام لسياسة "الحقن تحت الجلد" كفيلان بالقضاء على الشخصية العربية أو على الأقل إرباكها.

وما الذي ميّز النظريات العربية تحديداً؟
الذي ميّزها هو سبقها وتقدمها؛ وقد شهد جنوب الجزيرة العربية بدايات أصيلة لخطاب نقدي ناضج واضح المعالم، وباستنطاق الموروث النقدي العربي، وجدت أن أغلب النظريات الغربية ترتكز على الإرث الفلسفي الإسلامي والعربي  فالفارابي سبق "غولدمان" في فكرة الوصول إلى الجوهر، وسبق نظرية الـ "هنا" والـ "هناك" لـ"جاك دريدا"، وقد تضمنت كتابات الجاحظ وابن سينا ومسكويه والفارابي وابن رشد الكثير مما يتشدق به الغربيون من نظريات بما فيها نظرية الحداثة ونظريات البنيوية والتفكيكية التحليلية. 

ملحة عبدالله
 

المسرح السعودي مسرح هواة، واحترافه يحتاج لمؤسسة ترعاه

ما الدليل على أن المسرح في المملكة قديم قدم المسرح في الوطن العربي؟
المسرح كظاهرة قديم في منطقة الخليج  ولعل البعض لا يعرف أن اليمن كان لها السبق العربي عندما ظهر المسرح البريطاني على أراضيها خلال القرن السابع عشر، أما المملكة فقد كان عهدها بالمسرح قريباً جداً من عهد المصريين به، وذلك خلال الثلاثينيات؛ فكان هناك المسرح المدرسي، ثم  "دار قريش" للتمثيل في مكة بإشراف أحمد السباعي، وقد واجهت تلك المحاولات المبكرة بتحفظات اجتماعية شديدة في ذلك الوقت، إلى أن حلّ المسرح الكلاسيكي بقيادة حسين سراج وجيله؛ حيث عُرضت مسرحيات مثل "الدوامة" و "للسعد وعد" وغيرهما، ثم مسرح إبراهيم الحمدان خلال فترة السبعينيات حيث تم تقديم أول العروض المسرحية الرسمية تحت عنوان "طبيب بالمشعاب" عن نص "طبيب رغم أنفه" لموليير، وتستمر المسيرة، والحقيقة لا يزال المسرح السعودي رغم كل ذلك مسرحاً للهواة ولم يبلغ مرحلة الاحتراف المؤسسي بعد.

يعد ميزة أم عيباً كونك المرأة السعودية الوحيدة المتخصصة في الدراما والنقد؟
هذا يُسأل فيه غيري، ولكن يوجد الآن في المملكة أكثر من عشر سيدات يحملن درجة الدكتوراة في الأدب المسرحي، ورغم أنني أخشى أن يتهمني القاريء بالشيفونية، إلا أنني مضطرة إلى القول بأنهن متميزات فقط على مستوى الأدب المسرحي وليس المسرح، وفرق كبير بين الكتابة المسرحية، والخبرة العملية والإبداعية بمتطلبات العمل المسرحي؛ لأن النص المسرحي هو مجرد مشروع للمسرح، أما تحويل هذا النص لواقع مسرحي منطوق ومسموع ومرئي بشكل متكامل، فهذه هي الخبرة الحقيقية التي تحتاج الكثير من الجهد والتفاعل.

النظرة المتدنية للمسرح نشأت بسبب الخلط بينه وبين الملهى 

واجهت مبكراً النظرة التي تصنف المسرح ضمن الفنون اللاأخلاقية، هل لازالت تلك النظرة قائمة إلى الآن في المملكة؟
بالطبع لا، فتلك كانت نظرة قديمة مرتبطة بأسبابها المنطقية، ومتأثرة بما كان يحدث في مصر وسوريا ولبنان حيث كانت الملاهي والنوادي الليلية والمراقص في شارع الهرم تسمى مسارح، ومن ثم ارتبط اسم المسرح ـ على سبيل الخطأ ـ بأعمال الرقص و"التنطيط"، وقد كان لى حديث مع الدكتور أشرف زكي حينما كان نقيباً للممثلين بمصر، حيث طالبته بعدم إطلاق اسم المسارح على الملاهي والأندية الليلية، وأكدت له أن ذلك أضر بالمسرح في السعودية كثيراً وأخر من وتيرة نموه وانتعاشه؛ لأنه أعطى صورة منافية للأعراف والعادات والتقاليد المحافظة، وقد وافقني الرأى فيما قلت. والآن الأمر تغير كثيراً في المملكة حيث ينتعش المسرح وينمو بشكل جيد، وخاصة المسرح النسائي الذي يشهد إقبالاً كبيراً ملفتاً للنظر، غير أنه يحتاج لدعم رسمي يصل به إلى آفاق العمل المؤسسي والاحترافي. 

اختزال المسرح في الضحك أبعده عن دوره في تحريك الوعي الفردي والجمعي

لكن لماذا يقف المتلقي السعودي عند حدود المشاهدة فقط في مواجهة المسرح؟
هذا ليس على مستوى المسرح السعودي فقط بل في أغلب المسارح العربية، وهو نتيجة تسرب مفهوم خاطيء عن المسرح لدى المتلقي؛ حيث يكرّس البعض للترويج لمفاهيم ضيقة للعمل المسرحي منها مثلاً أنه يقتصر على إضحاك المشاهد، وهو ما عوّد المتلقي على الربط بين المسرح والضحك، فإذا اختفى الإضحاك المسرحي ينصرف المشاهد عن المسرح وينبذه، ورغم أنه لا اعتراض على عنصر الإضحاك في العمل المسرحي، إنما الطامة الكبرى هي اختزال المسرح في هذا الغرض فقط دون غيره من جوانب وأغراض العمل المسرحي الأخرى كتحريك الوعي الفردي والجمعي وإثارة روح النقد والقياس بهدف الحكم على الأشياء بطريقة صحيحة.

البعد الخامس نقطة ضوء

هل كان هذا سبباً من أسباب تفردك بنظرية "البعد الخامس في التلقي والمسرح"؟
نعم بالتأكيد، لأن المسرح العربي لا يحتمل المزيد من عوامل اتساع الفجوة  بينه وبين المتلقي، بل هو في حاجة ماسة  لتقليص تلك الفجوة؛ فعندما يتم نحت الشخصيات المسرحية نحتاً كاملاً في أعين المتلقي، فإننا بذلك نقطع عليه خط الرجعة فلا يستطيع إعمال خياله الخاص مع النص والعمل المسرحي ككل، وهذا هو لب نظرية البعد الخامس، والتي تعتمد على دمج عقيدة ووجدان المتلقي من خلال العمل المسرحي مع ترك نافذة مفتوحة من مكونات الشخصية المسرحية لخيال المشاهد، وهو ما يتيح له مشاركة وفاعلية أكثر تجاه ما يقدم له على خشبة المسرح. ومن ثم يتمكّن المتلقي من نحت الشخصية بنفسه. 

توترت العلاقة بين الناقد والمبدع بسبب الخلط بين مفهوم "النقد" و"الانتقاد" 

بين مسرحية "أم الفأس" و "غول المغول" ما الذي تغير في مسرح الكتابة لديك؟
في حقيقة الأمر أنا لا أهتم برصد مثل تلك التغيرات، لا لشيء سوى لأن كل عمل أو نص مسرحي في مسيرتي إنما هو حالة خاصة قائمة بذاتها، وغالباً ما تجد في نصوصي وأعمالي التزاماً تاماً بالمدرسة المسرحية التي أكتب وفق توجهاتها، وهذا ما عوّدت نفسي عليه.

بعد أكثر من خمسين نصاً مسرحياً، إلى أي المدارس المسرحية تميلين أكثر؟
إلى المدرسة الواقعية السحرية، فبعد تأمل عميق لمجمل ما ألفته من نصوص وجدتني مأخوذة بعالم الواقعية السحرية، ذلك الذي تستهويه الموروثات الشعبية والتراثية القديمة المحمّلة بالغرائبيات والأساطير حيث قدرة الخيال على قلب الصورة الواقعية الرتيبة إلى حالة من الدهشة والتجدد والحيوية.

بعد عشرات الكتب النقدية في مسيرتك الإبداعية، ما سر العداء بين الناقد والمبدع في رأيك؟
لأننا في عالمنا العربي درجنا على الخلط الدائم بين "النقد" و "الانتقاد"، وارتبط المفهوم النقدي لدينا بالهجوم على المنجز الإبداعي وفضحه وكشف ما فيه من عيوب، ومن ثم توترت العلاقة بين الناقد والمبدع، خاصة في ظل سطحية النقد ، وتصدر المشهد النقدي من قبل أناس لم يتربوا على النقد الموضوعي القائم على التحليل والتفسير بهدف توصيل الرسالة وليس تصيّد العيوب، ومأساتنا الحقيقية تكمن في تعالي النقاد وتضخيم ذواتهم، وهو ما أدى إلى الفصل بينهم وبين المبدعين والإبداع ككل.

لكن هل من حل لهذه الإشكالية النقدية من وجهة نظرك؟
لابد من التقارب بين الناقد والمبدع، وأن يتوحد الناقد مع شخصية المبدع ومع ما أنجزه من إبداع، وأن يكون مطواعاً للمعيار النقدي الذي يلتزمه بحيث تختفي تدخلاته النقدية الخاصة، والحقيقة أننا في حاجة ماسة لتكوين جيل واع وموضوعي من النقاد، خاصة وأن النقاد المسرحيين في الوطن العربي يعدّون على الأصابع ومنهم فوزي فهمي، ونهاد صليحة، والدكتور محمد عناني، وعددهم جميعاً لا يليق بحجم الوطن العربي الكبير.

معنى هذا أنك غير راضية عن النقد الانطباعي؟
النقد الانطباعي إذا اقتصر على دائرة المتلقي فمشكلته هينة، لكن المؤسف أنه تعدى المتلقي العادي إلى من يتصدرون المشهد النقدي بغير جدارة واستحقاق، ومن ثم ضاعت هيبة النقد وضاع دوره في استكشاف العمل الإبداعي وسبر أغواره، وبذلك نفقد القيمة الإبداعية والنقدية، بل ونفقد المتلقي أيضاً؛ باعتباره ضحية النقد السطحي الذي لا يرعى المتلقي بتبصيره بخفايا الإبداع الذي يشاهده أويقرأه أو يسمعه.

كيف ترين العولمة في إطارها العربي؟ وهل هي تلهث خلف سراب؟
ليست هناك عولمة عربية وأخرى غير عربية، فالعولمة هي العولمة في مفهومها الخاص بتكريس واقع "الإنسان الفرد"، فهذه هي فلسفتها، وأكبر الأسلحة وأقواها في مواجهة العولمة هو "معرفة الذات"؛ فأن تعرف ذاتك العربية بهويتها وتاريخها وحضارتها هو أفضل ما تواجه به الهجمات الشرسة للعولمة والتي تهدف في الأساس إلى تجريد الإنسان من جذوره القديمة والحديثة، ومن ثم تختفي ملامحه الاجتماعية والتاريخية، لأنه يصبح فرداً في العالم، ولعل موسوعة "نقد النقد" وكتاب "الجزيرة العربية أنساب وتقاليد" خطوة على الطريق نحو إثبات جدارة الشخصية العربية على المستوى الحضاري والتاريخي والإنساني.

النخبة سبب التراجع

ما تقييمك لموقع النخبة العربية المثقفة من الجماعة الشعبية العربية؟
النخبة هي سبب كل مشكلاتنا؛ فهي المسئولة عن غياب الوعي العربي بشقيه الجمعي والفردي، وهي السبب في تسطيح الإنسان في عالمنا، وإبعاده عن هويته وتاريخه وأصوله الأولى، وما نعانيه من فجوات ثقافية بين القاريء والمثقف والمبدع سببه تلك النخبة التي اعتمدت خطاباً نخبوياً متعالياً مثلها، ليس في استطاعته تجاوز الحناجر إلى أسماع وقلوب ومواجيد الإنسان العربي، ويؤسفني أن أقول إن الكثير الكثير من فعالياتنا المسماة بـ "الثقافية" محصلتها النهائية صفر بالنسبة لتشكيل وعي وثقافة الحضور. 

لماذا ترجئين محاولات الكتابة الروائية دائماً في مقابل نظيرتها المسرحية؟
بداية ليس كل كاتب روائي يستطيع أن يكون كاتباً مسرحياً؛ لأن الكتابة المسرحية ليست سرداً كما هي الحال في الكتابة الروائية، ورغم حرفيتي في الكتابة للمسرح، فإنني أخشى من كتابة الرواية، وفي اعتقادي أن مرحلة الخوف هذه ستنتهي بصدور رواية جديدة قريباً جداً.

لماذا لم تحاولي خوض تجربة التمثيل المسرحي خاصة مع احتكاكك الكبير بالمسرح؟
قمت بالتمثيل في سن مبكرة في المسرح المدرسي، لكنني لا أجد في نفسي ممثلة جيدة حتى أخوض هذه التجربة، ثم إنني تقاليدية في عاداتي ومكوناتي البيئية والثقافية ومن ثم لم أجد مثل هذه التجربة تروق لي كثيراً.

بالنظر لمسرحيتك "إغتيال المواطن دو" كيف ترين التطبيع الثقافي مع إسرائيل ومن يدعون لمثل هذا التطبيع؟
كل مسرحياتي تقريباً تنطق بالعداء لهذا الكيان الغاصب القاتل الدموي الذي لا يتورع عن ارتكاب أى فعل متجرد من الإنسانية، لذا فرأيي معروف في تلك المسألة، أما من يدعون للتطبيع الثقافي فلهم رأيهم واعتباراتهم الخاصة التي لا أجد مبرراً للتدخل فيها أو التعليق عليها.

نص العازفة أنصف المرأة وحقوقها وصورتها المغلوطة في الإعلام

من منطلق مسرحيتك "العازفة" هل ترين المرأة العربية تستجدي حقوقها؟
نعم بالتأكيد، فلا تزال المرأة العربية مهضومة الحقوق، تعاني كثيراً من أجل الحصول على حقها في ممارسة حياتها كمفكرة وكإنسانة، ونص العازفة جاء تجسيداً لمعاناة المرأة العربية وللرد على صورتها المغلوطة عبر وسائل الإعلام المختلفة، تلك الصورة التي أظهرتها عكس ما هي عليه في حقيقة تاريخها الطويل الذي ينطق بدورها الكبير في رفع تهمة "العصبية" عن المجتمع العربي القبلي، تلك التهمة التي لم أجد لها أثراً حقيقياً في تاريخ العرب الممتد. 

لكن لماذا تحملين الرجل وزر عدم صدارة المرأة ونهوضها؟
لم أحمل الرجل مثل هذا الوزر، والدليل أنني في مسرحية العازفة قدّمت الرجل والمرأة كثنائي غير قابل للفصل أو التجزئة؛ حيث يكمل كلاهما الآخر، حتى ما يحمله النص من قسوة ظاهرة للرجل في معاملته لها، جاء مقروناً بحبها الظاهر له وارتمائها بين يديه.

موقع المملكة يحتّم مراعاة الهوية الدينية عند الكتابة

في رأيك كيف تتحول الهوية الإسلامية في المملكة إلى عنصر داعم للمسرح؟
الهوية الإسلامية في المملكة الآن هي التي تسمح بإنجاز ثلاثة مهرجانات سنوية للمسرح ما بين المسرح الرجالي والمسرح النسائي، ومسرح الطفل، وهي خصوصية للمجتمع السعودي، وأرى أن المسرح في عهد الملك عبدالله قد اجتاز مراحل من التقدم والنهوض، ويبقى الدور على كاتب النص المسرحي ومخرجه إلى النور في مراعاة تلك الهوية في المملكة، وفي رأيي أن الكاتب المسرحي الواعي  هو الذي يبتعد عن توظيف "التابوهات الثلاثة" الدين والجنس والسياسة بشكل يسيء للمضمون العام للعمل وللبيئة المحيطة به. خاصة في المملكة التي تملك هوية خاصة جداً ترتبط بوجود الحرمين الشريفين فيها. 

في الختام، لماذا ربطت بين ثورات الربيع العربي وبين ظهور "زمن القنفذ"؟
لأن الربيع العربي أفرز لنا شخصية عربية "مقنفذة"، تتخذ من معطيات التكنولوجيا الحديثة ستاراً دفاعياً عن سماتها الوهمية التي تصور لها أنها جديرة بالحكم على الآخرين وتوصيفهم، بل ومحاكمتهم إذا لزم الأمر، كل ذلك رغم أنها في واقع الأمر شخصية لا تملك شيئاً من مقومات الفكر أو العلم أو الفلسفة أو ما يمكنها من الحكم على المادي والمعنوي بشكل صحيح، ورأيي أن السر في ظهور هذا النمط من الشخصية العربية هو هبوب رياح التحرر التي أزالت حواجز الضبط والربط لمجريات حياتنا الأدبية والثقافية والسياسية، وهو ما عكّر صفو المشهد العربي في أغلب المجالات؛ حيث يتصدر السفهاء والسطحيون وأشباه المثقفين، بينما يتأخر المستحقون للصدارة، والحقيقة أن هؤلاء جميعاً ضحايا أفكار ونظريات "فريدريك إنديك" و "توماس فريدمان" وغيرهما، والتي تهدف في الأساس إسقاط "الكاريزما" في كل العالم.  

معهد العالم العربي في باريس يحتفي بمرور 25 عاماً من الإبداع في الرياض

$
0
0

"الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية" هذا ماقاله بابلوو بيكاسو، أما فرانسواز ساجان فقالت بأن "الفن يجب أن يفاجئ الواقع"، وضمن هاتين المقولتين يظهر الفن بلغته العالمية الخالصة.

 أصبح التوق والشغف للفن في العالم العربي أكثر من قبل؛ أو كأنه عاد إلى عصره الذهبي مرة أخرى، لاسيما مع وجود صالات تهتم بجميع أطياف الفن وتعدادته، مع التركيز على الفن في العالم العربي والإسلامي، ومنذ أسبوع استضاف غاليري "نايلا" باقة من أعمال العرب ضمن معرض 25 عاماً من الإبداع العربي، لأول مرة في المملكة العربية السعودية بمدينة الرياض، وبمبادرة من معهد العالم العربي بباريس فرنسا، وقد جاء المعرض كإحتفال باليوبيل الفضي لمعهد العالم العربي بباريس. وقد تم الافتتاح برعاية من معالي الدكتور عبدالعزيز بن محي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام، وسعادة السيد جاك لانج رئيس معهد العالم العربي في باريس، وبحضور السيدة منى خازندار مديرة المعهد، في 29 ابريل 2013 وسيستمر المعرض حتى 7 يونيو 2013.

جاءت هذه المبادرة لتؤكد بدورها على تعزيز العلاقات الثقافية العريقة بين فرنسا وبين المملكة، إضافة إلى إلقاء الضوء على أهم تطورات الفنون البصرية في العالم العربي على مدار 25 عاما لأعمال أشهر الفنانيين المعاصرين العرب. 

يقول إيهاب اللبان والذي تكفل بمهمة بناء المعرض: "من المؤكد أن هناك ملامح حضارية وسمات ثقافية كثيرة ومتباينة، يتكون عبر تجاورها شكل أي مجتمع، وعن طريق رصد وملاحظة هذه الصفات نستطيع فعلاً رسم صورة شارحة وبناء مشهد شبه متكامل لشخصية وطبائع هذا المجتمع". ويضيف: "يعيد المعرض استكشاف أعمال وممارسات تم عرضها أو عرض أفكارها الأولى في عروض سابقة إقليمية أو دولية من مشاريع تحاور الفكرة المعاصرة، منها الذاتي أو الغامض أو الكامل، ومؤكد التفسيرات".


من الأعمال المشاركة في المعرض

على هامش معرض إبداع الفن العربي، أقيمت أمسية فنية في غاليري نايلا تروي قصة سيرة ومسيرة الفن لدى كل  من الفنانين السعوديين عبد الناصر غارم، والفنانة مها الملوح قدم كل واحد منهما مسيرته الفنية من خلال أعماله الفنية.

تحدثت مها الملوح بكل شفافية عن أعمالها برؤية ثابتة خاصة بها، فالشغف للذاكرة يظهر في أعمالها، وهي دائمة الالتفات لتفاصيل في حياتنا اليومية  نراها ولا نكترث بها، ويبدو أن أعمال مها تعيد الذاكرة لمعاني اختفت من ذاكرتنا، كما يغلب على أعمالها  استرجاع إحياء تراثيات البيئة السعودية، والتركيز على هوية الإنسان ضمن البيئة التي يعيش بها. عرضت الملوح بعض أعمالها مستخدمة تقينة (الفوتوجرام)، وتنوعت أعمال الملوح بين التصوير والأعمال الفنية المركبة. 


الفنانة مها الملوح

أما الفنان عبدالناصر غارم فاستعرض بداية مشواره مع الفن بسلاسة، معتبراً أن بداخل كل إنسان حب للفن. غارم الذي كانت لديه  محاولات عدة في بداية حياتة وصل إلى هويته الفنية بمشوار رسمه لنفسه من بين أعماله التي لاقت الإعجاب، فقدم قبة الرسالة والتي ترقد تحتها حمامة السلام، وتم عرضها في أحد مزادات دار كريستيز العالمية، وعمل آخر عبارة عن  قبة الكونجرس الأمريكي، ومن تحتها البترول مستخدما نفس أيقونة الكونجرس للتعبير عن العمل بشكل أدق. 

اللافت في أعمال غارم واقعيتها من حيث الشكل والمعنى، فهو دائم البحث عن ما يشغل العالم من قضايا إنسانية مؤثرة.

اتخذ غارم كلمة "آمين" أيقونة لأعماله القادمة، وهي الكلمة التي يتفق عليها جميع الشعوب ضمن لغاتهم، حتى كبرت الفكرة لدى غارم لتتحول تلك الأيقونة إلى مؤسسة فنية تعنى بالمواهب السعودية الشابة، وتمد لهم يد العون والدعم وتسهم في صقل تجربتهم الفنية.

روز سافيدج، أول امرأة تقطع 3 محيطات وحدها: الشجاعة نكتسبها بالممارسة

$
0
0

تحاور عربيات السيدة روز سافيدج وهي من ألمع وأشهر الأسماء في عالم الرياضة وتحديداً ضمن رياضة التجديف عبر المحيطات، كما أنها مناضلة شرسة في مجال الدفاع عن البيئة، وكاتبة ومحاضرة، حاصلة على أربعة أرقام قياسية في مجال التجديف عبر المحيطات، فضلا عن كونها أول امرأة تقطع وحدها المحيط الأطلسي والهادي والهندي، حيث قطعت 15 ألف ميل أو ما يعادل 5 ملايين تجديفه، وأمضت حوالي 500 يوم من حياتها في عرض البحر على متن قارب طوله 23 قدما. نشرت روز سافيدج كتابا حول مغامرتها الاستثنائية عام 2009 بعنوان "التجديف في المحيط الأطلسي: دروس وعبر من المحيطات المفتوحة"، وسيصدر كتاب ثان لها  بعنوان "أوقفوا الإنحراف، إبدأوا التجديف: امرأة واحدة  تبحث عن السعادة في المحيط الهادئ" وذلك في 15 أكتوبر من هذا العام 2013. تصنف السيدة روز سافيدج كبطلة للأمم المتحدة في الدفاع عن البيئة، وهي عضو في الجمعية الجغرافية الملكية، كما أنها عضو في نادي المستكشفين بنيويورك، و قد أدرجت ضمن أفضل عشرين مغامراً بريطانيا في صحيفة الدايلي تلغراف، وفي عام 2010 نالت لقب مغامرة العام من طرف ناشيونال جيوغرافيك، وفي الحوار التالي نتعرف عن قرب على هذه المرأة.

 

في أعقاب النجاح الذي حققتيه في مجال المغامرة عبر البحار والمحيطات، هل تعتقدين بأنك أعطيت درسا كافياً لأعداء الطبيعة، باعتبارك من أبرز المناضلات في هذا الشأن؟
في الحقيقة أنا حتى الآن نسبيا لم أبدأ بعد، إذ على مدى الثمان سنوات الماضية استخدمت مغامراتي لرفع مستوى الوعي وطرح إجراءات عملية بشأن القضايا البيئية، وذلك عن طريق مدوناتي وحساباتي في فضاءات التواصل الاجتماعي على غرار الفيس بوك والتويتر، وأتصور بأنه كان لذلك أبلغ الأثر، ولاسيما في الوصول إلى الناس الذين لا يعتبرون بطبيعتهم من أنصار البيئة. ولكن من الواضح أنه لا يزال أمامنا طريق طويل جداً، فنحن نواصل تلويث كوكبنا الوحيد، رغم أننا نعيش على أرض ذات معالم محدودة ، خاصة وأنا تعدادنا الديموغرافي وصل الآن إلى 7.1 مليار نسمة مما يزعزع منظومة التوازن البيئي، وهذا لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة لنا مع الأسف، يبدو أننا فقدنا أغلب قدراتنا أو  إرادتنا في النظر نحو المستقبل لمعرفة اتجاهنا، مع أن الثقافات القديمة والشعبية أدركت ذلك جيداً. وفي اعتقادي نحن بحاجة إلى إنشاء مقياس جديدة لتعريف النجاح، ولا سيما وأننا لا نزال نتصور دائما بأن "المجد" يكمن في امتلاك منزل فاخر ودخل مرتفع  ومسايرة أحدث الصيحات، مع أنه لاشيء قابل للدوام فقد أثبت علماء النفس في المقابل على أن هذا التباهي بالاستهلاك غير مجد لإسعادنا، مقارنة بالعوامل الكبرى التي تترك في النفس سعادة غامرة، وهي المساهمة في تطوير مجتمعنا، وتوثيق روابط علاقاتنا وصداقاتنا بالآخرين، وممارسة الحياة بوجدان حي ومتفاعل. في عالم مثالي سيكون لدينا المزيد من السعادة البشرية، المستمدة من عوامل حقيقية ومستدامة وفي نفس الوقت يتقلص فيه تأثيرنا البيئي السلبي، وذلك من خلال الفهم بأنه سيتم استيفاء الاحتياجات الأساسية مرة واحدة وربما أقل بعيداً عن الإنسياق الأعمى.

نسلب مستقبل الأجيال القادمة بإهمالنا للبيئة

هل فكرت في الدفاع عن حقوق الأطفال وغيرها من القضايا الإجتماعية والإنسانية؟
لا، لم أقم بأنشطة تتعلق بالأطفال واستغلالهم في مختلف الأعمال المرهقة، لكن باعتباري ملتزمة على المستوى الأخلاقي، فإنني أجتهد في تحديد أهدافي بشكل مستنير، فحين أقوم بحملة لحماية بيئتنا فإنني لا أفعل ذلك من أجل أطفالنا الذين يعيشون بيننا الآن، ولكن من أجل الأطفال الذين لم يولدوا بعد، وفي هذا السياق أذكرك بأنني أهوى الغطس وعليه فأنا أعمل على زرع محبة هذه البيئة، ومن ثم مد يد العون للمحافظة على الشعاب المرجانية والإبقاء على الحياة البحرية في صحة وتنوع. إنني أحب مشاهدة الحيوانات وسط بيئتها الطبيعية، وآمل من أطفال المستقبل أن يكونوا محظوظين بسماع زقزقة العصافير، والتجوال في الغابات البرية الكثيفة. أحب أن نكون بصحة جيدة، وآمل أن لا نساهم في مزيد من التلوث لبيئتنا كي لا نتسبب في التأثير على صحة الأجيال المقبلة ونقلل من حيويتها. والحق أننا الآن نقوم بسرقة المستقبل، فحياتنا الراهنة سوف تحد من مستوى المعيشة لدى الأجيال القادمة، وهذا يشعرني بأنني مذنبة، مع أننا جميعاً نملك العلم والمعرفة من أجل اختيار مسار مختلف. أريد من أطفال المستقبل عندما يتلفتون خلفهم أن ينظروا بعين الرضا إلى جيلنا ويشكروننا، أفضل من أن يشعروا بالغضب حيال ممارساتنا التي تسلب الأرض جمالها، أنتظر منهم أن يكونوا ممتنين لنا، لأننا كنا أكثر حكمة على الرغم من صعوبة اتخاذ الكثير من القرارات الحاسمة للحفاظ على هذا الكوكب الجميل.  

ما يزال هناك تمييز عنصري بين الرجل والمرأة، وأتصور بأن خوض المغامرات يعد رسالة واضحة بأن المرأة في مقدورها اجتراح الخوارق، فمن أين حصلت على هذه الشجاعة للإقدام على مغامراتك؟
الواقع أنه على مر التاريخ لم تكن المرأة أقل شجاعة من الرجل، وفي اعتقادي أن الشجاعة ليست حكراً على جنس واحد، أما فيما يخص مصدر شجاعتي فأنا على يقين تام بأن الشجاعة يمكن أن نكتسبها بالتعلم، فهي ليست شيئا يولد معنا، وليس من عادتي أيضا أن أكون شجاعة، إذ على نقيض ذلك فمن عادتي الخوف من عدة أشياء، كنت أخاف من الظلام ومن أن أكون مختلفة، وأخاف من نفسي ومن المحيطات ذاتها ولا أزال كذلك، فخلال الأسابيع الأولى لي بالمحيط الأطلسي كنت أشعر بالذعر خاصة في فترة الليل، لكن بعد مدة من الزمن تشعر بالتعب من الخوف ذاته، فتجد طريقة للتعايش مع هذا الخوف، وقد واجهت مرات عديدة الإحساس بأن صبري قد نفذ من شدة الخوف والإحباط والملل والألم، ولكن كوني لا أملك الاختيار باعتباري في قلب المحيط اكتشفت أن هناك طريقة واحدة للمرور إلى الضفة الأخرى، وبناء على هذا التصور الإيجابي واصلت المضي قدماً، لأدرك بعدها بأن ذروة الصبر ليست سوى سراباً، وأنها مجرد خيال لا وجود له إلا في أذهاننا وليس في الواقع.

تحولنا من مجتمعات أمومية إلى أبوية، وفي الحالتين نفتقد الإحترام المتوازن للجنسين

ما رأيك في المرأة العربية؟ وهل لديك نصيحة معينة تودين إسداءها لها من خلال هذا الحوار؟
أعتقد أن ظروف الحياة مختلفة جدا بالنسبة للمرأة العربية، والتي تعاني من الكثير من القيود التي لا توجد لدى المرأة الغربية. ربما بعضهن تجاوزن هذه القيود وهذا شيء إيجابي. أنا على كل حال أؤمن جداً بحرية الاختيار، و أرجو أن تطلب المرأة العربية الحصول على المزيد من الحرية، لقد مضت آلاف السنيين كانت المجتمعات البشرية أمومية، غير أننا الآن مجتمعات أبوية، ومن خلال رؤيتي للمستقبل ستكون هناك مجتمعات لا يتحكم فيها نوع الجنس، وأن هذه المجتمعات سوف تسير بطريقة جيدة عندما يكون هناك احترام وتقدير لكلا الجنسين.

هل حققت أحلامك في الحياة وما هي فلسفتك الشخصية التي تعملين بها في حياتك اليومية؟
لا يزال أمامي الكثير مما أريد تحقيقه، فبالنسبة لي كان التجديف عبر 3 محيطات مجرد بداية ومرحلة هامة في رحلة حياتي، كشفت لي عن قدرتي على تجاوز مرحلة خوفي، وتجاوز إمكانياتي كإنسانة عادية لأصبح ما أنا عليه اليوم. وقناعتي أننا جميعاً لدينا الكثير من الإمكانيات التي يجب أن نكتشفها ونوظفها، فأتمنى أن تكون قصة حياتي ملهمة لكي تساعد الآخرين على النهوض وتحقيق ما يحلمون به. أما حكمتي المفضلة  فهي عبارة عن اقتباس من الممثل الراحل دنهولم إليوت "واجه نفسك كل يوم لمعرفة مدى شجاعتك"، إننا حقاً نملك من الشجاعة ومن الإمكانيات الداخلية مالا يمكن تصوره، فقط علينا أن نؤمن بذلك.

منظمة السياحة العالمية: سوق عكاظ المنتج السياحي الثقافي الأول حول العالم

$
0
0

وصفت منظمة السياحة العالمية التابعة "لليونسك," سوق عكاظ بأنه تجربة ناجحة لا تنسى ويأتي كأحد المناسبات الأبرز والتي تعنى بالتراث الثقافي غير المادي، داعية في الوقت نفسه السواح لزيارة السوق نظراً لما يحويه من أنشطة فريدة ومتنوعة تهدف إلى توطيد العلاقة بين الأجيال وإحياء التراث.

وتوقعت الدراسة التي أشرفت عليها الهيئة العامة للسياحة، نجاحات أكبر للسوق في المستقبل خصوصا بعد فتح الباب أمام الدول العربية للمشاركة، مصنفة في أول دراسة أعدتها عن "السياحة والتراث الثقافي غير المادية"   المعلقات والمساجلات الشعرية المقامة على هامش السوق بأنها أول منتج سياحي تراثي ثقافي غير مادي حول العالم .

عوائد للمجتمع
وأكدت المنظمة أن سوق عكاظ مكن فئات  المجتمع من المشاركة  التي أثمرت عن تحقيق عوائد مالية، كما أنه لعب دوراً رئيسياً في تعزيز التمسك باللغة وتأصيل السياحة الثقافية غير الربحية من جهة والفريدة من جهة أخرى، وأوضحت الدراسة أن المعلقات والمساجلات الشعرية شكلُ من أشكال التعبير وتقليد عربي عريق ووسيلة تراثية غير ربحية، وكذلك الحال بالنسبة للحكايات والقصائد الملحمية التي يشملها برنامج المهرجان، واصفة مساجلات الشعراء الشفهية بأنها ذات مستوى ثقافي غزير يحفظ اللغة ويحميها من الإندثار.

ولفتت المنظمة إلى أن الثورة التي شهدها مجالي الاقتصاد والتقنية أسهمت بشكل كبير في خلق فجوة بين الأجيال، وبات من الصعب تناقل التقاليد بينهم،  مستدركة "عمل سوق عكاظ على خلق تواصل شفهي ناجح بين الناس" واستشهدت في هذا الجانب بمسرح شكسبير إبان ظهوره، وسوق عكاظ ودورهما في تعزيز الروابط بين السياحة واللغة والتعليم.

تعزيز مفهوم الترابط
ووصفت المنظمة السوق والذي يعود تاريخه إلى ما قبل نحو أربعة قرون بأنه الأهم والأشهر عند العرب، فقد كانوا يجتمعون فيه للبيع والشراء ويستمعون إلى الشعراء والخطباء، ويعيد السوق الحالي إلى الأذهان التراث الأصيل من خلال الاحتفاء بأحد شعراء المعلقات بهدف تجسير الفجوة بين الأمس بالحاضر، مؤكدة في الوقت عينه أن تظاهرة  "عكاظ"  عززت مفهوم الترابط وأعادت الروح للقصص التقليدية والفن الشعري المرتجل.

سياحة عبر بوابة الأصالة
وأشارت الدراسة إلى أن اللجنة الإشرافية العليا للمهرجان تهدف من خلال التظاهرة الثقافية الأصيلة إلى الوصول لسياحة مميزة، عطفا على الميزات التي يضطلع بها السوق والذي كان محطة للمساجلات الشعرية بين الشعراء التي كانت قبائل العرب تحرص على متابعتها بل والمشاركة فيها.

تجربة سياحية ثقافية فريدة
ودعت الدراسة إلى زيارة " سوق عكاظ " كأحد المهرجانات الإبداعية التي تكتسب الصبغة التاريخية، مستندة في ذلك على التاريخ العريق للمكان، كما أنه يجمع بين التقنيات الحديثة وجغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة، مؤكدة أن الحدث يوفر تجربة سياحية لا تنسى السياحة نظراً للتميز في الأنشطة والمعروضات التي تحرص الجهات القائمة على المناسبة على عرضها بطريقة تجسد مختلف عناصر التراث الثقافي غير المادي لسوق عكاظ ، ما يمكن السياح من اكتساب معارف واسعة ودقيقة للسوق وعاداته، كذلك جوانب الحياة اليومية للمجتمع السعودي في الماضي والحاضر.

منتج سياحي يستثني الربح
ونوهت الدراسة إلى أن احتواء برامج السوق وأنشطته على أجنحة  مخصصة للحرف اليدوية والتقليدية أدى إلى استقطاب للجماهير وأسهم بشكل كبير في رفع مستوى الاقبال على المناسبة، واصفة ذلك بأنه عامل مهم لتأصيل التراث وترسيخ جذوره، مضيفة أن السوق أسهم من خلال أجنحة العروض في تقديم دروس في تطوير المنتج السياحي المبني على أساس التراث الثقافي غير المادي.

أنشطة جاذبة ورعاية للحرف
وصنفت منظمة السياحة الأنشطة التي يقدمها سوق عكاظ بالجذابة إذ أن المناسبة استطاعت أن تجمع أنشطة عدة في أشكال مختلفة تحت مظلة التقاليد إلى جانب السجال الشعري، موضحة أن من بين عوامل الجذب التي تجير لصالح سوق عكاظ؛ الاهتمام بالحرف والفنون بأنواعها إضافة إلى عادات الغذاء والتظاهرات الاجتماعية والعادات التي تصاحب المناسبات المختلفة والتي تزخر بها المملكة.

الجادة.. إحياء للأمس
وأشارت المنظمة في دراستها إلى جادة عكاظ والأنشطة المصاحبة لها، موضحة أنها – أي الجادة – يتم تطويرها بشكل سنوي لتواكب التطور الذي يشهده السوق سنوياً، وتمتد جادة عكاظ مسافة كيلو متر واحد طولا في موقع السوق بأسلوب يحاكي الأجواء الحقيقة لسوق عكاظ القديم بهدف الإعادة للأذهان ما كان عليه السوق من خلال دراما تمثيلية على أرض الواقع، فضلا عن مشاركة الحرفيين والأسر المنتجة من داخل السعودية وخارجها.

منافسات على جوائز عكاظ
وذكرت الدراسة أن سوق عكاظ تجاوز المحلية وبات تظاهرة عربية يشارك فيها غير السعوديين، وينافس على جوائز مسابقاته عرب آخرون.

وفيما يخص المسابقات نوهت المنظمة إلى أن سوق عكاظ يقدم جوائز مالية للمتسابقين الفائزين في أفرع المنافسة الثمانية المتمثلة في؛  شاعر عكاظ، شاعر شباب عكاظ، لوحة وقصيدة، الخط العربي، التصوير الضوئي، الحرف اليدوية، الفلكلور الشعبي، وجائزة الإبداع والتميّز العلمي.

مبادرات التوظيف والتدريب
وجاء في الدراسة  أن الحفاظ على التراث الثقافي غير الربحي يعتبر ركيزة هامة لإيجاد أرض خصبة لسياحة ناجحة، لافتة إلى ضرورة خلق روابط بين السياحة والتراث الثقافي، فضلا عن مبادرات التدريب والمعارض الدولية الهادفة لمساعدة الجهات الأخرى في تعزيز تراثها وإيجاد فرص وظيفية جديدة.

وشددت الدراسة على ضرورة إعطاء التراث غير الربحي أولوية مطلقة، مستشهدة في هذا الشأن بالخطة الاستراتيجية للسياحة في المملكة والتي بنيت على منهج علمي يرمي إلى النهوض بالتنمية السياحية المستدامة مستخدمة في ذلك أحدث النظم والهياكل والاستراتيجيات.

دعم المجتمع المحلي
وأشادت المنظمة ببرامج التنمية السياحة في اللمملكة والتي تهدف في المقام الأول لدعم المجتمعات المحلية، وتسهم في خلق فرص للعمل، مستشهدة بسوق عكاظ  على سبيل المثال لا الحصر.

ونوهت الدراسة إلى أن المهرجان غير المادي ينظم على مقربة من محافظة الطائف الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، وانطلقت فعالياته في العام 2007 وشارك في تنظيم الحدث نحو 1000 شخصية من مختلف مناطق المملكة فضلا عن اللجان المشاركة في تنظيم التظاهرة.

ولفتت إلى أن اللجنة الإشرافية العليا على المهرجان تهدف من خلال التظاهرة الثقافية الأصيلة إلى الوصول لسياحة مميزة، عطفاً على المميزات التي يضطلع بها السوق والذي كان محطة للمساجلات الشعرية بين الشعراء وكانت أيضا تحرص القبائل العربية على حضورها.

 "عكاظ " رافد سياحي مهم
واستشهدت المنظمة بدراسات صادرة عن الهيئة العامة للسياحة ، أكدت من خلالها أن سوق عكاظ بات معلماً سياحياً فريداً ورافداً  سيحيا بالغ الأهمية، كما أن السياح يقصدونه كونه معلم تاريخي ضارب في جذور الماضي ، ما زال يحتفظ بعبق التاريخ ، وبريق الحاضر.

كما ذكرت أن السوق الذي أصبح مصدر جذب للسياح شهد تزايدا في أعداد الزوار بشكل كبير إذ بلغ في عددهم 180 ألف زائر في عام 2008، وتزايد العدد إلى 224 ألف مرتاد في العام 2009، فيما بلغ العدد في 2010 نحو ربع مليون زائر.

وخلصت إلى ذكر هيئة  السياحية والآثار في المملكة نظمت خلال أربعة أعوام نحو 20 مهرجاناً غير مادي أسهمت في خلق قرابة 5 آلاف فرصة عمل، مؤكدة أن سوق عكاظ كان ولا يزال له باع طويل في دعم البرامج السياحية في المملكة نظرا لما يحويه من أنشطة ثقافية وتراثية ضخمة.


العنوسة على أعتاب جامع البنات في مصر.. بين خرافات حل عقدة الزواج، وفتنة الاستغلال

$
0
0

زيارة واحدة لجامع البنات يوم الخميس أو الجمعة بحى بورسعيد بمصر تخلص الفتيات من شبح العنوسة وتعجل بتزويجهن! هذا ما تتداوله بعض الفتيات فى مصرعلى خلفية تاريخ إنشاء المسجد الذى بناه الأمير عبد الغنى الفخري، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة لبناته السبعة اللاتى توفين وهن عذراوات حزناً عليهن، وهناك اعتقاد خاطىء للفتيات بأن المسجد بداخله مقابر لبنات الأمير يسمعن ندائهن وأدعيتهن و يلبين طلباتهن بالزواج، ولديهن طقوس خاصة كإشعال البخور والشموع والتجمع فى وسط المسجد والإمساك بايديهن والمشاركة فى الأدعية من أجل سرعة الزواج... لذا قررنا في عربيات القيام بجولة داخل مسجد البنات لمقابلة  الفتيات واستطلاع آرائهن بالإضافة إلى رأى إمام المسجد للكشف عن أسرار هذا المسجد وما يشهده من ممارسات.

 

طقوس الزيارة
فى البداية تقول مديحة سالم 28 عاما: "سمعت كثيراً عن بركة مسجد البنات فى فك العنوسة من إحدى صديقاتى اللاتى تزوجت بالفعل فور زيارتها له مرتين فقط على التوالي، وفكرت فى خوض التجربة ولكننى تخوفت من الذهاب بمفردى فاصطحبت والدتى معى للمسجد ووجدت العديد من الفتيات داخل المكان يبكين واقفات حول بئر فى وسط المسجد فارغ لا يوجد به مياه، ويرددن بصوت عالي آيات قرانية وأدعية، فوقفت بجانبهن أقلدهن وأفعل ما يفعلن، وأشعلت معهن البخور والشموع ونحن نلف حول البئر أكثر من مرة فى شكل دائري ونرفع أيدينا للسماء وندعو الله بفك كربنا وفك أزمتنا والتعجيل بزواجنا، ولازلت أتردد على المسجد حتى الآن يوم الجمعة من كل أسبوع أملاً فى تحقيق أمنيتى بالزواج، وأشعر براحة لا مثيل لها تجاه المكان وأثناء صلاتى فيه". 

 

فك "النحس" والسحر
وتضيف منى ماهر 33 سنة قائلة: "في البداية لم أكن مقتنعة بما يقال عن مسجد البنات و(سره الباتع) فى جلب العريس للفتاة على وجه السرعة، ولكننى على يقين بأن الدعاء وتكراره بصفة مستمرة قد يغير القدر و يسرع النصيب، فمبالك فى مكان مريح ومبارك كمسجد البنات! خاصة أن به مقابر بنات الأمير الذى بناه واللاتى عانين نفس مشكلتنا (تأخر الزواج) وأعتقد هذا هو سر بركته، وقد جئت لزيارته بناءاً على ماسمعته من بنات خالتى اللاتى كن يأتين هنا للصلاة والدعاء لحل عقدتهن حيث كانت تبلغ أعمارهن 40 عاماً و 39 عاماً والحمد لله تزوجن. فقد تطول الفترة أو تقصر تبعاً للنصيب وإرادة الله سبحانه وتعالى، ولكننا نعتبر المسجد من المقدسات مثله مثل جوامع أخرى كجامع السيدة نفسية والسيدة زينب، فكل هذه الأماكن لها بركة وتبعث على الراحة النفسية وتفك النحس والسحر، وهذه حقيقة من واقع حكايات كثيرات من الفتيات". 

 

مصادفات تعزز القناعات
وتقول هيام محسن 23 سنة: "أنا بطبعي لا أؤمن بالخرافات ولا أتبعها حتى لا أصاب بالإحباط والإكتئاب مثل كثير من الفتيات، خاصة أنها بلا جدوى، ولكننى كنت ذاهبة للسوق بجانب المسجد فى إحدى المرات مع ابنة خالتى ودخلنا المسجد لنصلى المغرب وبالصدفة التقينا ببعض الفتيات يروين لنا هذه القصص ويؤكدن لنا أن فتيات كثيرات انحلت عقدتهن فى هذا المسجد، وفي ذلك الوقت وقفنا مثلهن حول البئر وأكثرنا من الدعاء، وحتى الآن لم نرزق بالزوج الصالح، وهو مما يدل على أن الزواج بيد الله، وأن ما يقال خرافات وليس له أى أساس من الصحة، فربما لعبت المصادفة دورها مع البعض وكان حظهن أفضل من غيرهن ليس إلا". 

 

إمام المسجد: خرافات وخزعبلات وخدعة من أجل الحصول على المال
ويعلق الشيخ فراج حسن إمام مسجد البنات على هذه الظاهرة قائلاً: "هذه الأقاويل مجرد خرافات وخزعبلات فى أذهان الفتيات وليس لها أى أساس من الصحة على الإطلاق، فأنا إمام وخطيب لهذا المسجد منذ سنوات عديدة ولم أشاهد أو أسمع عن ذلك في حياتي، وكل ما فى الأمر أنها شائعة تداولت بين فتيات ضعاف النفوس ذوات ثقافات محدودة تناقلنها فيما بينهن وانتشرت بشكل كبير، حتى أصبحت موروث لديهن بزيارة المسجد وأداء الطقوس اللاتى ابتدعوها فى الجامع، بالإضافة إلى أنه لا توجد مقابر أو مقام للصلاة، وإنما يوجد مصلى للسيدات ملحق بالمسجد كأي مسجد آخر به مكان مخصص لصلاة السيدات. وكل يوم أقابل سيدات وفتيات يأتين من مسافات بعيدة ومن دول عربية من أجل ذلك، ومنهن سيدة لديها ابنتين عازبات لم تتزوجا ومعها زجاجة وتسالنى عن مياة البئر بالمسجد لحل أزمة ابنتيها  وفك السحر عنهن، واكتشفت وقتها أن خدام المكان الذين يعملون بالمسجد خدعوها بذلك من أجل الحصول على المال، خاصة أن البئر فارغ منذ سنوات، وحتى لو وجد به مياه فهى غير صالحة للشرب على الإطلاق وانما كانت تستخدم لوضوء المصلين وبالتالى كانوا يتخذوا ذلك وسيلة للنصب والاحتيال، وواجبى توعية هؤلاء الفتيات بالحكم الشرعى لهذه الخرافات وأنها تعتبر فتنة، وضرورة الالتزام بالعبادات والصلاة وطاعة الله سبحانه وتعالى وقراءة الرقية الشرعية دوماً، واليقين بأن الزواج قسمة ونصيب من الله سبحانه وتعالى". 

الدكتورة زينب أبوالنجا: أطمح إلى الحصول على جائزة نوبل وأنا أعمل في بلدي

$
0
0

تعد الدكتورة زينب أبو النجا من أبرز الوجوه النسائية العلمية فى مصر والعالم العربى بل وعلى مستوى العالم، بعد تتويجها من قبل منظمة اليونسكو بلقب سيدة الكيمياء لعام 2011م، تقديراً لإنجازاتها العلمية وتطبيقاتها المتوافقة مع أهداف المحافظة على البيئة وصحة الإنسان، وهو ما كان محور حوارنا معها عن إنجازاتها وطموحاتها وآليتها في مواجهة التحديات.

كيف جاء تتويجك بلقب سيدة الكيمياء من اليونسكو؟
تم ترشيحي لجائزة اليونسكو على ضوء بحثي الذي نشرته في دورية علمية عن إمكانية استخدام المركبات الكيميائية الطبيعية المستخلصة من الطحالب البحرية كمبيد حشري آمن، وحصلت على لقب سيدة الكيمياء لعام 2011م تزامناً مع المئوية الأولى لحصول العالمة الفرنسية ماري كوري على جائزة نوبل للكيمياء، حيث تمت استضافتي في مدينة تريستا بإيطاليا في مقر اليونسكو لمدة أسبوعين لتدريبي على كيفية تبسيط العلوم والتواصل مع المجتمع من خلال وسائل الإعلام لإيصال الجديد فى العلوم المختلفة وكيفية تطبيقها لخدمة المجتمع وتنميتة، وذلك حرصا من منظمة اليونسكو على دور المرأه فى العلم وتنمية مجتمعاتها، وفى نهاية فترة التدريب قمنا بزيارة للمؤسسات العلمية المتميزة في مدينة تريستا، ومن أهمها مركز أبحاث الهندسة الوراثية ومفاعل "إنريكو فيرمي" النووي السلمي، وأخيراً كان حفل التكريم والتتويج باللقب.

 

منظور القرن العشرين للكيمياء هو الاستدامة والعودة للطبيعة

هل يمكن تبسيط الإنجاز العلمي الذي حصلت بموجبه على هذا التكريم؟
الهدف العام من مجمل أبحاثى العلمية هو التوصل إلى بديل آمن للمبيدات الحشرية على البيئة وصحة الإنسان، يتم استخدامه لمكافحة الحشرات الضارة طبياً واقتصادياً دون آثار ضارة تنعكس على الكائنات غير المستهدفة، وبذلك نتفادى مشاكل المبيدات الحشرية التقليدية. لقد خلق الله كيمياء طبيعية هي عبارة عن مركبات كيميائية تنتجها مجموعة من الكائنات الحية لأغراض مختلفة، ومن بينها النباتات التي تقوم بإفراز مركبات كيميائية سامة للحشرات أو طاردة لها، ومن هنا جاء دور العلماء للبحث عن هذه النباتات وفصل المركبات الكيميائية الطبيعية وتحديد خواصها البيولوجية واستخدامها لخدمة المجتمع بصورة أكثر استدامة وأمان، حيث يعد هذا الفرع من العلوم أحد أهم الفروع العلمية فى القرن الحالي نظراً لإتجاه العالم أجمع نحو حلول الاستدامة والعودة للطبيعة من أجل الحفاظ عليها وعلى حياة البشر. 

إلى أي مدى كانت تلك المهمة صعبة؟
هذا النوع من البحث العلمى يتطلب الكثير من الجهد والإمكانات التى لا تتوفر في العديد من المؤسسات البحثية، خاصة في مرحلة فصل وتعريف المركبات الكيميائية، لذا تمت الاستعانة بجامعات ألمانية وسعودية تتوفر فيها هذه الإمكانات والأجهزة اللازمة لاستكمال الأبحاث والخروج بنتائج تم نشرها فى دوريات علمية عالمية.

ماذا عن تكاليف وميزانيات هذه الأبحاث؟
ميزانية البحث العلمي فى مصر كانت ولازالت ضئيلة ولا تكاد تذكر وليس لها دور كبير فى إنجازات البحث العلمي، لذا تم عمل التحاليل العلمية إما عن طريق التمويل من الدخل الخاص بي، كما تم إجراء بعض التحاليل والدراسات مجاناً نتيجة للتعاون العلمي المشترك بيني وبين بعض الزملاء في ألمانيا بنفس التخصص.

 

بواسطة بناء شبكة تواصل علمية تجاوزت تحديات التمويل

هل هناك تواصل فى عملك مع علماء من دول عربية أو أجنبية؟
بالطبع هذا هو الطريق الذى تغلبت بواسطته على تحديات التمويل ونقص الإمكانات البحثية، فأنا حريصة دوماً على بناء شبكات علمية دولية وتطويرها من خلال التواصل والتعاون العلمى المستمر.

أين تقف العالمة العربية زينب أبو النجا من علماء العالم؟
أشعر أننى أقف فى موقع لا بأس به عالمياً، ولي العديد من المشاركات العلمية العالمية، لكن  مازال أمامي الكثير لتحقيقة حتى أصل إلى غايتي في البحث العلمي.

 

التحديات تولد طاقة إيجابية للإنجاز

ما أهم المشكلات التى تواجهك؟
تواجهنى العديد من التحديات لا المشكلات، فلقد تعلمت في ألمانيا أن أستبدل مصطلح "المشكلة" بـ"التحدي"، وأصبحت أنظر إلى المشكلات على أنها تحديات تولد بداخلي طاقة إيجابية قوية للتغلب عليها. إنها سمات مجتمعية، فأغلب المجتمعات العربية وخصوصا المصرية تعاني من العديد من السمات السلبية داخل المؤسسات، مثل المنافسة العلمية غير الشريفة، ومحاولة عرقلة الأمور، أو التوزيع غير العادل للتمويل والأجهزة العلمية داخل المؤسسة البحثية، بالاضافة إلى أن مجتمعاتنا تميز الرجل على المرأة في كثير من الأمور الحياتية، فتصبح المرأه العاملة فى البحث العلمي خصوصاً ذات مسؤولية أكبر بكثير مما قد يتحملة رجل يعمل فى نفس المجال.

هل فكرت بالانتقال للعمل في الخارج؟
نعم فكرت في ذلك، وجاءتني الفرصة لكن – مع الأسف - كما ذكرت سابقاً الرجل يستطيع أن يسافر ويترك أسرته أما بالنسبة لي من الصعب أن أتخلى عن مسؤوليتي نحو أسرتى وأبنائي. فبالفعل تلقيت أكثر من عرض للعمل بجامعة المانية ولكن لفترات طويلة يصعب على أسرتي التكيف معها.

 

حيث توجد الصراعات السياسية والدينية يموت العلم وينقرض العلماء

ما رأيك فى الاهتمام العربى بالعلم والعلماء وما الدول العربية التى ترينها حققت شوطا مهما فى طريق البحث العلمي؟
إلى الآن لا يوجد اهتمام حقيقى بالعلم والعلماء فى الدول العربية، فحيث توجد الصراعات السياسية والدينية يموت العلم وينقرض العلماء، ولنا فى التجربة الأوروبية المثل، ففى عهد الصراعات الدولية فيما بينهم وفيما بين الشعوب والحكام في عهد الفاشية والنازية الأوروبية انتقل أغلب العلماء إلى أمريكا حيث يوجد الاهتمام والدعم الحقيقى. أقصى ما يمكن أن تحققه أي دولة عربية اليوم هو نشر أكبر عدد من الأبحاث العلمية فى دوريات عالمية، لكن يأتى هنا السؤال الحَكم.. أي الدول العربية أخرجت لنا عالم حائز على جائزة نوبل فى البحث العلمى وهو مقيم في بلاده؟ مثلما فعل عالم الكيمياء الاسرائيلي "دانيال شيختمان"  الحاصل على نوبل فى الكيمياء 2011 لاكتشافاته في مجال أشباه البلورات.

كيف ترين الثورة المصرية بعين الباحثة؟
الثورة المصرية هى أجمل ما حدث فى مصر وفى زماننا، وأرى أن ما يحدث من تخبط سياسي اليوم هو أمر طبيعي بعد أي ثورة، خاصة وأن مصر عانت سنوات طويلة من الفساد وغياب الرؤية، ولابد من أن يُطّهِر المجتمع نفسه بنفسه، وكان من المتوقع أن يأتي ما هو أسوأ من النظام السابق نتيجة لغياب الوعي السياسي والخبرة، لكن الأمل قائم في الأجيال القادمة من شباب مصر، أولئك الشباب الذين لن يقبلوا ببديل للحرية، ولن يتنازلوا عن أن تكون مصر ضمن الصفوف الأولى للدول الديمقراطية المتقدمة علمياً واقتصادياً، فالثورة مازالت مستمرة على كل بقايا الفساد. 

هل هناك خطوات إستكمالية لأبحاثك فى الكيمياء؟
بالطبع أبحث دوما عن كل ما هو جديد فى مجالي لأضفي عليه صبغة التطور والإبداع من خلال الإندماج البحثي بأحد فروع علم الكيمياء الأخرى، وهو "تكنولوجيا البوليمرات" وتطبيقاتها، حيث تم تطوير أبحاثي العلمية بإضافة تكنولوجيا مبتكرة تعمل على المحافظة على فعالية المبيدات الطبيعية أطول فترة ممكنة، دون التأثير السلبي على البيئة، مما قد يزيد من الأثر الفعال للمركبات محل الاهتمام والتقليل من تكلفة التصنيع والانتاج. 

 

الحياة كيمياء، والحب سر النجاح في الحياة العلمية

أليس من الصعب على المرأة أن تتخصص فى علم الكيمياء؟
بالحب يصبح الصعب سهلاً، فالحب هو سر النجاح في الحياة العلمية والعملية، والكيمياء من وجهة نظري أحد العلوم الهامة للحياة، ومادام لدى الإنسان الدافع القوي لمعرفة الأسرار التى تحيط به، فلابد وأن يكون لديه شغف ولهفة للتعرف على أسرار هذا العلم، خاصة عندما تدرك أن كل ما يحيط بك أو يتكون منه جسدك مبنى على أساس كيميائى. 

ما موقف زوجك تجاه عملك؟
زوجي طبيب وأستاذ جامعى ناجح في حياته العلمية والعملية، أحترم فيه فكره وذكائه الإجتماعى، فهو دائماً ما يكون المحفز والمنشط لأبحاثي العلمية، ولقد تعلمت منه كثيراً وسأظل أتعلم من بحرعلمه وإدراكه للأمور. إنه يحترم في شخصيتي الطموح العلمي ويشجعني على مواصلة مشواري. 

أعرف أنك أم لأطفال فكيف تمكنت من التوفيق بين مسؤوليات العمل والمنزل؟
على المستوى الشخصي ألجأ إلى ترتيب الأولويات، والتخطيط الجيد للأهداف على المستوى الأسري، وأحمد الله أن عائلتي تساعدني فى أوقات السفر أو الإنشغال الزائد بالعمل.

 

أتمنى الحصول على نوبل في عمل مشترك مع زوجي

من قدوتك فى البحث العلمى؟ وما أهم طموحاتك؟
قدوتى على المستوى العالمي هى السيدة "ماري كوري" التي كانت امرأة رائعة فى حياتها العلمية، عانت الكثير في بلادها ولكن ذلك لم يمنعها من مواصلة مشوارها العلمي، كما انها تميزت بالربط بين مختلف التخصصات العلمية، فهى حائزة على جائزة نوبل في الفيزياء مناصفة مع زوجها السيد بيير كورى عام 1903م، ولم تكتفِ بذلك بل واصلت أبحاثها فى مجال الكيمياء فحصلت على جائزة نوبل منفردة في الكيمياء عام 1911م، كما حصلت على نفس الجائزة مشتركة فى مجال الطب مع ابنتها وزوج ابنتها عام 1935م. إنها فعلاً مثال للسيدة المتميزة في مجال العلوم. وأتمنى أن يربطنى عمل علمي فريد بتخصص زوجي لنحصل معاً على جائزة نوبل.

 

أرفض أن أكون مجرد اسم في بلدي

هل حقا تحلمين بجائزة نوبل فى الكيمياء؟
حلم أي باحث يسعى إلى التميز هو الحصول على جائزة نوبل، وأنا أراها ليست بعيدة لأن طموحي العلمي ليس له حدود، لذا أتمنى أن أحصل عليها وأنا أعمل فى بلدي مصر، لا أريد ان أكون اسماً فقط في بلدي، بل أود أن أقدم لها التميز والتقدم من خلال مجموعة من الاكتشافات التطبيقية التى تخدم مجتمعنا والعالم أجمع.

 

هل تشعرين بوجود تقصير من قبل العلماء العرب الموجودين بالخارج تجاه أوطانهم؟
نعم هناك تقصير، لكن المسؤولية لا تقع بالكامل عليهم، بل تتحملها كذلك الحكومات التى لا تهتم بالعلم فتدفع  بعلمائها لخدمة مجتمعات أخرى.

ما أهم التطبيقات العملية والحياتية لأبحاثك؟
أهم التطبيقات فصل مركبات كيميائية طبيعية يمكن استخدامها فى الوقاية من الإصابة بآفات الحبوب المخزونة والدقيق، دون القلق من الآثار السامة للإنسان إذا ما تعرض لهذه المركبات، وبالتالى يتم الحفاظ على القيمة الاقتصادية للحبوب المخزونة دون الإضرار بالصحة العامة والبيئة. كذلك فصل مركبات طبيعية تقضي على البعوضة المنزلية والتى تعد أحد أهم الآفات الطبية التى تنقل العديد من الأمراض القاتلة، هذه المركبات طبيعية وآمنة على البيئة و على صحة الإنسان. وحديثا يتم إجراء تطوير فى البحث العلمى محل الاهتمام من خلال إدخال تكنولوجيا الانتشار الذكية للمبيدات، حيث نعمل كفريق عمل مكون من أستاذ متخصص فى كيمياء البوليمرات، ومتخصص فى كيمياء المنتجات الطبيعية، ومتخصص فى علم الحشرات، وذلك للتحكم فى معدل خروج الجرعة المميتة من المركبات  الطبيعية محل الاهتمام مما يزيد من تخصصية المبيد والتقليل من سعر تكلفة الاستخدام. 

الدكتور فتحي أبو الورد: الإسلام يتسع للاجتهادات على مستوى السياسة الشرعية ويُغَلِب المصلحة العامة

$
0
0

الدكتور فتحي أبو الورد، مدير مكتب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالقاهرة، شخصية تغلّب روح الإسلام الوسطي المعتدل، وتناقش أمور المسلمين بموضوعية مستنيرة وبحكمة، وأسلوب يعتمد أدب الحوار مع الآخر المخالف في الرأى والاتجاه والمنهج أيضاً، ومن خلال أطروحاته ومناقشاته يستشعر محدّثه مدى حرص الاتحاد على عدم الانسياق خلف سفاسف الأمور وترهاتها، أو الاستسلام لاتجاهات الفكر السطحي المندفع والمتهور في تلقي الأحداث والمواقف والتحديات، وفي هذا الحوار تسللنا مع الدكتور أبو الورد إلى العديد من القضايا الماسة بالمجتمع العربي والإسلامي، كشف خلالها عن الكثير من الإيجابيات والسلبيات على المستوى الفكري والسياسي والاجتماعي. وأيضاً على مستوى الخطاب الدعوي والديني الموجه إسلامياً إلى الآخر. 

 

الإسلام والآخر 

على مستوى الخطاب الإسلامي الموجه للآخر هل ترى هذا الخطاب منضبطاً أم تراه عشوائياً؟
بداية لا يوجد حوار بين الديانات لأن مصدرها واحد، ولكن يوجد حوار بين أتباع الديانات، وعلى مدار العشر سنوات الأخيرة، لم ينجح المسلمون في بلورة منهجية فاعلة في خطابهم الإسلامي مع الآخر، فالأمر لا يخلو من عشوائية في الكيفية التي يتم بها توجيه مثل هذا الخطاب. والمسلمون بحاجة ماسة إلى خطة تتبناها الدول الإسلامية لتدشين خطاب إسلامي ممنهج وواضح.  

هل ثمة إشكاليات لدى طرفى الحوار؛ المسلمين وغير المسلمين؟
نعم هناك إشكاليات كثيرة، على رأسها ضعف الكيان الإسلامي الذي يؤثر في موقف المسلمين من أى حوار، وينتقص من كفاءتهم وقوتهم وقدرتهم الماثلة في مواجهة الآخر وحواره، يضاف إلى ذلك تعنّت غير المسلم في حواره مع المسلمين، وتبنيه نهجاً عنصرياً متغطرساً في التعامل معهم، ومثال ذلك موقف بابا الفاتيكان المستقيل  بيندكت السادس عشر حينما أساء إلى الإسلام والمسلمين في محاضرة له بألمانيا، وعندما طالبه اتحاد علماء المسلمين بالاعتذار رفض الاعتذار، وكل هذا في النهاية كان يؤدي إلى فشل الحوار لعدم توافر إرادة إيجابية من الطرفين لإنجاحه، وكذلك لعدم وجود تكافؤ في القوة والساحة والنفوذ. 

كيف تقيّم ردود الفعل الإسلامية تجاه هذه الإساءات؟
الحقيقة نحن نسهب غالباً  في الكلام عن ردود الفعل بينما نترك الفعل نفسه، فالفيلم الأخير مثلاً والذي أثار ضجة كبيرة في العالم الإسلامي، كان مسيئاً بالغ الإساءة وفيه من الغلو والحقد ما فيه، وهو مما لا يمكن قبوله تحت بند الحريات، ومن ثم  فمن حق المسلمين أن يغضبوا وأن يعبروا عن غضبهم، لكن بعض ردود الفعل كانت لا تتناسب بالمرة مع أخلاق الإسلام ومنهجه؛ فهناك من رد بحرق نسخ من الإنجيل، وهناك من هاجم السفارات والقنصليات وهناك قتل السفير الأمريكي في ليبيا، وهذه كلها ردود فعل من الغلو المرفوض من وجهة النظر الإسلامية الصحيحة، وفي ظني أن هناك من يستغل مثل تلك الأحداث لتحقيق أغراض ومهام خاصة باسم الدفاع عن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم. 

في رأيك هل تعد الإساءات المتكررة لنبي الإسلام (ص) معارك خاسرة بالنسبة للغرب؟
في رأيي نعم، هي معارك خاسرة بالنسبة للغرب، وبعض ما وردني من معلومات يفيد بأن 360 ألف شخص اعتنقوا الإسلام عقب أزمة الفيلم المسيء نتيجة اهتمامهم الذي لم يكن موجوداً من قبل بالإسلام وبنبي الإسلام، وكل مرة يتعرض فيها الإسلام لمحنة في الغرب تتحول بفضل الله إلى منحة. وهذا حدث بعد الرسوم المسيئة في الدنمارك، وبعد اضطهاد المسلمين نتيجة أحداث الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا. 

 

أعظم منجزات التطور العالمية خرجت من رحم الحرية المقيدة لا المطلقة 

ما رأيك فيما يثار حول حرية الرأى والتعبير وتضييق التيار الديني عليها في مصر؟
بداية نحن مع حرية الرأى والتعبير بشكل عام، لكن شريطة أن تخضع كل عملية إبداعية لنظرة المجتمع النقدية بما فيها وجهة النظر الإسلامية والدينية، لأن هذا أيضاً يدخل في نطاق حرية الرأى والإبداع، وإذا كنا بصدد إنشاء دولة القانون في مصر، فنحن مع حرية الإبداع بما لا يسيء إلى معتقدات الآخر ولا يخدش الحياء العام ولا يشوه رؤية الأجيال القادمة بالدعوة إلى الرذيلة، فهذه قيم يجب احترامها من المبدع أياً كان. 

لكن البعض يريدها حرية مطلقة عن القيد معتبراً أن أى قيد من شأنه قتل الإبداع وعرقلة التطور؟
لا، هذا ليس صحيحاً، ولا توجد حرية مطلقة أبداً، فالحرية المطلقة مفسدة مطلقة، والحرية المطلقة فوضى مطلقة، فأى حرية حتى في النظريات والمناهج والأعراف الوضعية، هي حرية مشروطة بضوابط، وبعدم الإضرار بالآخر أو تجاوز القانون والدستور، أو تجاوز الثوابت المجتمعية العامة المتعارف عليها. وللعلم أعظم منجزات التطور العالمية خرجت من رحم الحرية المقيدة لا المطلقة.  

لكن بعض مواقف الإسلاميين تتسم بالعنف والشدة في مواجهة بعض مظاهر الإبداع، وقد سبق أن تعرض نجيب محفوظ للطعن بمطواة أحدهم؟
لا ينبغي أبداً أن يصل الجدل حول حرية الرأى والتعبير إلى العنف أو الشدة أو تكفير الآخر وإقصائه، وما حدث لنجيب محفوظ سابقاً كان ولا يزال مرفوضاً من وجهة النظر الإسلامية التي تدعو إلى مواجهة الفكر بالفكر والرأى بالرأى، وأقول إن كثيراً مما ينسب للتيار الإسلامي في مصر الآن في هذه المسألة هو من باب التشويه والكذب والاختلاق. وقد اختلقوا قصة إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولم تكن حقيقية، ورددوا أيضاً أن الشيخ عبد الرحمن آل محمود ـ أحد علماء البحرين ـ هنّأ الدكتور محمد مرسي وقال له "آن لك أن تفعل ما لم يفعله عمرو بن العاص والصحابة من تحطيم الأصنام و تحطيم أبو الهول والأهرامات الثلاثة" وعندما راجعت الرجل نفى تماماً كل ذلك، وعموماً على الجميع الالتزام بالقانون الأخلاقي والقانون الدستوري والقضائي من حيث هما جهة لتحديد المخطيء والمصيب والحكم عليهما. ولا يمكن أن تمثل حادثة أو حادثتان وجهة نظر التيار الإسلامي كله.

 

لا يصح أن يظل الأزهر قابعاً تحت عباءة مؤسسة الرئاسة 

ما رأيك في مطالبات البعض بضرورة إحداث تطوير كبير داخل مؤسسة الأزهر المصرية؟
الأزهر يمثل مرجعية كبرى للمسلمين السنة في العالم، ومن حق الأزهريين أن يطالبوا بتطويره وحقهم علينا أن نتعاون معهم في ذلك، وبصراحة شديدة أنا أدعو إلى استقلال الأزهر استقلالاً تاماً عن مؤسسة الرئاسة المصرية، لأن تبعيته للرئاسة أضرت به كثيراً في السابق، وقد آن الأوان لاستقلاله مالياً وفكرياً وحتى عل مستوى القرارات الصادرة.

حتى ولو كانت القرارات مخالفة لرغبات رئيس الجمهورية؟
نعم، وما المشكلة في ذلك؟ أنا لا أتصور أن يكون الأزهر قابعاً تحت عباءة مؤسسة الرئاسة مرهوناً برغبات رئيس الجمهورية، فهذا أمر أصبح غير مقبول الآن خاصة في ظل تنامي الحريات العامة والخاصة وحرص الجميع على استرداد هيبة هذه المؤسسة الدينية العريقة وكذلك هيبة علمائها الأجلاء. 

 

اتحاد علماء المسلمين يعمل على توحيد صفوف التيارات الإسلامية

ما ملامح العلاقة الثنائية بين الاتحاد العالمي  لعلماء المسلمين وبين الأزهر؟
بالطبع هناك اتصالات مباشرة بيننا وبين شيخ الأزهر وعلمائه، والاتحاد حريص على أن تكون هناك أهداف مشتركة يعمل من أجلها الجميع، علماً أن الاتحاد عضو في المجلس العالمي للدعوة والإغاثة والذي يرأسه شيخ الأزهر، وبالتالي فالأزهر مرجعية بالنسبة لنا ولسنا بديلاً عنه، كما أن بيننا نوعاً من التكامل وليس التنافس وخلال زيارات الدكتور القرضاوي والأمين العام الدكتور على قرة داغي لشيخ الأزهر بعد الثورة أكدا على كل هذه المعاني. 

هل من جديد حول فكرة إنشاء لجنة للتوحيد بين التيارات الإسلامية والتي يتبناها الاتحاد؟
كنّا قد عقدنا مؤتمراً حول "سمات الخطاب الإسلامي" خلال العامين الماضيين، وكان مخصصاً ضمن الفعاليات جلسة مغلقة بين التيارات الإسلامية حملت عنوان "قواسم مشتركة بين العاملين للإسلام" وحضر عن الاتحاد أمينه العام الدكتور علي قرة داغي، والدكتور نصر فريد واصل ممثلاً عن رئيس الاتحاد، وعن الأزهر حضر الدكتور حسن الشافعي، والدكتور عبد المنعم الشحات عن الدعوة السلفية، والدكتور ناجح إبراهيم عن الجماعة الإسلامية، والدكتور محمد يسري عن الهيئة الشرعية، وغيرهم من ممثلي التيارات، وكانت النتائج طيبة للغاية؛ حيث اتفق الجميع على توحيد صفوف العمل الإسلامي، وتنحية المعوقات القائمة في هذا الاتجاه، والحرص على طمأنة الناس وعدم تخويفهم. وحالياً لا يزال الاتحاد قائماً بدوره في الوصول بالفكرة إلى التطبيق الفعلي الكامل.

 

السياسة الشرعية تتعدد فيها الاجتهادات وتختلف

لكن ألم تلمح من خلال هذه الفعاليات نوعاً ما من الصراع المتوقع أو الوشيك بين التيارات الإسلامية على الحكم؟
الحقيقة أمر الصراع على الحكم غير وارد تماماً في التوجهات التي لمسناها من الجميع؛ فقد كانوا حريصين على إعلاء شأن المصلحة العامة، مقتنعين بأن الإسلام يسع اجتهادات الجميع، حتى على مستوى السياسة الشرعية التي تتعدد فيها الاجتهادات وتختلف. وهذا بالطبع مع احتفاظ كل فصيل بملامحه واجتهاداته وتوجهاته الدعوية في المجتمع.

وأين التعاون مع باقي التيارات الغير إسلامية على مائدة هذه الفعاليات والاجتماعات؟
الحقيقة أننا لم ندع فقط للتوافق بين التيارات الإسلامية وحدها، ولكننا دعونا أيضاً إلى أن تقوم هذه التيارات بإيجاد سبل للتعاون مع كل التيارات العلمانية والليبرالية ومع الأقباط أيضاً، على اعتبار أننا جميعاً نركب سفينة واحدة تبحث لها ولراكبيها عن الفوز والنجاة، وعموماً لا أحد يمكن أن يختلف على النهضة بالتعليم والاقتصاد وإعادة الاستقرار والأمن إلى الشارع وتوفير قدر أكبر من الحقوق للمواطن المصري، فهذه كلها سبل اتفاق لا اختلاف بين الجميع عليها. 

غرفة جدة تستضيف دورة مهارات التواصل لشابات الأعمال

$
0
0

ضمن البرنامج الإرشادي والتدريبي لـ"منافسة ولقاء ريادة الأعمال بجدة"، استضافت غرفة جدة ممثلة في لجنة شابات الأعمال الدورة التدريبية لرائدات الأعمال في مجال تطوير مهارات التواصل، والتي تضمنت آليات التواصل الفعال، وبناء الصورة الذهنية للنشاط التجاري، مع توظيف التقنيات الحديثة للتعريف بالنشاط التجاري بالاستناد إلى أهم الأسس والقيم التي تحكم التعاملات في مجال الأعمال.

الدورة التي تم تقديمها لصاحبات المشاريع لفائزة بمنافسة ريادة الأعمال بجدة في دورتها الأولى استضافت كذلك الموظفات في تلك المشاريع ليسهموا في تطوير عمليات الإتصال والعلاقات العامة الخاصة بالمنشآت النسائية اللتي يمثلنها، حيث قدمت الدورة الأستاذة سارة العايد المشاركة برئاسة لقاء ريادة الأعمال وعضو مجلس إدارة الشركة الإبداعية "تراكس". 

وجاءت هذه الدورة التدريبية في المراحل النهائية للبرنامج الإرشادي للمشاريع الفائزة بمنافسة ريادة الأعمال بجدة 2012 والذي سينتهي في شهر يوليو 2013، حيث حصل كل مشروع فائز على إرشاد لمدة عام بمصاحبة نخبة من رجال الأعمال للمساهمة في توجيه المشروع وتحديد أهدافه ووضع معايير قياس الأداء لتحقيق النمو المستدام لمشاريع شابات الأعمال.

وضمن خطوات اللجنة التوجيهية لمنافسة ولقاء ريادة الأعمال للتطوير استناداً إلى توجيهات رئيس مجلس إدارة غرفة جدة الشيخ صالح كامل الذي اعتبر أن القاعدة الأساسية لتطوير المنشآت الصغيرة تستند على 3 مطالب هي: "علمني، تابعني، مولني"، أولى البرنامج اهتماماً خاصاً  لمرحلة الإرشاد التي مرت بها مشاريع رائدات الأعمال متضمنة اختيار المرشدين من أبرز رجال الأعمال في قطاعات المشاريع الفائزة، ووضع مؤشرات ومعايير القياس، ومتابعة تقارير شهرية عن أداء المشاريع وتقييمها من جانب المرشدين ورائدات الأعمال، وأخيراً التحقق ليس من بناء المشاريع التجارية فحسب، بل وكذلك تأهيلها بالأدوات المطلوبة للتواصل الفعال مع مجتمع الأعمال لترسيخ العلامة التجارية والصورة الذهنية عن المنشأة ومنتجاتها وخدماتها.

وعن هذه الدورة التي جاءت في مرحلة متقدمة من عمر البرنامج الإرشادي، تقول سارة العايد: "ما نحاول القيام به في مختلف مراحل البرنامج هو تحويل الشعارات والأسس التي نؤمن بها، والتجارب التي صنعت نجاحات الرواد إلى ممارسات، ولقد لمسنا الحاجة لتطوير مهارات التواصل للمنشآت والأفراد الذين يمثلونها لفرص أفضل في ترسيخ الصورة الذهنية والمنافسة على الفرص المتاحة، فلابد أن يكون لدى رواد الأعمال اليوم القدرة على جذب اهتمام وانتباه الجمهور المستهدف وتطوير مهارات فريق العمل ليتمكن من تجسيد خطط واستراتيجيات المنشأة والتعريف بها بالشكل المطلوب، ولعل ما يميز البرنامج السنوي لمنافسة ولقاء ريادة الأعمال هو حرصه على رصد الاحتياجات وتوفير الحلول، ومن هنا برزت الحاجة لإضافة هذه الدورة إلى البرنامج الإرشادي لرائدات الأعمال".

الجدير بالذكر أن الدورة الأولى لمنافسة ريادة الأعمال استقبلت إلكترونياً طلبات المشاركة من 1000 مشروع، تمت فلترتها وقبول 300 مشروع ومن ثم عقدت لجنة شابات الأعمال بغرفة جدة لقاءات شخصية مع 75 مرشحة، ووقع الاختيار على 25 رائدة الأعمال لخوض مرحلة التدريب والتأهيل على صياغة خطط العمل وعرضها على لجنة تحكيم مستقلة قامت بتشكيلها مجموعة الأغر، لتعلن خلال لقاء ريادة الأعمال بجدة 2012 والذي أقيم في شهر مايو 2012 برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، عن فوز 7 مشاريع من المنتظر أن تقوم بعرض مخرجاتها وإنجازاتها خلال عام بالإضافة للتحديات التي واجهتها للنمو وتطوير الأداء التجاري وذلك خلال اللقاء التمهيدي للدورة الثانية والذي سيتم الإعلان عنه الشهر القادم، متضمناً الدعم المقدم من الفريق الإرشادي بإشراف مجموعة الأغر للفكر الاستراتيجي والذي تم رصده بشكل مفصل خلال العام في تقارير ربع سنوية لتوسيع نطاق الاستفادة من التجربة وتزويد الجهات المعنية بدعم شابات الأعمال بالاحتياجات الفعلية والحلول العملية التي تم تطبيق بعضها بنجاح. 

وفي المراحل الختامية للبرنامج الإرشادي عبرت رئيسة لجنة شابات الأعمال بغرفة جدة الأستاذة رانية سلامة عن شكرها لفريق العمل، قائلة: "بامتنان شديد نشكر شركاء ورعاة منافسة ولقاء ريادة الأعمال، لأنهم ببساطة آمنوا بهدف مشترك كنا جميعاً نسعى إليه لدعم مسيرة رائدات الأعمال والمساهمة بوضع منشآتهن على الطريق الصحيح للإنطلاق والنمو والمنافسة وفقاً للأسس التجارية والقيم الأخلاقية التي نفخر بأن تمثلها هذه المشاريع ونثمن الدور الذي قامت به اللجنة التوجيهة والفريق الإرشادي، وحرص الجميع على أن لا تتوقف التجربة عند محطة واحدة بل تتسع بنقل الخبرة والتكامل مع مختلف الجهات المعنية بريادة  ورائدات الأعمال". 

الراديو مازال ينتصر للإعلام التقليدي

$
0
0

يسير بسيارته كعادته في شوارع المدينة وحيداً إلا من رفقة قهوته الداكنة. ينظر له الآخرون على أنه مصاب بانفصام في الشخصية، فهو يضحك داخل سيارته، يتحدث مع نفسه، ترتفع وتنخفض يديه في صراعات داخلية دون معرفة ما يحدث للآخرين. هو "وحيد" الذي يصف نفسه بأنه "كائن سماعي" وبأنه أيضاً "صديق الإذاعة" ويعلق عن حياته داخل سيارته بأنها تفاعل حي مع البرامج الإذاعية ومحتواها، فهو يضحك مع المذيعين والمشاركين، ويحزن لبعض القصص والأخبار، ويرسم خريطة الذهاب إلى عمله وفق تنبيهات الإذاعة بالشوارع المزدحمة التي ترد عبر رسائل من المستمعين السائرين. وبعيداً عن "وحيد"، هل كنت تنوي التوقف عند باب منزلكم وفجأة تراجعت بسبب سماعك لمحتوىً جاذب في الإذاعة عبارة عن أغنية، أو حوار في أحد الإذاعات؟ هذه هي سلطة الإذاعة وسر جاذبيتها. إنها ببساطة، آلة لا تموت، لا يخفت وهجها، ولا يهدأ ضجيجها بل تتطور وتندفع نحوها كل الأجيال حتى الحديثة المصابة بداء اللمس. 

 

جماهيرية الراديو
تتحدث نهال آل صابرمقدمة البرامج بإذاعة مكس إف إم لـ"عربيات" بقولها: "منذ بداية اختراع العالم الإيطالي ماركوني للراديو تم البث من الأقطار العربية وكانت السباقة في ذلك مصر والجزائر، وقتها فقط علمنا أن هذا الاختراع لن يمر بنا مرور الكرام.. ولم يمر، لكن إذا نظرنا إلى التطورات والتغيير فالراديو لن يهتز بأي من ذلك لأن جمهوره مختلف ولديهم من الولاء ما يكفي لإغراق أي وسيلة أخرى". 

مدير قسم الموسيقى بإذاعة ألف ألف إف إمسلطان العبدالمحسنفي حديثه لـ "عربيات" كان ضد فكرة الإلغاء بأكملها، وأوضح ذلك بقوله: "أولا باعتقادي أنه لا توجد أي وسيلة إعلام حتى وإن كانت جديدة، أن تلغي جمهور الوسيلة القديمة مهما كان، لاختلاف رغبات الجمهور في تلقي المعلومة بالوسيلة التي تتناسب مع نظام حياتهم، وثانيا الإذاعات من الوسائل التي ستبقى محافظة على مكانتها في قلوبنا جميعا لوجودها في السيارات التي نمضي فيها ساعات طويلة".

المذيعة بإذاعة مكس إف إم مروة سالموضحت لـ "عربيات" أن هناك سببين لبقاء الراديو الوسيلة الأكثر جماهيرية، وتبين السببين بقولها: "برأيي السبب الأول هو أن الراديو يعتبر من أقدم وسائل الإعلام اعتاد الناس عليه وتوارثوا حبه والتعلق به منذ بداية ظهوره لذا صعب التخلص منه، والسبب الثاني أن للراديو ميزة ليست موجودة في غيره وهي حالة المصاحبة والارتباط الذي يحصل نتيجتها بين المذيع والمستمع".

 

قواعد لجذب المستمعين
لعل بعض ما تعانيه بعض الإذاعات هو هروب المستمعين تجاه محطات أخرى، وهنا يتضح أن هناك قواعد لجذب الجمهور والإمساك به قبل أن يتحرك إصباعه ليسمع صوت ومحتوى مختلف. تؤكدمروة سالم على أن: "جمال الصوت و سلامة المنطق و المضمون الذي يحترم عقله ويقرب قلبه" من أهم القواعد التي تراها في عملها الإذاعي. أما سلطان العبدالمحسنفيجد أن " المادة المقدمة في الأساس هي الجاذب الحقيقي للجمهور, وتكون المادة في الغالب ترفيهية تخفف من هموم المستمع حيث أن المذيع في الأساس عبارة عن راكب إضافي وضيف على سيارات المستمعين". بينما تشيرنهال آل صابربقولها: "احترام عقلية المستمع واحترام وجهة نظرة مهما كانت تتفق أو تختلف عني هي القاعدة الأولى والأخيرة".

 

المواجهة الصعبة
كعادة أي عمل لابد أن يواجه ببعض الصعوبات، والعمل الذي يعتمد على التعاطي المباشر له نصيب أعظم من هذه الصعوبات. فلعل "ثقافة المجتمع" هو أبرز ما ركزت عليه نهال آل صابرفي حديثها عن الصعوبات. لكن العمل الطويل وفق ما يراه سلطان العبدالمحسن هو الأصعب ويبرر ذلك بحديثه: "الالتزام بساعات طويلة يومية، وأن تكون خلال ساعات برنامجك اليومية بكامل التركيز والإدراك مع محاولة إخفاء همومك وخلافاتك الشخصية لأن دورك في النهاية إسعاد المستمعين وتقديم مادة ممتعه و مميزة". وتختلف عنهم مروة سالمالتي تعتقد أنه "لا توجد صعوبات كبيرة في الراديو لأن العمل اليومي المستمر يجعل المذيع أكثر تمكنا وخبرة ومعرفة بمتطلبات المستمع، بالتالي تسهل الأمور عليه".

 

الراديو.. والمجتمع
لكل وسيلة عامل تأثير على المجتمع، قد يكون سلباً أو إيجاباً. "عربيات" تساءلت عن دور الإذاعة في تطوير المجتمع، لترد مروة سالم بقولها "طرح الأفكار الإيجابية هو أمر مهم جداً وعرض النماذج الناجحة المشرفة بالإضافة للقضايا التي تهم الجمهور مع اقتراح حلولها". بينما نهال آل صابر تقول: "المجتمع متعطش للتطوير والتثقيف والتنوير لذلك كل وسيلة إعلامية لديها تلك الرسالة تحملها على عاتقها كأمانة لإصلاح ما يمكن إصلاحه".

 

إحصائيات عن الراديو:

ـ يوجد الآن أكثر من 44000 محطة إذاعية في العالم.

ـ دخل الراديو أكثر من 75 في المئة من البيوت في الدول النامية.

ـ يصل الراديو إلى أكثر من 70 في المئة من سكان العالم عبر الهواتف المحمولة.

Viewing all 214 articles
Browse latest View live