Quantcast
Channel: مجلة عربيات | Arabiyat Magazine
Viewing all 214 articles
Browse latest View live

انتخابات غرفة جدة: 53 مرشحاً للمنافسة على مقاعد مجلس الإدارة

$
0
0

أعلنت لجنة الإشراف على انتخابات أعضاء مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة عن أسماء المرشحين لخوض انتخابات الدورة 21 للفترة 1434-1438هـ، حيث ضمت القائمة 53 متقدم من بينهم 42 عن فئة التجار، و 11 عن فئة الصناع. وارتفع عدد سيدات الأعمال المرشحات إلى 8 سيدات في مقابل 7 مرشحات خضن انتخابات الدورة السابقة التي شهدت منافسات ساخنة بين 65 مرشحاً وخلصت إلى فوز 12 عضواً من بينهم سيدة أعمال واحدة هي الدكتورة لما السليمان. وضمت قائمة المنافسة للدورة القادمة 10 من أعضاء مجلس الإدارة الحالي، بالإضافة لأسماء معروفة في مجتمع أعمال جدة، وعدد من شباب وشابات الأعمال. فيما غابت أسماء حققت نتائج متقدمة في الدورة السابقة من بينها المهندس سليم الحربي والدكتورة لما السليمان والدكتور عبدالله دحلان والأستاذ عبدالخالق سعيد. 

 

التجار

1.أحمد بن ابراهيم قاسم محمد

2.أحمد بن خالد أحمد عريف

3.أحمد بن سلطان ناصر الدوسري

4.أحمد بن محمد أحمد المهندس
(مرشح في انتخابات الدورة السابقة، حصل على صوتين)

5.أريج بنت ابراهيم علي علوان

6.إيهاب بن عبدالعزيز محي الدين السليماني

7.بسام بن جميل سليمان أخضر
(عضو مجلس إدارة في الدورة الحالية، حصل في انتخابات الدورة السابقة على 234 صوت)

8.بندر بن حسن علي رواس
(مرشح في انتخابات الدورة السابقة، حصل على 58 صوت)

9.حسن بن شاكر صالح الصحفي

10.حمزة بن بكر حمزة عون

11.داليا بنت سراج ناصر الشريف

12.رامي بن عبدالعزيز محمد أكرم

13.رانية بنت سليمان يونس سلامة

14.زهير بن علي المرحومي الغامدي
(عضو مجلس إدارة في الدورة الحالية، حصل في انتخابات الدورة السابقة على 135 صوت)

15.زياد بن بسام محمد البسام
(عضو مجلس إدارة في الدورة الحالية، حصل في انتخابات الدورة السابقة على 258 صوت)

16.سارة بنت عايد محمد العايد

17.السيد عصام بن عبدالله أحمد ناس
(عضو مجلس إدارة في الدورة الحالية، حصل في انتخابات الدورة السابقة على 282 صوت)

18.شادي بن وجدي محمد زاهد

19.صفاء بنت سعيد بن أحمد عويضة

20.عادل بن عبدالله اسماعيل السموم

21.عبدالرحمن بن علي عبدالله العطاس

22.عبدالله بن سعد منصور القحطاني

23.عبدالله بن عوض عبدالله بن لادن

24.عدنان بن محمود محمد متبولي

25.فؤاد بن أمين رجب بوقري
(مرشح في انتخابات الدورة السابقة، حصل على 14 صوت)

26.فاتن بنت يوسف بندقجي
(عضو مجلس إدارة في الدورة الحالية)

27.فايز بن عبدالله عليثة الحربي

28.فهد بن سيبان وصل الله السلمي

29.محمد بن حبيب الرحمن خوجة
(عضو مجلس إدارة في الدورة الحالية، حصل في انتخابات الدورة السابقة على 278 صوت)

30.محمد بن سلطان علي الشهري

31.محمد بن سليم الصاعدي الحربي

32.محمد بن علي محمد العطاس

33.مطلق بن محمد سعد الحازمي

34.منى بنت حسن بن حسين شرفو

35.ميمونة بنت عبدالقادر أبوبكر بلفقيه

36.نايف بن فواز دخيل الله الشريف

37.نصار بن عوض الله أحمد السلمي

38.هجاد بن عمر غرم الله الغامدي
(مرشح في انتخابات الدورة السابقة، حصل على 9 أصوات)

39.هشام بن عبدالرحمن صالح العمودي

40.وليد بن أحمد سعيد باحمدان

41.ياسر بن حسن أحمد طراد

42.خلف بن هوصان القثامي العتيبي
(مرشح في انتخابات الدورة السابقة، حصل على 267 صوت)

 

الصناع

1.إبراهيم بن محمد أحمد غروي

2.أحمد بن علي بن سعيد المربعي
(عضو مجلس إدارة في الدورة الحالية، حصل في انتخابات الدورة السابقة على 389 صوت)

3.سعيد بن محمد عبيد بن زقر

4.صالح بن أحمد عبدالله بن عفيف

5.صالح بن عبدالقادر سالم باشنفر

6.صالح بن عبدالله محمد كامل
(رئيس مجلس إدارة الدورة الحالية)

7.عبدالعزيز بن ناصر عبدالعزيز السريع

8.عبدالله بن مرعي مبارك بن محفوظ
(عضو مجلس إدارة في الدورة الحالية، حصل في انتخابات الدورة السابقة على 496 صوت)

9.لؤي بن أسامة محمود عارف

10.مازن بن محمد ابراهيم بترجي
(عضو مجلس إدارة في الدورة الحالية، حصل في انتخابات الدورة السابقة على 435 صوت)

11.ماهر بن سالم بن هندي الحربي


عالم الأنثروبولوجيا آلان ماكفارلن: الحضارة العربية نموذج حي للحضارات العقلانية المتطورة

$
0
0

تنفرد "عربيات" بلقاء شيخ المؤرخين وعلماء علم الإنسان "الأنثروبولوجيا" البريطاني آلان ماكفارلين، وهو مؤسس مشروع "هيملايا الرقمية" الذي يعد أضخم مشروع في مجال الحفاظ على التراث الشفوي في العالم، كما يعود الفضل لهذا الباحث الكبير في إنجاز أول قرص ليزر أكاديمي "فيديوديسك" في الثمانينيات. وفي الحوار التالي نحاول أن نتعرف على رأي البروفيسور ماكفارلن في جملة من القضايا المعاصرة المتعلقة بعلم الإنسان.


يؤكد عدد من الباحثين أن الأنثروبولوجيا الخاصة بعلم الأعراق البشرية "الإثنولوجيا"، مليئة بالمصطلحات العنصرية وفي مقدمتها مفهوم "العِرق"، هل هذا صحيح؟
بعض العلماء في هذا المجال كانوا يؤمنون بمفهوم "العِرق" لكن الأغلبية منهم اليوم وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية على غرار "فرانز بوز" و "مارغاريت ميد"، قدموا العديد من الأعمال التي تشكك وتعيد النظر في مفهوم العِرق خاصة من ناحية الدم، وحالياً هناك قلة من الباحثين ممن لا يزال يستعمل مفهوم العِرق.

 

يعد البحث الأنثروبولوجي الميداني على وجه التحديد عملا مرهقاً  للغاية مثلما حدث معك في منطقة نيبال، أين يكمن السر في الإقبال على هذا النوع من الأبحاث؟
بالفعل العمل الأنثروبولوجي الميداني مثل العديد من الأعمال الأكاديمية مرهق للغاية، وتبقى الدوافع متباينة جدا وفيما يتعلق بدوافعي الشخصية أجيب بأنها مزيج من الفضول والإثارة الفكرية، إضافة إلى الرغبة في عبور الحدود الأكاديمية، والعودة إلى بلد طفولتي ومسقط رأسي في مدينة "آسام"، ولا أنكر أهمية هذه الأعمال في حصولي على المؤهلات الأكاديمية التي أحملها اليوم. 

الشاي يؤثر على الشخصية، ويرتبط بأحداث اجتماعية وسياسية واقتصادية

لك كتاب بعنوان "امبراطورية الشاي" في غاية الأهمية والطرافة من حيث التناول والمعالجة، هل حقاً يمكن أن يكون للأغذية والشاي تحديداً دور في تشكيل الشخصية والتأثير على المجتمع؟
بالتأكيد، الشاي له انعكاسات مختلفة على الجسم، فبالإضافة إلى كونه يجعل مستهلكيه أكثر هدوءاً (مثل سكان بريطانيا والصين)، له كذلك إيجابيات صحية، وهو ربما النبات الأكثر أهمية في العالم للوقاية من الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه وغيرها. وقد أرتبط ببعض طقوس التأمل البوذية في الصين منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وأصبح علامة تحرير فارقة في التاريخ الأمريكي عندما قام مجموعة من سكان بوسطن التي كانت مدينة تتبع المستعمرة البريطانية في عام 1773 بتسلق السفن ورمي شحنات الشاي في احتجاج على سياسات الضرائب للحكومة البريطانية وشركة الهند الشرقية التي كانت تتحكم بتصدير الشاي للمستعمرات، إلى كون إدمان الشاي اليوم يعد أكثر أنواع الإدمان انتشاراً، كما أدى انتشارة إلى ابتكار االتقنيات والأجهزة المساعدة على تجهيزة للمستهلك منذ زمن الثورة الصناعية.

 

هناك مقولة شهيرة وشائعة مفادها أن التاريخ يكتبه الأقوياء أو المنتصرون، إلى أي مدى يمكن اعتبار هذه المقولة صحيحة؟
مقولة تتضمن نصف الحقيقة، فمن  الشائع أن يكتب التاريخ الأقوياء وأصحاب النفوذ، لكن ثمة أمثلة عديدة عن ضعفاء فرضوا وجهة نظرهم في التاريخ، على غرار المسيح عليه السلام، ونيلسون مانديلا وغاندي الذي يعتبر مثالاً شهيراً في هذا المجال.

أنجزت العديد من البحوث عن شعوب مختلفة، لكن ماذا عن العقل العربي هل تطرقت له أبحاثك؟
كنت أتمنى حقيقة إجراء بحوث حول الشعوب العربية وقد سبق لي وأن قرأت عن الحضارة العربية منها على سبيل المثال لمارشال هودجسون (دعوة الإسلام) لكن مع الأسف طاقتي البشرية محدودة، فلقد بحثت في مجال الحضارات الغربية ونيبال والصين واليابان والوقت لم يسعفني للبحث في مجال الشعوب العربية. من جهة أخرى أنا لا أؤمن  بتصنيف العقل إلى عربي أو صيني أو روسي أو برازيلي، المؤكد هو أن تاريخ كبار العلماء والفنانين المنتمين إلى الحضارة العربية الإسلامية يكشف بجلاء أنهم لا يقلون عقلانية ومنطقاً عن غيرهم من الشعوب.

وسائل التواصل الحديثة فرصة للباحث، والإنترنت قد يغني عن المكتبات والمتاحف

اعتبرت البروفيسورة الأمريكية "مارثا نوسباوم" أن وسائل الاتصال الحديثة ساهمت في تراجع الحس النقدي، وبخاصة في مجال العلوم الإنسانية، هل تتفق مع هذا الرأي؟
لا إطلاقا، إذا توخى الإنسان الحذر فإن وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة تسهم في شحذ الذهن وتنشيط الوعي، إذ أنها تجعل المرء ينفتح على الأفكار ويراها من مختلف الزوايا، كما أنها أوجدت إمكانات وحلولاً رائعة في مجالات البحث والكتابة والتصوير والنشر.

 

أين وصل مشروع "الهيملايا الرقمية" الذي يعتبر خطوة نحو الحفاظ على التراث الشفوي للإنسانية؟
هذا المشروع ولد نتيجة تأثري بأستاذي في الأنثروبولوجيا كريستوف "فون فورير هايمندورف"، وهو محاولة لتوظيف التقنيات الرقمية للتوثيق، وقد تم تطويره بالاشتراك مع الدكتور مارك تورين من جامعة "ييل" وزوجتي سارة هاريسون، حيث توجد العديد من محاضراتي، وأكثر من 200 مقابلة، والعديد من البحوث على الموقع الرسمي لهذا المشروع وهو: www.alanmacfarlane.com..

وفي ذات السياق، أشير إلى أنني كنت أهتم مبكراً بمجال الإعلام الإلكتروني منذ بداياته الأولى إبان السبعينيات، وفي الثمانينيات عندما أصبح قرص الليزر شائعاً كنت أول من استغل هذا المكسب التكنولوجي في البحوث الأكاديمية من خلال تصويري لأقوام الناجا Naga، ومع انتشار ثورة الإنترنت أدركت بأن مستقبل التعليم والاتصال بمفهومه الواسع وخاصة في مجال القدرة على التواصل مع الناس الذين يعيشون في مناطق فقيرة والذين ليس لهم القدرة على الوصول إلى مكتبات مطالعة، والمتاحف والتعليم عالي الجودة، قد تحقق الآن عن طريق الإنترنت، فضلا عن إمكانية الحفاظ على جزء كبير من الثقافة الإنسانية وهذا هو هدفي من خلال موقع "هيملايا الرقمي".    

الدكتورة رنا سعد الدين: مراقبة النمو العقلي والوجداني والإنفعالي لطفلك أهم من النمو الجسدي

$
0
0

تعد مشكلة أمراض التخاطب وضعف التعلم، من المشكلات المؤرقة داخل العديد من الأسر في عالمنا العربي، خاصة حين لا يكون الوالدان على قدر كاف من الخبرة والدراية بخطورة المشكلة وبمظاهرها الأولية. ولعل ما يمكن أن يفاقم من مشكلة كهذه ويؤدي إلى استفحالها وزيادة خطورتها أن تعتمد الأسرة بالكلية في تربية أبنائها على المربيات مزدوجات اللغة؛ حيث يتعرض الأطفال لعوامل الانحراف اللغوي والحركي والانفعالي، في غفلة من أسرته، إلى أن تفاجأ الأسرة بعد فوات الأوان بالعديد من مشكلات النطق والسمع والحركة لدى الأطفال، إضافة لمشكلات أخرى في التكيّف الاجتماعي والتعامل مع أطفال آخرين في البيئة المحيطة... كل هذا وغيره أدى إلى أن تتزايد أمراض التخاطب لتصل الإصابة بها في ظل الإهمال الأسري إلى 20 طفل مصاب من بين كل 1000 طفل أي بنسبة 2% بعد ان كانت بنسبة 1.7% وهو ما يعني ببساطة شديدة أن هناك أخطاءً كبيرة من الآباء والأمهات في حق الأبناء... "عربيات" أجرت هذا الحوار مع الدكتورة رنا سعد الدين ـ استشاري أمراض التخاطب بكلية الطب جامعة الأزهر بالقاهرة ـ والتي ألقت المزيد من الضوء حول تفاصيل هذه المشكلة. 

 

بداية.. ماهي تعني أمراض التخاطب؟
هي أمراض تخص الطفل المتأخر في الكلام والتعلم، وهي غالباً تكون نتيجة الضعف السمعي أو الإعاقات الذهنية أو التوحد أو الإصابات الدماغية، بحيث يصبح الطفل واقعاً في عدة مشكلات تمنعه من التعلم واستيعاب لغة وكلام المحيطين به. 

وكيف تستطيع الأم معرفة المظاهر المبكرة لمشكلات التخاطب؟
في البداية أؤكد أن أسباب التأخر اللغوي ليست واضحة دائماً؛ فهناك تأخر لغوي مجهول الأسباب تكون فيه أجهزة الجسم الوظيفية والسمعية والكلامية لدى الطفل سليمة تماماً والأشعات خالية من رصد أية إعاقات، وهنا يكون من الصعب على الأم اكتشاف سبب التأخر اللغوي أو أعراضه، ولكن ما يجب على كل أم هو فحص طفلها فحصاً طبياً متكاملاً أولاً عند الولادة، وثانياً عند مجرد الشك في وجود أية مظاهر للتأخر اللغوي، كما يجب أن تراقب الأم طفلها منذ الولادة مراقبة جيدة وتقارن دائما بينه وبين أبناء الجيران سواء في  الحركة والنطق أوالاستجابة للمؤثرات المحيطة به وأن تهتم خاصة بالنمو الحركي لأنه يتزامن مع النمو اللغوي فعدم استجابة الطفل للمناغاة أو للأصوات المحيطة مثل جرس الباب يعني أنه يعاني من خلل ما يستوجب الكشف الطبي وبذلك تكتشف الأم أي تأخر في أي جانب من جوانب شخصية طفلها. 

 

إنشغال الأم عن التفاعل الوجداني والنفسي مع طفلها، يصيبه بالتأخر اللغوي وصعوبة التواصل

بالنسبة لعلاقة الأم بطفلها، هل لها دور في الإصابة بأمراض التخاطب؟
نعم بالتأكيد؛ فمن أنواع التأخر اللغوي نوع يكون سببه الحرمان البيئي وانشغال الأم عن التفاعل الوجداني والنفسي مع طفلها، وبعض الأمهات يتركن أطفالهن للمربية أو الخادمة أغلب الوقت فلا يحدث التواصل اللغوي المطلوب مع الطفل، في حين لا تستطيع أي خادمة أن تؤدي دور الأم أبدا وهنا يفقد الطفل الكثير من عوامل النمو اللغوي والحركي والوجداني والنفسي، وقد يحدث للطفل تأخر لغوي بسبب ازدواج اللغة؛ فكثير من الأمهات الآن يتركن أطفالهن مع مربية أو خادمة تتحدث بلغة غير لغة الطفل الأصلية، وهذا يؤدي إلى إعاقة لغوية واضحة لدى الطفل حيث يتحير عقل الطفل في استيعاب أي من اللغتين ويكتسب الطفل تركيبة مشوهة من لغته الأصلية ولغة الخادمة، ولا تكتمل أي لغة لديه، فمن المفروض أن يركز الطفل في لغة واحدة وينمو ذهنيا مع هذه اللغة وهذا من صميم دور الأم مع طفلها.

لكن هل هناك أخطاء مباشرة للأمهات تساعد على انتشار المشكلة وتفاقمها؟
للأسف الشديد الأمهات تقع في أخطاء كثيرة حتى المثقفات منهن؛ فكل واحدة تنظر لنمو طفلها على أنه نمو شكلي فقط وتترك الجانب الأهم وهو نمو الطفل العقلي والوجداني والانفعالي، وأنا أفاجأ أثناء قيامي بعلاج بعض الأطفال من الضعف السمعي، بأن أم الطفل تتعجل في تشجيع طفلها على ترك السماعة، متخيلة أن المسألة علاج يوم أو يومين، كما أنه من المؤسف للغاية أن بعض الأمهات يهملن مراقبة النمو الحركي للطفل حتى مرور سنة ونصف من عمره؛ ومنذ عشر سنوات مثلاً جاءتني أم لعلاج ولدين لها من الضعف السمعي واكتشفت أن لها ولداً وبنتاً آخرين يعانيان من نفس المشكلة وعندما سألتها لماذا لم تلجأي للطبيب منذ أول حالة ردت وقالت "حكمة ربنا"؛ فأخطاء الأمهات هنا تكون فادحة.

البعض يرى إن مرحلة الحمل والولادة  لها دور في الإصابة، فهل هذا صحيح؟
طبعاً بالتأكيد؛ فأمراض التخاطب من ضعف تعلم اللغة والكلام وتأخرالنمو العقلي والذهني مرتبط بمرحلة الحمل والولادة، لأن تعريض الجنين لبعض الأخطار الصحية أثناء الحمل أو أثناء الولادة قد يؤدي إلى حدوث خلل في وظائف النطق والكلام والتفكير فيولد الطفل وهو يحمل مسببات المرض، لذلك نحذر الأم دائماً أثناء الحمل من تناول ما يضر طفلها كالمواد الحافظة أو بعض العقاقير ذات التأثيرات الجانبية على الجنين، أو التعرض لملوثات الجو ومصادر الإشعاعات الضارة، وهناك تحذير شديد من إصابة الأم بارتفاع درجة الحرارة أو بمضاعفات الحمى لأن ذلك يعرض الجنين للأخطار، كما أنه من الممكن أن يصاب الطفل بعد الولادة بالتأخر اللغوي نتيجة إصابته بالضعف السمعي وذلك في حال إصابته بالحصبة الألماني.

 

مصّاصة الأطفال قد تتسبب في ثقب الحلق، وغذاء الطفل يؤثر 

وبالنسبة لطعام وغذاء الطفل هل من الممكن أن يؤثر في قدرات الطفل؟
نعم؛ فأغلب أمراض اللغة والكلام تبدأ بإصابات وظيفية في أجهزة الجسم، وهذه الإصابات ليس شرطاً أن تكون مباشرة أو بآلات حادة، وإنما بعضها قد يحدث نتيجة قصور في عملية التمثيل الغذائي لدى الطفل، وبالتالي حرمان الجسم من الإمداد ببعض الفيتامينات والمعادن الهامة للنمو الحركي والذهني يؤدي الى تأخر لغوي وكلامي، كما أن تعرض الطفل لأية أعراض مرضية تسبب سوء امتصاص لبعض العناصر الغذائية، يؤدي لنفس النتيجة إضافة إلى أن أمراض المناعة والقصور في وظائف الكلى والكبد تؤدي لمشكلات في الكلام والحركة. 

سمعنا من البعض عن أعراض تسمى أمراض الكلام، ما هي هذه الأعراض؟
هي مجموعة من الأمراض الكلامية التي تحدث للطفل ويكون مصدرها النطق؛ مثل التأتأة والخنف واللدغة اللسانية والحُبسة الكلامية، وأغلب هذه الأمراض يكون بسبب الإصابات الدماغية في مرحلة الطفولة أو الكبر أو بسبب عوامل وراثية، وبعضها الآخر يكون بسبب سلوكيات للأطفال كما هي الحال مثلاً في الخنف الذي قد يحدث نتيجة ثقب في حلق الطفل بسبب اصطدام الحلق بعصا المصاصة التي يحبها الأطفال، أما اللدغة اللسانية فتكون لدى الأطفال في الغالب بسبب مشكلات سمعية مبكرة، وبالنسبة للحبسة الكلامية فهي نوع من التدهور الكلامي يجتمع فيه كل العوامل السابقة من تأتأة ولدغة لسانية وخنف ويكون ذلك مرده في كثير من الحالات إلى الإصابات الدماغية المبكرة.

الحاجة لقوانين ملزمة بوضع مقياس سمعي لكل طفل قبل الشهر السادس، وتخصيص بروفايل لمراقبة نمو الطفل حركيا

ما الجديد في علاج أمراض التخاطب؟ وهل توجد حالات عصية على العلاج؟
الجديد في علاج أمراض التخاطب حالياً هو التركيز على الحد من مشكلات التمثيل الغذائي لدى الحالات المريضة حيث نقوم برصد أي نقص غذائي في مواد معينة لدى جسم الطفل ونتدخل لتعويض هذه المواد ونمد الطفل بما يحتاجه من المعادن والفيتامينات ومن ثم تتحسن القدرة اللغوية والحركية والذهنية لديه. أما بخصوص وجود حالات صعبة على العلاج فهذا يعتمد على درجات الإصابة؛ فهناك إصابات طفيفة وهناك إصابات متوسطة وهناك إصابات شديدة وهناك إصابات حادة، ويعتمد العلاج على توعية الأم والأب  بطبيعة مشكلة طفلهما وإصابته، وغالباً ما تساعد سرعة الاكتشاف المبكر للمرض في تحجيمه فتتحول الاضطرابات الحادة إلى شديدة والشديدة بدورها إلى متوسطة وهكذا، وتلعب العلاجات السلوكية والحركية مثل العلاج بالموسيقى والرسم واللعب دورا هاما في إعادة تإهيل المصاب، وكثيراً ما تفرض حالة المريض نوعا محددا من العلاج السلوكي أو الحركي أو غيره وكل حالات العلاج بالنسبة لنا ـ كأطباء تخاطب ـ  هي حالات صعبة وتحتاج لجهد مضني وفي هذا الأمر يسبب عدم تعاون الأهل مضاعفات كثيرة وتعطيل لزمن العلاج ويؤخر الحالة بعكس الحال لو تمت السيطرة الكاملة على برنامج علاج الطفل فإن الحالة تتحسن بسرعة. 

في الختام، كيف نقلل من نسبة الإصابة بأمراض التخاطب والتعلم والكلام؟
يمكن فعلاً تقليل نسبة الإصابة، أولاً عن طريق وضع قوانين روتينية بخصوص تحديد نسبة هرمونات الغدة الدرقية وذلك لخطورة تأثيرها على الطفل، وكذلك وضع قوانين مشابهة تلزم بوضع مقياس سمعي أو سماعة لكل طفل  يحتاج إليها وذلك قبل سن 6 شهور ويتم تقييم المقياس من قبل الطبيب المتخصص، أيضا تخصيص بروفايل للنمو الحركي لكل طفل مع دفتر التطعيم لاستدراك أي خلل مبكر لدى الطفل . 

وائلة الخريجي: صناعة الأزياء المحلية بحاجة لشركات مساندة لتخفيض النفقات

$
0
0

صناعتها للخبر كانت متطلباً جامعياً، أما صناعتها للجلابية النسائية فهو مطلب حياتها، وبين تنافر خطوط الموضوعة أحيانا وتلاقيها أحيانا أخرى راهنت المصممة وائلة الخريجي لتتجاوز التحديات على الرغبة والبساطة والدراسة، ولـ"عربيات" تكشف عن عملها الإعلامي الطارئ: "لا تحتسب الفترة التي عملت فيها في الإعلام ضمن مسيرتي المهنية، لأنني كنت أدرس الماجستير في مجال الإعلام والعلاقات العامة وكان لزاماً عليّ أن أقوم بتطبيق دراستي من خلال العمل، أضف إلى ذلك أنني لم أكن أرغب بأن أكون موظفة في أي مجال؛ لأنني كنت أرغب بتأسيس عمل خاص وهو ما حصل فعلاً".

تأسيس عمل خاص كانت الرغبة بينما كانت الموضة حلمها، تقول الخريجي عن بداية (وائلة كولكشن): "منذ سنوات طويلة وأنا أعشق الموضة والأزياء، وأتابع كل جديد حتى أنني كنت أقوم بتصميم ملابسي بنفسي ثم بعد أن لاحظن قريباتي أنني أرتدي ملابس مختلفة عن التي تباع في الأسواق قمن بتشجيعي على أن أقوم بتأسيس علامة تجارية خاصة بي، وبعد ذلك بدأت في دراسة مجال تصميم الأزياء في الرياض ولندن حتى أعرف كيف أبدأ بشكل صحيح ومهني".

البساطة لا تتنافى مع التميز اذ تراهن الخريجي بهما معا على نجاحها فتقول عن تجربة دخولها السوق السعودي العامر بعدد كبير من المصممات: "أثق في أن  النجاح يأتي أولاً بتوفيق الله، ثم بتقديم أزياء مميزة وعملية من البيئة العربية وتتماشى مع خطوط الموضة العالمية". 

http://www.arabiyat.com/sites/default/files/ckupload/8/images/w-k3.jpg http://www.arabiyat.com/sites/default/files/ckupload/8/images/w-k2.jpg

وكما وضعت هدفاً سعت إلى تحقيقه، وضعت وائلة على طاولة التصميم خطة عملها والتي تختصرها في المراقبة والملائمة، تقول عن ذلك: "استقي أفكار تصاميمي من مشاهداتي اليومية في عالم الموضة، أبحث بجهد عن ما يمكن تطويره من بيئتنا المحلية ليتماشى مع خطوط الموضه العالمية،  وفي الوقت نفسه لا يمكن تجاهل الألوان والخامات الحديثة فهي أساسيات نجاح أي مصمم بشرط أن تكون مناسبة لأجوائنا". 

وعلى الرغم من أن الرجل والمرأة خلقا مكملان لبعضهما البعض إلا أنهما في مجالات كثيرة يتنافسان، إذ تثق الكثير من السيدات في المصمم الرجل مقارنة بالمرأة المصممة، وهنا توضح لعربيات: "في اعتقادي تتجه ثقة العميلة للتصميم المميز بغض النظر إن كان خلف التصميم رجل أو أنثى، ولكن المصممين الرجال اكتسبوا شهرة عالمية كونهم كانوا سباقين في تأسيس كيانات تجارية، وحينما بدأن الإناث بنفس الطريقة ظهرت مصممات عالميات مثل (كوكو شانيل، فارا وانغ، دانتيلا فيرساتشي، فينيسا برونو، كارولينا هاريرا، فيكتوريا بيكهام)،  مما أكسبهن شهرة عالمية، ولضمان الإستمرار في هذه الصناعة قررت أن أبدأ بشكل صحيح ومتدرج حتى أقوم بتأسيس كيان تجاري متكامل لعلامتي التجارية بإذن الله". 

 http://www.arabiyat.com/sites/default/files/ckupload/8/images/w-k.jpg

تحديات أو عقبات تعثر أحياناً من خطوات المصممات نحو مشاريعهن تسلط عليها الضوء وائلة بقولها: "عدم وجود شركات محلية متخصصة (مساندة لصناعة الازياء)، مثل شركات رسم الباترون، وأخرى في تحديد القياسات، وثالثة لقص الباترون وهكذا، بالإضافة إلى مشكلة الأيدي العاملة المتخصصة وعدم وجود صناعات مساندة لتخفيض النفقات". 

تؤمن وائلة بالتخصص في التصميم اذ تؤكد على أن قلمها في مجال التصميم يحمل مفاجأة لن تكون أبداً دخول مجال تصميم العباءة، ويظل حلمها الذي تراقبه بالعمل الدؤوب أن تبرز في سماء الموضة العالمية علامة تجارية تحمل اسم "وائلة كوليكشن".

الصهبة.. فن التواشيح المكية خلدته الحضارات وقتلته المؤسسات

$
0
0

يتكئ موروث الحجاز على ثقافات متعددة ضاربة في أعماق التاريخ، ولعل ما يميز هذا الموروث الحجازي أن أهله لم يأخذوه كما هو فقط، بل أنهم – كعادتهم – يضيفون إلى الجمال ملامح تخصهم ويهبونه شيئاً من روحانية المكان. ولو أن موروثاً في الكون يشعر بالتهميش لتمنى أن يصل إلى الحجاز ويعيش به ليأخذ شيئاً من حقه في الاحترام والإحياء. والصهبة فن أندلسي تستخدم في غناءه الموشحات، وهناك من يسميه "الصهب" أو "الصهباء" إلا أنه انتقل للحجاز منذ عقود طويلة وأصبح سمة فنية بارزة للدرجة التي جعلت منه فقرة في استقبال أصحاب الجلالة والملوك والسلاطين، ومنهم الملك خالد بن عبدالعزيزرحمه الله.

لم يكن العم صالح عسيريعميد فن الصهبة الحجازي وهو يردد الموشح ويصفق بيديه في تمام سعادته، ولعله كان في تلك اللحظات يتذكر كيف بدأت الصهبة وسادتها الأولون، وكيف خفت ظلها، ثم أعادوها، وكيف تحولت الكلمة من الموشح الأندلسي وقصائد ابن زيدون إلى موشحات بلغة بسيطة قد يكون معظمهما من مصر في عهدٍ قريب، وكأن المسافة بين ارتفاع كفه عن الآخر هي بحجم خشيته على الصهبة وتحوّل الصفقة إلى ضرب الكف بالكف، كما أن في صدره شيء على المؤسسات الثقافية، فقد ألقى كلمة العُمد المكرمين في جمعية الثقافة والفنون بالطائف أثناء حفل تكريمهم وعاتب من خلالها المؤسسات الثقافية في جدة ومكة التي لم تلتفت إلى الصهبة ولم تكرم أسيادها.

وخلال الحفل التكريمي بالطائف، التقت "عربيات" بالعمدة طلعت غيثأحد أسياد فن الصهبة، والذي تحدث بداية عن فن الصهبة بأنه: "مأخوذ من الصهب وأساسها أندلسية المكان ومن ثم نقلت إلى الحجاز وأتقنوها أهل جدة ومكة والمدينة والطائف. والصهبة لها أدوات ولها قوامين، فمن الأدوات النقرزان بخشبتين ولكن ضربه يختلف عن نقرزان المزمار. والصهبة نوعين: صهبة يماني الكف، وصهبة مصري الكف. وكانوا سابقاً يقولوا عن الصهبة اليماني نقش في الحجر، وعن الصهبة المصري غرف من بحر، وكان يمتاز بالصهبة اليماني أهل سوق الليل والشامية، وأهل أجياد بالصهبة المصري. وإذا بدأ الغناء يبدأ بالموال ويكون بأحد المقامات وهناك يبدأ الحادي "قائد المجموعة" بالغناء، وهذا الغناء الذي نسمعه في العالم كله مجموع في عدة أحرف هي: "حُمرٌ دسج"، الحاء حسيني، السين سيكا، الميم مايا، الجيم جهاركاه، الراء رست، الدال دوكا."

ورداً على تساؤل "عربيات" حول غياب الصهبة رغم حضورها سابقاً في استقبال الملوك ومنهم جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، تحدث غيثبأنها: "اختفت فترة لأن السادة الأولين الذين كانوا يجيدون الغناء– والموت علينا حق – تواروا تحت الثرى ثم لاحظنا أن هناك شبه اندثار لهذا الموروث الشعبي الحجازي فبدأنا نستقطب بعض من الشباب لتعليمهم هذا الموروث، والحمدلله رب العالمين بدأنا في جدة بتهيئة بعض من الشباب وأصبحوا يجيدون الغناء، أيضاً في مكة هناك الأخ عثمان سعد يقود مجموعة من الشباب." ويربط العمدة طلعت غيثبين الغياب السابق وبين رسالته التي يوجهها إلى المسؤولين من خلال أمنيته: "من الجمعيات أن يكون لها دائما لقاءات دورية وتكوين شعبة خاصة في داخل جمعيات الثقافة والفنون تهتم باستقطاب الشباب الذين يتوارثون الفن عن آبائهم وأجدادهم حتى يظل الموروث محفوظ ونتداوله جيلاً بعد جيل."

الباحثة الأمريكية في التراث الفلكلوري ليسا أركيفيتشذكرت لـ "عربيات" أن فن الصهبة يسمى "الموشح المكي" وبشكل تقريبي انقرض. وكانت من أنواع الغناء المفضلة في المدينة المقدسة في المجالس العامة والخاصة، في حفلات الزواج، الاحتفالات، والمناسبات الخاصة. مساءات الصهبة كانت تمنح الترفيه الطبيعي للمجتمعات المدنية. وهي تعتبر مختلفة جزئياً في الغناء ولها قواعد صارمة في التأديبة وأنظمة وتوظيف للمقامات المكية المشهورة. مجموعة من الجلوس، حجازيون بزيهم التقليدي المعمم يجتمعون كلهم حول ضارب الطبلات – إيقاعي النقاقير – والتي هي أصغر ومسطحة أكثر من النقرزان الحديث الموجود في الأداء الموحد المدني. وهناك آراء متعددة تشير إلى أن الصهبة خليط من فنون الموشحات الأندلسية، والموسيقى التركية التقليدية، وأنها متأثرة بالفن المصري العثماني.

يشار إلى أن لجنة التراث والفلكلور بجمعية الثقافة والفنون بالطائف أقامت حفلاً لمؤدين فن الصهبة بمدن مكة، جدة، الطائف، والمدينة من خلال تكريمهم إثر محافظتهم على التراث الغنائي العريق للمنطقة.

محمد الشاعر لـ "عربيات: أجواء الريف أشعلت مواهبي، وبالتحدي واجهت الإحباط

$
0
0
حرم من التعليم كطالب، إلا أن ذلك لم يحرمه من أن يكون مُعلماً،  فالظروف التي نشأ فيها ابن البيئة الفقيرة والتي اضطرت والده إلى أن يقتصر سعيه على توفير قوت أبناءه فقط، لم تغلق في وجه الفنان محمد جمعة عبد السلامأبواب الأمل، إذ وجد في بيئته  مساحة للتعبير تارة بالشعر، وأخرى بالرسم..
خالط الشعراء الوافدين في أحد قصور الثقافة في مركز "طامية" في صعيد مصر، استمع إليهم، وحاول مجاراتهم، فعندما لمح منهم صداً عاد ابن الريف إلى الحقول والمزارع من جديد، خلوته هذه حركت داخله مشاعر شتى، فمن حواره مع الطبيعة لكن هذه المرة بريشة ولوحة إلى حواره مع "عربيات" حكايات وأد وميلاد، نستعرضها في مسيرة الفنان الثلاثيني .. 
 
كم تلقيت من التعليم المدرسي؟ 
 لم أتعلم كثيراً في المدارس نظراً لظروف أسرتي، وانتهى بى الحال إلى الصف الخامس الابتدائي فقط. 
 
 
هل وجدت مساعدة من أسرتك أو أقاربك فيما وصلت إليه؟ 
للأسف لم يساعدني أحد، لا من أسرتي ولا من أقاربي، والفضل فيما وصلت إليه هو للفطرة التي خلقها الله بداخلي من حب مفردات كثيرة موجودة في الكون الواسع، بالإضافة إلى الرغبة في أن أصبح شيئاً مفيداً في الحياة. 
 
متى شعرت بترحيب الناس بأعمالك الفنية والتشكيلية؟ 
عندما نجحت في الحوار الدائر بيني وبين ما أقوم برسمه من مناظر طبيعية ثابتة تخلو من تحركات البشر وصورهم؛ حيث قمت برسم لوحات ريفية على الورق في أول الأمر، وعندما رآها بعض جيراني أعجبوا بها، حتى أن بعضهم طلب مني أن أقوم برسم لوحات مثلها على حوائط منازلهم.
 
وهل فعلت ذلك؟ 
نعم، كانت هذه فرصة بالنسبة لي حتى أثبت لنفسي ولهم أنني جدير باحترامهم، حيث قمت برسم لوحات كثيرة على جدران المنازل والحوائط الداخلية لبعض الشقق الخاصة بمعارفي وأصدقائي وكل من يطلب مني الرسم.
 
هذه الخطوة هل حولتك من هاوٍ إلى محترف، فاتخذت الفن مصدراً للدخل؟ 
إلى حد ما، ففي الواقع،  المال لم يكن هو المهم بقدر الرغبة في إخراج المواهب والطاقات الفنية، ورغم هذا كان البعض يهبني بعض المال مقابل الرسم، فقد حدث مثلاً أن استدعتني إحدى المدارس لرسم لوحات طبيعية على كل أبواب فصولها الخشبية مقابل عشرة جنيهات لكل لوحة، وهي لوحات موجودة حتى الآن وأنا أفخر وأعتز بها. كما أنني كنت أسافر من الفيوم إلى القاهرة لأعرض بعض لوحاتي على محلات صناعة الصور والبراويز ونجحت في تحقيق مكاسب مادية معقولة بعدما أصبحت معروفاً لهم. 
 
مع مرور الوقت هل فكرت في تطوير قدراتك الفنية والتشكيلية؟ 
في بداية مشواري مع الرسم كنت أجد صعوبات كثيرة في رسم الوجوه والبورتريهات والتعبيرات البشرية، فكنت أكتفي برسم المناظر الثابتة، إلى أن التحقت بقصر ثقافة الفيوم وشاركت في العديد من الورش الفنية فتعلمت الكثير وتغلبت على صعوبات عديدة كنت أعاني منها عند محاولة ترجمة أفكاري إلى لوحات ومعارض.
 
على ذكر المعارض، كم معرض قمت بالمشاركة فيه؟ 
شاركت في معارض دائمة من خلال لوحات كثيرة أهديتها لبيت ثقافة طامية ومكتبته، وكذلك شاركت في معارض جماعية بقصر ثقافة الفيوم، وحالياً أقوم بالإعداد لمعرض بدار الأوبرا المصرية.
 
ما أفضل الخامات اللونية بالنسبة لك؟ 
الحقيقة أنا أستريح جداً للألوان الزيتية فهي تحقق ما أريده.
 
ما أبرز نشاطاتك الفنية في الوقت الحالي؟ 
من خلال تواجدي المتكرر بقصر ثقافة الفيوم أقوم بتدريس فنون الرسم وطرق التشكيل اللوني لطالبات مدارس وكليات التربية النوعية وكل من يحتاج إلى تعلم هذا المجال.
 
هل لك تطلعات في السفر إلى بعض البلاد العربية والأوروبية؟ 
السفر أمنية من أمنياتي الدائمة؛ لأنه يشجع أى فنان تشكيلي على الإبداع والتجديد، وأتمنى السفر إلى بيت الله الحرام، أولاً للزيارة، وثانياً للاستمتاع برسم لوحات عن قرب لبادية المملكة العربية السعودية ولبيئاتها المتعددة الوجوه والأشكال.
 
هل لازلت تكتب الشعر أم أنك تركته لتتفرغ لرسوماتك؟ 
أكتب خواطر شعرية منها العامي ومنها الفصيح، ولكني في الحقيقة أقرب للفن التشكيلي مني للشعر.
 
في الختام ما النصيحة التي تحب توجيهها لمن هم في مثل ظروفك الحياتية من الشباب؟ 
نصيحتى لكل إنسان أن لا يستسلم لليأس ولآراء الآخرين فيه؛ ففي مراحل حياتي واجهت إحباطات كثيرة من الناس ومن آرائهم، ولو استسلمت لكنت ضعت وانتهيت، ولكن من المهم أن يبحث كل إنسان عن مواهبة الفطرية التي خلقها الله بداخله حتى يحقق ذاته ويستمر في طريقه. 

العالمة الأمريكية مارثا نوسباوم: أنا معجبة بحيوية المرأة العربية ونجاحاتها

$
0
0

مرة أخرى تنفرد مجلة عربيات بمحاورة واحدة من أكبر فلاسفة ومفكري الألفية الثالثة وهي الأمريكية  الشهيرة البروفيسورة مارثا نوسباوم Martha Nussbaumالأستاذة حاليا بجامعة شيكاغو، وصاحبة الإسهامات الرائدة في حقول علمية مختلفة لا سيما في ميادين الفلسفة والسياسة وعلم الاجتماع والدفاع عن حقوق الإنسان، ولها في ذلك مؤلفات ذات شأن، ترجمت لأهميتها القصوى إلى جميع اللغات العالمية، نالت أهم وأشهر الجوائز التكريمية، آخرها الجائزة المعروفة "أمير آستورياس" عام 2012 في العلوم الاجتماعية، وفي اللقاء التالي نتعرف عن كثب على آراء البروفيسورة مارثا نوسباوم حول أبرز القضايا التي تشهدها الساحة العربية والعالمية الراهنة.

 

التعليم قد يقود الغرب للنظر إلى المسلمين كبشر كاملين الأهلية

في كتابك " التعصب الديني الجديد" ذكرت بأن الجهل بالإسلام هو السبب في ظهور ما يسمى بـ" الإسلاموفوبيا " في أوروبا،هل تتصورين بأن التعليم كاف لحل هذه المعضلة، ألا تعتقدين بأن وسائل الإعلام يلعب دورا سلبيا في تشويه صورة الإسلام بأمريكا وأوروبا لأسباب سياسية بالدرجة الأولى ؟
في الواقع، أنا أجد ضمن كتابي الذي ذكرت أكثر من سبب واحد للموجة الحالية من الخوف وعدم الثقة التي تستهدف الإسلام، ومن بين هذه الأسباب أن أوروبا لم تعتمد المبادئ الدستورية المشتركة الخاصة بحرية المعتقد و احترام المساواة في هذا الشأن، ففي كتابي قدمت شرحاً وافياً حول تطور الدستور الأمريكي وأثمن الحل الذي يطرحه، غير أنه مع ذلك ظل هناك مشكل عميق، وهو مسألة الهوية الوطنية، فالولايات المتحدة شأنها شأن بلدان مثل الهند، وأستراليا، وكندا وإفريقيا الجنوبية وعدد غير قليل من الدول الأخرى ترتكز هويتها الوطنية على مبادئ سياسية محضة، فإذا تقبلت هذه المبادئ ووافقت على العيش وفقها فستكون مواطناً مستوفياً كامل الحقوق، وبالنسبة للأوروبيين فقد اعتمدوا معياراً يتضمن مفهوماً مغايراً للهوية وهو مؤسس على الأفكار الرومانسية التي من بينها التراب، الدم، السلالة و اللغة باعتبارها من صميم الانتماء الوطني، ولهذه الأسباب مجتمعة فهم يجدون صعوبات بالغة في تقبل المهاجرين الجدد، الذين لهم مظاهر مختلفة عنهم ، حيث بالفعل  كل شخص يصر في الحفاظ على هويته العرقية والدينية يعامل بتمييز ويقصى، وفي هذا السياق أذكر بأن اليهود في أوروبا خلال القرن الثامن عشر كانوا يعاملون بنفس المعاملة التي يلقاها المسلمون اليوم.

وفي تصوري أن التربية والتعليم هما بالفعل ضروريان، وبخاصة إذا كان هذا التعليم يمس الخيال ويدفع الناس إلى رؤية المسلمين كبشر مثلهم و متساويين معهم في الحقوق، ولكن ذلك لن يكون كافيا ًدون تغيير في الطريقة التي يتم بها تصور الأمة والانتماء.

الهند نموذج ديموقراطي ناجح لم تتدخل بريطانيا في إرساء قواعده

هل تعتقدين بأن الربيع العربي يعد مطية للإنسان العربي من أجل الحصول على حريته وكرامته، و ما هي رؤيتك لمستقبل العالم العربي في ظل الأحداث الكبرى التي شهدها إبان السنوات الأخيرة ؟
أنا لست خبيرة في شؤون العالم العربي، فعملي حول الإسلام  وقد ركزت فيه خاصة على نموذجي الهند وبنغلاديش، اللذين لهما تاريخ مختلف تماماً، وأتصور بأن السؤال المهم هو كيف توصلت الهند إلى الوصول إلى حكم ديمقراطي تعددي ناجح، حيث لعب المسلمون فيه دوراً نشطاً، صحيح لم يخلو ذلك في بعض الأحيان من العنف والتمييز، ومع ذلك فالمواطن الهندي صار يفتخر بهذا الإنجاز، فكيف يا ترى نجحت الهند في تطويع نظام مثل النظام الديمقراطي الذي يحترم فعلاً المساواة بين المواطنين؟، وماذا يلزم  البلدان العربية  كي تحاكي هذا النظام الناجح؟
من هنا نشير إلى أن قيادة غاندي ونهرو تعد جزءاً مهماً من هذا الإنجاز التاريخي، لكن يبقى من غير الواضح حتى الآن أن القادة المتمسكين بتحقيق المساواة بين المواطنين سوف يبرزون في العالم العربي، كما أريد أن أشير أيضاً إلى الدور الذي لعبه الدستور الهندي المتميز، الموضوع من طرف بي آر أبدكار وهو من " الداليت " (أو من طبقة "المنبوذين" حسب التسمية القديمة)، والذي يتضمن حماية واسعة للأقليات والنساء.
وأخشى أن مصر-مثلا- لا تملك نفس الدستور –على الأقل حتى الآن، الشيء الآخر الذي ينبغي أن نقوله ضمن هذا السياق، هو أن البريطانيين رغم ما حققوه من نجاحات هائلة في الكثير من النواحي، إلا أنهم لم يرسوا أي أساس للديمقراطية في الهند  من خلال دعمالإصلاح القانونيوسيادةالقانون، و ليس واضحا حتى الآن ما إذا كان هذا الأساس قد تم بناءه في العالم العربي.
وعلى نفس الصعيد، يكشف المنشق الإيراني أكبر غانجي في كتابه الممتاز "الطريق إلى الديمقراطية في إيران" أن الشروط المسبقة للديمقراطية موجودة في إيران، وحدها تقريبا بين دول العربية ( نذكر من بين هذه الشروط المستوى العالي في مجال التعليم، مجتمع مدني مهيكل بشكل جيد،حركات شبابية قوية، واستقلالية المرأة) غير أن إيران لم تتمكن من تكريس الديمقراطية في بلدها بسبب واحد هو القمع الوحشي، كما يعتقد هذا الكاتب بأن  شروط الديمقراطية وضعت بشكل غير مكتمل في أنحاء أخرى من العالم العربي.

في كتبك نجد دفاعاً مستميتاً عن العلوم الإنسانية، خصوصا في مواجهة تكنولوجيات الاتصال الجديدة، بروفيسورة ألا تعتقدين أن أفكارك، وعلى الرغم من أنها تمثل دفاعاً مشروعاً عن الذكاء البشري، إلا أنها قد لا تؤثر في هذا العالم الذي يستسلم تماما إلى مغريات تكنولوجيات الاتصال الحديثة نظراً لخدماتها المتعددة؟
في الحقيقة إن كتابي في هذا المجال لم يوجه إلى الذين يعتقدون بأن التكنولوجيا هي مسألة ثروة فحسب، بل تحديداً للأشخاص الذي يؤمنون بالحرية السياسية وقضية الديمقراطية، وكان هدفي من ذلك هو حث الناس على دعم العلوم الإنسانية، مبرهنة على أنها هامة لبقاء و استمرار الديمقراطية، وفي تصوري أن هناك شريحة واسعة من الناس يمكنها أن تنتصر في هذا الشأن حتى ولو كان في مقدورها عدم تشجيع العلوم الإنسانية عن حب أو ذوق خاص.

المرأة الأمريكية تحلم بشغل مناصب في السلطة مقارنة بالهند

و ما هو رأي البروفيسورة نوسباوم في قضية المساواة بين الرجل والمرأة التي ما زال يدور بشأنها جدل كبير في أوساط المثقفين وخاصة في مجال الحرية، على اعتبار أن هناك فارقاً شاسعاً ما بين مفهوم الحرية لدى المرأة الهندية والسويدية ،على سبيل المثال، فهل برأيك ثمة معيار مشترك لمفهوم الحرية عند نساء العالم أجمع؟
لا أدري لماذا وضعت مقارنة ما بين الهند والسويد، لقد أمضيت زمنا طويلا في الهند وأعتقد بأنك ستجد من الصعوبة بمكان إيجاد بلد يلتزم بعمق في تكريس المساواة مع المرأة، ففي الهند النساء يشغلن مناصب في السلطة مازالت المرأة الأمريكية تحلم بها، على سبيل المثال كانت كوشيك باشو مستشارة اقتصادية للرئيس مانموهان سينغ وفي نفس الوقت رئيسة جمعيتنا الخاصة بالتنمية والقدرات البشرية، كما أنها باحثة كبيرة أمضت سنوات طويلة من مسيرتها المهنية في الكتابة حول المساواة ما بين الجنسين، والوكيل العامالحالي للهند أنديرا جيسينغ، تعد من المدافعين القانونيين عن الحركة النسوية وهي التي أنشأت المنظمات غير الحكومية الرائدة التي تعمل في مجال المساواة بين الجنسين، كما أن المستشارة الرئيسية لصونيا غاندي هي جين دريز الباحثة الاقتصادية التي ساهمت في تأليف كتب مشتركة مع أمارتيا سن (المتحصل على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1998) كما عالجت العديد من القضايا الخاصة بالمساواة بين الجنسين، وحتى لدى المعارضة فإن مسألة المساواة بين الجنسين تظل من أبرز الأولويات التي لا تجرؤ المعارضة من الجمهوريين في الولايات المتحدة على اتخاذ نفس مواقفها، وكل هذا يعني أن هناك التزاما شعبيا كبيرا ضمن هذا المجال في الهند، وهذا في الحقيقة منهج متبع منذ زمن ليس بالقريب، حيث أن غاندي ونهرو كانا من أشرس المدافعين عن المساواة بين الجنسين وقد منحا للمرأة مناصب سيادية في الحكم.
وفي عدد كبير من الولايات الهندية تشغل المرأة منصب رئيس وزراء ،وفي المجال الأكاديمي فإن للمرأة نفوذا لم تحصل عليه أي امرأة في أي دولة أخرى في العالم حسب معرفتي الشخصية ، وعليه فإن الفجوة ما بين الجنسين في الهند فيما يخص فرص التعليم والعمل غير موجودة على مستوى الطبقات المثقفة، وهي بالتالي تستمر في المناطق الريفية مشكلة عائقا كبيرا في مسيرة التقدم الاقتصادي بتلك المناطق، وعليه يجب القول بأن المشاكل في هذا الشأن لا تزال ذات شأن لكن مع  الالتزام والتضامن العام لمواجهة هذه الصعاب فإنني أعتقد أن المستقبل يبدو أكثر إشراقا.

المرأة في السويد، تتأرجح مكانتها في المجالين الأكاديمي والسياسي

وفيما يتعلق بالحالة السويدية فإن هذا البلد صحيح يعاني من عنف جنسي أقل مقارنة بالولايات المتحدة والهند والنساء يبرزنا على نحو جيد في المجال السياسي، لكن على المستوى الأكاديمي فإنهن يبقين بعيدات في الخلف، ويرجع ذلك إلى تقاليد النصح والإرشاد وزواج الأقارب وشخصيا لا أريد أن يكون لي مستقبل مهني في السويد !
ولو خيرت ما بين الهند والسويد فقد يكون ذلك بالنسبة لي لحظة حرجة وصعبة، لأنني أعتقد بأن النساء الجامعيات يعاملن بطريقة أحسن في الهند غير أن المناخ العام في السويد أفضل بالنسبة لي، كوني لأزال مغنية هاوية أعاني من عديد الحساسيات..
وأعود إلى سؤالك "هل هناك معيار مشترك لمفهوم الحرية لدى كل نساء العالم؟"
نعم، أعتقد أنه يوجد هذا المعيار، إن ملف اللجنةالمعنية بالقضاء علىالتمييزضد المرأة CEDAWيعد وثيقة عالمية كتب وصدّق عليها من طرف كل نساء العالم، حيث أجد اختلافات طفيفة بين الأمم، على سبيل المثال، فإن السويد يعد البلد الأكثر رفضا لعدم تجريم العمل في مجال نوعية الجنس مقارنة  بالدنمارك أو الهند، لكن هذه قضية تحتاج إلى برهنة أكثر تفصيلا، غير أنه فيما يتعلق بالقضايا الكبرى وخاصة تلك التي تضمنها ملف اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة فإن هناك اتفاقا وإجماعا شبه كلي.

المرأة العربية قفزت في المجال الأكاديمي وتحتاج إلى المزيد سياسياً واقتصادياً

و ما رأيك في المرأة العربية المعاصرة ؟
مرة أخرى، أقول بأنني لست مختصة في الشؤون العربية، حيث أعمل كثيراً في الهند وأغلبية النساء المسلمات اللائي أعرفهن هم في الولايات المتحدة، غير أنني بناء على الزيارات التي أقوم بها إلى الأردن أو لبنان، فإنني معجبة جدا بالطاقة الحيوية وكذا النجاح الذي حققته النساء العربيات، وقد تم عقد الاجتماع السنوي لجمعية التنمية البشرية في العاصمة الأردنية عمان، وفي حرم الجامعة ذهلت حين اكتشفت بأن 75% من طلبة هذه الجامعة المتميزة هم من الإناث، وهن يشكلن مجموعة مثيرة فعلا للإعجاب، وذات الشيء بالنسبة لطالبات الجامعة الأمريكية في بيروت، وأتصور أن المرأة في هذين البلدين لا تزال مع ذلك بحاجة إلى قطع أشواط معتبرة في مجال المساواة بين الجنسين في الميدان السياسي والاقتصادي، علما بأنهن خطونا خطوات كبيرة  في ميدان المهن و التربية والتعليم، وعليه فهن فقط بحاجة إلى توسيع رقعة هذا النجاح الملحوظ، أما بالنسبة للمرأة المصرية فهي في وضع أكثر هشاشة وعدم استقرارن.

 

حق المرأة في الحجاب مكفول، والأوربيون متشددون حيال ذلك

لقد دافعت بشراسة عن الحجاب والنقاب، وهو موقف معتدل نادرا ما يلاحظ عند امرأة غير مسلمة، كيف استطعت تجاوز مورثوك الثقافي للوصول إلى هذه القناعة الإنسانية وبالتالي الانفتاح على الآخر المختلف عنك؟
أتصور بأن دفاعي عن اختيار ارتداء الحجاب أو البرقع (وطبعا دفاعي مبني على أن يكون هذا السلوك اختياريا وليس مفروضا بالقوة والعنف)، قد تم قبوله بشكل واسع في الولايات المتحدة وهو الموقف الغالبية الساحقة، ويبدو أنه حتى الجمهوريين المحافظين اتفقوا مع هذا الرأي ، والبعض من أفراد عائلتي محافظون جدا، كما تابعت أيضا حصصا كانت تبث من محطات إذاعية محافظة، وعليه فقد عرفت فيما بعد أن هناك إجماعا عاما على أن الناس حين يريدون أن يعبروا عن قناعاتهم الدينية باللباس، فإن لهم كامل الحق في ذلك، لكن في أوروبا الوضع يختلف تماما، فإن أرائي اعتبرت وكأنها خارج التيار الغالب و حتى "هجومية ".
ومن هنا واستنادا إلى طبيعة المشاكل التي سبق لي ذكرها أن الأوروبيين يعتقدون بأن الناس يجب أن يذوبوا  ويتبنوا أفكار العرق المسيطر، كما أنهم يعتقدون بأن الدين نفسه يعد من الأفكار المنتمية إلى ما " قبل الحداثة " وبالتالي فإن كل لباس ديني يعد محرجا، وأتصور بأنني كيهودية و أرتل في معبدي يجعل الناس في أوروبا غير مرتاحين، وعليه ما العمل؟
أعتقد أنه علينا أن نعيش حياة دينية منفتحة والحديث بحرية، وإظهار ذلك في حياتنا، طالما أننا مواطنون ملتزمون و من حقنا التعبير عن هويتنا الدينية، وهذا ما أقوله عادة لطلابي المسلمين في الجامعات الأمريكية عندما يطلبون نصيحتي في هذا الشأن، غير أنه في أوروبا فإن وضعهم سيكون صعبا جدا، على اعتبار أن الفكرة الرئيسية المبنية على الاحترام المتبادل لم يتم قبولها بعد، وطالما أن الدول الأوروبية تستدعي المهاجرين الجدد إليها بغرض القيام ببعض الأعمال التي تحتاج إليها، فإنني آمل أنه مع مرور الوقت سوف تتغير مثل هذه المواقف المتشنجة، والأمر على كل حال يشبه أن نستضيف البعض لكي نعاملهم بفظاظة عندما يصلون إلينا.

 التمييز يهدد سكان المناطق النائية من العالم

العالم السياسي اليوم يعتمد في المقام الأول على القوة والمصلحة، وأنتِ ترين بأن الكرامة البشرية وتكافؤ الفرص هي جوهر العدالة الاجتماعية والحرية، كيف يتم التوفيق بين هذين المبدأين المتناقضين؟، أليس هذا الصراع الجدلي يعد وقود المحرقة الإنسانية منذ أزمنة سحيقة؟
أعتقد أنك متشائم جدا في مجال السياسة، وبالتأكيد هناك دور كبير تلعبه القوة والمصلحة، هو أمر ليس بجديد، لكن في الوقت الحاضر لدينا حركة مزدهرة فيما يخص الدفاع عن حقوق الإنسان،وفي تصوري أننا ببساطة في حاجة للحفاظ على الحديث عن أهمية هذه القيم، ودعم الناس الذين يناضلون من أجل تحقيقها، وفي الوقت نفسه علينا أن نعمل لكي تكون أمتنا مهما كان وضعها تطبق المعايير الإنسانية العليا التي تتحدث عنها، وأنا أرى بأن الناس عادة يظنون بأن التهديدات التي تطال الحرية والمساواة لا تقع سوى في المناطق النائية من العالم، في حين أن نفس هذه التهديدات في الغالب توجد على مرمى حجر من منازلهم.  

إهمال علاج إرتخاء الجفون يصيب العين بالكسل

$
0
0

تعد عيوب الجفون الخلقية فى عيون الأطفال من المشاكل المزمنة  التى تعانى منها عدد من الأسر مع أطفالها، فإقتراب الجفون الشديد، وضيق العين، أو تدلى الجفن العلوى وارتخائه بشكل يعيق الإبصار مشاكل  دفعت بطبيبة مصرية  للبحث عن حلول لها فتوصلت إلى أسلوب جراحي ذا كفاءة عالية لإعادة الطفل لشكله الطبيعى..
استشارى جراحة العيون وتجميل الجفون الدكتورة هيام عادل، في حوارها مع عربيات تتطرق إلى الفارق بين الطريقة التقليدية لعلاج عيوب الجفون والطريقة التي استحدثتها، كما توضح تأثير عيوب الجفون وإهمال معالجتها على الرؤية.

 

دكتورة هيام، ما تأثير إهمال علاج عيوب الجفون الخلقية؟
في البداية، أوضح وجود نسبة غير قليلة من الأطفال يولدون بعيوب خلقية فى جفون العيون، وتبدو خطورتها فى إهمال علاجها لأنها مع الوقت تصيب عيون  45%  من المصابين بهذه العيوب بالكسل وضعف الرؤية ومن هنا تأتى أهمية العلاج السريع وعدم الإهمال .

ماذا عن العلاجات التقليدية قبل التوصل لطريقتك الجديدة؟
أولا بالنسبة لأورام عيون المواليد فى الجراحة التقليدية لا تكون النتيجة مرضية، وقد يعود الورم أو لا يتم إستئصاله بشكل جيد وكامل،  كما أن العلاج بالتبريد، أوإشعاع الراديوم، أو تعاطى الكورتيزون بالفم قد يكون لها تأثيرات ضارة على العين.

 

وماذا عن الأسلوب الجديد الذى توصلت إليه وما نتائجه ؟
بالنسبة لأورام الجفون فقد توصلت لطريقة نحقن من خلالها العين نفسها بخليط من نوعين من الكورتيزون السريع والبطئ التأثير معا – بدلا من تعاطيه بالفم-   فكانت النتيجة ممتازة حيث انكمش الورم، واختفى خلال شهرين، وقد يحتاج المريض لجرعة أخرى بعد ثلاثة أشهر فقط وتنتهى المشكلة تماما.

 ماذا عن الجراحات التى  نجحت فى  إجرائها لجفون الأطفال ؟
كما قلت هناك نسبة غير قليلة فى المنطقة العربية من الأطفال يولدون مصابين بعيوب خلقية ،أشهرها ضيق العين بدرجة كبيرة، وهو ما قد يصيب عينا واحدة أو العينين معا فلا يستطيع الطفل أن يرى، ولو أهمله الأهل قد تصاب العين بالكسل ومن هنا  تأتى أهمية تلك الجراحة التى وفقنى الله إليها لتوسيع فتحة العين بأسلوب يختلف عن الطريقة التقليدية المتبعة والتى كانت تعتمد على شق فتحة العين، وهذا الشق لا يؤدى لنتيجة جيدة، وكان الطفل يتعذب كثيرا بسبب الإنتظار لثلاثة أشهر لإجراء جراحة أخرى، لذلك فكرت فى تقنية جراحية جديدة مختلفة تمكن الجراح من تطوير جراحة أركان الجفون للتوسيع الأفقى مع الرأسى فى جلسة واحدة، مع إمكانية لترميم الجفون وإعادة الشكل الطبيعى لعين الطفل .

 

لكن ما الفارق بين الطريقتين وما الفائدة بالنسبة للمريض ؟
الجراحة الكلاسيكية التقليدية تقضى بأن يتم توسيع الجفون أفقيا فقط بالجراحة، و تترك هكذا بدون التوسيع الرأسى حتى تتماسك نتيجة التوسيع الأفقي.
و ذلك لأن التوسيع الرأسى قد يشد على التوسيع الأفقى و يفسد تأثيرة لأنهما فى اتجاهات متعاكسة، و بعد ثلاثة أشهر ينتظرها المريض بدون أن يشعر بأى استفادة من الجراحة الأولى - مما يسبب ضغطا نفسيا قاسيا- يمكن حينئذ إجراء جراحة لاحقة لاصلاح إرتخاء الجفن الأعلى لتتسع العين رأسيا و هى جراحة تعتمد على تقصير الجفن.
أما فى الجراحة الحديثة التى هدانى إليها الله يكون إصلاح ارتخاء الجفن مرنا، و لا يشد على إصلاح الاتجاه الأفقى، و لا يفسده مما يوفر معاناة نفسيه للمريض، و يوفر ماديا أيضا، و لذلك يمكن إجراء إصلاح الاتجاهين الرأسى و الأفقى فى جلسة واحدة.

 

هل يمكن توضيح مزيد من التفاصيل ؟
إصلاح إرتخاء الجفن الأعلى فى هذا التكنيك يعتمد على نقل الحركة من أقرب عضلة للجفن و هى العضلة أعلى الحاجب.
و إذا احتاج الطفل لجراحة أخرى مكملة - و هو شئ وارد فى كل جراحات الاصلاح بحسب استجابة الأنسجة - فإنها تكون جراحة بسيطة لإعطاء الطفل أحسن فرصة ممكنة.
 

 

فى معرض الحديث ذكرت ترميم الجفون، ماذا يعنى ؟
هو جزء من عملية إصلاح العيوب والتشوهات الموجودة فى محيط العيون بمنطقة الجفون خاصة بعد عمليات إستئصال الأورام  كجزء تجميلى، علما بأن التجميل الذى أقصده ليس عمليات تصغير وتكبير مناطق بالوجه أو مقاومة التجاعيد وخلافه، إنما أقصد تجميل التشوهات الخلقية، وهذه العمليات مهمة جدا لأنها تنعكس على الحالة النفسية للمريضة أو المريض، وأذكر على سبيل المثال حالة فتاة فى عمر 14 سنة تعرضت لحادث أدى لتشويه وجهها عند منطقة الحاجب ما أدى إلى ندب و تليف شديد حول هذه المنطقة،  وكان  أى تدخل جراحى فى هذه الحالة يحمل مخاوف الفشل و ترك أثر ملحوظ نتيجة الحالة السيئة للأنسجة فى هذه المنطقة الحساسة . وبفضل الله وتوفيقه نجحت فى إجراء جراحة لها  تعتمد  فكرتها على أن نفتح بالمشرط على شكل حرف z"" بين الأطراف المتباعدة للحاجب و بعدها نقوم بتنظيف دقيق للمكان من الألياف و الالتصاقات،  ثم يتم تبديل مكان المثلثين الناتجين عن حرف z""  بتكنيك دقيق، و يتم تثبيت الوضع لأنه الأقرب إلى الشكل الطبيعى، هذا الطريقة مختصرة ومبسطة وتستغرق العملية نحو ساعتين.

 

 

هل يمكن للكبار البالغين الإستفادة من مثل هذه الجراحات الجديدة ؟
بالطبع، لأن الجراحة تتم فى النهاية لنسيج بشرى ولكن أود أن أوجه عناية الأباء إلى أن سرعة المبادرة بحل مشاكل  إرتخاء جفون أطفالهم أو تدليها على العين ولو بقدر بسيط وكذلك أية أورام ولو صغيرعلى جفن العين فإن السرعة فى العلاج تسهم فى إنقاذ سلامة نظر أطفالهم لأن أى تغطية فوق العين تعطل عملها، وبالتالى تسبب كسلها فى القيام بوظيفتها وهو ثمن باهظ قد يدفعه الأطفال إذا ما أهملوه الأباء.
أما بالنسبة للبالغين فقد أجريت بالفعل جراحات لحالات نادرة منها شيخوخة مبكرة فى الجفون لإحدى الفتيات وكان عمرها 28 وكانت تبدو سيدة عجوز بسبب حالة جفونها  وقد نجحت باستخدام تقنية الجراحة الجديدة  على الجفنين العلويين فى إعادتها لحالتها الطبيعية كما هو فى الصور . 


خبير الحركات الإسلامية هاني نسيرة: القاعدة تحولت من تنظيم إلى حالة يتأسى بها الإسلام السياسي

$
0
0

لا تزال الساحة العربية تشهد المزيد من حمامات الدم المنتشرة في العديد من دول المنطقة وعلى رأسها سوريا والعراق وليبيا، هذا بالإضافة لما يثار هنا وهناك من نزاعات دموية أخرى في المناطق الإسلامية والعالم، ولا يخلو أى نزاع من اسم "القاعدة" كواجهة أولى، ثم بعض التنظيمات الأخرى المنتمية لجماعات الإسلام السياسي المتبنية لمنهج العنف والتصفية الجسدية للخصوم والمخالفين كواجهة تالية، وهو ما يثمّن الدراسات القائمة على رصد ملامح التوقعات المتعلقة بتطور آليات تلك التنظيمات، وخاصة "تنظيم القاعدة"، ويثمّن أيضاً آراء الباحثين المتخصصين في إعداد تلك الدراسات... "عربيات" حاورت الباحث المصري وخبير الحركات الإسلامية  ومدير معهد العربية للدراسات والتدريب التابع لقناة العربية السيد "هاني نسيرة" حول أحدث دراساته عن تنظيم القاعدة وما يتعلق بفرص هذا التنظيم في المنطقة العربية فيما بعد ثورات الربيع العربي.
 

الفراغ الفكري والأمني بيئة مناسبة لفكر القاعدة 

بداية ما أهم ما توصلت إليه دراساتك بخصوص فرص تنظيم القاعدة في منطقتنا العربية مستقبلاً؟
دراستي قرأت أوضاع التنظيم العالمية من أفغانستان حتى القرن الإفريقي، وأكدت على وجود فرص أيدولوجية وتنظيمية للتنظيمات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة أو التابعة لها فكريا؛ مثل تنظيمات أنصار الشريعة المتواجدة في مصر وتونس وليبيا واليمن، والتي نسبت لها الاعتداءات الأخيرة على السفارات الأمريكية، كما كشفت الدراسة التي نشرها معهد العربية للدراسات والتدريب أن الفراغ الأيدولوجي والانفلات الأمني وصعود الإسلاميين، كلها تمثل فرصا جيدة وبيئة خصبة لتنامي كل هذه التنظيمات مستقبلاً. 

هل شهدت أيديولوجيا القاعدة تغيرات بعد مقتل بن لادن؟
بن لادن كان يركز مع منظري القاعدة على فكرة الجهاد الفردي وتنفيذ الأفراد لأهداف التنظيم عبر عمليات فردية غير مركزية أو مرتبطة بالقيادة المركزية لشبكة القاعدة ككل أو لتنظيمها الفرعي، فيكون الأفراد قنابل متحركة تخطط وتنفجر فجاة في أي مكان، ولكن الأخطر في رأيي هو تحول القاعدة من تنظيم إلى حالة يمكن اتباعها وتأسيها من تنظيمات السلفية والسلفية الجهادية الأخرى دون ارتباط تنظيمي معها، وبنفس الأهداف والمرجعية والرؤى، ولعل الرايات السود وصور بن لادن فوق السفارة الأمريكية في القاهرة تشرح ذلك. 

هل ثمة مخاوف حقيقية من أن يكون الربيع العربي فرصة لتنظيم القاعدة أو غيره من التنظيمات لتحقيق حلم الوصول إلى سدة الحكم في أي دولة عربية؟ وكيف يمكن مواجهة ذلك؟
نعم، نشط فكر القاعدة أو جماعات مرتبطة بها فكريا في تونس وليبيا ومصر وعبر أسماء تنظيمات أنصار الشريعة، وهم يرفضون الديمقراطية ويشككون في غيرهم من جماعات الإسلام السياسي شأن الإخوان المسلمين، وقد كتبت في ذلك دراسة سابقة نشرها معهد العربية للدراسات بعنوان فرص القاعدة في دول الربيع العربي بتفصيل أكثر.

وفقاً لدراساتك، ما أبرز نقاط القوة ونقاط الضعف في تنظيم القاعدة؟
قوة القاعدة الآن متمثلة في الفراغ الفكري والأيدولوجي ونشاط التربة الخصبة والأفكار المتطرفة التي تكفِّر وتخوِّن كل شئ، بالإضافة إلى صعود الإسلاميين السياسيين لسدة الحكم بنفس المرجعيات وبنفس اللغة الاحتكارية للدين والوطنية والحق والعدل بمنطق ـ الفرقة الناجية- ، ومن ثم تصبح المنافسة بين القاعدة وباقي التيارات الجهادية وغيرها واردة بقوة، بل إن صراعاتهم قادمة بلا شك.

 

السعودية هي الأكثر خبرة في مواجهة القاعدة 

بالنسبة لمنطقة شبه الجزيرة العربية وتحديداً في المملكة العربية السعودية واليمن، ما فرص القاعدة الحالية والمستقبلية؟
المملكة العربية السعودية هي الأكثر خبرة وقدرة في مواجهة القاعدة، سواء كان ذلك بالضربات الفكرية حسب برامج المناصحة والسكينة واستتابة هؤلاء، أو بالضربات الأمنية الاستباقية التي نجحت في وأد عملياتهم ليس فقط في السعودية بل أيضا في المنطقة المحيطة، أما اليمن فإنها رغم نجاحات رئيسها عبد ربه منصور هادي ومعه رئيس الحكومة محمد سالم باسندوه في توجيه بعض الضربات للقاعدة في أبين ومحيطها إلا أن فرص القاعدة تظل قائمة في ظل ضعف الدولة وأزماتها وهو ما يمثل خطرا ليس فقط لليمن ولكن للمنطقة كلها كذلك، ومن جهة أخرى فإن عدم حسم الثورة السورية يمثل فرصة مثالية لعودة التنظيمات العنيفة في حال عدم التدخل الدولي من أجل القضاء على الأسد والحفاظ على البلاد وضبط انتقالها بعده، كما أن الوضع الطائفي في العراق في ظل حكومة المالكي يمثل سياقا مثاليا لعودة تنظيم القاعدة في العراق كما يتبدى في العديد من عملياته السابقة.

 

الإسلام الوسطي والهوية الوطنية أفضل وسيلة لهزيمة القاعدة 

في رأيك هل يمكن لشبه الجزيرة تحديداً أن تنجح في تجنب مشاريع القاعدة وهجماتها؟ وبأية وسائل وآليات؟
نعم، يمكن ذلك بترسيخ الإسلام الوسطي ومفهوم الهوية الوطنية لهذه الدول والاستراتيجيات والسياسات الثقافية والشبابية الفاعلة والملتحمة التي تضيق على التطرف سبله، فالأيدلوجية المنغلقة والمتطرفة والقتالية - بشتى أنواعها- تنتشر في الفراغ الثقافي وغياب الفهم الوسطي والتعايشي.

ذكرت أن من آليات مواجهة مشاريع القاعدة ترسيخ مفهوم الوطنية، هل لك أن تشرح لنا العلاقة بين الحس الوطني والقدرة على مواجهة هذه التنظيمات؟ وإلى أي حد يمكن أن يؤثر حلم الخلافة الإسلامية لدى البعض على الإنتماء والمصلحة الوطنية؟
الوطن ومفهوم الدولة الوطنية مفهوم حديث يقوم على المواطنة والمساواة بين جميع المواطنين، وهو مفهوم مدني أو دنيوي وليس مفهوما دينياً.. أي لا يصنع تمييزاً على أساس طائفي أو ديني،  بل يكرس حقوق المواطنة، وشعور الإنسان أنه ينتمي لفضاء جغرافي سياسي محكوم به، وعليه واجبات تجاهه، وله حقوق إنسانية فيه، فتكريسه كانتماء أمر مطلوب حتى لا يتقدم انتماء الدين والطائفة، فنجد هندوسيا في بريطانيا يفكر في هندوستان، أو مصري يفكر في الهجرة الى دولة طالبان وهو ما عانت منه العديد من الدول العربية منتصف التسعينيات من القرن الماضي.

 وماهي أهم وسائل تعزيز مفهوم الوطنية؟
المواطنة، وتعزيز التفكير العلمي، والاعتدال الديني، وتنشيط الذاكرة الوطنية، واحترام الاختلافات الثقافية، أمور تجتمع لتمثل ما يعرف بالخصوصية الثقافية للمجتمع، ويجب تعزيزها دون انغلاق.

من وجهة نظرك، هل تجدي آلية اغتيال زعماء القاعدة في الحد من خطورة التنظيم وعمله أم أنها آلية أثبتت فشلها؟ وهل ثمة آليات أخرى يمكن اللجوء إليها؟
لا شك أن آلية الاغتيال منذ عام 2010 بمقتل مصطفى أبو اليزيد ثم مقتل أسامة بن لادن وتبعه عطية الله وأبو يحي الليبي وعدد من قادة الفروع المهمين في مناطق أخرى، ساعدت كثيراً في تراجع التنظيم وتجميد نشاطه وفقدان بريقه، ولكن تبقى الخطورة الآن في التنظير والفرص المتاحة في الفراغ وليس في القيادة المركزية المحصوره في جبال وزيرستان وأفغانستان.

هل تتعامل الأنظمة العربية بشكل جدي مع دراسة تنظيم القاعدة ومعرفة آلياته وأيديولوجياته؟
هذا هو الواقع ولكنه ليس المأمول؛ فلا زالت الأيدولوجية المتطرفة والخطاب المتماهي مع خطاب القاعدة نشطين حتى داخل مؤسسات إعلامية وشبه رسمية لا يجد من يقاومه فضلا عن أن بعض المناهضين لهذا الفكر ليسوا دائما بالمستوى الفكري المطلوب لهذه المواجهة وخاصة من تحولوا عن الفكر المتطرف للفكر الليبرالي؛ فقد ظلت ذهنية التطرف مسيطرة عليهم، وصاروا "براجماتيين" أكثر منهم فكريين وهناك نماذج لذلك كثيرة في مصر والسعودية وغيرهما، ولكن لعل المراجعات التي صدرت في مصر والسعودية عن بعض قادة هذه التنظيمات هي الأهم في هذا المضمار، ومن المهم تسليط الضوء عليها دائما خاصة مع احتمالات التراجع عن هذه المراجعات لدى بعض الأجنحة الجهادية السابقة في دول الربيع العربي.

هل يمكن أن يكون ثمة تعاون ما بين القاعدة وبين الولايات المتحدة وإسرائيل حالياً ومستقبلاً؟
أستبعد ذلك، فالقاعدة قامت على عداء هؤلاء ولكن التعاون الذي يبدو أنه بدا في التحول كان مع الإسلام السياسي المعتدل أو غير العنفي الصاعد في دول الربيع العربي، كواجهة دينية معتدلة لمواجهة تنظيمات عنيفة في هذه البلاد، والخوف من أن يتحول كما تحولت الخومينية الإيرانية لأعداء للولايات المتحدة في النهاية.

كيف تنظر إلى مستقبل التيارات الإسلامية الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربي؟
أزمة صورة، وحقيقة واقع يحتاج الكثير، وجمود نظري في حاجة لتطوير وبحاجة لثورة على مستوى التفكير والمراجعات والانتقال من فقه الجماعة والتنظيم إلى فقه الدولة، وتجاوز وهم نظري قديم بأننا نعيش في العالم وحدنا.

ما الذي يسيء أكثر إلى سمعة التيار الديني في منطقتنا: الصراع على السلطة؟ أم الفتاوى الدينية الخاصة ضيقة الأفق؟
كلاهما، وأهم منهما الفجوة بين الوعود والممكن والمنفذ، فالأيدولوجيا وعود ولكن الواقع استراتيجيات وممكنات وهذا هو التحدي الكبير. 

 

السيناريو الأفغاني غير مستبعد في مصر 

من واقع دراساتك للجماعات الدينية، إلى أى حد يكون صراع التيارات الإسلامية على السلطة في مصر وارداً؟
وارد بقوة، وهو ما حدث فيما بعد جلاء السوفيت، خاصة حين يكون على الحكم والتحكم. حدث في أفغانستان، وحدث  في العراق، وفي العديد من المناطق، فالتنظيمات الأيدلووجية المغلقة أول أعدائها منافسوها ومصارعوها على المرجعية.

ما توقعاتك بشأن مصير جبهة الإنقاذ في مصر وعلاقتها برجل الشارع المصري؟
برأيي أن جبهة الإنقاذ أبرز وجوه المعارضة المصرية الآن، ولكن المعارضة في عهد الرئيس مرسي أوسع بكثير من أي تمثيلية سياسية، إنها تمتد في صفوف القضاء والإعلام المرئي والمكتوب وفي صفوف الإسلاميين كما يتجلى من المواقف المتأخرة لحزب النور السلفي  وكذلك منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية التي ترفض مشروع القانون المقدم بخصوصها والكثير من رجال الأعمال ومناطق جغرافية تبدي غضبها من أحوالها.. بل اقتحمت المعارضة ما يدعى مؤسسة الرئاسة وحديث الاستقالات ليس ببعيد، للأسف المشكلة ليست في جبهة الإنقاذ أو المعارضة ولكن في أداء الحكومة، والرئيس الذي أتى عن طريق الانتخاب فإذا به يوالي منذ توليه المعارك وانتقاص السلطات الأخرى القضائية والإعلامية، واختزل مدة إعداد الدستور من ثمانية شهور إلى ستة شهور، وما يأتيه كذلك بعض حلفائه وأنصاره من محاصرة المحاكم  وفي مقدمتها المحكمة الدستورية العليا والمؤسسات وهو ما أدى كذلك إلى ما نرفضه من محاصرة قصره ومحاولة الهجوم عليه.

ميليشيات الإخوان والتيارات الإسلامية.. الفرقة 95 إخوان.. التمويل الخارجي، هل هذه حقائق أم أوهام؟
لست قاضياً ولا محققاً وأحترم تخصصي كباحث هناك عنف تأتيه بعض التيارات الدينية، وكذلك عنف مضاد تاتيه بعض الجماعات المدنية، وهناك عنف عشوائي يلف المجتمع ككل، والحوادث الاجتماعية والاهلية ربما ضحاياها الذين لا ننتبه لهم أضعاف ما يسقط في معارك السياسة والسلطة والمعارضة، ولكن أرجح وجود ما يسمى بميليشيات الإخوان مما شاهدناه من معركة الاتحادية في بدايتها حين تم الهجوم على المعتصمين حولها من قبل شباب قادم من محافظات بعيدة وكذلك في حصار الدستورية في 2 ديسمبر وذلك أظنه طبيعيا في كل التنظيمات الايدولوجية العنقودية.

أنت مع حرية مطلقة أم مقيدة للإبداع في مصر؟ وهل هناك ظلم واقع على الإسلاميين في هذا الإطار؟
أنا مع حرية الإبداع وليست حرية الإدعاء، وتراثنا الإسلامي الذي تحمل أبا نواس ووالية بن الحباب وعمر بن أبي ربيعه وابن الراوندي الزنديق قدوة لنا في تحمل هؤلاء ومجادلتهم بالحسنى.

وأنت صاحب كتاب "المتحولون دينياً ومذهبيا"، كيف تنظر لمشكلات التحول الديني في مصر وموقف كل من الكنيسة والأزهر منها، وكذلك موقف المجتمع؟
في دراستي المعمقة حول هذا الموضوع والتي اتسعت لعشرات أو مئات من سير المتحولين في التراث والمعاصرة أرى أن المشكلة في هذه القضية كامنة في التهويل والمبالغة؛ فالبعض يتحول لأسباب غير دينية، ربما عاطفية وربما مالية وربما سلوكية، بينما تحول البعض لأسباب دينية هو القليل النادر، ومن المؤكد أنه لن ينهزم دين بخروج أحد معتنقيه كما لن ينتصر آخر بانتساب عابر أو  فرد له.. فالقضية يتم تهويلها، كما يتم تجاوز تاريخيتها فهي مكرورة عبر التاريخ وتحملها كذلك التاريخ الإسلامي كما تحملها التاريخ المسيحي والفكري عموما.

 

أمن إسرائيل هو المهم، وعلاقة مصر وأمريكا مجرد مصالح 

في ظل تعمد الرئيس مرسي تأخير لقائه بالرئيس الأمريكي، هل ترى العلاقات المصرية الأمريكية أصبحت على المحك أم أن هناك مراوغات مقصودة؟
ليست لدى معلومات! ويكفي أن أوباما قال بعد أحداث السفارات الأخيرة إن مصر ليست صديقاً وليست عدواً، وعموماً خطاب الرئيس مرسي حتى الآن ليس خطابا أردوغانيا براجماتيا ولا زال خطابا إخوانيا.

لكن ما الذي يعنيه هذا بخصوص حقيقة العلاقات الثنائية بين مصر وأمريكا الآن؟
حفظ أمن إسرائيل يظل القضية الأهم لدى أمريكا، وقد نجح الرئيس مرسي في توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في حرب غزة ـ اسرائيل الاخيرة. وأنا ضد الجبرية التامرية أن ما تريده أمريكا يكون وأنها قادرة على دعم الإخوان أو دعم غيرهم كما يتحدث البعض، فامريكا لم تتخذ قرار بوعزيزي بحرق نفسه أو اتخذت قرار معركة الجمل، كما أنها عاجزة في إيران وسوريا وبعض المناطق الاخرى.

كيف تقيّم مشروع النهضة الإخواني حتى الآن؟
هذه التزامات الرئيس التي ألزم نفسه بها وعلينا أن ننتظر، وأدعو الله من القلب أن يكون لديه مشروع للنهضة وليس مجرد خطوط عامة كما قال المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، وأن ينجح في وعوده، ومن الإنصاف أن ندرك أن فترة محاسبة الرئيس مرسي تبدأ من بدء تولي الحكومة، وليس من يوم توليه الذي انشغل فيه بمعركته مع المحكمة الدستورية العليا لإعادة البرلمان ثم بمعركته مع العسكر وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل. وعموماً الأيام القادمة ستثبت بالتأكيد نجاح الرئيس من عدمه. 

إلى أى حد ترى الانتخابات البرلمانية القادمة مهمة بالنسبة للمصريين في ظل دستور يعترض عليه البعض؟
القانون رفضته الدستورية ولا زلنا ننتظر، بعد طعن الرئاسة غير المتوقع على رفضها، وظني أن المناخ الاجتماعي ملتهب ومشتعل اضراب للشرطة وغضب وثورة في صفوف القضاء ولغة تغالب لا توافق سائدة وغياب مشروع ورؤية. أما الدستور الذي اضطرت لجنته للتصويت عليه ليلا حتى الصباح وقاطع الإشراف عليه جل القضاء الجالس أو العالي فلا شك أنه دستور معيب في كثير من أجزائه ولم يتح للشعب فرصة كافية للتعرف عليه بل تم في عجلة الأمور واستعجال السلطة والهيمنة من قبل الرئيس وحزبه، وليتهم كانوا أكثر هدوءًا مما كان، فالراعي يكون من الرعية والرعية تكون كما يكون.

 

الضبطية القضائية عبث

على هامش التوتر الأمني في مصر، ما رأيك في منح الضبطية القضائية للمواطن المصري مؤخراً؟ وما توقعاتك بشأنها؟
أرفضه، فهذا يعني انهيار الدولة فحين يضبط مواطن مواطنا هذا يعني قانون القوة والتغالب والافتراس وظني لن يكسب منه إلا حلفاء السلطة أو الفاسدون والمجرمون، فلا اتصور استاذاً جامعيا يمكنه ضبط حرامي أو بلطجي بل العكس وليثبت من يثبت. الدولة والأمن كان ينبغي أن يعالج بشكل مختلف استيعابي وتصالحي وليس بهذا الشكل الراديكالي كعادة القرارات الأخيرة في مصر.

أنت مع إطلاق سراح الشيخ عمر عبد الرحمن أم مع بقائه مسجوناً؟ وهل ترى فيه خطراً متوقعاً على مصر والمنطقة؟
من المهم متابعة الموضوع بحكم أن الرجل مصري ولكن القضاء الأمريكي لديه حيثياته في الحكم عليه وعلينا أن نتعاطى مع المؤسسات الغربية بطرائقها وآلياتها. ولكن لا نملك قرار الإفراج عنه خاصة إن كان مظلوما، مع تأكيدات القاعدة وبعض الجهاديين أنه ضد المراجعات وأنه من منظري القاعدة وأسال الله لي وله العدل.

إلى أى حد تلعب ظاهرة "الإسلاموفوبيا" لدى الغرب في دوراً في علاقته بالإسلام حباً وكراهية؟
لدينا أيضا ما يعرف بـ "الغرب فوبيا"، وكما أحرق قس القرآن أحرق متطرف موتور في مصر الإنجيل. التعايش قانون للعيش ولا يصح أن نطلبه منهم دون أن نعطيه لهم أيضا، ويبدو أن المعتدلين في الطرفين مظلومون بهذه التوجهات.

في الختام كيف تقيّم حركة حوار الأديان في العالم العربي ونظيرتها أيضاً في الغرب الأوروبي؟
هي حركة لا زالت نخبوية وبعض الممثلين والمشاركين فيها مجرد أكاديميين "استاتيكيين" لا يطورون من ثقافة شعوبهم، كما أنه لا توجد سياسات ثقافية نشطة تكرس لثقافة التعايش والاحترام، فاحترام مقدسات الآخرين دين، وكما قال الله تعالى: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم".  

شاعرة النوايا الحسنة هويدا عطا: قلمي سلاحاً أدافع به عن المرأة

$
0
0

هي نموذجاً فريداً لامرأة عربية جمعت شخصيتها عنفوان الأنثى وعقلانيتها، وشاعرة مرهفة الحس، شدى بكلماتها مطربون وموسيقيون عرب أمثال لطفي بوشناق ونصير شمة ومدحت صالح. بحثت عن الفن في التراث العربي؛ شعراً ونثراً وأعلاماً، وأحيت بقلمها تاريخ شخصيات كانت في طي النسيان حين ألفت "رجال مبارك بن لندن يتحدثون" ، و"الشرعبي ذاكرة 100 عام"، و"أيام لطيفة" إلى غير ذلك من مؤلفات وكتب حرصت خلالها ألا تغفل اعتبارات الملائمة والمعاصرة. وهي إعلامية حاضرة بما تثيره عبر المرئي والمقروء والمسموع من موضوعات اجتماعية مثيرة للجدل والنقاش والبحث والتنقيب فيما يخصها ويخص المرأة العربية في كل زمان ومكان، بل ويخص المهمشين والمهمشات من ذوي المرض والإعاقة؛ حيث تقرأ لها "إبراهيم .. طفولة لا تعرف الحلوى"، و"أم تقهر صمم أبنائها الثلاثة بمفردها"، هذا وغيره كثير يلقاه المثقف العربي في سجلها الإعلامي والصحفي الواسع.. إنها المصرية "هويدا عطا" الملقبة بـ "سيدة الصحراء"، الشاعرة والإعلامية، وسفيرة النوايا الحسنة بخيمة التواصل العالمية –خيمة حكيم العرب بدولة الإمارات ـ والتي خصّت "عربيات" بأحدث حواراتها حول الجديد والقديم من إبداعاتها وعالمها .  

بداية  ..من أين ابتدأت رحلة الشاعرة وإلام انتهت؟
بدأت رحلتى مع الإبداع فى سن مبكرة؛ فبمجرد عودتى من المدرسة كنت  أحضر على الفور كراسة الرسم وقلم الرصاص والألوان وأفترش بهم أرضية شرفة بيتنا، وأبدأ بالرسم، فقد كان للمشهد الرائع والذي يقع مباشرة فى اتجاه بيتنا بمدينة جرجا العريقة بمحافظة سوهاج مقراً للحكم العثماني في أوج فترات حكمه، مشهد تمتزج فيه ألوان الطبيعة من جبال "صفراء" ومياه النيل الزرقاء وأوراق الغيطان الخضراء والملونة، وكان لهذا المشهد الأثر الكبير في خلق موهبتي الأدبية.
 
هل لعبت المرأة دوراً ما في حياتك الإبداعية؟
بالتأكيد؛ فحضن أمى الحنون وصوتها الدافئ كان يملأ المكان ويبهج الحياة بشكل عام، بجانب حسها الفني والأدبى الراقي وإن كانت لم تكمل تعليمها، إلا أنها كانت ماهرة جدا فى سرد حكاياتها القديمة، ولم أكن أجد مفراً من الاستسلام لها  ولخمائلها السحرية التى تأخذني إلى مواقع الحدث وتاريخه، علاوة على هذا فهى كانت تستحق وبجدارة أن تلقب بالأم المثالية لما لاقته من شقاء شديد فى تربيتنا والإصرار على تعليمنا والوصول بنا إلى بر الأمان، فى وسط مجتمع قبلي كان يتحدى بشراسة تعليم الفتاة ويعتبره عاراً آنذاك.


ما الذي يثير حفيظتك بشأن المرأة العربية؟
ما يثير حفيظتى أنها لا تستغل القوانين والتشريعات الممنوحة لصالحها، فتسمح لنفسها أن يساء استخدامها  كسلعة مستهلكة ومثيرة ومستفزة فى الإعلانات التليفزيونية الرخيصة والتى تظهر مفاتن جسدها كأداة إغرائية لشراء المنتج، وأيضا استسلامها للاستغلال الغير أخلاقى من قبل منظمات الإتجار بالبشر، إلى جانب خضوعها الشديد للمظهر الشكلى الزائد عن حده... مما يؤدى بها إلى سوء فهمها وبالتالى التجرؤعليها.. وإثارة نظرة الاستخفاف بها، ثم تأتى فتشكو!

 
ما المشكلة النسائية التي ترينها عالقة في عنق الرجل ويجب عليه الوفاء بها؟
ظلم المرأة وعدم احترام عقليتها أو منحها فرصة التعبير عن نفسها، وعدم قدرته على تجاوز فكرة "سي السيد"، متجاهلاً أن المرأة تملك عقلا مثله يفكر ويبدع، وكل ما يحدث دوما من مشكلات مستعصية بين الرجل والمرأة يحتاج إلى حل فورى، وعلى الرجل أن يتذكر أن  آخر ما أوصى به رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو المرأة فى خطبته بحجة الوداع "استوصوا بالنساء خيرا" .
 
ما الذي جنته حملتك "الأيادي البيضاء" دفاعاً عن المرأة وحقوقها؟
سلطت الضوء على المرأة ودورها فى كل الأماكن وخاصة النائية منها.. وأظهرت إنجازاتها على كل المستويات المختلفة بالمجتمع، وما تلك الحملة إلا نور أطل على بصائر النساء العربيات في كل مكان تواجدن به وأفرد ظلاله على ما يقمن به من العمل المتميز.

وهل كان لتلك الحملة تركيز ما على أوجه إبداع المرأة بصفة عامة؟
 نعم بالتأكيد، فحملة الأيادي البيضاء تتبنى الدرر الإبداعية المكنونة  لفتيات ونساء لم يجدن الوسيلة المناسبة والأيادي المساعدة لإظهار هذه المواهب وتلك الإبداعات الخضراء، بل وتهتم كذلك بالأمومة والترقي بفلذات الأكباد إلى مستويات علمية وثقافية يرضى عنها المجتمع، حتى يكونوا بمثابة ثمرات يانعة نافعة نفتخر بها جميعا، والحمد لله من خلال عملي الإعلامي شاركت ولو بجزء يسير في خدمة المرأة العربية وخاصة النساء المتميزات  في دولة الإمارات وكان بعضها بمثابة اكتشاف.

ما الذي يعنيه كونك "سفيرة للنوايا الحسنة"؟
كونى سفيرة للنوايا الحسنة بخيمة التواصل العالمية بدولة الإمارات، يعنى الكثير بالنسبة لي، خاصة بعدما لاقيته من المحبة والتقدير على أيدي من اختارونى لهذا اللقب والعمل، لذا فإن هذا الاختيار يحملنى مسؤولية مضاعفة، أولها  أن أكون عند حسن الظن ، وثانيها أن أعكس صورة مشرِّفة لبلدى مصر، وأعمل على تكريس التواصل الإنسانى الإيجابي بين البشر، فى رحاب هذه الخيمة الخضراء.

ماذا عن الوجه السياسي لـ "هويدا عطا"؟
أنا لا أنتمي إلى أي أحزاب سياسية.. فقط أنتمي إلى الطيبة والمحبة والتسامح والأخلاق والآداب والتقاليد التي أوصى بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وإلى كل من يمسح دمعة حزينة ويطفيء حر ظاميء ويشبع نفساً جائعة، أو يسعد النفس الإنسانية الحائرة في كل زمان ومكان، فإذا ما تحققت كل هذه الأسس الرحيمة ستمحو الصورة المشوهة للصراع السياسي بين الدول، وما يؤدي بها إلى حروب ومهالك لا يجني إنعكاساتها إلا بسطاء الناس والمهمشن منهم.

 

عشقي للتاريخ والصحراء يأسرني

أي دواوينك الشعرية تعتبرينه نقلة نوعية في شعرك؟
بالتأكيد ديوانى الأول "الطرف الآخر من العتمة" وهو أول ديوان نثري، كان النقلة الأولى والنوعية بحياتى الشعرية لما حواه من فلسفة شعرية نالت إعجاب الكثير من الشعراء والأدباء ومنهم الشاعر الكبير الدكتور حسن طلب  والشاعر المبدع الصديق أحمد الشهاوى والشاعر القدير نصارعبدالله وغيرهم.

حالياً، ما الذي يشغلك على مستوى الكتابة والتأليف؟
أنا الآن بصدد إصدار كتابين؛ الأول أدبى وهو "شرفة الياسمين" والذى يضم مجموعة مقالاتى الأدبية التى نشرت بمجلة "المرأة اليوم"، والثاني كتاب سيرة تاريخية يحمل اسم "أيام الفيروز" وهو عن الشاعر الإماراتى الراحل "جمعة الفيروز" وتجربته الشعرية والإنسانية المؤلمة وهو من أهم شعراء الإمارات، وسأحاول أن ألملم وريقاتى الشعرية المهترئة حتى لا تندثر تماما فى ديوان ثالث "للقصيدة النثرية" قريباً إن شاء الله .
 

 

 

 

كتابك "عابروا الربع الخالي" يشي بحب عميق للتراث القديم، فهل لك أن تحكي لنا عن هذه العلاقة؟
نعم، أعشق التاريخ وكل ما يمت للقدم بصلة، أو كل ما أشتم به رائحة الماضى الجميل وعبق القصص والحكايا الإنسانية والتاريخية المؤثرة، وهذا عشق يتملكني حتى النخاع، وأجد فيه بغيتى ومادتى الإنسانية الدسمة التى تأسرني فلا أستطيع الخروج من حبائلها وإغرائها، وللعلم أنا ايضاً عاشقة للصحراء متلهفة دوماً لكشف عالمها وإغوائها الوسيع، والحمد لله عقدت صداقات جميلة مع أهل البدو من شيوخ القبائل  ونسائها، حتى أنهم لقبونى بـ "سيدة الصحراء".
 
لماذا اخترت عنوان "واه يا غلبي" الدال على مزيج من التهكم والسخرية والألم .. عنواناً لديوانك عن الثورة المصرية؟

و كان فى الأصل يحمل الآهة باللهجة المصرية ولكن شاء صديقى العزيز الشاعر "محمدعيد ابراهيم" وأيضا الروائى العزيز "إبراهيم عبد المجيد" صاحب "بيت الياسمين" الذى صدر عنه الديوان، أن يمنحاه الحرقة والآهة الصعيدية التى تعبر بالفعل عن كل ما جاء به من إحساس وعشق ومحبة وامتعاض وكره ونقد وسخرية لهذا العالم الذى نحياه ولا يروق لنا أحيانا، فيقذفنا بكل ما أوتى من قسوة وغلظة وإيذاء.

هل تتفقين مع الرأى القائل بأن المرأة العربية أسرفت كثيراً في شعر الحب والرومانسية في الوقت الذي أهملت فيه قضايا أكثر أهمية؟
بالطبع لا، فليس كل المبدعات كذلك، وهناك بعض الأسماء الشعرية النسائية المعروفة، التي تغنت بألم ووجع الأوطان، خاصة في الأحداث التي نمر بها اليوم والتي تدفع القلب والإحساس للكتابة عن كل ما تحويه هذه الأوجاع والآلام وبكاء القلب الدائم على الوطن المليء بالجروح والجبهات المفتوحة على أفواه الأعداء المتربصين كالذئاب للانقضاض على الفريسة.

لماذا في رأيك تفر المرأة العربية من الشعر إلى الرواية في الوقت الحالي؟ وهل نحن في زمن الرواية فعلاً؟
سيبقى الشعر ديوان العرب ولسانها، وهذا لا يمنع أبداً من أن تكون للقصة القصيرة والرواية ثوبها ورونقها الخاص، وربما تكون الرواية قد وجدت من يهتمون بها ويصنعون لها مقاماً عالياً من التقدير والتكريم؛ لذا اتجهت بعض الأقلام إلى كتابتها، رغم أن كثيراً من تلك الأقلام ربما يكون مؤهلاً أكثر لكتابة الشعر وليس الرواية أو القصة، ومن ثم يكون الاتجاه لكتابة الرواية أحياناً هو نوع من التغيير والهروب من رتابة وملل الاقتصار على ممارسة جنس أدبي واحد، وعموماً  فلن يتغير أبد الآبدين ثوب الإبداع لونا ورائحة وحسا وإشعاعا، طالما هناك قلوب تنبض بالمحبة والإحساس والشعور، وتلك الأجناس المختلفة لابد أن تأتى بإبداعات مختلفة.

لعلاقة الثقافية بين مصر والسعودية بحاجة للإرواء


إلى أى مدى تربطك علاقات بالحركة الأدبية لشاعرات المملكة العربية السعودية؟
نلتقى بمحبة الإحساس على طاولة الإبداع المزهرة بكل الألوان من هنا وهناك، فتصبح فرصة "لتقافز" ما تسكنه قلوبنا من محبة وما يشغل عقولنا من شغف بالكلمة والبوح بها لتنطلق فى بهاء إلى أذهاننا، ومشاركاتي متكررة مع شاعرات المملكة فى الفعاليات الثقافية المختلفة.

ما تقييمك للعلاقات الثقافية بين مصر والسعودية في الوقت الحالي؟
تحتاج هذه النوعية من العلاقات إلى توسيع الرقعة الثقافية بشكل يبدى للجميع فرصة الالتقاء التنويرى والفكرى، ويترك بصمة وارفة بين البلدين، وإن كان هذا موجوداً لكنه في حاجة ماسة إلى مزيد من  الارتواء.

بصراحة، هل لمست فارقاً وجدانياً  في البيئة الشعرية والأدبية الحاضنة بين الإمارات والقاهرة؟
قديما ربما كان الفارق واسعاً لكنه اليوم قد تضائل، وباتت الثقافات تأتى إلى دولة الإمارات من كل حدب وصوب، لأنها تحتضن كل المهارات الإبداعية وتكرمها، خاصة في ظل جائزة الشيخ زايد للكتاب التى ذاع صيتها، ولا شك أن مصر الحبيبة فعلت هذا في قديم العقود، لذا لا تفارقنى "أزقة" الحسين القديمة التى هى زادى وترحالى للكتابة، والتى ربما تضيق فى بعضها فتتسع لك بمحبة الزمان الذى عاشته وتعيشه، ولكم أظل أعشق الجنوب الحزين "الصعيد" بكل ما فيه من فطرية طبيعية عجيبة ترغمك على العشق الأبدي  بلا هوادة.

في الختام هل أنت راضية عن حال المرأة المصرية شاعرة وكاتبة ومواطنة؟
بالتأكيد ليس كل الرضا، وخاصة عن حال المواطنة العادية التى تشقى شقاء الأمرّين في حياتها، فلا تجد حتى وقتا للابتسامة، فالمراة المصرية هى وجعى وألمى، ودموعى التى أذرفها عليها أطل فى ثنايا وجهها الذى ملأته التجاعيد غلبا وفقرا وقهرا، وأشتمُّ رائحة تحملها ما لا تطيق، فأكره هؤلاء الذين أرغموها على تحمل قسوة الظروف اللا إنسانية، لكن عزائي الوحيد أن المعركة واحدة، فربما نجد فى قلم الشاعرة والكاتبة سلاحا يدافع عنهن جميعا.

رعاية الموهوبين صناعة واستثمار

$
0
0

سعياً نحو "توطين" العقول وإيقاف هجرتها، ولأن الشباب هم محور ارتكاز الأوطان، تفتح "عربيات" الملف عن "هجرة العقول" وهي الظاهرة التي خسرت بسبها الدول العربية الكثير، فاتجهت نحو أساليب المعالجة، وبات إنفاق الدول الخليجية في السنوات الأخيرة لافتاً إذ تضخ المليارات من موازناتها المالية لدعم الابتكار، والاختراع، ورعاية الموهبة، فأنشأت مؤسسات ذات صفات اعتبارية عليا كمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع التي يرأس مجلسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود– حفظه الله – ومؤسسات في دول الخليج وجوائز عدة تجد داعمها الأول الشيخ محمد بن راشد آل مكتومنائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، وحاكم إمارة دبي.

كيف تنظر القيادات إلى الشباب؟
من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: "الأجيال القادمة هم الثروة الحقيقية والاهتمام بهم هدف أساسي". ومن خلال هذه الرؤية أنشئت جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين (تكريم) بقرار من مجلس الوزراء والتي تهدف إلى الإسهام في تطوير مجالات العلوم والتقنية في المملكة، والمنتجات القائمة عليها، دعماً للتحول إلى مجتمع المعرفة، ولتشجيع وتكريم المخترعين والموهوبين المتميزين في المجالات العلمية، والتقنية والإنتاج الفكري، وتنميةً لروح الإبداع، والابتكار، والاختراع، وتحفيز المواهب والقدرات، وأيضاً تحفيز طاقات أفراد المجتمع، وحثهم على التنافس المثمر، وتحفيزهم على الابتكار في المجالات العلمية والتقنية المختلفة.


وفي أحد مقالاته قال الشيخ محمد بن راشد: "إنني أنظر إلى هؤلاء الشباب باعتبارهم مصادر غير عادية لبناء الأمة" ووجه في كلمتة للشباب في القمة الثالثة لريادة الأعمال: "أقول للشباب، أنتم تستحقون الأول والأفضل والأكبر، فقط إذا آمنتم بأنفسكم وقدرتكم على التحدي، نلتقي اليوم هنا لأننا نؤمن بقدرات الشباب، ولأننا نعرف حق المعرفة أن المستقبل لا يصنعه إلا الرواد، والتاريخ لا يغيره إلا أصحاب الشجاعة والإقدام، والنجاح لا يأتي إلا لمن سلك دروب لم يسلكها أحد قبله، واليوم في هذا المؤتمر بدأنا خطوة تتبعها خطوات، وفتحنا طريقاً وسيتبعنا غيرنا، نحن جميعاً شركاء ونحن مسؤولين عن خلق بيئة مناسبة لهؤلاء الشباب حتى يبدعوا وينطلقوا وينهضوا بدولهم ومجتمعاتهم."


تلك الرؤى هي التي أنشئت مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربيةالتابع للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي يهدف إلى تشجيع البحث العلمي والتقني بين دول المجلس وتسهيل انسياب التقنية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في المنطقة، وتشجيع الأفراد نحو استثمار الأفكار في المجالات المنتجة، وتنشيط السوق الصناعي والتجاري بتقديم نوعيات جديدة من المنتجات، والمساعدة على التقدم الصناعي والزراعي في المنطقة عن طريق قيام الأفراد والمبدعين والمبتكرين والمخترعين بنشر أفكارهم التي تخدم هذه المجالات مع المحافظة على حق ملكيتهم.

وقد سجل مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية 2614 طلب خلال عام 2013 م مقارنة بـ 3001 طلب بعام 2012م. وتراجعت عدد البراءات الممنوحة سنوياً، ففي عام 2013م تم منح 319 براءة، وفي عام 2012م تم منح 343 براءة، مقابل 512 براءة في عام 2011م.



حديث حول الموهبة مع المختصين:
تتحدث المستشارة الإماراتية ناديا بوهنّادالحاصلة على دكتوراة في تربية الموهوبين عن ضرورة إيمان الدول بالمواهب ودعمها حيث تقول لـ "عربيات": "الدول المتقدمة في المجال الفكري والعلمي هي من تبادر في الإيمان والاهتمام بالمواهب، أما دعمها فيعتمد على قوة اقتصاد الدولة، حيت أن هناك دول بها عقول نابغة ولكن بسب اقتصادها المتردي لا يحصل الموهوب على الدعم الذي يجب أن يحصل عليه، والعكس صحيح هناك دول لديها من الإمكانات المادية الكثير مثل دول الخليج ولكنها لا تمتلك الوسائل والسبل التي تدعم من خلالها الموهوبين، الاهتمام والرعاية والدعم مطلوب في كل الحالات لأن الموهوبين في أي دولة هم رأس المال الحقيقي لتلك الدول والاستثمار فيهم يُظهر نتائجه لاحقا بعد سنوات".

من جهته يرى عضو مجلس الشورى السعودي البروفيسور عبدالله الجغيمانوالذي يرأس الجمعية العالمية لأبحاث الموهبة والتميز بألمانيا أن: "الدول التي تعنى بمستقبلها، وتطمح في المنافسة العالمية لا سبيل لها لتحقيق ذلك إلا أن تعنى بصناعة الموهبة ورعاية الموهوبين. العناية بأصحاب القدرة على تقديم إسهامات عميقة ومهمة في حاضر المجتمع ومستقبله ليس بشأن ثانوي أو اختياري بالنسبة للشعوب التي تعد أمر تقدمها وتفوقها أول أولوياتها، وإن وجود فكر يتبنى صناعة الموهبة في كل مدرسة ومنزل ومؤسسة ليس بأمر يمكن حدوثه بالتمني أو المصادفة أو بمجرد مرور الزمن، بل المسألة في حاجة إلى صناعة مقصودة موجهة على بصيرة وذات رؤية واضحة تلامس حاجات المجتمع الحقيقية".

بدوره يرى الدكتور شافع النياديعضو مجلس إدارة جمعية الموهوبين بالإمارات أن بعض العقول إن لم تهاجر فقد تستغل موهبتها بشكل سلبي، ويشدد على ضرورة الرعاية بقوله: "لهذا يجب على الدول أن تقوم بتنمية وتطوير وتبني هذا الكنز والثروة التي ستغذي الوطن بالفكر والإبداع والابتكار مما له الأثر الإيجابي على الجانب الاقتصادي والاجتماعي وغيره من الجوانب، وقد أثبتت الدراسات العلمية  أن نسبة المبدعين من الأطفال من سن الولادة حتى سن الخامسة تصل إلى 90% منهم، وعندما يصل هؤلاء الأطفال إلى سن السابعة تقل تلك النسبة لتصل إلى 10%، وما أن يصلوا إلى الثامنة حتى تحط الموهبة رحالها على 02% منهم فقط، معنى هذا أنه على الدول البحث والاهتمام بالموهوبين منذ نعومة أظفارهم قبل أن يتقلصوا وتقل نسبة وجودهم، أو تُعدم مواهبهم."

وتطالب بوهنّاد"الحكومات في الدول العربية بتبني الموهوب من مرحلة ما قبل المدرسة، من خلال برامج القياس المخصصة للكشف والتعرف على الموهوبين ومتابعة الطفل الموهوب في كل مرحلة مع التركيز على التنوع والإثراء في المادة العلمية التي يتم تدريسها للموهوب لأن الطفل الموهوب سرعان ما يشعر بالملل من مستوى المواد العلمية كما هي الآن. بعد المتابعة يجب أن يكون هناك صقل لموهبة المشخص في مجال ما والعمل على تلبية المتطلبات المادية والبيئية وتهيئة الظروف النفسية للموهوب حتى يبدع ويعطي في مجاله، وكل ذلك يجب أن يتم من خلال العمل مع الأسرة وتفهمها."

ويناشد النياديالحكومات بقوله: "لابد من رسم خارطة طريق لاستثمار موهبتهم بما يخدم مجتمعهم ووطنهم، وذلك بتذليل الصعوبات التي يواجهونها، وضمان حقهم في الجهود المبذولة وكذلك التطبيق العملي لمواهبهم ومخترعاتهم وابتكاراتهم، بحيث تخدم المجتمع ويكون لها دور هام في تقدمه وتطوره، وأيضا لابد من تثقيف الأسر وأولياء الأمور بكل ما يتعلق بالموهبة، بحيث تدرك الأسرة أهمية ابنهم والعناية به عناية خاصة وتوفير البيئة المناسبة والمشجعة على الإبداع والابتكار حيث كلما ازداد وعي وثقافة الأسرة بمعرفة موهبة الابن وما يملكه من قدرات تتبع هذه الموهبة، كانت الفرصة أكبر من الاستفادة من إمكانياته وقدراته وتوجيهها الاتجاه الصحيح، وتجنيبه الإحباط أو الانحراف".

وعن الموهوب توضح بوهنّادأنه في الغالب شخص غير اجتماعي بطبعه، وهو لا يلجأ إلى الآخرين بل ينتظر من الآخرين أن يبادروا بالدعم".


الموهوب لا ينسحب، بل تزيده العقبات عزيمة وإصراراً
وينقل النياديبوصلة حديثه إلى الشباب الموهوب مقدماً نصائحه لهم بقوله: "كل شخص موهوب لابد وأن يمتلك الصبر والإرادة والمثابرة لتنمية موهبته، ولا يكتفي بما تقدمه له حكومته، أو يتحجج بعدم تعاون الآخرين معه، يجب عليه أن يثابر ويبحث ويناضل ليصل إلى مبتغاه، فلو كان النجاح سهلا لكان الجميع ناجحين ومتميزين، لهذا على الموهوب أن يوظف ما وهبه الله له بخدمة مجتمعه ووطنه، ولا يربط  خدمة المجتمع فقط  بتوفير المعونة والمساعدة. بل تكون أيضا بتطوير مهاراته والمثابرة في طلب العلم وكسب الخبرات، ولا يسمح  للمحبطين والمتشائمين بأن  يؤثروا على همته وإرادته. فالعطاء أمر مرتبط بديننا ومبادئنا وقيمنا وليس مشروطاً بوجود عطاء في المقابل، ولا تبرر انسحابك بمبررات مواجهتك الصعاب والعقبات والفشل، لأنك لو تتبعت أكثر المبدعين والمخترعين لرأيت أنهم واجهوا جبال من الصعاب والعقبات، بل فشلوا عشرات المرات، لكن لأنهم موهوبين ومبدعين لم ينسحبوا أو يحبطوا، بل العكس زادتهم هذه العقبات والمصاعب إصراراً وعزماً وإرادةً على المواصلة والاستمرار على طريق النجاح والتميز والإبداع."

ويخاطب الجغيمانالمؤسسات التعليمية وذات العلاقة بثقافة الابتكار والموهبة بحديثه قائلاً: "يجب أن تعي المؤسسات التعليمية أن رعاية الموهوبين صناعة وليست مجرد خدمة يتم تقديمها، هي صناعة مهنية راقية ومفصلية في حياة ومستقبل مجتمعاتها. وإن التصور الذي يحمله المجتمع بسائر مؤسساته عن الموهبة والموهوبين عامل رئيس في صناعة الموهبة. ولذلك فإن من الحكمة أن تبدأ المؤسسات التعليمية بترسيخ هذا التصور في عقيدة منسوبيها وأنظمتها وسلوكياتها ومناهجها".

 

 


الموهبة لاتبرز في مجتمعات لاتعترف بالاختلاف
كما تشير بوهنّادإلى أن "ثقافة الموهبة لا يمكن أن تبرز في مجتمع لا يعترف بالاختلاف والمرونة، بمعنى أنه لن يستطيع الكشف أو التعرف على الموهوب معلم تقليدي وعادي في طريقة تفكيره ولا يملك العلم والخبرة في هذا المجال وغير مرن، لذلك وجب على المؤسسات الحكومية أن تضع شرطاً من شروط الالتحاق بالتدريس غير الكفاءة في المادة العلمية التي يدرسها المعلم هو أن يخضع لدورات تدريبية مكثفة قبل التدريس في طرق الكشف والتعرف على الموهوب وكيفية التعامل معه، ومن ثم متابعته لما يجد في هذا المجال سنوياً".

وهنا يلمح الجغيمانإلى أن: "رعاية الموهبة ليست مناسبات عامة، واحتفالات موسمية، ومسابقات محلية ودولية، وظهور إعلامي هنا وهناك، وإنما هي عمل جاد طويل المدى يتطلب رؤية إستراتيجية وتنفيذ منظم ومركز بما يخدم حاضر الموهوبين ومستقبلهم ومستقبل أوطانهم."

ومن خلال "عربيات" يوجه الدكتور شافع النياديرسالته إلى العقول الخليجية بقوله: "تحلوا بالصبر والمثابرة ولا تستعجلوا الأحداث والنتائج، نحن نتعامل مع بشر لا نتعامل مع آلات أو مصانع ننتظر المخرجات في حينها! بل نحن نتعامل مع تنمية مواهب، فثمارها لا تقطف في لحظتها، وكذلك لابد من التطوير المستمر والمتواصل فلا نكتفي بهدف معين ونقف، واعلم أنه من يقول وصلتُ إلى قمة طموحي وأهدافي، فهذه هي بداية نزوله للأسفل. التزموا التخطيط والتنظيم والتقييم، لا تبنوا مواهبكم وإبداعاتكم ومخترعاتكم على العشوائية والتخبطية. وكذلك أرجو من العقول الخليجية استثمار الوقت وعدم التأجيل والتسويف لإبداعاتهم بل التزموا بخططكم التي وضعتموها. قد تواجهون النقد والتذمر والإحباط، لكن عليكم أن تجعلوا هذا النقد هو العدسة التي ترون من خلالها ما لم تستطيعوا أن تروه  بأعينكم المجردة. خذوا هذا النقد من الناحية الإيجابية وابدأوا بالتعديل والإصلاح إن احتجتم  ذلك، وإن كان مجرد النقد ليس له من المصداقية شيء فقد اكتسبتم خبرة".

من جهتها توجه المستشارة الإماراتية ناديا بوهنّادرسالتها إلى العقول الخليجية بقولها: "أدعو العقول الخليجية بشكل عام لعدم إصدار الأحكام المسبقة والبعد عن الانغلاق ومحاولة تقبل الآخر وكل جديد منه من دون انتقاد، أما للعقول الخليجية الموهوبة فأدعو إلى عدم الاستسلام والاستمرار في التغريد خارج السرب لأن صوت الموهوب وعمله وموهبته ستصل إلى الآخرين بإصراره والمطالبة في حقه للدعم لأنه جزء من المجتمع كغيره".

مدينة العقول الخليجية:
حول الفكرة التي تطرحها "عربيات" بإنشاء مدينة للعقول الخليجية تقول الدكتورة الإماراتية ناديا بوهنّاد: "الفكرة رائعة ولكن الخبرات السابقة غير مشجعة ولا تدعو إلى التفاؤل حيث أن معظم الدول التي دعت إلى تبني الموهبة والموهوبين- باستثناء الأردن- حولت الأفكار إلى شعارات فقط من أجل جذب انتباه الرأي العام وفي الغالب لا يتم تطبيق الأفكار إلى واقع عملي تطبيقي. ولكن التطبيق ممكن في ظل وجود أفراد موهوبين قائمين على العمل ومتابعته حتى تكون المخرجات واقعية وعملية، لا أن يتم ذلك من قبل عقول منغلقة لا تقبل التغيير، المجتمعات العربية بشكل عام تخاف التغيير وتقاومه، والموهوب دائماً يأتي بما يحمل التطوير ولكن مع التغيير."

ولم يخفِ المتخصص في برامج الموهوبين وتنمية التفكير الدكتور عبدالله الجغيمانحالة عدم الرضا التي يتوقعها لهذه الفكرة ويقول: " تتحقق هذه الرؤية عندما تعتنق مجتمعاتنا الاحترافية والمهنية العالية في رعاية هذه العقول بمنهجية علمية وخطط طويلة المدى بعيداً عن المبادرات الشخصية والآراء الفردية والأفكار الآنية."

أما الدكتور شافع النيادييؤيد هذا الحلم بقوله: "يستحق هذا الحلم أن يصبح واقعا بزرع ثقافة الموهبة في مجتمعاتنا والتي من خلالها ستقوم الدول بالاهتمام بالموهوبين وتحفيزهم على الإبداع والابتكار وتذليل العقبات والصعاب التي يواجهونها. وكذلك لا بد من دور الإعلام في هذا الجانب لإبراز المواهب، والذي بدوره يُسهل على المسؤولين القائمين على فكرة (مدينة العقول الخليجية) العثور على الموهوبين، ولابد من التطبيق العملي البارز والملموس لأفكار وإبداعات الموهوبين، وأن لا تكون مجرد مؤتمرات وورش عمل دون مخرجات ملموسة".

اللجنة الوطنية للتدريب: قرار الملك بتمديد المهلة للعمالة يصب في مصلحة السوق

$
0
0

وصفت اللجنة الوطنية للتدريب توجيه خادم الحرمين الشريفين لوزارة لعمل والداخلية بإعطاء فرصة للعاملين المخالفين لنظام العمل والإقامة في السعودية لتصحيح أوضاعهم، في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من تاريخه، بالقرار الإيجابي والحكيم الذي سيصب في مصلحة الاقتصاد الوطني وفي مصلحة العمالة الوافدة، حيث أنه سيؤدي إلى حفظ حقوقهم.

وقال المهندس عبد العزيز العواد نائب رئيس اللجنة الوطنية للتدريب: "قرار منح مخالفي الإقامة والعمل الفرصة لتسوية أوضاعهم وتصحيحها بالقرار الأبوي، أمر إيجابي وجيد، وأن تمديد مهلة التصحيح لثلاثة شهور ملائم ومناسب لأنه سيعطي الفرصة للعامل المخالف لتصحيح وضعه وكذلك لأصحاب الشركات، خاصة وانه جاء بعد حملة تفتيش قامت بها الجهات المختصة لتصحيح الوضع في السوق، إلا أنها أثرت على العديد من القطاعات من حيث التشغيل والتي كانت تعتمد على العمالة المخالفة"، مشيراً أن التصحيح التدريجي سيخدم الجميع ويحق الاستقرار في السوق.

وأكد العواد أن قرار وزارة العمل بقصر عمل العامل الذي تم استقدامه على صاحب العمل الذي أجرى توقيع العقد معه وأستقدمه، هو قرار صحيح ويصب في صالح السوق السعودي ويسهم في ضبط آلية العمل فيه، كما أنه أداة هامة جداً للقضاء على مشكلة التستر التجاري التي باتت واضحة المعالم في العديد من الأنشطة، مبيناً أن المنشئات الصغيرة والمتوسطة هي الأكثر تضرراً من القرار مقارنة بالمنشئات الكبيرة التي تأثرت هي أيضاً ولكن بنسب متفاوتة.

وأشار نائب رئيس اللجنة الوطنية للتدريب، إلى أن الكثير من المدارس الحديثة والتي هي في طور التقديم لتأشيرات العاملين أو في انتظار وصولهم، هي من القطاعات التي تعتمد في تشغيلها على عاملين ليسوا على كفالاتها، خاصة من أقارب الوافدين العاملين في السعودية والمؤهلين للقيام بتلك المهام، مردفاً: "لا بد أن نشير إلى الجانب الحكومي الذي يتحمل هو الآخر جزء من مسئولية ما حدث في السوق، وعلى سبيل المثال : التعميد للحصول على أساتذة للسنوات التحضيرية في الجامعات بأعداد لا يمكن أن يتم توفيرها في المهلة المحددة، التأخر في الفصل في القضايا المعروضة على لجان التقاضي في وزارة العمل الابتدائية لفترات طويلة تصل إلى ثلاث سنوات، وهو الأمر الذي يمنح العامل الحصانة من الترحيل ويجعل منه يبحث عن وظيفة أخرى بطريقة غير نظامية في ظل أن صاحب العمل الأساسي الذي يعمل لديه لا يرغب بتشغيله".

ويرى العواد أن قطاع المقاولات يعد من أكثر القطاعات استحواذا على العمالة الوافدة المخالفة من حيث عدم العمل لدى الكفيل، إذ أنه القطاع الذي يعمل فيه أكثر من 50 في المائة من العمالة بشكل غير نظامي، مبيناً أن قطاع المقاولات في ظل النهضة التنموية التي تعيشها المملكة ومواجهته لبرنامج نطاقات الذي قلص الفرص أمامه للحصول على مزيد من الاستقدام في العمالة، قام بتقديم عروض وظيفية للعمالة الموجودة لدى كفلائها، ومنحهم رواتب تتجاوز رواتبهم لدى صاحب العمل الأساسي لهم بنحو 80 في المائة، وهي شاملة لجميع البدلات والمزايا، إلا أنها رواتب على شكل يوميات ودون التزام طويل الأمد.

ولفت العواد، إلى أن المعالجة التي تقوم بها الحكومة السعودية في الوقت الحالي جاءت بعد تراكم المخالفات وانتشارها في السوق، والتي بات من الضروري تصحيحها بشكل جذري، مبيناً أن التراكمات موجودة في سوق العمل منذ زمن، وليس من الإنصاف أن يسأل عنها وزارة العمل فقط، بل هي مسؤولية مشتركة بين التجارة لغضها النظر عن المخالفات والتستر عليها، والداخلية بسبب عدم تعاملها مع مخالفي أنظمة الإقامة ومتخلف الحج والعمرة منذ البداية، وأخيراً العمل فيما يتعلق بعدم معالجتها مخالفات أنظمة العمل في السوق السعودية، وغض البصر عن مافيا التأشيرات التي استفحلت في الفترة الأخيرة، وأغرقت السوق بعمالة لا يحتاج إليها الوطن، وأخيراً المواطن نفسه الذي استقدم عمالة وتركها في السوق دون عمل أو تستر عليها.

وأبان العواد، أن ما يثير الاستغراب هو عدم تحرك وزارة العمل بشكل عاجل مع بلاغات أصحاب العمل، خاصة وأن بعض العمالة تقوم بعد اكتسابها للخبرة بنقلها إلى أصحاب عمل آخرين ودون وجه حق، وهو ما يثير هنا أمر هذا التصرف من قبل بعض ملاك المنشئات الذي لا يرعون حق صاحب العمل الأساسي أو أفكاره في إدارة وتطوير منشأته، داعياً إلى الاستفادة من نحو أكثر من مليوني مرافق قدموا مع العمالة الوافدة التي تعمل في السعودية والتي يقدر عددها بأكثر من سبعة ملايين عامل، وذلك عوضاً عن إرهاق سوق العمل بعمالة أخرى عن طريق الاستقدام.

وأضاف العواد: "جميع المبادرات التي تطلقها وزارة العمل تكون باتجاه القطاع الخاص، وأنه لا يوجد هناك أي مبادرة تجاه الشاب السعودي، فنحن طالبنا كثيراً بضرورة أن يكون هناك نظام يمنع تسرب السعودي من الوظيفة دون سابق إنذار أو إجراءات يتم تسويتها وفقاً لعقد موحد يحمي مصالح الطرفين"، وشدد العواد على أهمية أن يتم إدخال مادة عن مفهوم أخلاقيات العمل على غرار التجربة اليابانية في المرحلة الابتدائية، موضحاً أن مثل هذه المادة من شأنها أن تعزز مفهوم استيعاب الأخلاقيات ذات الصلة بالعمل وكيفية الإخلاص فيه والتي من خلالها أيضاً يتم تأصيل مفهوم التشريعات والآليات التي يجب التقيد بها في سوق العمل.

مصممة ربطات الشعر وخبيرة التجميل منى اسماعيل تكشف عن أحدث صيحات صيف 2013

$
0
0
الحجاب التركي والإسباني والبدوي أكثر انتشاراً بين الشابات

مصممة ربطات الشعر وخبيرة التجميل منى اسماعيل تكشف عن أحدث صيحات صيف 2013

عربيات - القاهرة: سمر الحلو

عشقها للجمال والتجميل كان وراء تنقيبها عن كل ما هو جديد فى مجال التجميل، لم تبخل بالوقت ولا الجهد ولا المال لاكتساب الخبرة في المهنة التي أحبتها، حيث تعلمت فنون استخدام أدوات التجميل على أيدى اشهر الخبراء المصريين ومن بينهم محمد عبد الحميد، وأمنية الشرقاوى، وأضفت بصماتها قبل أن تتجتوزالخامسة والعشرون من عمرها. هي خبيرة التجميل"الماكييرة"المصرية منى اسماعيل التى تكشف لنا عن أحدث صيحات التجميل وربطات الحجاب لصيف  2013، وتؤكد أن الالوان الهادئة المستمدة من الطبيعة والصارخة الجريئة هى التى تفرض نفسها هذا الموسم، وتتماشى مع مختلف ألوان البشرة والمناسبات الصباحية والمسائية لتضفى جمالاً طبيعياً على المرأة.

فى البداية تؤكد "الماكييرة"منى اسماعيل أن الماكياج المبهرج والمبالغ في ألوانه بدأ يتراجع مع توجه الشابات إلى البساطة والإعتدال في المظهر، حيث أصبحن يبحثن عن كل ما هو عملى ومريح، لذا نجد أن إتجاه الموضة هذا العام فى الصيف على وجه التحديد يتماشى مع هذه المتطلبات وتلبيها، بما فيها ربطات الطرحة "الحجاب"التركية المسحوبة من الأمام، فهى الأكثر انتشاراً، وفرضت نفسها بقوة وتعتبر من أحدث صيحات الموضة بالنسبة لربطات الطرح لهذا الصيف بخاماتها المريحة المصنوعة من الأقطان والحرير، وبألوانها المختلفة التي تتناسب مع الملابس وتراعي التناسق. 

منى اسماعيل
 

أما النمط الآخر الشائع في ربطات الطرح فهو الإسباني، الذي تفضله الكثير من الفتيات، ويتوفر بأشكال مختلفة ملحقة بالاكسسوارات خاصة الفضيات كتقليعة جديدة للربطات ذات الطابع الاسباني، وتنصح خبيرة التجميل الفتيات بارتداء القمصان ذات "الياقة"الطويلة التي تغطي الرقبة حتى منطقة تحت الأذن لإبراز جمال هذاالنوع من الربطات، أما النساء اللاتي لا يفضلن "الياقة"الطويلة فى الصيف فتنصحهم باختيار الربطات التركية الخفيفة المسحوبة من الأمام كونها مريحة ولا تحتاج لمجهود أو وقت فى الربط، و تعتبر سهلة وأكثر عملية. وتضيف منى اسماعيل أنه يمكن الاستعانة بـ "الإيشارب"لتغطية منطقة الرقبة بدلا من "الياقة"الطويلة.


 

النمط الثالث هو الربطات البدوية التى تعتبرها الخبيرة منى اسماعيل أحدث صيحات موضة الربطات لصيف هذا العام، وقد ظهرت منذ عامين على الساحة، وتميل الفتيات لها خاصة في لا تقيدهن فى الحركة كونها انسيابية وغير مشدودة على الرأس. 

كما تؤكد أن فكرة ربط أكثر من طرحة تراجعت، وأصبحت طرحة واحدة كافية مع ربطة قطنية أحياناً لتحمى الشعر من حرارة الصيف وتمتص العرق بسهولة وتمنع تساقط الشعر.

وعن  الاكسسوارات تقول: "عادت إلى الساحة الاكسسوارات المبهرجة والضخمة، فهى أحدث صيحات صيف هذا العام، ويفضل عند ارتداءها أن تكون الطرحة بسيطة وغير مبالغ فيها، وأن تكون ذات لون واحد وتخلو من التطريز لتضفى جمالا وأناقة".


 

أما عن أحدث صيحات التجميل ألوان الماكياج لصيف هذا العام، تقول: "تعتبر الألوان المستمدة من الطبيعة هى موضة هذا العام كالخوخى والوردى وتناسب فتاة العشرينات على وجه التحديد وتتماشى مع طبيعة حياتها وعمرها، بالإضافة إلى الألوان الصارخة والجريئة والصريحة كالاحمر والفوشيا والبرتقالي بدرجاتهم المختلفة، والتى تتناسب مع فتيات الثلاثينات وما فوق، ويمكن استخدامها فى جميع الاوقات دون التقيد بمناسبة معينة لاختيار هذه الألوان. 

وتضيف: "يفضل أن يكون هناك تناسق فى الألوان الأخرى، وأن تكون ظلال العين هادئة، ورسمتها بسيطة وغير مبالغ فيها، فنجد ألوان الكحل المختلفة هى الأكثر انتشاراً فى صيف هذا العام مثل الأزرق بدرجاته الفاتحة والداكنة، بوالبني، وينصح باستخدام الألوان الفاتحة لصاحبة العيون الغامقة، والعكس لصاحبة العيون الفاتحة لإبراز جمال العين وجاذبيتها، وإضفاء إضاءة وبريق لعدسة العين،  أما (الآي لاينر) أو الكحل السائل فلا يعد عملياً فى الصيف، لكن قد يكونهناك من تتقبله وتشعر براحة في استخدامه". 

وعن الخطوات التى تتبعها لوضع الماكياج تقول: "أبدأ بإعداد البشرة أولاً وتجهيزها بمستحضرات الترطيب، ثم يأتي دور رسم العين وتحديدها بالكحل، وتوزيع الظلال على الجفن بشكل متساوي، و من ثم أقوم بسحب العين بالكحل الملون وترك مساحة فارغة من الأسفل لإبراز جمال العين وجاذبيتها، ثم أبدأ بتوزيع الأساس (الفاونديشن) على البشرة، على أن يكون أفتح من لون البشرة بدرجة أو درجتين فقط حتى يبدو المظهر طبيعياً وغير مبالغ فيه، ثم يتم توزيع البودر على البشرة، ويلي ذلك وضع أحمر الخدود باللون الخوخى أو الوردى الذى يضفى جمالاً طبيعياً على البشرة، وبعدها أضع البودرة السائبة على الشفاة لتثبيت أحمر الشفاة، وأقوم بتحديدها باللون الذى يتناسب مع الفتاة وفقاً لملابسها وربطة حجابها والمناسبة التى ستذهب إليها، ويفضل أحمر الشفاة اللامع لسن العشرينات كلمسة أخيرة خاصة إذا كان ماكياج العين بارزاً، أما إذا كان هاديء وخفيف فيمكن استخدام ألوان أحمر الشفاة الفاتحة والصارخة المواكبة للموضة فى هذا الصيف كما ذكرت كالأحمر والفوشيا والبرتقالي". 

خبير الإرشاد الأسري علاء الغندور: سوء الظن بين الزوجين يهدد أمن الأسرة، والبوح بأسرار العلاقة الحميمة يهدم الحياة الزوجية

$
0
0
مؤكداً على وجود علاقة بين الثراء وإرتفاع معدلات الطلاق

خبير الإرشاد الأسري علاء الغندور: سوء الظن بين الزوجين يهدد أمن الأسرة، والبوح بأسرار العلاقة الحميمة يهدم الحياة الزوجية

عربيات - القاهرة: محسن حسن

لا شك أن الأسرة في عالمنا العربي والإسلامي تحتاج إلى الكثير من وسائل التوعية والتربية والإرشاد النفسي والسلوكي؛ ذلك أن طرفي هذه الأسرة وهما الزوجان غالباً ما يقعان في الكثير من المحاذير والأخطاء التي تتسبب في زعزعة الثقة بينهما، وفي زرع بذور الفتنة والشقاق، إما بسبب التفاوت الفكري الشاسع بينهما، أو لخطأ يرتكبه أحدهما في حق الآخر أو يرتكبه كلاهما في حق صاحبه، وهو ما قد يكون معه الطلاق والإنفصال أحد النتائج الطبيعية المترتبة على ذلك لا محالة. وهنا يلعب المحكّم أو المستشار الأسري  دوراً كبيراً في الإصلاح الاجتماعي والزوجي، وفي الحفاظ على الكيان الأسري وإدراكه قبل بلوغ مرحلة التفكك والانهيار، وكما قال الله تعالى "وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا".. ويعد السيد علاء الغندور خبير التنمية البشرية ومستشار الإرشاد الأسري، أحد أهم الشخصيات العربية في هذا المجال؛ حيث استطاع بخبراته المتراكمة أن ينزع فتيل أزمات زوجية وأسرية وعائلية بلغت عشرة آلاف حالة مختلفة ومتباينة في حدتها وتفاصيلها؛ ويرى الغندور أن الأسرة السعيدة تقوم دائماً على الحب والمودة والتراحم، وأن أنانية أحد الزوجين أو كلاهما معاً، هى آخر ما يجب أن يحرص عليه كل منهما، باعتبار أن الأنانية تناقض فكرة الشراكة الزوجية القائمة على تبادل الشعور بالبذل والتضحية والعطاء. عربيات حاورت الخبير الأسري علاء الغندور حول آفاق العلاقات الزوجية ومشكلاتها. 

ضعف الدخل الأسري، وغياب ثقافة العلاقات الزوجية الحميمة أكثر المشاكل انتشاراً

ما أكثر المشكلات الأسرية التي واجهتك بشكل متكرر؟ وما تفسيرك لسبب تكرارها؟
أهمها على الإطلاق فشل العلاقة الحميمة بين الأزواج، ويليها ضعف الدخل المادي والمشاكل الاقتصادية مثل "النكد الزوجي، المعايرة، البخل العاطفي، الإهمال، الغيرة، المشاكل مع أهل الطرف الآخر، ندرة التواجد في المنزل، الخيانة الزوجية، إفشاء أسرار البيت، احتقار الطرف الآخر، الضرب، الإنحراف، مشاكل الابناء، مشاكل الزوجة مع الجيران"، وهى تتكرر بسبب عدم وجود ثقافة كافية عن العلاقة الزوجية.  

في رأيك ما الذي يؤثر بشكل أكبر على مستقبل العلاقات الزوجية؛ هل هو تفاوت المستوى الثقافي بين الزوجين أم ثبات هذا المستوى؟
تفاوت المستوى الثقافي يتسبب في عدم توازن واستقرار الأسرة، لأن كلاً منهما يشعر بأنه من كوكب يختلف عن كوكب شريك حياته، وبالتالي فكلاهما لا يفهم الآخر ولا يسبح معه على نفس الموجه. 

ما أخطر الأخطاء التي يمكن أن ترتكبها المرأة في حق زوجها؟ وماذا عن أخطر أخطاء الرجل في حق زوجته؟
بالنسبة لأخطاء الزوجة الفادحة يمكن تلخيصها في مجموعة أخطاء أهمها "رفض المعاشرة، الخيانة الزوجية، الجفاف العاطفي، ضرب الزوج علناً أو سراً، إفشاء أسرار العلاقة الزوجية، قيامها بسرقة أموال زوجها، النكد، مطالبة الزوج بما لا يقدر عليه، المعايرة له، التقليل من شأنه أمام أولاده وأهلها، الصراخ الدائم في البيت بصوت مرتفع، ندرة تواجدها فى البيت والذهاب إلى الأهل أو الصديقات أو العمل". أما بالنسبة لأخطاء الزوج فهي بالمقابل تتمثل في "الخيانة الزوجية، ضرب الزوجة وإهانتها، البخل عند امتلاك المال، إهمالها بعدم التواجد في المنزل، السلوك العنيف، تحقيرها، طردها من البيت بسبب أو بدون سبب، سرقة أموالها، الزواج عليها بدون علمها، تعاطي المخدرات، لعب القمار".  

باعتبارك محكّم وخبير في حل النزاعات الأسرية والزوجية، ماهي أهم الأخطاء التي قد يقع فيها المحكّم وتؤدي إلى فشل مهمته؟
قد يخطئ المحكم إذا فقد حياده وشفافيته وانحاز بغير وجه حق لأحد الأطراف، وقد يقع هذا إما لخصومة شخصية مع أحد الأطراف، أو نتيجة لاستفزاز أحد الأطراف له، أو توجيه إهانه، أو لوجود مصلحة شخصية مع الطرف الذي ينحاز إليه.

وأنت تتعاطى مع مستويات اجتماعية متفاوتة، أيهما أكثر تعقيداً في مشكلاته الأسر الغنية والمرفهة؟ أم الأسر الفقيرة؟
الأسر الأكثر ثراء قد تكون مشكلاتها أكثر تعقيداً لأنها تعتمد غالبا على المصالح، وكون الزواج مجرد صفقة لاكتساب السلطة أو النفوذ أو المال أو الوجاهة الاجتماعية أو للمحافظة على الشراكة التجارية أو للمحافظة على الأنساب والممتلكات والثروة حتى لا تخرج خارج العائلة. ولكن هذا لا يمنع أن تكون هناك مشكلات معقدة لدى الأسر الفقيرة بشكل مختلف، وخاصة عندما يرغب الزوج فى طلاق زوجته الحاضنة لأولاده الصغار، ويشعر بالعجز عن ذلك لأنه لن يجد مأوى له إذا طلقها.

المنطقة الآمنة للخلاف هي الإحترام

من وجهة نظرك ماهي المنطقة الآمنة التي يمكن أن يلتقي عندها زوجان مختلفان في الأفكار والتوجهات حتى لا تنقطع علاقتهما الزوجية؟
يمكن الوصول للمنطقة الآمنة بينهما إذا عقدا اتفاقاً ملزماً بينهما على أن يحترم كل طرف رغبات الطرف الآخر، وتنفيذ الإتفاق كأنهما يلتقيان لتناول الطعام ولممارسة اللقاء الحميم عندما يرغبان فى ذلك وبخلاف ذلك يعيش كل منهما وفق الضوابط المتفق عليها دون إيذاء مشاعر الآخر. 

إذا تحدثنا عن مرحلة الخطبة ما أهم الفوارق الكامنة في هذه المرحلة والتي يمكنها إفشال الزواج لاحقاً؟
من المؤسف وفى أغلب الحالات أن الخطيبان يقومان بإظهار أجمل ما فيهما ويخفيان معظم عيوبهما فيكون الفشل هو النتيجة الحتمية لهما عندما يتم الزواج ويكتشف كل منهما أنه يعيش مع إنسان غريب عنه، وأنه تعرض لخديعة كبرى وذلك نتيجة الغش أو عدم الوضوح والصراحة أثناء فترة الخطبة.

كيف يمكن لأسرة محافظة أن تفتح مساحات آمنة لبناتها خلال فترة الخطوبة دون التفريط في القيم والمبادئ العربية؟
يحدث هذا بوجود الرقابة من الأهل، ولكن بشكل مرن وغير خانق، بحيث يعطى الفرصة للخطيبان للتعارف بشكل جيد، ويكون هناك دائما مرافق للخطيبين من الأهل ولو عن بعد.

كخبير تنمية بشرية، هل تؤثر وسائل الإعلام  بأشكالها المختلفة في تآكل البناء ألقيمي للمراحل السنية المبكرة من الشباب والفتيات؟
من المؤكد أن وسائل الإعلام أصبحت تؤثر بشكل سلبي فى هيكل البناء القيمى للمراحل السنية من الشباب والفتيات، لأنها تعبر بشكل مبالغ فيه عن صور غير حقيقية لقصص خيالية تعكس عادة وجهة نظر مؤلف العمل الدرامي، فمثلا تجد الشرير طوال 59 حلقة هو القوى والمبتسم والمنتصر، بينما صاحب الحق هو الضعيف المقهور والذي يقاوم الشر ولا ينتصر إلا فى آخر عشرة دقائق من الحلقة ال60 والأخيرة، وكأن المؤلف يطالب الشباب بأن يكونوا أشرارا. وفى أعمال درامية أخرى تجد البطل يخدع الفتاة ويسلبها شرفها ويرفض الزواج منها رغم توسلها إليه بأن يستر عليها وأيضا لا يتزوجها إلا في آخر عشرة دقائق فى الحلقة الأخيرة، وكأن المؤلف يدعو الشباب لخداع الفتيات والهروب. هذا يعطى صورة سيئة عن  نماذج الشباب والفتيات، وأيضا هناك نماذج كثيرة لا تعبر عن الشخصية السوية والمستقيمة إلا فى أضيق الحدود وكأنه زمن الأشرار فقط، ونماذج أخرى كثيرة لا تعبر عن الواقع، وهو ما يؤدى بالتأكيد إلى انهيار المبادئ والأخلاق والقيم.

هل نسبة الطلاق تعد أكبر في المجتمعات الخليجية أم في غيرها؟ ولماذا؟
نسبة الطلاق عالية فى منطقة الخليج قياساً بغيرها من الدول العربية  دول، لأنه في المجتمعات الخليجية يستطيع الرجل أن يتزوج أربع  زوجات وتتقبل الزوجات ذلك فى العموم، وما يعطى الرجل هذه الإمكانية هو ثراؤه، وهذا يجعله فى أحيان كثيرة لا يهتم بغضب زوجته، أو بإرضائها ويكتفي بالطلاق إذا رغب أو إذا رغبت زوجته فى ذلك. 

ثقافة الاعتذار بين الزوجين مفقودة، واصطناع الفرحة يشجع الأبناء على نسيان المواقف الأسرية المؤلمة 

كيف تقيّم أثر عادة "البوح"للأصدقاء والصديقات عن أسرار العلاقة الحميمة وانعكاسها على مستقبل الأسرة؟
عادة يؤدى البوح للأصدقاء والصديقات إلى نتائج وخيمة غير محمودة العواقب، وتؤثر على مستقبل الأسرة خاصة إذا تضّمنت أسرار غرفة النوم والعلاقة الحميمة بين الزوجين أو أسرار البيت، وأنا هنا أتوجه بالنصح لنترك ما يحدث فى البيت داخل البيت ونتحدث فى كل شئون الحياة إلا أسرارنا الخاصة، لأنها إذا انتشرت فإنها ستؤدى إلى ما لا يحمد عقباه.

كم مشكلة واجهتك كمستشار أسري كان سوء الظن فيها هو الأساس في تفكيك الأسرة والحياة الزوجية؟
أغلب الناس أصبح يغلب عليهم الشك وبدون سبب أو دليل، لمجرد وجود أناس سيئون حولهم، ومع الوقت تحول سوء الظن هذا إلى مرض وأصبحنا نحكم مسبقا بالأحكام السلبية والسيئة على الجميع دون أن نسأل أو نفهم أو نتحرى الدقة في الحكم. ومن ثم فإن التأنى فى التفكير وفي الفهم والتحليل يعطينا القدرة على الاستنتاج الصحيح والحكم الصحيح. وللأسف الشديد كثير من المشكلات وكثير من حالات الطلاق وقعت بسبب سوء التفاهم أو بسبب الفهم الخاطئ وخاصة من النساء نظراً لعدم تحكمهن فى مشاعرهن عند الغضب والخوف والغيرة أو عند الإحساس بالقهر أو بالظلم. أما عند الرجل فقد يكون سوء الظن بسبب غرور أو عدم ثقة الزوج فى نفسه أو فى زوجته، أو لأنه مريض بمرض الشك أو الغيرة بشكل مبالغ فيه.

على مستوى الحياة الزوجية، هل ترى أن ثقافة الإعتذار قد أنهارت في مجتمعاتنا العربية؟
بالتأكيد أصبحت ثقافة الإعتذار شبه غائبة بين الزوجين في كثير من الأحيان، لكن حتى لو انهارت هذه الثقافة فعليهما أن يستعيداها سريعاً وأن يدركا أن الاعتذار من شيم الكرام و الأقوياء، وأنه لن يبخس قدر المخطئ عندما يعتذر، خاصة أن الاعتذار سوف يجعل الحياة تسير بشكل أفضل، وإلا فإن الزوجين سوف يعيشان حياة جافة وأسلوباً عنيداً ويصبحان كالغرباء وكلاهما خاسر إذا كانت هذه حياتهما.

بأية وسيلة تعتقد كخبير أسري يمكن إفراغ مخيلة الأطفال مما علق بها من مشاهد أسرية عنيفة بين الوالدين؟
أعتقد أن ذلك صعب الحدوث خاصة أن الأطفال يتأثرون بمشاهد العنف بين الزوجين وقد تتحول إلى عقدة نفسية تلازمهما طول العمر، ولكن لإفراغ صور تلك المشاهد على الزوجين أن يظهرا حسن علاقتهما دائما أمام أطفالهما بشكل دائم، ويظهران المحبة والود ولو بشكل مصطنع ولفترة طويلة حتى ينسى الأطفال تلك الصور السيئة من عنف والديهما.

وماذا عن فلسفة الإفراغ اليومي للهموم والمشكلات العالقة بين الزوجين داخل وخارج عش الزوجية؟
إذا توفر لديهما الوقت الكافي والمناسب يوميا فلا بأس، وإن لم يكن ذلك متاحاً فيمكنهم على الأقل التفرغ مرة أسبوعياً واختيار الوقت المناسب والهادئ لتصفية كافة الهموم والمشاكل العالقة بينهما.

 

الإبتسامة تذيب جبال الخلافات مهما كان حجمها 

لاحظت أنك تمارس الرسم والفن التشكيلي، فهل هذا يساعدك في مجال التنمية البشرية وحل المشكلات؟
بالتأكيد، لأن رسم الكاريكاتير يقدم صورة ضاحكة وساخرة عن الموضوع أو المشكلة التي أتعامل معها ويكون أسهل وأبسط وأسرع للفهم من العامة بكل مستوياتهم الثقافية والعلمية، أما بالنسبة للفن التشكيلي فهو يعطى خيالا أوسع، وفرصة للتأمل والتفكير العميق. ومن لم يجرب العلاج بالرسم والموسيقى لن يقتنع به ولكن علوم التنمية البشرية قدمت طرقا جديدة ورائعة للعلاج لم يكن أحدا يتوقعها وثبت أن لها مفعول السحر . 

لماذا فكرت في إطلاق إذاعة ضاحكة عبر إنترنت؟ وهل ترى أن البسمة كافية لحل مشكلاتنا؟
من المؤكد أن للإبتسامة فعل السحر على الناس، فعندما نضحك يكون لدينا استعداد كافي ورائع لمناقشة أى أمر ونحن فى حالة مزاجية جيدة تمكننا من التفكير بهدوء و روية وبشكل موضوعي فى كيفية حل مشكلاتنا.

الناقد البحريني نادر كاظم: الربيع العربي انتقل من التفاؤل، إلى التخوّف، إلى الإحباط

$
0
0
في إصداره الأخير بعنوان "إنقاذ الأمل"

الناقد البحريني نادر كاظم: الربيع العربي انتقل من التفاؤل، إلى التخوّف، إلى الإحباط

عربيات - البحرين: رباب أحمد

صدر مؤخراً كتاب "إنقاذ الأمل"للكاتب والناقد البحريني نادر كاظم عن دار مسعى، و يعد هذا الكتاب الإصدار التاسع للكاتب، ويتناول فيه الثورات العربية أو ما يسمى بـ"الربيع العربي"والتحول الديمقراطي في المنطقة، ويتطرق إلى مشاعر الشعوب حياله معتبراً أنها مرت خلال مراحل مختلفة بالتفاؤل والتخوف والإحباط، متمسكاً في طرحه بالأمل في مستقبل أفضل. حول الكتاب والآراء التي تضمنها حاورت "عربيات"الكاتب في هذا اللقاء.

 

من هو نادر كاظم؟
على الرغم من بساطة هذا السؤال إلا أنه من الأسئلة صعبة الإجابة، وعلى المرء أن يتقمص شخصية الآخر حتى يعرّف نفسه، فيمكن القول بأن نادر كاظم هو كاتب وناقد ثقافي وأكاديمي من البحرين. مهتم منذ منتصف التسعينات بالنظرية النقدية، وبالنقد الثقافي، وبالدراسات الثقافية، وبقضايا تقع في دائرة واسعة تتصل بالثقافة والهوية والتاريخ والفكر السياسي. وهو من مواليد قرية الدير في شمال جزيرة المحرق، تلقى تعليمه في مدارس البحرين الحكومية، ودرس في جامعة البحرين مع مطلع التسعينات، وهي فترة كانت حاسمة في حياته وتوجهاته.

ما هي أبرز الافكار التي تناولها إصدارك الأخير؟
الكتاب هو أشبه بمحاولة لإنقاذ الأمل في إمكانية التحول الديمقراطي في العالم العربي، إنقاذ الأمل في نفسي قبل نفوس قراء الكتاب، وخاصة بعد المسارات الصعبة والمعقّدة، وأحياناً المحبطة والمؤلمة والتي سلكها "الربيع العربي"بعد نجاح ثورتي تونس ومصر في الشهور الأولى. كانت هذه المسارات تحتم عليّ لا الدفاع عن "الربيع العربي"بحدّ ذاته، بل عن الأمل الذي أحياه هذا الربيع في نفسي وفي نفوس كثيرين على امتداد هذا العالم العربي. وهو أمل بدا بعد عامين من انفجار "الربيع العربي"وكأنه يتلاشى ويذبل، كثيرون على امتداد العالم العربي تفاءلوا بالربيع العربي بلا حدود في شهوره الأولى، ثم تفاءلوا به بحذر، ثم انقلب التفاؤل إلى تشاؤم من المآلات والمصائر التي تنتظر هذه البلدان بعد الربيع العربي.

لماذا برأيك تحول التفاؤل إلى تشاؤم؟
ربما كان من التسرّع الاعتقاد بأن انتفاضات "الربيع العربي"ستكون "يوم الخلاص"، و"نهاية التاريخ"عربياً، و"الكلمة الأخيرة"في المشهد الأخير. إلا أنه من الإجحاف كذلك أن نقول إن شيئاً لم يتغيّر. فالفكرة التي يدافع عنها هذا الكتاب هي أن انتفاضات "الربيع العربي"كانت محطة أساسية على "طريق طويل"، أو بتعبير آخر، فإن "الربيع العربي"يأتي كتتويج لذاكرة الأمل الضاربة بجذورها على مدى قرنين من التاريخ العربي الحديث، وهي ذاكرة انتظمت في مسار تاريخي طويل تعاقبت عليه ثلاث موجات كبرى من الآمال العربية الجماعية. فقد راهنت الموجة الأولى على أمل التنوير والنهضة، فيما راهنت الموجة الثانية على الثورة والتغيير الراديكالي الشامل والسريع، في حين راهنت الموجة الثالثة على التحول الديمقراطي السلمي والسلس، ويأتي الربيع العربي كموجة رابعة في هذا السياق.

تتحدث في "انقاذ الأمل"عن الحركات الاحتجاجية العربية والطريق الطويل إلى الربيع العربي، هل يتطلب نضوج الحركات الاحتجاجية عادة فترات طويلة أم أن هذا يحدث في الدول العربية فقط؟
على العكس من ذلك، فقد كان انفجار ثورات "الربيع العربي"وانتفاضاته بكل احتجاجاتها السلمية والواسعة والمترامية مشهداً غير مسبوق في كل تاريخ البلدان العربية. فقد سبق أن شهدت هذه البلدان انقلابات عسكرية، وانتفاضات خبز وجياع، ومطالبات إصلاحية، إلا أن ما جرى في انتفاضات "الربيع العربي"كان مفاجئاً واستثنائياً بكل المقاييس، فالحراك كان شعبياً ومتنوعاً ومطالبه كانت في البداية مطالب إصلاحية سياسية واجتماعية، ثم قفز الشعار الثوري المطالب بإسقاط النظام، وهذا ما ظننا أنه تحقق بالفعل. وهو ما حفّز "ملكة إصدار الأحكام"لدى كثير من المتفائلين ممن أخذهم حماسهم إلى حدّ الاعتقاد بأن "الربيع العربي"سيجلب الديمقراطية الليبرالية الناجزة إلى هذه المنطقة لا محالة، وسيكون فاتحة عصر جديد من التحولات الكبرى والمصيرية، وأنه "أشبه بالمعجزة"التي ستفتح المجال "لكي ينبلج عصر عربي جديد، وينفتح أفق غير مسبوق للعمل السياسي والتحول الديمقراطي"في المنطقة. إلا أنه لن يكون من الصعب أن نتوقّع حجم الإحساس بخيبة الأمل بعد أن ظهرت على السطح الكثير من مؤشرات الانتكاسة حتى في بلدان "الربيع العربي"ذاتها. فالإطاحة بأنظمة الحكم ليس أكثر من تجاوز عقبة واحدة في طريق التحول الديمقراطي، وهو تجاوز كشف عن عقبات أخرى في الطريق. لقد وضعت هذه الانتفاضات بلدان "الربيع العربي"على مسارات صعبة ومعقّدة، وعمّمت داخلها حالة من الفوضى، ودفعت اقتصاداتها إلى حالة من التردّي تهدّد بالانهيار، وأفسحت المجال أمام صعود لافت ومتوقّع للإسلاميين، والإخوان المسلمين والسلفيين على نحو خاص. 

 

الشكوك تطل برأسها حول إيمان الجماعات الإسلامية بفكرة الديمقراطية 

ماهو تقديرك لظاهرة صعود الجماعات الإسلامية بشكل لافت بعد الثورات العربية؟
هذه القوى ظلّت تعمل وتكابد، لسنوات طويلة من "تحت الأرض"، و"في الظل"، وأحياناً من داخل لعبة "الانتخابات بدون ديموقراطية"حقيقية؛ ولهذا فإن تكيّفها مع ظروف العمل السياسي العلني من "فوق الأرض"و"على المكشوف"قد يتطلّب فترة من الزمن. إلا أنه لا ينبغي أن نتصوّر كذلك أن أحداً سيمنح هذه القوى الفرصة المواتية والسهلة لالتقاط الأنفاس وإنجاز التكيّف مع الظروف الجديدة. فلا الحشود التي انتفضت وملأت الميادين كانت مستعدة لتفعل ذلك لأنها كانت على عجلة من أمرها لقطف الثمار والعودة إلى حياتها الطبيعيّة، ولا القوى السياسية المنافسة كانت ستهدي غريمها السياسيّ القويّ فرصة العمر ليتمكّن من بسط هيمنته على كل مفاصل الدولة، ومن إعادة ترتيب قواعد اللعبة السياسية بما يتناسب مع مصالحه. أضف إلى ذلك أن اللاعبين الخارجيين لن يقفوا، في الفترة الانتقالية، مكتوفي الأيدي ومقتنعين بلعب دور المتفرّج الذي يشاهد مصالحه الحيوية وهي تضيع من بين يديه، ومناطق نفوذه الاستراتيجية وهي تفلت من قبضته. ثم إن هناك شكوكاً كبيرة كانت كامنة بدأت تطل برأسها فيما يتعلّق بإيمان هذه القوى الدينية بفكرة الديمقراطية من الأساس، وبمدى استعدادها لاستلام إدارة دول قامت انتفاضات "الربيع العربي"من أجل الانتقال بها إلى الديمقراطية بكل ما يفترضه المعنى الأساسي والمتعارف عليه في الديمقراطية من ضمانات أكيدة للحريات والحقوق الأساسية، وتداول سلمي للسلطة، وفصل بين السلطات، والالتزام بسياسات اقتصادية عادلة وشفّافة، والأهم من ذلك كله تأمين توافق واسع بين القوى السياسية التي أسهمت في هذه الانتفاضات بحيث يضمن تجاوز الفترة الانتقالية بنجاح بدون أن ينفجر التنافس السياسي الحادّ على السلطة ومغرياتها. الأمر الذي من شأنه أن يبدّد مكتسبات هذه الانتفاضات، وقد يعجّل بانزلاقها نحو الصراع والمسارات الصعبة، ويدفع بها نحو المجهول، أو نحو ديكتاتورية جديدة، وخاصة أن بنية الديكتاتورية مازالت قائمة في هذه البلدان في ظل بقاء أجهزة الدولة التسلّطية وانعدام الموانع الحقيقية التي يمكنها أن تحول دون إعادة إنتاج الديكتاتورية مجدداً.

كيف تناول الكتاب مرحلة ما بعد الإطاحة بأربعة رؤساء؟
لقد قدمت تجربة تونس ومصر نموذجاً في التحول الديمقراطي السلمي والسلس إلى حدّ كبير، لكن الأجواء سرعان ما تغيّرت من التفاؤل بلا حدود إلى التفاؤل الحذر، إلى التخوّف، إلى الإحباط، وذلك عندما أخذت الأزمات تتفجر وتطفو على السطح لتثبت للكثيرين حقيقة حجبتها سُحُب الاستجابات الأولية المتفائلة، وهي أن التخلّص من رأس النظام لا يعني بالضرورة القفز إلى الديمقراطية الناجزة، فدون ذلك طريق قد يطول، مما حمل بعض المراقبين على القول بأن أوضاع هذه البلدان سوف تكون أسوأ حتى من مرحلة ما قبل "الربيع العربي"، وأن الربيع لم يكن إلا خريفاً أو شتاء إسلامياً أو غير ذلك من التحليلات. وسواء أتفقنا أو اختلفنا مع هذه التحليلات فإن الثابت هو أن "الربيع العربي"كان لحظة فاصلة ومهمة في تاريخ المنطقة، إلا أن الربيع الديمقراطي الحقيقي مازلنا ننتظره.

 

التحول الديمقراطي قد يستغرق قرن من الزمان

كيف تطرقت في كتابك إلى انعكاس الثورات العربية على بقية دول المنطقة؟  
من حيث المبدأ فإن معظم البلدان العربية بحاجة إلى التغيير والإصلاح السياسي والاقتصادي، وما يدافع عنه الكتاب، هو أن تغيّراً كبيراً قد حدث في المنطقة وفي بلدان "الربيع العربي"تحديداً، سيدفع بالبدايات الديمقراطية إلى الأمام ويمنع الانزلاق إلى الوراء. التحول الديمقراطي مخاض صعب وعسير، ولربما يستغرق هذا المخاض زمناً طويلاً ذهب أحد الكتاب "الليبراليين"إلى تحديده بقرن كامل آخر حتى "يتم الاستحقاق الديمقراطي في القرن الثاني والعشرين". 

تقول في الكتاب بأن هناك من أصيب بخيبة أمل جراء نتائج الربيع التي لم تلبي التوقعات التي كانت مرتفعة، فما الذي دفع الشعوب العربية المنتفضة إلى رفع سقف توقعاتها من الربيع العربي؟
كانت التوقعات في أوجها في مطلع العام 2011، وقد كان التحول السريع والسلس نسبياً في تونس ومصر قد لعب دوراً كبيراً في تعميم الإحساس بأن التحول الديمقراطي لا يتطلب الكثير، فما هي إلا دعوات في الفيسبوك للاعتصام في ميدان عام ثم تحتشد الجماهير وتملأ الميدان، وعندئذ لن يكون أمام النظام سوى الاستسلام والرحيل تحت ضغط الواقع الذي فرضته هذه الجماهير المحتشدة والمصرة والمستعدة لأن تقدم التضحيات من أجل التغيير. وهكذا راحت كرة النار تكبر وتتعاظم وتتنقل بين البلدان العربية من اليمن في 11 فبراير 2001، إلى البحرين في 14 فبراير 2011، إلى ليبيا في 17 فبراير 2011، إلى سوريا في 15 مارس 2011، ووصلت بعض شراراتها حتى حدود الجزائر والمغرب والأردن وعمان والعراق ولبنان والكويت والسودان... إلخ، إلا أن التعقيدات التي مرّت، ومازالت تمر بها تونس ومصر، ثم المسارات الخطرة والدموية التي سلكتها السيناريوهات الأخرى، كل هذا كان له الدور الأبرز في انحسار موجة الأمل، وانحراف مسار التفاؤل من التفاؤل بلاحدود إلى التفاؤل الحذر إلى التخوف إلى الإحباط. وكان على الكتاب أن يركّز على هذه المسألة؛ لأن هذا الإحساس آخذ في التنامي بشكل حمل البعض على الكفر بـ"الربيع العربي"، والحديث عن "لعنة الربيع العربي". 


الدكتورة زينب عبد العزيز: أخطاء المسشرقين حفزتني على التصدي لمهمة ترجمة معاني القرآن للفرنسية

$
0
0
صاحبة أحدث ترجمة للقرآن الكريم باللغة الفرنسية

الدكتورة زينب عبد العزيز: أخطاء المسشرقين حفزتني على التصدي لمهمة ترجمة معاني القرآن للفرنسية

عربيات - القاهرة: سمر الحلو

بعد محاولات جادة للكشف عن الأخطاء المسيئة للإسلام في ترجمة معاني القرآن الكريم للغة الفرنسية، اتجهت أستاذ الحضارة الفرنسية بجامعة الأزهر الدكتورة زينب عبدالعزيز إلى إصدار أحدث ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الفرنسية، لتكون بذلك أول امرأة مصرية تتصدى لهذه المهمة، وتقدم إنجازاً يضاف للمكتبة الإسلامية. الدكتورة زينب عبد العزيز تكشف لـ"عربيات"في هذا اللقاء عن أهم المحفزات والصعوبات التي واجهتها أثناء الترجمة، مشيرة إلى انعكاساتها الإيجابية، وتطلعاتها لدعم هذا النوع من المشاريع.

 

كيف تعاملت مع فكرة ترجمة معانى القرأن الكريم الى اللغة الفرنسية؟
راودني إحساس بالرهبة والتردد عند اتخاذ قرار ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، خاصة وأننى لست خريجة "أزهرية"، وإنما أعمل رئيس قسم اللغة الفرنسية بكلية البنات في جامعة الازهر، لذا فكرت كثيراً قبل الإقبال على هذه المهمة الشاقة، وبفضل الله تعالى ثم لغيرتى على ديني وعلى القرآن الكريم أقدمت على هذه الخطوة دون تراجع، حيث ألغيت كافة التزاماتي وتفرغت للترجمة، وكنت أصلى يومياً صلاة التهجد 15 ركعة وأدعو الله أن يوفقنى. استغرقت الترجمة 10 سنوات، و15 ساعة عمل يومياً، وكانت التحدى بالنسبة لي هو التصدى لأخطاء المستشرقين، ومحاولات التطاول على الإسلام والتعرض للقرآن الكريم.

 

ذكرت في أحد تصريحاتك أن ترجمة المستشرق الفرنسى "جاك بيرك"للقرآن استفزتك كثيراً وكانت وراء إصدار هذه الترجمة للرد عليه، فما هذه الأخطاء التى قمت برصدها؟
هذا صحيح، انزعجت كثيراً من ترجمة المستشرق الفرنسى جاك بيرك وصدمتنى للغاية لأنها تضمنت أخطاء معيبة، ومغالطات وتجاوزات وتطاول على القرآن الكريم و الإسلام. كما استفزنى التحريف المغرض والمقصود لتشويه صورة القرآن والإسلام. فعلى سبيل المثال وليس الحصر رصدت أخطاء كثيرة منها إهانة الذات الإلهية باسفاف، فهناك آية "يتوب الله"التي نفهمها بأن الله يتوب على عباده من الذنوب، فى حين قام بيرك بترجمها معتبراً أن الله – عز وجل - يخطىء ويتوب - والعياذ بالله -، ومن ثم فهو غير أمين على ترجمة القرآن، بالإضافة إلى أنه كتب مقدمة من 82 صفحة تأتى بعد الترجمة كنوع من الإحترام للقرآن على - حد قوله – بينما كان في واقع الأمر ينتقده، ويقول أن القرآن والإسلام غير صالحان لكل زمان ومكان، وأن لكل أجل كتاب، ولابد أن ينتهى القرآن فى يوم ما، وأن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نقل سور وآيات نادرة مثل سورة الاخلاص من الشاعر "فارمنتيس"، وأن سيدنا ابو بكر هو من قال ذلك. وبالتالى يقصد جاك ضرب الإسلام بواسطة تلك الترجمة، بالرغم من كونه أستاذاً فى جامعة فرنسية شهيرة، وعضو بمجمع اللغة العربية، أي أنه متمرس فى اللغتين الفرنسية والعربية معاً.

أهم الصعوبات تكمن في اختلاف الوعاء اللغوي بين العربية والفرنسية

ماذا عن الصعوبات التى واجهتك أثناء الترجمة؟ وهل هناك فقهاء أو علماء شاركوا معك في الترجمة؟
إطلاقاً، لم يساعدنى أحد في الترجمة لأنني على يقين بأن كل كل شخص قد يحاول أن يفرض وجهة نظره، وقد يربكنى ذلك ويشتت تركيزى ويعيق الترجمة، لذا اعتمدت فقط على الاستعانة بأحد أساتذة أصول الفقه والشرع بالأزهر، خاصة عندما أختار بين عدة كلمات لمعنى من معاني القرآن الكريم، فقد تظهر لي على سبيل المثال 5 احتمالات وينصحني الفقيه بالكلمة الأقرب للعربية. وأدين بالشكر لرئيس قسم اللغويات بجنيف، الذى واتتنى الفرصة لمقابلته أثناء مناقشة رسالة الدكتوراه، وعرضت عليه فكرة الترجمة والخطوات التى نفذتها، فشجعنى ونصحني بالاستمرار دون أن أتوقع تهنئة أو تكريم  من الأكاديمية الفرنسية على اشتقاق كلمات جديدة بالفرنسية من خلال هذه الترجمة كوني مصرية ومسلمة. وبالنسبة للصعوبات التى واجهتنى أثناء الترجمة، فهى ذات الصعوبات الأساسية التى تواجه جميع المترجمين، وهى الاختلاف الكبير بين الوعاء اللغوي في اللغة الفرنسية واللغة العربية، خاصة وأن الأخيرة شديدة الاتساع، والجذر فيها يعطى 80 تصريفة، على عكس الفرنسية التى تفتقد صيغ فعلية كثيرة، وقد تغلبت على ذلك بالرجوع للقواميس والبحث عن الكلمة والمقابل لها، مع استشارة أستاذ أصول الفقه إذا لزم الأمر حتى أستقر على الكلمة المناسبة فى الترجمة.

 

ما هو المنهج الذى اعتمدت عليه فى ترجمة معانى القرأن الكريم؟
لم أعتمد على إضافات أو شروحات أو هوامش كثيرة فى الترجمة مثل غيري، فهناك ترجمات طويلة للغاية والآية بها مترجمة في عدد كبير من الأسطر التي قد تشعر القارىء بالملل والتخبط فى المعنى، كما تعطي إنطباع بأن المترجم يحاول أن يفرض مفهومه على القارىء، لذا اعتمدت على الاسلوب المبسط السلس، الذي يوضح الفكرة والعبارة والكلمة دون ضياع المعنى، وحرصت على أن تكون الهوامش بالترجمة فقط لاظهار قيمتها وإبراز الإعجاز العلمي للآيات، وتوضيح هذا للغرب بكلمات مبسطة، خاصة لأولئك الذين لا يؤمنون بالغيب، أو بحاجة لأدلة وبراهين للإقتناع.


 

 700 شخص أشهروا إسلامهم فى افريقيا بالاستعانة بالترجمة

يقال أنه يشترط مرور 3 سنوات على إصدار الترجمة لاعتمادها والإعتراف بها من قبل الازهر، فهل هذا صحيح؟
لا أعتقد ذلك، لكن المتعارف عليه أنه عند الانتهاء من أى كتاب يتعلق بالإسلام تتم مراجعته من قبل الازهر، وأنا شخصياً قدمت ترجمتي إلى الشيخ أحمد الطيب وكان المفتى وقتها فأشاد بالترجمة وصرح إعلامياً بأنها تعد من أفضل الترجمات التى مرت عليه، وأشاد بما بذلته من جهد لإنجازها معتبراً أنه عمل قد لا تتمكن منه مؤسسة مكونة من عشرات الرجال ده مثبت بالتواريخ. غير أن الموقف السلبي كان من دور النشر التي لم تتبنى حتى الآن طباعة وتوزيع وتسويق هذه الترجمة. وللأسف مؤسسة الأزهر لا تطبع ترجمات المصاحف غيرالعربية، علماً أنني لم أفكر في الأمر بشكل تجاري بقدر ماكان توجهي لتحويله إلى صدقة جارية للجمعيات الخيرية غير الربحية. أما على صعيد تحقيق الترجمة لأهدافها فقد أبلغنى رئيس جمعية تبليغ الدعوة بالإسكندرية بأن 700 شخص فى إفريقيا أشهروا إسلامهم بعد إطلاعهم على الترجمة، بالإضافة إلى أن جمعية الدعوة الإسلامية العالمية في ليبيا تبنت طباعة الترجمة وأعلنت ذلك فى توصيات مؤتمر أقيم مؤخراً بهدف إيصال هذه الترجمة للشعوب "الفرنكفونية"، كما أن دولة المغرب تطبع طبعة ثانية من الترجمة، وسوف تخصص جزء للتوزيع مجاناً وجزء للبيع. 

 

ماذا عن موقع الفن التشكيلي من حياتك الآن؟
الفن التشكيلى هواية أعشقها ولا أستطيع أن أتوقف عنها، فقد قدمت 50 معرضاً منذ عام 1955 وحتى 2005، وحالياً أعد مقالة نقدية بعنوان "موقف الغرب من الإسلام"وسوف أقوم بترجمتها للفرنسية، ولكننى لن أتوقف عن الكتابة أو الرسم أبداً ولن أعتزلهما فى حياتي.

الأمير خالد الفيصل: جدة كانت، ولا تزال، وستبقى دائماً، أجمل عروس نزفها للمواطن

$
0
0
تفقد سير العمل في مطار الملك عبدالعزيز الجديد

الأمير خالد الفيصل: جدة كانت، ولا تزال، وستبقى دائماً، أجمل عروس نزفها للمواطن

تفقد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة مشروع مطار الملك عبدالعزيز الجديد، حيث تجول على كافة أرجاء المشروع والتي شملت مشاريع النقل ومداخل المطار بالإضافة إلى مشاريع الصالات وبرج المراقبة وكل مواقع العمل من أنفاق خدمة ومواقف.

وفي نهاية الجولة قال الأمير خالد الفيصل:  "أتقدم باسمي واسمكم وأهالي مدينة جدة ومنطقة مكة المكرمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد بأسمى آيات الشكر والتقدير على هذا المشروع العظيم الذي يعتبر من أهم المشاريع التنموية لمدينة جدة ومنطقة مكة المكرمة".

وتابع سموه القول: "لقد تجولنا معاً وشاهدنا الإنجاز الكبير لهذا المشروع وعلمت من القائمين عليه أن المشروع سينتهي إن شاء الله نهاية العام 2014 م، وبإذن الله يدخل الخدمة في بداية عام 2015م"، مضيفاً: "تم اعتماد 27 مليار ريال للمرحلة الأولى التي تستوعب 30 مليون مسافر وتشمل البنية التحتية للمرحلتين الأولى والثانية". 

وبين سموه أن مباني المطار تشتمل على 46 بوابة تستوعب 92 طائرة في ذات التوقيت، ويعمل بالموقع 24 ألف عامل على مدار الساعة طوال الأسبوع، ويستخدم في المشروع حوالي 2600 معدة ويعمل بالمشروع من المقاولين التنفيذين 100 مقاول فيما بلغت نسبة الإنجاز التي تمت حتى الساعة حوالي 45%.

وأفاد بإعتماد مشروع النقل العام في جدة، وكذلك مشروع قطار مكة المدينة يمر بجدة، قائلاً: "هي مشاريع عملاقة وواحد منها يكفي أن يفخر به الإنسان في أي دولة بالعالم في حين أنها تنفذ جميعا في مدينة جدة، لذا باسم أهالي جدة أقدم شكري لهذا الرجل الذي أصر على تنفيذها في وقت واحد ودفعة واحدة لكي تنجز في أسرع وقت ممكن، ألا وهو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذي يصر على أن ترتقي كل المدن في المملكة إلى مصاف الدول العالمية".

وأكد سموه وجود مشروع لدى أمانة جدة لتغير واجهة المطار الجنوبية إلى واجهة حضارية تواكب ما يشهده المطار من تطور وقال الدراسات أوشكت على الانتهاء وبنهايتها سيتم التنفيذ، مضيفا أن جدة كانت ولا تزال وستبقى دائما أجمل عروس ونحن نزف هذه العروس للمواطن في جدة، ونريد أن نلبسها أجمل الحلل لهذا العريس العزيز على أنفسنا جميعا وهو مواطن جدة.

وفي رد على سؤال أحد الصحفيين فيما يتعلق بتعثر المشاريع، أكد سموه بأن التعثر لا يكاد يذكر بينما المشاريع العملاقة تسير وفق الخطة الزمنية وكل مدن العالم يوجد بها مشاريع منجزة وأخرى متعثرة ونحن نعمل لدعم المشاريع المتعثرة لتصبح تحت التنفيذ حتى وإن كانت صغيرة.

 الجدير بالذكر  أن مطار الملك عبدالعزيز الدولي يعتبر من أكبر المطارات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا حيث يتربع على أرضٍ تبلغ مساحتها قرابة 105 ألف كيلومتر مربع، تحتوي في داخلها على العديد من المنشئات والمرافق التي تخدم المطار ، حيث تقرر تنفيذ المشروع بجميع مراحله على نفس الأرض.


 

الهدف من إنشاء المطار الجديد
جاءت الحاجة لإنشاء مطار جديد نظراً للإقبال المتزايد على مدينة جدة وارتفاع أعداد المسافرين من عام لآخر بشكل يزيد عن الطاقة الاستيعابية للمطار الحالي وتطور حركة النقل الجوي في المنطقة والطموح القائم لدى الهيئة العامة للطيران المدني في أن يتم أنشاء أحد من أكبر  وأهم المطارات في العالم ليكون صاحب سبق في المنطقة ويستحوذ على حصة كبيرة من حركة النقل الجوي  والترانزيت، وأن يصبح مطاراً محورياً يربط الشرق بالغرب.

 

مراحل المشروع

المرحلة الأولى: تهدف إلى خدمة ٣٠ مليون مسافر سنوياً بحلول عام ٢٠١٤م

المرحلة الثانية : تهدف إلى خدمة ٤٣ مليون مسافر سنوياً بحلول عام ٢٠٢٥م

المرحلة الثالثة: تهدف إلى خدمة ٨٠ مليون مسافر سنوياً بحلول عام ٢٠٣٥م

الدكتورة ملحة عبدالله عميدة المسرح السعودي لـ"عربيات": ابن الجزيرة أصل العالم، وفعالياتنا الثقافية محصلتها "صفر"

$
0
0
معتبرة أن الربيع العربي أفرز شخصيات عربية "مقنفذة"

الدكتورة ملحة عبدالله عميدة المسرح السعودي لـ"عربيات": ابن الجزيرة أصل العالم، وفعالياتنا الثقافية محصلتها "صفر"

عربيات - القاهرة: محسن حسن

مكوناتها الإنسانية الخالصة شكّلتها معاناتها المبكرة وسجالاتها البريئة من أجل إثبات الجدارة وتحقيق الذات. وثقافتها الثرية، ما هي إلا نتاج رحلة ممتدة العطاء بين أجناس الثقافة والفكر والأدب. أما وجدانها فهو ريفي قروي، محلّق في آفاق "أبها"و"آل حديلة"حيث إنطلاقاتها الأولى في ربوع البادية وأحضان القبيلة. روحها العربية الوثابة، وشخصيتها البدوية الواعية، كفلا لها تميزاً شديد التنوع والثراء، ومنحاها سجلاً فريداً في تاريخ المرأة السعودية والعربية؛ فهي أول امرأة بالمملكة تحصل على رسالتي الماجستير والدكتوراة من الولايات المتحدة الأمريكية في دراسة "الدراما والنقد"بالإضافة لدراسات أخرى مكملة في بريطانيا، وقد حققت في هذين المجالين جهداً بالغ الإنجاز والإبداع وصل إلى خمسة وخمسين نصاً مسرحياً، وأكثر من عشرين كتاباً نقدياً، وهو ما جعلها في مصاف المكرّمات دوماً على المستوى العربي، وعلى المستوى العالمي أيضاً بعد أن حصلت على جائزة اليونسكو عن مسرحيتها "العازفة"، فاستحقت بجدارة أن تلقب بـ "عميدة المسرح السعودي"، هذا بالإضافة إلى تميزها الكبير في تبني قضايا الدفاع عن التاريخ العربي وحضارته، وعن المرأة العربية وتاريخها. وهي المرأة العربية الوحيدة تقريباً التي يكرّمها الأزهر الشريف في مصر على نتاجها المسرحي المتزن.. إنها الدكتورة "ملحة عبداللة "، والتي التقت بها  "عربيات"في القاهرة، وأجرت معها هذا الحوار.  

أخشى على القرية السعودية من الوافد، وشعوري بالاغتراب قدري وقدر جيلي 

وأنت ابنة القرية السعودية في أبها وآل حديلة، مما تخشين على هذه القرية الآن؟
القرية هي عطر الزمن وذكرى المكان، والفطرة النقية الطاهرة التي لا تعرف للتكلف نهجاً ولا سبيلاً، وتلك الملامح التي شكّلت وجداننا وصاغت عالمنا منذ أن كنّا صغاراً وحتى شببنا عن الطوق، أخشى أن تتلاشى ويذبل عبقها الزماني والمكاني بفعل المدنية الوافدة والمعمارية المستوردة، فنفقد أعز ما نملك من هوية الريف وفولكلور القرية وثقافة الأصل والتاريخ والحضارة.

"مريم"المدرّسة الفلسطينية في حياتك هل تذكرك بمشكلة ما في البيئة الأسرية بالمملكة؟
نحن في المملكة تربينا على تكوين علاقات مودة مع كل مدرسينا ومدرساتنا، وهي علاقات دائماً ما تمتد لسنوات طويلة، ومريم مثّلت لي أماً ثانية في بدايات تكويني المبكر، وفي رأيي أن جيل الأطفال الصغار في حاجة ماسة لاحتواء مماثل داخل الأسرة السعودية والعربية، وفي الحقيقة أنا حزينة على الطفل العربي، لما يواجهه من تغريب وإهمال؛ فإذا كان طفلاً ذا عائلة ميسورة فهو متروك للخادمة، وإذا كان عكس ذلك فهو متروك للشارع، وهذا كله مرده لأنانية الأبوين، تلك التي يجب التخلي عنها من أجل التفرغ لتربية أبنائنا واحتوائهم.

تعتبرين الزواج المبكر عائقاً في حياة الفتاة السعودية؟
طبعاً بالتأكيد؛ فالطفولة لها حقوق واجبة النفاذ، ومن واجب الأسرة أن تقف حائلاً دون إنتهاك أهلية الطفولة وحقوقها، والزواج المبكر، يفقد الفتاة مكوناتها الطبيعية ومميزاتها الشخصية بفعل الحرمان القسري من استكمال طفولتها، و يؤثر سلباً في تكوينها العقلي والفكري والوجداني، وهذه الظاهرة أصبحت قليلة جداً الآن في المملكة لتغير الزمن والثقافة. 

أنت وجيلك تمثلون همزة الوصل بين زمن القبيلة وزمن العولمة، فهل تعانون الاغتراب؟
معاناة الاغتراب قدري أنا وجيلي؛ لأننا عانقنا حياة القبيلة في الماضي بكل مظاهرها وتقاليدها، وعبر فترة زمنية قليلة إذا بنا فجأة في مواجهة العالم المتقدم بكل أبعاده وتقنياته، دون خوض مرحلة الاحتكاك الناضج بالآخر المختلف ، ومن ثم فنحن جسر العبور الآن لمن يرغب في تلمس الماضي وتحسسه عن قرب، بينما يبقى هذا الماضي ماثلاً في تكويننا الوجداني والديني عندما نتماس مع الحاضر المتقدم بمفاهيمه المختلفة والمتباينة بل والمتضادة بالكلية أحياناً مع مكوناتنا الماضوية، وهذا هو عين الشعور بالغربة.

العربي مسكون بحب النار والماء

اعتبرت أن ابن الجزيرة العربية هو أصل العالم، ما حجم موضوعية هذا الاستدلال؟
لستُ نسّابة، ولم يكن متعمداً في دراستي "الجزيرة العربية أنساب وتقاليد"أن أصل إلى هذه الحقيقة، لكنني فوجئت بها حاضرة بقوة في ثنايا علم الأنساب، وعبر العديد من المخطوطات الموغلة في القدم وكذلك الأحجار المحفورة باللغات العربية الجنوبية ومثلها المحفوظة في "متحف ليدن"بانجلترا، وكيف أن آدم الذي كانت لغته في الجنة هي العربية قبل أن يتكلم السريانية، كان مقامه ودفنه في جزيرة العرب، وكيف أن نوح وذريته من أبناء آدم انتشروا في كل بقاع الأرض وشكلوا نسيجها البشري، ولقد كانت خلاصة هذه الدراسة إحساساً عميقاً بشراكة الأصل والدم والنسب مع كل البشر، خاصة مع من يشاركونني اللغة والعقيدة والتاريخ. أما الإعتراض على هذا الاستدلال فلا محل له من الإعراب؛ لأنها ليست مباراة في إثبات النسب بقدر ما هي حقيقة مرتكزة إلى أسس موضوعية غاية في الحياد والتوثيق.

بعد هذه الدراسة، ما الذي وجدته متجذراً في الشخصية السعودية؟
ما وجدته أمران أو صفتان، ليستا في الشخصية السعودية فحسب بل في الشخصية العربية ككل، وهي حب النار وحب المطر؛ فالعربي حياته ومكوناته مرهونان بهذين الشيئين؛ وهي تبع لهما، فهو ثائر كالنار مسالم كالماء، وشخصيته جامعة للضدين معاً بشكل متفرد عجيب. ومهما قاربه التحضر وغازلته المدنية، فإنه يظل متشبثاً بجذوره الأولى مسكوناً بمكوناته الخاصة.

الغرب استلهم نظرياته من علمائنا وصدرها إلينا

انتصارك في موسوعة "نقد النقد"للنظريات العربية واعتبارك إياها منبع النظريات العالمية وأساسها ، هل هو من باب التمسك بالأمل العربي؟ أم من باب تذكير الآخر غير العربي؟
لا هذا ولا ذاك، إنما هو إحياء وتجسيد وبعث لإرث علمي وحضاري وتاريخي أهملناه بفعل استسلامنا لمعطيات الطرح المغلوط لنظريات وفلسفات وآراء المستشرقين في مجال النقد المسرحي والشعري وغيره، وفي الحقيقة أنا لا أتهم أحداً بسرقة نظرياتنا، إنما باختصار أقول إن الغربيين استلهموا من نظريات الفارابي وابن رشد والكندي وابن سينا وابن خلدون وغيرهم ما يناسب طينتهم ومجتمعاتهم وثقافاتهم وسلوكياتهم، ثم هم يصدّرونها إلينا باعتبارها أصولاً نقدية مبتكرة ونظريات فكرية جديدة غاية في الحداثة، ومن ثم نصدقها نحن في "بلاهة"وبلا وعي، فنقع في محاذير التغريب وضياع الهوية والتاريخ والتبعية العمياء.. ويجد الناقد نفسه غريباً هائماً على وجهه لا يشعر سوى بالاغتراب عن أصوله النقدية العربية.. في"نقد النقد"واجهت بالحقائق طروحات "توماس فريدمان"المسيئة للثقافة العربية وتاريخها في كتابه "العالم مسطح"، وأقررت نظرية واقعية مفادها أن الإنصهار الفكري والثقافي في بوتقة النظام العالمي الجديد والاستسلام لسياسة "الحقن تحت الجلد"كفيلان بالقضاء على الشخصية العربية أو على الأقل إرباكها.

وما الذي ميّز النظريات العربية تحديداً؟
الذي ميّزها هو سبقها وتقدمها؛ وقد شهد جنوب الجزيرة العربية بدايات أصيلة لخطاب نقدي ناضج واضح المعالم، وباستنطاق الموروث النقدي العربي، وجدت أن أغلب النظريات الغربية ترتكز على الإرث الفلسفي الإسلامي والعربي  فالفارابي سبق "غولدمان"في فكرة الوصول إلى الجوهر، وسبق نظرية الـ "هنا"والـ "هناك"لـ"جاك دريدا"، وقد تضمنت كتابات الجاحظ وابن سينا ومسكويه والفارابي وابن رشد الكثير مما يتشدق به الغربيون من نظريات بما فيها نظرية الحداثة ونظريات البنيوية والتفكيكية التحليلية.  

ملحة عبدالله
 

المسرح السعودي مسرح هواة، واحترافه يحتاج لمؤسسة ترعاه

ما الدليل على أن المسرح في المملكة قديم قدم المسرح في الوطن العربي؟
المسرح كظاهرة قديم في منطقة الخليج  ولعل البعض لا يعرف أن اليمن كان لها السبق العربي عندما ظهر المسرح البريطاني على أراضيها خلال القرن السابع عشر، أما المملكة فقد كان عهدها بالمسرح قريباً جداً من عهد المصريين به، وذلك خلال الثلاثينيات؛ فكان هناك المسرح المدرسي، ثم  "دار قريش"للتمثيل في مكة بإشراف أحمد السباعي، وقد واجهت تلك المحاولات المبكرة بتحفظات اجتماعية شديدة في ذلك الوقت، إلى أن حلّ المسرح الكلاسيكي بقيادة حسين سراج وجيله؛ حيث عُرضت مسرحيات مثل "الدوامة"و "للسعد وعد"وغيرهما، ثم مسرح إبراهيم الحمدان خلال فترة السبعينيات حيث تم تقديم أول العروض المسرحية الرسمية تحت عنوان "طبيب بالمشعاب"عن نص "طبيب رغم أنفه"لموليير، وتستمر المسيرة، والحقيقة لا يزال المسرح السعودي رغم كل ذلك مسرحاً للهواة ولم يبلغ مرحلة الاحتراف المؤسسي بعد.

يعد ميزة أم عيباً كونك المرأة السعودية الوحيدة المتخصصة في الدراما والنقد؟
هذا يُسأل فيه غيري، ولكن يوجد الآن في المملكة أكثر من عشر سيدات يحملن درجة الدكتوراة في الأدب المسرحي، ورغم أنني أخشى أن يتهمني القاريء بالشيفونية، إلا أنني مضطرة إلى القول بأنهن متميزات فقط على مستوى الأدب المسرحي وليس المسرح، وفرق كبير بين الكتابة المسرحية، والخبرة العملية والإبداعية بمتطلبات العمل المسرحي؛ لأن النص المسرحي هو مجرد مشروع للمسرح، أما تحويل هذا النص لواقع مسرحي منطوق ومسموع ومرئي بشكل متكامل، فهذه هي الخبرة الحقيقية التي تحتاج الكثير من الجهد والتفاعل.

النظرة المتدنية للمسرح نشأت بسبب الخلط بينه وبين الملهى 

واجهت مبكراً النظرة التي تصنف المسرح ضمن الفنون اللاأخلاقية، هل لازالت تلك النظرة قائمة إلى الآن في المملكة؟
بالطبع لا، فتلك كانت نظرة قديمة مرتبطة بأسبابها المنطقية، ومتأثرة بما كان يحدث في مصر وسوريا ولبنان حيث كانت الملاهي والنوادي الليلية والمراقص في شارع الهرم تسمى مسارح، ومن ثم ارتبط اسم المسرح ـ على سبيل الخطأ ـ بأعمال الرقص و"التنطيط"، وقد كان لى حديث مع الدكتور أشرف زكي حينما كان نقيباً للممثلين بمصر، حيث طالبته بعدم إطلاق اسم المسارح على الملاهي والأندية الليلية، وأكدت له أن ذلك أضر بالمسرح في السعودية كثيراً وأخر من وتيرة نموه وانتعاشه؛ لأنه أعطى صورة منافية للأعراف والعادات والتقاليد المحافظة، وقد وافقني الرأى فيما قلت. والآن الأمر تغير كثيراً في المملكة حيث ينتعش المسرح وينمو بشكل جيد، وخاصة المسرح النسائي الذي يشهد إقبالاً كبيراً ملفتاً للنظر، غير أنه يحتاج لدعم رسمي يصل به إلى آفاق العمل المؤسسي والاحترافي. 

اختزال المسرح في الضحك أبعده عن دوره في تحريك الوعي الفردي والجمعي

لكن لماذا يقف المتلقي السعودي عند حدود المشاهدة فقط في مواجهة المسرح؟
هذا ليس على مستوى المسرح السعودي فقط بل في أغلب المسارح العربية، وهو نتيجة تسرب مفهوم خاطيء عن المسرح لدى المتلقي؛ حيث يكرّس البعض للترويج لمفاهيم ضيقة للعمل المسرحي منها مثلاً أنه يقتصر على إضحاك المشاهد، وهو ما عوّد المتلقي على الربط بين المسرح والضحك، فإذا اختفى الإضحاك المسرحي ينصرف المشاهد عن المسرح وينبذه، ورغم أنه لا اعتراض على عنصر الإضحاك في العمل المسرحي، إنما الطامة الكبرى هي اختزال المسرح في هذا الغرض فقط دون غيره من جوانب وأغراض العمل المسرحي الأخرى كتحريك الوعي الفردي والجمعي وإثارة روح النقد والقياس بهدف الحكم على الأشياء بطريقة صحيحة.

البعد الخامس نقطة ضوء

هل كان هذا سبباً من أسباب تفردك بنظرية "البعد الخامس في التلقي والمسرح"؟
نعم بالتأكيد، لأن المسرح العربي لا يحتمل المزيد من عوامل اتساع الفجوة  بينه وبين المتلقي، بل هو في حاجة ماسة  لتقليص تلك الفجوة؛ فعندما يتم نحت الشخصيات المسرحية نحتاً كاملاً في أعين المتلقي، فإننا بذلك نقطع عليه خط الرجعة فلا يستطيع إعمال خياله الخاص مع النص والعمل المسرحي ككل، وهذا هو لب نظرية البعد الخامس، والتي تعتمد على دمج عقيدة ووجدان المتلقي من خلال العمل المسرحي مع ترك نافذة مفتوحة من مكونات الشخصية المسرحية لخيال المشاهد، وهو ما يتيح له مشاركة وفاعلية أكثر تجاه ما يقدم له على خشبة المسرح. ومن ثم يتمكّن المتلقي من نحت الشخصية بنفسه. 

توترت العلاقة بين الناقد والمبدع بسبب الخلط بين مفهوم "النقد"و"الانتقاد" 

بين مسرحية "أم الفأس"و "غول المغول"ما الذي تغير في مسرح الكتابة لديك؟
في حقيقة الأمر أنا لا أهتم برصد مثل تلك التغيرات، لا لشيء سوى لأن كل عمل أو نص مسرحي في مسيرتي إنما هو حالة خاصة قائمة بذاتها، وغالباً ما تجد في نصوصي وأعمالي التزاماً تاماً بالمدرسة المسرحية التي أكتب وفق توجهاتها، وهذا ما عوّدت نفسي عليه.

بعد أكثر من خمسين نصاً مسرحياً، إلى أي المدارس المسرحية تميلين أكثر؟
إلى المدرسة الواقعية السحرية، فبعد تأمل عميق لمجمل ما ألفته من نصوص وجدتني مأخوذة بعالم الواقعية السحرية، ذلك الذي تستهويه الموروثات الشعبية والتراثية القديمة المحمّلة بالغرائبيات والأساطير حيث قدرة الخيال على قلب الصورة الواقعية الرتيبة إلى حالة من الدهشة والتجدد والحيوية.

بعد عشرات الكتب النقدية في مسيرتك الإبداعية، ما سر العداء بين الناقد والمبدع في رأيك؟
لأننا في عالمنا العربي درجنا على الخلط الدائم بين "النقد"و "الانتقاد"، وارتبط المفهوم النقدي لدينا بالهجوم على المنجز الإبداعي وفضحه وكشف ما فيه من عيوب، ومن ثم توترت العلاقة بين الناقد والمبدع، خاصة في ظل سطحية النقد ، وتصدر المشهد النقدي من قبل أناس لم يتربوا على النقد الموضوعي القائم على التحليل والتفسير بهدف توصيل الرسالة وليس تصيّد العيوب، ومأساتنا الحقيقية تكمن في تعالي النقاد وتضخيم ذواتهم، وهو ما أدى إلى الفصل بينهم وبين المبدعين والإبداع ككل.

لكن هل من حل لهذه الإشكالية النقدية من وجهة نظرك؟
لابد من التقارب بين الناقد والمبدع، وأن يتوحد الناقد مع شخصية المبدع ومع ما أنجزه من إبداع، وأن يكون مطواعاً للمعيار النقدي الذي يلتزمه بحيث تختفي تدخلاته النقدية الخاصة، والحقيقة أننا في حاجة ماسة لتكوين جيل واع وموضوعي من النقاد، خاصة وأن النقاد المسرحيين في الوطن العربي يعدّون على الأصابع ومنهم فوزي فهمي، ونهاد صليحة، والدكتور محمد عناني، وعددهم جميعاً لا يليق بحجم الوطن العربي الكبير.

معنى هذا أنك غير راضية عن النقد الانطباعي؟
النقد الانطباعي إذا اقتصر على دائرة المتلقي فمشكلته هينة، لكن المؤسف أنه تعدى المتلقي العادي إلى من يتصدرون المشهد النقدي بغير جدارة واستحقاق، ومن ثم ضاعت هيبة النقد وضاع دوره في استكشاف العمل الإبداعي وسبر أغواره، وبذلك نفقد القيمة الإبداعية والنقدية، بل ونفقد المتلقي أيضاً؛ باعتباره ضحية النقد السطحي الذي لا يرعى المتلقي بتبصيره بخفايا الإبداع الذي يشاهده أويقرأه أو يسمعه.

كيف ترين العولمة في إطارها العربي؟ وهل هي تلهث خلف سراب؟
ليست هناك عولمة عربية وأخرى غير عربية، فالعولمة هي العولمة في مفهومها الخاص بتكريس واقع "الإنسان الفرد"، فهذه هي فلسفتها، وأكبر الأسلحة وأقواها في مواجهة العولمة هو "معرفة الذات"؛ فأن تعرف ذاتك العربية بهويتها وتاريخها وحضارتها هو أفضل ما تواجه به الهجمات الشرسة للعولمة والتي تهدف في الأساس إلى تجريد الإنسان من جذوره القديمة والحديثة، ومن ثم تختفي ملامحه الاجتماعية والتاريخية، لأنه يصبح فرداً في العالم، ولعل موسوعة "نقد النقد"وكتاب "الجزيرة العربية أنساب وتقاليد"خطوة على الطريق نحو إثبات جدارة الشخصية العربية على المستوى الحضاري والتاريخي والإنساني.

النخبة سبب التراجع

ما تقييمك لموقع النخبة العربية المثقفة من الجماعة الشعبية العربية؟
النخبة هي سبب كل مشكلاتنا؛ فهي المسئولة عن غياب الوعي العربي بشقيه الجمعي والفردي، وهي السبب في تسطيح الإنسان في عالمنا، وإبعاده عن هويته وتاريخه وأصوله الأولى، وما نعانيه من فجوات ثقافية بين القاريء والمثقف والمبدع سببه تلك النخبة التي اعتمدت خطاباً نخبوياً متعالياً مثلها، ليس في استطاعته تجاوز الحناجر إلى أسماع وقلوب ومواجيد الإنسان العربي، ويؤسفني أن أقول إن الكثير الكثير من فعالياتنا المسماة بـ "الثقافية"محصلتها النهائية صفر بالنسبة لتشكيل وعي وثقافة الحضور. 

لماذا ترجئين محاولات الكتابة الروائية دائماً في مقابل نظيرتها المسرحية؟
بداية ليس كل كاتب روائي يستطيع أن يكون كاتباً مسرحياً؛ لأن الكتابة المسرحية ليست سرداً كما هي الحال في الكتابة الروائية، ورغم حرفيتي في الكتابة للمسرح، فإنني أخشى من كتابة الرواية، وفي اعتقادي أن مرحلة الخوف هذه ستنتهي بصدور رواية جديدة قريباً جداً.

لماذا لم تحاولي خوض تجربة التمثيل المسرحي خاصة مع احتكاكك الكبير بالمسرح؟
قمت بالتمثيل في سن مبكرة في المسرح المدرسي، لكنني لا أجد في نفسي ممثلة جيدة حتى أخوض هذه التجربة، ثم إنني تقاليدية في عاداتي ومكوناتي البيئية والثقافية ومن ثم لم أجد مثل هذه التجربة تروق لي كثيراً.

بالنظر لمسرحيتك "إغتيال المواطن دو"كيف ترين التطبيع الثقافي مع إسرائيل ومن يدعون لمثل هذا التطبيع؟
كل مسرحياتي تقريباً تنطق بالعداء لهذا الكيان الغاصب القاتل الدموي الذي لا يتورع عن ارتكاب أى فعل متجرد من الإنسانية، لذا فرأيي معروف في تلك المسألة، أما من يدعون للتطبيع الثقافي فلهم رأيهم واعتباراتهم الخاصة التي لا أجد مبرراً للتدخل فيها أو التعليق عليها.

نص العازفة أنصف المرأة وحقوقها وصورتها المغلوطة في الإعلام

من منطلق مسرحيتك "العازفة"هل ترين المرأة العربية تستجدي حقوقها؟
نعم بالتأكيد، فلا تزال المرأة العربية مهضومة الحقوق، تعاني كثيراً من أجل الحصول على حقها في ممارسة حياتها كمفكرة وكإنسانة، ونص العازفة جاء تجسيداً لمعاناة المرأة العربية وللرد على صورتها المغلوطة عبر وسائل الإعلام المختلفة، تلك الصورة التي أظهرتها عكس ما هي عليه في حقيقة تاريخها الطويل الذي ينطق بدورها الكبير في رفع تهمة "العصبية"عن المجتمع العربي القبلي، تلك التهمة التي لم أجد لها أثراً حقيقياً في تاريخ العرب الممتد. 

لكن لماذا تحملين الرجل وزر عدم صدارة المرأة ونهوضها؟
لم أحمل الرجل مثل هذا الوزر، والدليل أنني في مسرحية العازفة قدّمت الرجل والمرأة كثنائي غير قابل للفصل أو التجزئة؛ حيث يكمل كلاهما الآخر، حتى ما يحمله النص من قسوة ظاهرة للرجل في معاملته لها، جاء مقروناً بحبها الظاهر له وارتمائها بين يديه.

موقع المملكة يحتّم مراعاة الهوية الدينية عند الكتابة

في رأيك كيف تتحول الهوية الإسلامية في المملكة إلى عنصر داعم للمسرح؟
الهوية الإسلامية في المملكة الآن هي التي تسمح بإنجاز ثلاثة مهرجانات سنوية للمسرح ما بين المسرح الرجالي والمسرح النسائي، ومسرح الطفل، وهي خصوصية للمجتمع السعودي، وأرى أن المسرح في عهد الملك عبدالله قد اجتاز مراحل من التقدم والنهوض، ويبقى الدور على كاتب النص المسرحي ومخرجه إلى النور في مراعاة تلك الهوية في المملكة، وفي رأيي أن الكاتب المسرحي الواعي  هو الذي يبتعد عن توظيف "التابوهات الثلاثة"الدين والجنس والسياسة بشكل يسيء للمضمون العام للعمل وللبيئة المحيطة به. خاصة في المملكة التي تملك هوية خاصة جداً ترتبط بوجود الحرمين الشريفين فيها. 

في الختام، لماذا ربطت بين ثورات الربيع العربي وبين ظهور "زمن القنفذ"؟
لأن الربيع العربي أفرز لنا شخصية عربية "مقنفذة"، تتخذ من معطيات التكنولوجيا الحديثة ستاراً دفاعياً عن سماتها الوهمية التي تصور لها أنها جديرة بالحكم على الآخرين وتوصيفهم، بل ومحاكمتهم إذا لزم الأمر، كل ذلك رغم أنها في واقع الأمر شخصية لا تملك شيئاً من مقومات الفكر أو العلم أو الفلسفة أو ما يمكنها من الحكم على المادي والمعنوي بشكل صحيح، ورأيي أن السر في ظهور هذا النمط من الشخصية العربية هو هبوب رياح التحرر التي أزالت حواجز الضبط والربط لمجريات حياتنا الأدبية والثقافية والسياسية، وهو ما عكّر صفو المشهد العربي في أغلب المجالات؛ حيث يتصدر السفهاء والسطحيون وأشباه المثقفين، بينما يتأخر المستحقون للصدارة، والحقيقة أن هؤلاء جميعاً ضحايا أفكار ونظريات "فريدريك إنديك"و "توماس فريدمان"وغيرهما، والتي تهدف في الأساس إسقاط "الكاريزما"في كل العالم.  

معهد العالم العربي في باريس يحتفي بمرور 25 عاماً من الإبداع في الرياض

$
0
0
أمسية فنية يحفها الفن من كل صوب

معهد العالم العربي في باريس يحتفي بمرور 25 عاماً من الإبداع في الرياض

عربيات - الرياض: دينا الشهوان

"الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية"هذا ماقاله بابلوو بيكاسو، أما فرانسواز ساجان فقالت بأن "الفن يجب أن يفاجئ الواقع"، وضمن هاتين المقولتين يظهر الفن بلغته العالمية الخالصة.

 أصبح التوق والشغف للفن في العالم العربي أكثر من قبل؛ أو كأنه عاد إلى عصره الذهبي مرة أخرى، لاسيما مع وجود صالات تهتم بجميع أطياف الفن وتعدادته، مع التركيز على الفن في العالم العربي والإسلامي، ومنذ أسبوع استضاف غاليري "نايلا"باقة من أعمال العرب ضمن معرض 25 عاماً من الإبداع العربي، لأول مرة في المملكة العربية السعودية بمدينة الرياض، وبمبادرة من معهد العالم العربي بباريس فرنسا، وقد جاء المعرض كإحتفال باليوبيل الفضي لمعهد العالم العربي بباريس. وقد تم الافتتاح برعاية من معالي الدكتور عبدالعزيز بن محي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام، وسعادة السيد جاك لانج رئيس معهد العالم العربي في باريس، وبحضور السيدة منى خازندار مديرة المعهد، في 29 ابريل 2013 وسيستمر المعرض حتى 7 يونيو 2013.

جاءت هذه المبادرة لتؤكد بدورها على تعزيز العلاقات الثقافية العريقة بين فرنسا وبين المملكة، إضافة إلى إلقاء الضوء على أهم تطورات الفنون البصرية في العالم العربي على مدار 25 عاما لأعمال أشهر الفنانيين المعاصرين العرب. 

يقول إيهاب اللبان والذي تكفل بمهمة بناء المعرض: "من المؤكد أن هناك ملامح حضارية وسمات ثقافية كثيرة ومتباينة، يتكون عبر تجاورها شكل أي مجتمع، وعن طريق رصد وملاحظة هذه الصفات نستطيع فعلاً رسم صورة شارحة وبناء مشهد شبه متكامل لشخصية وطبائع هذا المجتمع". ويضيف: "يعيد المعرض استكشاف أعمال وممارسات تم عرضها أو عرض أفكارها الأولى في عروض سابقة إقليمية أو دولية من مشاريع تحاور الفكرة المعاصرة، منها الذاتي أو الغامض أو الكامل، ومؤكد التفسيرات".


من الأعمال المشاركة في المعرض

على هامش معرض إبداع الفن العربي، أقيمت أمسية فنية في غاليري نايلا تروي قصة سيرة ومسيرة الفن لدى كل  من الفنانين السعوديين عبد الناصر غارم، والفنانة مها الملوح قدم كل واحد منهما مسيرته الفنية من خلال أعماله الفنية.

تحدثت مها الملوح بكل شفافية عن أعمالها برؤية ثابتة خاصة بها، فالشغف للذاكرة يظهر في أعمالها، وهي دائمة الالتفات لتفاصيل في حياتنا اليومية  نراها ولا نكترث بها، ويبدو أن أعمال مها تعيد الذاكرة لمعاني اختفت من ذاكرتنا، كما يغلب على أعمالها  استرجاع إحياء تراثيات البيئة السعودية، والتركيز على هوية الإنسان ضمن البيئة التي يعيش بها. عرضت الملوح بعض أعمالها مستخدمة تقينة (الفوتوجرام)، وتنوعت أعمال الملوح بين التصوير والأعمال الفنية المركبة. 


الفنانة مها الملوح

أما الفنان عبدالناصر غارم فاستعرض بداية مشواره مع الفن بسلاسة، معتبراً أن بداخل كل إنسان حب للفن. غارم الذي كانت لديه  محاولات عدة في بداية حياتة وصل إلى هويته الفنية بمشوار رسمه لنفسه من بين أعماله التي لاقت الإعجاب، فقدم قبة الرسالة والتي ترقد تحتها حمامة السلام، وتم عرضها في أحد مزادات دار كريستيز العالمية، وعمل آخر عبارة عن  قبة الكونجرس الأمريكي، ومن تحتها البترول مستخدما نفس أيقونة الكونجرس للتعبير عن العمل بشكل أدق. 

اللافت في أعمال غارم واقعيتها من حيث الشكل والمعنى، فهو دائم البحث عن ما يشغل العالم من قضايا إنسانية مؤثرة.

اتخذ غارم كلمة "آمين"أيقونة لأعماله القادمة، وهي الكلمة التي يتفق عليها جميع الشعوب ضمن لغاتهم، حتى كبرت الفكرة لدى غارم لتتحول تلك الأيقونة إلى مؤسسة فنية تعنى بالمواهب السعودية الشابة، وتمد لهم يد العون والدعم وتسهم في صقل تجربتهم الفنية.

روز سافيدج، أول امرأة تقطع 3 محيطات وحدها: الشجاعة نكتسبها بالممارسة

$
0
0
مؤكدة أن الصبر ليس له ذروة ولا حدود

روز سافيدج، أول امرأة تقطع 3 محيطات وحدها: الشجاعة نكتسبها بالممارسة

عربيات - رشيد فيلالي

تحاور عربيات السيدة روز سافيدج وهي من ألمع وأشهر الأسماء في عالم الرياضة وتحديداً ضمن رياضة التجديف عبر المحيطات، كما أنها مناضلة شرسة في مجال الدفاع عن البيئة، وكاتبة ومحاضرة، حاصلة على أربعة أرقام قياسية في مجال التجديف عبر المحيطات، فضلا عن كونها أول امرأة تقطع وحدها المحيط الأطلسي والهادي والهندي، حيث قطعت 15 ألف ميل أو ما يعادل 5 ملايين تجديفه، وأمضت حوالي 500 يوم من حياتها في عرض البحر على متن قارب طوله 23 قدما. نشرت روز سافيدج كتابا حول مغامرتها الاستثنائية عام 2009 بعنوان "التجديف في المحيط الأطلسي: دروس وعبر من المحيطات المفتوحة"، وسيصدر كتاب ثان لها  بعنوان "أوقفوا الإنحراف، إبدأوا التجديف: امرأة واحدة  تبحث عن السعادة في المحيط الهادئ"وذلك في 15 أكتوبر من هذا العام 2013. تصنف السيدة روز سافيدج كبطلة للأمم المتحدة في الدفاع عن البيئة، وهي عضو في الجمعية الجغرافية الملكية، كما أنها عضو في نادي المستكشفين بنيويورك، و قد أدرجت ضمن أفضل عشرين مغامراً بريطانيا في صحيفة الدايلي تلغراف، وفي عام 2010 نالت لقب مغامرة العام من طرف ناشيونال جيوغرافيك، وفي الحوار التالي نتعرف عن قرب على هذه المرأة.

 

في أعقاب النجاح الذي حققتيه في مجال المغامرة عبر البحار والمحيطات، هل تعتقدين بأنك أعطيت درسا كافياً لأعداء الطبيعة، باعتبارك من أبرز المناضلات في هذا الشأن؟
في الحقيقة أنا حتى الآن نسبيا لم أبدأ بعد، إذ على مدى الثمان سنوات الماضية استخدمت مغامراتي لرفع مستوى الوعي وطرح إجراءات عملية بشأن القضايا البيئية، وذلك عن طريق مدوناتي وحساباتي في فضاءات التواصل الاجتماعي على غرار الفيس بوك والتويتر، وأتصور بأنه كان لذلك أبلغ الأثر، ولاسيما في الوصول إلى الناس الذين لا يعتبرون بطبيعتهم من أنصار البيئة. ولكن من الواضح أنه لا يزال أمامنا طريق طويل جداً، فنحن نواصل تلويث كوكبنا الوحيد، رغم أننا نعيش على أرض ذات معالم محدودة ، خاصة وأنا تعدادنا الديموغرافي وصل الآن إلى 7.1 مليار نسمة مما يزعزع منظومة التوازن البيئي، وهذا لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة لنا مع الأسف، يبدو أننا فقدنا أغلب قدراتنا أو  إرادتنا في النظر نحو المستقبل لمعرفة اتجاهنا، مع أن الثقافات القديمة والشعبية أدركت ذلك جيداً. وفي اعتقادي نحن بحاجة إلى إنشاء مقياس جديدة لتعريف النجاح، ولا سيما وأننا لا نزال نتصور دائما بأن "المجد"يكمن في امتلاك منزل فاخر ودخل مرتفع  ومسايرة أحدث الصيحات، مع أنه لاشيء قابل للدوام فقد أثبت علماء النفس في المقابل على أن هذا التباهي بالاستهلاك غير مجد لإسعادنا، مقارنة بالعوامل الكبرى التي تترك في النفس سعادة غامرة، وهي المساهمة في تطوير مجتمعنا، وتوثيق روابط علاقاتنا وصداقاتنا بالآخرين، وممارسة الحياة بوجدان حي ومتفاعل. في عالم مثالي سيكون لدينا المزيد من السعادة البشرية، المستمدة من عوامل حقيقية ومستدامة وفي نفس الوقت يتقلص فيه تأثيرنا البيئي السلبي، وذلك من خلال الفهم بأنه سيتم استيفاء الاحتياجات الأساسية مرة واحدة وربما أقل بعيداً عن الإنسياق الأعمى.

نسلب مستقبل الأجيال القادمة بإهمالنا للبيئة

هل فكرت في الدفاع عن حقوق الأطفال وغيرها من القضايا الإجتماعية والإنسانية؟
لا، لم أقم بأنشطة تتعلق بالأطفال واستغلالهم في مختلف الأعمال المرهقة، لكن باعتباري ملتزمة على المستوى الأخلاقي، فإنني أجتهد في تحديد أهدافي بشكل مستنير، فحين أقوم بحملة لحماية بيئتنا فإنني لا أفعل ذلك من أجل أطفالنا الذين يعيشون بيننا الآن، ولكن من أجل الأطفال الذين لم يولدوا بعد، وفي هذا السياق أذكرك بأنني أهوى الغطس وعليه فأنا أعمل على زرع محبة هذه البيئة، ومن ثم مد يد العون للمحافظة على الشعاب المرجانية والإبقاء على الحياة البحرية في صحة وتنوع. إنني أحب مشاهدة الحيوانات وسط بيئتها الطبيعية، وآمل من أطفال المستقبل أن يكونوا محظوظين بسماع زقزقة العصافير، والتجوال في الغابات البرية الكثيفة. أحب أن نكون بصحة جيدة، وآمل أن لا نساهم في مزيد من التلوث لبيئتنا كي لا نتسبب في التأثير على صحة الأجيال المقبلة ونقلل من حيويتها. والحق أننا الآن نقوم بسرقة المستقبل، فحياتنا الراهنة سوف تحد من مستوى المعيشة لدى الأجيال القادمة، وهذا يشعرني بأنني مذنبة، مع أننا جميعاً نملك العلم والمعرفة من أجل اختيار مسار مختلف. أريد من أطفال المستقبل عندما يتلفتون خلفهم أن ينظروا بعين الرضا إلى جيلنا ويشكروننا، أفضل من أن يشعروا بالغضب حيال ممارساتنا التي تسلب الأرض جمالها، أنتظر منهم أن يكونوا ممتنين لنا، لأننا كنا أكثر حكمة على الرغم من صعوبة اتخاذ الكثير من القرارات الحاسمة للحفاظ على هذا الكوكب الجميل.  

ما يزال هناك تمييز عنصري بين الرجل والمرأة، وأتصور بأن خوض المغامرات يعد رسالة واضحة بأن المرأة في مقدورها اجتراح الخوارق، فمن أين حصلت على هذه الشجاعة للإقدام على مغامراتك؟
الواقع أنه على مر التاريخ لم تكن المرأة أقل شجاعة من الرجل، وفي اعتقادي أن الشجاعة ليست حكراً على جنس واحد، أما فيما يخص مصدر شجاعتي فأنا على يقين تام بأن الشجاعة يمكن أن نكتسبها بالتعلم، فهي ليست شيئا يولد معنا، وليس من عادتي أيضا أن أكون شجاعة، إذ على نقيض ذلك فمن عادتي الخوف من عدة أشياء، كنت أخاف من الظلام ومن أن أكون مختلفة، وأخاف من نفسي ومن المحيطات ذاتها ولا أزال كذلك، فخلال الأسابيع الأولى لي بالمحيط الأطلسي كنت أشعر بالذعر خاصة في فترة الليل، لكن بعد مدة من الزمن تشعر بالتعب من الخوف ذاته، فتجد طريقة للتعايش مع هذا الخوف، وقد واجهت مرات عديدة الإحساس بأن صبري قد نفذ من شدة الخوف والإحباط والملل والألم، ولكن كوني لا أملك الاختيار باعتباري في قلب المحيط اكتشفت أن هناك طريقة واحدة للمرور إلى الضفة الأخرى، وبناء على هذا التصور الإيجابي واصلت المضي قدماً، لأدرك بعدها بأن ذروة الصبر ليست سوى سراباً، وأنها مجرد خيال لا وجود له إلا في أذهاننا وليس في الواقع.

تحولنا من مجتمعات أمومية إلى أبوية، وفي الحالتين نفتقد الإحترام المتوازن للجنسين

ما رأيك في المرأة العربية؟ وهل لديك نصيحة معينة تودين إسداءها لها من خلال هذا الحوار؟
أعتقد أن ظروف الحياة مختلفة جدا بالنسبة للمرأة العربية، والتي تعاني من الكثير من القيود التي لا توجد لدى المرأة الغربية. ربما بعضهن تجاوزن هذه القيود وهذا شيء إيجابي. أنا على كل حال أؤمن جداً بحرية الاختيار، و أرجو أن تطلب المرأة العربية الحصول على المزيد من الحرية، لقد مضت آلاف السنيين كانت المجتمعات البشرية أمومية، غير أننا الآن مجتمعات أبوية، ومن خلال رؤيتي للمستقبل ستكون هناك مجتمعات لا يتحكم فيها نوع الجنس، وأن هذه المجتمعات سوف تسير بطريقة جيدة عندما يكون هناك احترام وتقدير لكلا الجنسين.

هل حققت أحلامك في الحياة وما هي فلسفتك الشخصية التي تعملين بها في حياتك اليومية؟
لا يزال أمامي الكثير مما أريد تحقيقه، فبالنسبة لي كان التجديف عبر 3 محيطات مجرد بداية ومرحلة هامة في رحلة حياتي، كشفت لي عن قدرتي على تجاوز مرحلة خوفي، وتجاوز إمكانياتي كإنسانة عادية لأصبح ما أنا عليه اليوم. وقناعتي أننا جميعاً لدينا الكثير من الإمكانيات التي يجب أن نكتشفها ونوظفها، فأتمنى أن تكون قصة حياتي ملهمة لكي تساعد الآخرين على النهوض وتحقيق ما يحلمون به. أما حكمتي المفضلة  فهي عبارة عن اقتباس من الممثل الراحل دنهولم إليوت "واجه نفسك كل يوم لمعرفة مدى شجاعتك"، إننا حقاً نملك من الشجاعة ومن الإمكانيات الداخلية مالا يمكن تصوره، فقط علينا أن نؤمن بذلك.

Viewing all 214 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>